أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صباح كنجي - كردستان ... مستقبل وآفاق التجربة السياسية الناشئة -1














المزيد.....

كردستان ... مستقبل وآفاق التجربة السياسية الناشئة -1


صباح كنجي

الحوار المتمدن-العدد: 2397 - 2008 / 9 / 7 - 08:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



المدخل...

قبل أيام زارني أحد الوزراء من كردستان، بحكم الصداقة التي بيننا ارتضى أنْ يبقى معي في غرفتي الصغيرة مدة ثلاث أيام ٍ..
كنا نتجول في أرجاء مدينة هامبورغ الجميلة بين حدائقها وغاباتها وفي مينائها لساعات متأخرة من الليل في مسعى ً مني لإطلاع صديقي الوزير عن أهم معالم مدينة هامبورغ الجميلة التي تشهد تطورا ً عاصفا ً في كافة المجالات.. ونستذكر بين الحين والآخر بعض الأحداث وشيئا ً من تفاصيل تلك الأيام القاسية التي مرت على الجميع... وأيضا ً بعضا ً من جوانب التجربة الكردية وآفاقها..
كنت أستوضح منه عن بعض جوانب التقصير في المجالات الخدمية والإدارية ونتائج العقدين الأخيرين على واقع الحياة السياسية وضرورة التفكير بتطوير الأطر السياسية بحكم المتغيرات في الواقع الاجتماعي و الاقتصادي وحالة التحول من أحزاب معارضة إلى أحزاب سلطة وغيرها من التفاصيل...
في اليوم الثاني...
عدنا في ساعة متأخرة من الليل.. مع خيوط الفجر حاول الوزير أن يخلد للنوم على أنغام موسيقى مزعجة تترافق مع شخيري الذي يوقظني أكثر من مرة في كل ليلة...
في الساعات الأخيرة من الفجر.. ومع السادسة صباحا ً رنّ هاتفي.. كان محدثي شابا ً من العراق ممن مازالوا يرفدوني بالمزيد من الأخبار الدقيقة أو يستنجد بي لمعالجة حالة أو شيء يتطلبُ الرأي أو التدخل بحكم علاقتي السابقة ومعرفتي لبعض المسؤولين و لخبرته بطبيعة شبكة الاتصالات التي تتدخل لتقطع المكالمات في كل لحظة تعود أن يدخل في الموضوع بلا مقدمة ومن غير أن يضيع الوقت في مجاملات وتحيات الصباح واسرد بألم شكواه...
- قال لي... علي إبن أبو هندرين يريدُ أنْ يتوظف لكنهم طلبوا منه أن ينتمي للحزب الديمقراطي الكردستاني ..! كشرط للتعيين... وأضاف أنت تعرفه وتعرف أبيه ومعاناتهم في فترة سطوة البعث وتضحياتهم..
- ومن يطلب منه ذلك؟
- حسن شيخ علو مسؤول الحزب الديمقراطي الكردستاني في بعشيقة وبحزاني...
توقف مؤشر ذاكرتي على بعض من تفاصيل طريةٍ... أبو هندرين المطاردُ من زبانية البعث لأكثر من أربعة عقود مضت كانت حصيلتها معاناة لا تحصى وخسائر لا تعوض ..أبو هندرين صاحب المواقف الشجاعة حينما اختار إسما ً لأبنته الكبرى تفاخرا ً بمعركة جبل هندرين التي قادها الشيوعيين الأبطال ... وأبو هندرين الذي أتى معنا بعد سقوط الدكتاتورية إلى وادي إسماقولي رغم إصابته بالذبحة الصدرية للمساهمة في نقل رفاة الشهداء الابطال أبو فالنتينا وأبو سمره...
هاهو ابنه يسعى للحصول على ابسط حق إنساني لفرصة عمل لكنه يواجه بسلطة جديدة أبت أن ترفع غبن التاريخ فقررت مواصلة الاستبداد ذاته بعد أن تغير المسمى..
فكانت صرخة صديقي الذي هاتفني في تلك الساعة ليشتكي بمرارة..
- لم يتغير شيء ذهب البعث وجاء البعثيون الجدد...
- رددت مع نفسي ..يا إلهي إلى أين وصلت الأمور كيف يمكن المقارنة بين المرحلتين بهذا الشكل المريع لو لم يذق الناس مرارة الوضع الجديد وملابساته وبعض إفرازاته القاتلة...
عدتُ من جديد لخزين الذاكرة... حسن شيخ علو.. المعلم المطارد ابن العائلة الكادحة من أنصار الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي تم نفيه من بعشيقة إلى سنجار في سنوات القمع وكاد أن يُعدم من جراء تقارير أمنية كان يرفعها إلى مديرية الأمن زميله في ذات الحزب وصديق طفولته بعد أن أصبح وكيلا ً للأمن ..
حسن المقموع كيف يتحول إلى قامع.. حسن الضحية كيف يتحول إلى مستبد يفرض على الناس الانتماء ... حسن الكادح كيف يضع العراقيل أمام البشر من اجل الحصول على وظيفة في دائرة بائسة؟!!!
ولأني أدرك بحكم التجربة أن الموضوع اكبر وأعمق من مسألة البحث عن فرصة عمل أو تعيين وظيفي لابن أبي هندرين أو أي مواطن آخر، وأخطر من العقبات التي يضعها حسن شيخ علو كشرط أمام من يسعى مكافحا ً للحصول على حقوق البشر...
جعلتُ هذا مدخلا ً للشروع في كتابة سلسلة من المقالات التي سأتناول فيها آفاق التجربة السياسية الناشئة في كردستان في مسعى لتحليل بعض المتغيرات التي حدثت في العقدين الأخيرين من الزمن مع محاولة لتشخيص سبل الانتقال إلى الحالة الأفضل .

ما الذي يدفع بالناس للشكوى من الأوضاع المستجدة؟ ذلك سيكون محور الحلقة القادمة؟ ولأجل المشاركة الفاعلة في معالجة الخلل أدعو القراء للمساهمة في الإجابة على التساؤلات التي تطرح في نهاية كل حلقة..



صباح كنجي




#صباح_كنجي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وصية أمي.. دير بالك على درمان..
- رؤيا اليقين لسلام ابراهيم*
- رؤيا اليقين لسلام ابراهيم* 2-3
- رؤيا اليقين لسلام ابراهيم*1-3 قصص تدعو لإعادة صياغة الوعي وا ...
- حِكايَتنا مَع َ التقاعد ِ للمرة ِ الأخيرة ِ..
- آزاد سعيد.. تخرصاتُ باحث ٍ أمْ نفاياتُ إرهاب ٍ !..11-ج3
- آزاد سعيد.. تخرصاتُ باحث ٍ أمْ نفاياتُ إرهاب ٍ !..11-ج2
- آزاد سعيد.. تخرصاتُ باحث ٍ أمْ نفاياتُ إرهاب ٍ !..11-ج1
- آزاد سعيد.. تخرصاتُ باحث ٍ أمْ نفاياتُ إرهاب ٍ !..(10)
- أطالبُ بعزل ِ الرئيس جلال الطالباني
- آزاد سعيد.. تخرصاتُ باحث ٍ أمْ نفاياتُ إرهاب ٍ !..(9)
- رسالة غير سرية ...عن التيار الليبرالي
- آزاد سعيد.. تخرصاتُ باحث ٍ أمْ نفاياتُ إرهاب ٍ !..(8)
- عاجل.. بشرى سارة إلى كافة البيشمركة
- آزاد سعيد.. تخرصاتُ باحث ٍ أمْ نفاياتُ إرهاب ٍ !..(7)
- آزاد سعيد.. تخرصاتُ باحث ٍ أمْ نفاياتُ إرهاب ٍ !.. (6)
- آزاد سعيد.. تخرصاتُ باحث ٍأمْ نفاياتُ إرهاب ٍ!..(5)
- آزاد سعيد.. تخرصاتُ باحث ٍ أمْ نفاياتُ إرهاب ٍ !.. (4)
- آزاد سعيد.. تخرصاتُ باحث ٍ أمْ نفاياتُ إرهاب ٍ !.. (3)
- الحدود وما أدراك ما الحدود !


المزيد.....




- احتمال الصراع الأهلي في سوريا يزداد
- الجالية الروسية بعمّان تحتفل بيوم العمال
- نائب وزير الخارجية التركي لبي بي سي: -حرب غير مسبوقة تُشنّ ض ...
- إقالة أم استقالة؟ مستشار الأمن القومي يغادر منصبه على وقع تس ...
- قاضٍ أمريكي يفرج عن الطالب الفلسطيني محسن مهداوي ويؤكد حقه ا ...
- سوريا: أنباء عن اتفاق بتسليم السلاح الثقيل ودخول الأمن إلى ا ...
- مركبة فضاء سوفيتية ضلت طريقها وتعود إلى الأرض بعد نصف قرن
- السودان.. الدعم السريع تقصف العاصمة وسط تحذيرات أممية
- مفوض أممي: الرعب في السودان لا حدود له
- سلطات رومانيا ترحل مراسل RT إلى تركيا


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صباح كنجي - كردستان ... مستقبل وآفاق التجربة السياسية الناشئة -1