أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - صباح كنجي - مفاهيم اليسار والموقف من الدين..والإرهاب..وأمريكا..1















المزيد.....

مفاهيم اليسار والموقف من الدين..والإرهاب..وأمريكا..1


صباح كنجي

الحوار المتمدن-العدد: 2413 - 2008 / 9 / 23 - 05:11
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


قرأتُ في موقع الحوار المتمدن مقالا ً للصديق فواز فرحان بعنوان ( سفراء أمريكا وأشواك اليسار المتمرد) تناول فيه بعضا ً من جوانب السياسة الأمريكية الدولية وموضوعة الإرهاب وطبيعة ونتائج التدخل الأمريكي في عدد من البلدان.. سأتناول البعض مما جاء في استنتاجاته في هذه المناقشة لسببين:
الأول بحكم معرفتي به كصديق يساري تعرفتُ عليه منذ أيام الكفاح السري في عهد الدكتاتورية البعثية حيث كان من المنتسبين للعمل في صفوف تنظيمات نينوى السرية للحزب الشيوعي العراقي وعمل فيها لغاية خروجه من العراق، وبقي وفيا ًلالتزاماته الفكرية اليسارية رغم تحوله التنظيمي..
أي أنّ النقد سيكون من موقع الصديق المطلع لبعض من خلفيات وتكوين الكاتب ويهمه أن يكون في الموقع القادر على استقراء الأوضاع المعقدة الناشئة كيساري، كي يكون قادرا ًعلى الوقوف على أرض تساعدهُ على الرؤية من بعيد، ويستشفُ آفاق المستقبل وتكون الطريق واضحة ًأمامه، ومؤهلا ً للانتقال للضفة الأخرى، والخلاص من الدوامة التي تحيط باليسار واليساريين بعيدا ً عن الشعارات والإستنتاجات الخاطئة التي كانت سببا ً من أسباب الوضع الراهن الذي يكافح من أجل تغييره فواز وبقية المعنيين من أبناء اليسار.
الثاني يتعلق بمتابعتي لما يترشح من الكتابات الجديدة لعدد من اليساريين ممن ينوون تغيير العالم، التي تعكس جانبا ًمن طريقة تفكيرهم،عند تناولهم للأحداث وبعض معطيات العولمة، وهي بالتالي تحدد طريقة تعاملهم مع الظواهر وتحليلها الذي يتطلب منهم تحديد الموقف منها بالضد والرفض أو القبول والتبني كحالة من حالات الواقع، من خلال التفسير المنطقي للحدث والتحليل الماركسي للظواهر الكونية الجديدة الناشئة، وهذا ما دفعني للمشاركة في مناقشة البعض من استنتاجات الكاتب التي تعكسُ جانبا ًمن رؤيا اليسار للواقع والظواهر..
يقول الكاتب: ( تعاني السياسة الأمريكية منذ ُ أحداث الحادي عشر من سبتمبر.. حالة من التخبط والفوضى ... فبعد مرور سبع سنوات على تلك الكارثة التي حلت بمركز التجارة العالمي .. بدأت تتوضح الصورة لفئات واسعة من الشعب الأمريكي..أكثر من خمسين في المئة ..غدا واثقاً .. ان الفاعل الرئيسي لهجمات الحادي عشر من سبتمبر هو جهاز المخابرات الامريكية ال سي آي اي نفسه..)
حسنا ً لنتفق إننا ما زلنا في خندق الصراع البروليتاري العالمي وإننا ما زلنا نعتبر أميركا زعيمة العالم الإمبريالي وإننا نسعى لقهرها ودحض سياساتها الرجعية المعادية للاشتراكية والشيوعيين وهذا يدفعنا للوقوف بوجهها كزعيمة للشر في العالم..الخ.
هل يحق لنا أن نكون بهذه السذاجة عند تقييمنا للوضع العالمي ونحصر قناعاتنا ورؤيتنا للحدث من خلال ما تحيكه المخابرات المركزية الأمريكية فقط، أفترض جدلا ً ما تقوله صحيح.. وأن نغفل ونتناسى دور الجهة التي نفذت الجريمة البشعة التي غيرت وجه العالم من خلال عمليات إرهابية حاكها ونفذها منْ لا يُنكرُها، وقد وثقتها بتفاصيلها الدقيقة والمملة من مراحلها الأولى في اختيار الأهداف والتدريب وإعداد المنفذين ومن ثم التخطيط للانتقال لمرحلة التنفيذ التي استمرت سنوات من الإعداد، بأجهزة الفيديو الحديثة بالصورة والصوت وهي موضع تناول من يهمه الأمر من خلال العديد من مواقع شبكة الإنترنيت وبعضها يؤكد تباهي المخططين لهذه الجريمة ويبررها بفتاوى دينية بائسة، تبيحُ تنفيذ المزيد من الجرائم بحق العباد باسم الدين، بعد أن أقحم الدين بالسياسة، وأصبحَ جزءً من مكونات شبكة الإجرام العامية، التي تتفاخر بأعمالها الإرهابية، وتزهق حياة الأبرياء في العديد من بلدان العالم، من العراق ومرورا ً بأفغانستان والباكستان والشيشان والهند وبلدان شمال أفريقيا وأوربا واليمن ولبنان وسوريا وتركيا والحبل على الجرار..
لو كان هذا الرأي، قد جاء في مقال لكاتب أو باحث إسلامي، لكان يمكن تجاوزه.. لكن أن يصدر من كاتب يساري ويُبَرزُ نشرهُ في الحوار المتمدن بصورة تلفت النظر هذا ما يدفعني للمناقشة والمساهمة في كتابة هذه الأسطر، متسائلا ًإن كان عداءُ اليساريين للنظام الرأسمالي ورفضهم يُبيح لهم الحق في غض النظر عن مخاطر الإرهاب العالمي ويدفعهم للتساهل في استنتاجاتهم التي لا تفرقُ بين النظام الرأسمالي والمجتمع الأمريكي وطبيعة الجريمة التي نفذت في الحادي عشر من سبتمبر، التي تحوي فيما تحويه تكثيفا ًمركزا ًلجرعة السم الإرهابية التي باتت تختصرُ الزمن ِ والمفاهيم الدينية، لتجعلها أداة ًللقضاء على الحياة ورفض الحضارة، من خلال الرجوع للماضي، في أكبر ردة تاريخية تشهدها المجتمعات الشرقية والإسلامية، التي تعاني من تراكم ظاهرة الاستبداد التاريخية، التي أنتجت مجتمعات مشوهة يديرها رجال الدين من المعتوهين، بعد أنْ تحولت حكوماتها البليدة إلى كيانات كارتونية هشة عاجزة عن مواجهة الأحزاب الدينية العسكرية المتفوقة وأصبحت الدولة تابعة ذليلة لقادة هذه الأحزاب المتوحشة، التي تستخدمُ الدين ومكوناته الجديدة ( تنظيماته وأحزابه العسكرية) في مهمات خارج حدود بلدانها لفرض الرأي والدين ومنتجها الفكري البائس، على بقية المكونات الاجتماعية، بالأساليب الفاشية، في ردة فعل تاريخية على فشلها في الخروج من بحر الظلمات إلى النور، بصيغة أممية جاعلة من نفسها تيارا ًعالميا ًبوجه الحضارة الإنسانية ومهددة مصير البشرية، بالمزيد من صور التحدي، عبر إمكانياتها البشرية والاقتصادية الهائلة، ومستخدمة ما توفره العولمة من إمكانيات فنية وتقنية هائلة، مستفيدة من موضوعة حقوق الإنسان في الانتقال إلى بعض الساحات في أوربا ومساومات بعض الأنظمة.. وهي ظاهرة باتت تتشكل كحقيقة تاريخية على الأرض لا يمكن تغافلها ولها دوافعها ومبرراتها الفكرية التي تنمو وتزداد خطورتها في كل يوم مع توسع رقعتها الجغرافية في كافة البلدان بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية نفسها..
هنا يكمن جذر المشكلة ومن هنا تأتي خطورتها كمشكلة ثقافية اجتماعية لها امتداد تاريخي في عمق المجتمعات الشرقية التي تعاني من ظاهرة الاستبداد الديني الذي عرقل وما زال يعرقل كافة التوجهات والمحاولات لإنشاء وتكوين الدولة العلمانية والانتقال بوضع مجتمعاتها إلى حالة من التطور المنسجم مع طبيعة الدولة المدنية وخلق الأطر والمؤسسات التي تكفل تقدم هذه المجتمعات. لا بل بتنا اليوم نشهد فصلا جديدا ًأبشع مما مرّ، بات يهدد بقية المكونات في هذه المجتمعات بالإقصاء والسحق والدمار والموت، لا يستثني من ذلك إلا لونا ً من ألوان الدين نفسه، المقبول من قبل المجموعة التي أباحت لنفسها الحق في القضاء على الآخرين.. كل الآخرين.. بمن فيهم المنادون بالإسلام المسالم والإسلام المدني أو الإسلام السمح، وأخذ فقهاؤهم يجاهرون بفتاوى علنية تبيح تدمير العالم الكافر الذي خرج من طوق الرب الذي انزلوه من أعالي السماء وجردوه من قيمه الميثولوجية الرفيعة إلى حضيض مستنقعهم البائس والعفن الذي بات ينتجُ من جديد مفاهيم تتقبل تعاطي بول الرسول ورضاعة الكبير وزواج الطفلة في المهد ومفاخذتها، يؤمن بها من أصبح تيارا عالميا ًيتبنى مشروعا ً فكريا ً لتدمير العالم وحرقه بالقنابل والديناميت والمركبات المفخخة لا يجوز التغاضي عن خطورته كما فعل الكاتب في متن مقاله.. وكان من الأجدر لو تعمق في البحث عن أسباب ودوافع تحول الدين إلى وسيلة إجرامية بيد المؤمنين الجدد الذين تبنوا واختاروا طريق الإجرام لتحقيق مصالحهم ولا بأس من الحديث عن تواطؤ المخابرات المركزية الأمريكية وكشف ملابسات دورها كمؤسسة سياسية عالمية ولكن بحدود الظاهرة التاريخية وعدم إلغاء دور ودوافع الدين في الحدث/ الجريمة الذي غير من سياق ومسار العالم..



#صباح_كنجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كردستان ... مستقبل وآفاق التجربة السياسية الناشئة -1
- وصية أمي.. دير بالك على درمان..
- رؤيا اليقين لسلام ابراهيم*
- رؤيا اليقين لسلام ابراهيم* 2-3
- رؤيا اليقين لسلام ابراهيم*1-3 قصص تدعو لإعادة صياغة الوعي وا ...
- حِكايَتنا مَع َ التقاعد ِ للمرة ِ الأخيرة ِ..
- آزاد سعيد.. تخرصاتُ باحث ٍ أمْ نفاياتُ إرهاب ٍ !..11-ج3
- آزاد سعيد.. تخرصاتُ باحث ٍ أمْ نفاياتُ إرهاب ٍ !..11-ج2
- آزاد سعيد.. تخرصاتُ باحث ٍ أمْ نفاياتُ إرهاب ٍ !..11-ج1
- آزاد سعيد.. تخرصاتُ باحث ٍ أمْ نفاياتُ إرهاب ٍ !..(10)
- أطالبُ بعزل ِ الرئيس جلال الطالباني
- آزاد سعيد.. تخرصاتُ باحث ٍ أمْ نفاياتُ إرهاب ٍ !..(9)
- رسالة غير سرية ...عن التيار الليبرالي
- آزاد سعيد.. تخرصاتُ باحث ٍ أمْ نفاياتُ إرهاب ٍ !..(8)
- عاجل.. بشرى سارة إلى كافة البيشمركة
- آزاد سعيد.. تخرصاتُ باحث ٍ أمْ نفاياتُ إرهاب ٍ !..(7)
- آزاد سعيد.. تخرصاتُ باحث ٍ أمْ نفاياتُ إرهاب ٍ !.. (6)
- آزاد سعيد.. تخرصاتُ باحث ٍأمْ نفاياتُ إرهاب ٍ!..(5)
- آزاد سعيد.. تخرصاتُ باحث ٍ أمْ نفاياتُ إرهاب ٍ !.. (4)
- آزاد سعيد.. تخرصاتُ باحث ٍ أمْ نفاياتُ إرهاب ٍ !.. (3)


المزيد.....




- بايدن يؤكد لنتنياهو -موقفه الواضح- بشأن اجتياح رفح المحتمل
- جهود عربية لوقف حرب إسرائيل على غزة
- -عشر دقائق فقط، لو تأخرت لما تمكنت من إخباركم قصتي اليوم- مر ...
- شاهد.. سيارة طائرة تنفذ أول رحلة ركاب لها
- -حماس-: لم نصدر أي تصريح لا باسمنا ولا منسوبٍ لمصادر في الحر ...
- متحف -مرآب المهام الخاصة- يعرض سيارات قادة روسيا في مختلف مر ...
- البيت الأبيض: رصيف غزة العائم سيكون جاهزا خلال 3 أسابيع
- مباحثات قطرية أميركية بشأن إنهاء حرب غزة وتعزيز استقرار أفغا ...
- قصف إسرائيلي يدمر منزلا شرقي رفح ويحيله إلى كومة ركام
- -قناع بلون السماء- للروائي الفلسطيني السجين باسم خندقجي تفوز ...


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - صباح كنجي - مفاهيم اليسار والموقف من الدين..والإرهاب..وأمريكا..1