أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صباح كنجي - في منتصف الطريق..















المزيد.....

في منتصف الطريق..


صباح كنجي

الحوار المتمدن-العدد: 2812 - 2009 / 10 / 27 - 16:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في منتصف الطريق..
في السليمانية المدينة الأجمل في كردستان العراق.. والمدينة الأرقى في التمدن والتقدم.. التي اعتبرها الباحث فالح عبد الجبار في تصنيفه الحضاري مدينة حضرية في الوقت الذي صَنفَ اربيل بالأقرب إلى الريف وتقاليده رغم كونها عاصمة...
كنتُ أتجول في منتصفَ آذار من هذا العام، بصحبة صديقي الأستاذ في جامعة السليمانية في أهم الشوارع المزدحمة بالقرب من مركز المدينة، أثناءَ سيرنا انضمَّ إلينا صدفة صديق يعملُ في قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني...
لفتَ انتباهي كثرة النساءِ المحجباتِ في المدينةِ... فتوقفت اعد واحدة.. اثنتان ..ثلاثة.....سبعة عشرَ فتاة وامرأة محجبة، مقابل أربعة بلا حِجابٍ، في الجهة اليسرى من الطريق... وفي الطرف الآخرَ أحصيتُ خمسة عشرَ محجبة ً مقابل ثلاثة بلا حجابٍ...
والتفتُ لأسأل صَديقنا القيادي في الاتحادِ الوطني الكردستاني:
ـ عَن سِر ِ انتشار الدين والحجابِ في السليمانيةِ بهذه الصورةِ ؟!..
أجابني:
ـ إنّ ما تشاهدهُ لا يعكسُ الواقع في المدينةِ، فالغالبية العظمى من المحجبات يَقدمْنَّ إلى المدينة من أطرافها وتوابعها، أو من مُدن أخرى، بعد أن نشطت السياحة في المدينةِ..
لمْ أكن ارغب في مناقشة القيادي في أوك... ولكنْ حينما غادرنا سألني الأستاذ الجامعي:
ـ هل اقتنعتَ بجوابه؟
قلتُ له:
بالتأكيد لا.. لمْ اقتنع.. ولكنْ كنتُ ارغب في معرفةِ كيفية تعامل السياسيين الكرد مع هذه الظاهرة التي تلفت نظري.. وهذا الجواب التبريري دفعني للاكتفاء وقد منحني صورة من صور التعامل السياسي مع البعض ِ من افرازات الظاهرة الدينيةِ في كردستان...
كنتُ قبلها أتابع ما يحدث في القامشلي و الحسكة وما ترشح منها من معلومات تفيد بتحول عددٍ من المساجد الدينية السنية إلى حسينيات شيعية بعدَ أنْ ضمن المتحولون والمنتقلون ضِمْنَ المذاهب الإسلامية من"المؤمنين" الكرد والانتهازيين المنافقين في تلكَ المدن، مَنْ يدفعُ بالدولار، ثمن هذا التحول والانتقال بين طرفي المعادلة الإسلامية.
أمّا في تركيا وبالذات في الوسط الكردي، ابتداءً من عاصمة الكرد (آمدـ ديار بكر) وانتهاء بأحياء الكرد في اسطنبول وانقره وبقية المدن، فإن معلوماتنا تشير وتؤكد انتشار المد الديني بشكل ملفت للنظر بين الكرد، وقد استقتُ معلوماتي من مصدر كردي مطلع يعمل في قيادة إحدى المنظمات الكردية اليسارية في تركيا مِمَن التقيهِ بين الحين والآخر...
وفي دهوك قال لي قيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني، في حديثٍ سري ليس للنشرِ، إنهم يعتبرون المد الإسلامي اخطر من البعثيين السابقين وبقايا الجحوش..!. وقد وصلت العلاقة بين الطرفين قبل سنتين أو أكثر بقليل إلى صِدام مُسلح استخدمت فيه قذائف الآر بي جي سيفن في قصف ودك مواقع ومقرات الحركة الإسلامية (يكرتو) داخل مدينة دهوك بالذات..
وعموماً هناك توجس حقيقي من خطورة انتشار الدين بين الكرد.. وكافة المصادر تؤكد إن إخطبوط الدين وطحالبه بَدت تتكاثر وتنمو بشكل مذهلٍ.. وانّ هذا النمو يخفي في طياته مخاطر ولادة المتطرفين وتكاثرهم، بعد أن تداخل الإرهاب في ثنايا الدين ِ، وأصبحَ يَعدُ العدة في الكثير من البلدان لبرامج قادمة من خلال شبكة خلاياه التي يجري إطلاقها في اللحظة المناسبة عندما يحين وقت العمل...
وفي التفاصيل اليومية ثمة صور وحالات ينبغي التوقف إزاءها... وحدثني مطلع عن قربٍ.. أنه شهدَ حالة غريبة في تصرف مهندسين كرد كلِفوا بإعداد تقرير عن وضع معبد لالش لأجل ترميمه، من قبل إحدى الوزارات المختصة في حكومة كردستان، وقد جاءَ وفد المهندسين إلى المعبد واستقبل من قبل المعنيين.. لكنهم، أي المهندسين اعتذروا بذريعة عدم وجود أوراق وأقلام معهم... وبعد شهر تكررت الزيارة وتكرر نفس العذر... لكنهم في الزيارة الثالثة حينما حوصروا من قبل مستقبليهم في المعبد أجابوا بوضوح .. نحْنُ مسلمون وقد استشرنا أحد الملالي من رجال الدين.. لذلك لا نستطيع أن نؤدي هذه المهمة ونقوم بكتابة تقرير عن معبد ديني لغير المسلمين، فهذا حرام وكفر لا يجوز أن يفعلهُ المسلم...
وفي دهوك أيضا ً وجدتُ مَن يتحدث عن معاناتهِ في التعامل بسببِ انتمائه، وقال لي شاب من الأيزيديين، أن زوجتهُ عانت كثيراً في مستشفى دهوك أثناء الولادة بسب إهمالها من قبل الطبيبة، التي رفضت توليدها، لا لسببٍ إلا ّلأنها من الأيزيديين..!! .
في الوقت الذي نقل لي السيد حميد كوراب وهو من الشخصيات الكردية المستقلة أنه قد واجه شخصين من أكراد اربيل في المطعم، بسبب إساءتهم لعامل ايزيدي يعمل في المطعم، ووصفوه بالكافر والنجس، مما دفعهُ لانتقادهم والدفاع عن العامل الذي كان يقدم خدماته لهم فرضوهُ وأهانوه بهذه الطريقة الوقحة..
قد يقول البعض هذه مبالغات.. وشخصياً ترددتُ في نشرها... لكنّ ما أفرزته الأيام الأخيرة من معطيات جديدة تؤكد صحة هذه الوقائع..
هاهو الإنترنيت يدفعُ بالمزيد من الأخبار والتفاصيل المقرفة في هذا المجال..
قبلَ أيام نُشِرَ خبر عن رفض ِ طبيب ٍ كردي في إحدى مستشفيات اربيل، ضمن قوام لجنة من ثلاث أطباء، التوقيع على قرار بإجراء عملية جراحية لنقل كلية من متبرع عراقي إلى مواطن مريض، بحجة أنّ الطرفَ المتبرع هوَ مُسلم والمُتبرع ِ لهُ غير مسلم.. لا بلْ يُصنف من الكفار!!... وهذا لا يجوز في عهدة الطبيب "المؤمن" الذي داسَ على شرفِ المهنةِ والقسمَ الطبي في صالةِ العمليات وأختار أن يكونَ في اللحظةِ "مؤمنا ً" متطرفا ً بدلاً من مهنتهِ الطبّية..
وفي التفاصيل.. التفاصيل المريرة، للحدث توقفتْ ذاكرتي عند محطاتٍ لها علاقة بمَا مَرّ به العراق من أحداثٍ "أثمرت" هذا العطاء المُر..
فالمريض المقصود وهو سليل عائلة المير من الأيزيديين.. مِمَن انساقوا في تلك المرحلة لخلق علاقات مع مؤسسات النظام القمعية، وكان من بين القلة القليلة من أحفاد هذه العائلة ممن تمادوا في تطوير علاقاتهم مع جهاتٍ معروفة.. في الوقت الذي مارسَ الآخرون من أبناء نفس العائلة وهم الغالبية الاعتدال، لا بل كان من بينهم من التحق بصفوف المعارضة ممن يحضون بالاحترام والتقدير في الوسط الجماهيري والشعبي، في المقدمة منهم أولاد علي بك وخيري بك والراحل سعيد تحسين..
وشخصياً لا يهمني مصير الشخص المعني، بقدر ما يهمني أن تكون هذه الواقعة درسا ً لمن كرسَ علاقاته وجهده في الطريق المعاكس لمصالح الناس من أبناء جلدته، وهي فرصة لهُ ولمِن يَرغبُ من أمثاله في الاستفادة من دروس الماضي وعبره...
هاهو فاروق يعاني المرض، يقتربُ من حافةِ الرحيل.. رغم استقباله من لدن وزراء و مسئولين وكوادر من قادة الكرد، يُرفض ويُهان وهو ينازع الموت... وهي إهانة في ذات الوقت للمؤسسات الحكومية الرسمية الكردستانية الطبية والسياسية، من لدن إسلامَوي جعلَ صالة العمليات ميداناً لنوازعهِ وميوله التكفيرية اللا إنسانية..
وهي ذات أبعاد فكرية تتخطى حدود المشكلة الفردية، بغض ِ النظر عن موقفنا السياسي من الحدثِ إذ إنّ للمريض حقوق لا ينبغي التجاوز عليها باسم الدين أو أية مبررات أخرى، تتناقض مع أخلاق المهنة، وفي المقدمة منها مهنة الطب.. وينعكس تأثيرها على سمعةِ الحكومةِ الكرديةِ وعجزها أمام حالة تفشي وانتشار الفكر المتطرف في المجتمع... الذي يزحفُ وينمو كالأخطبوط..
كنتُ أأمل أن لا أتحدث عن هذا.. لوْلا قناعتي إن مظاهر الدين والتطرف بدأت تصل حدودا ً ومديات لا يمكن الاستهانة بمخاطرها، أو غض ِ النظر عنها، ورسَّخ قناعتي ما علمته في عاصمة دولة أوربية.. حينما استفسرت عن صديق من الأنصار لألتقي به في طريق عودتي..
إذ تفاجأتُ بأن ابنه المراهق الذي ولِدَ في أوربا قد خلقَ لهُ متاعب ونغصَ حياته معتبراً إياه كافرا ً لا يلتزم بدينهِ.. وهو يدعو والدَيهِ لإقامةِ الصلاةِ والالتزام بشعائر الدين، بعدما أستماله "المؤمنون" في تلك العاصمة ليعيدوا إنتاجه من جديد كمشاكس لوالديهِ على طريق تحويلهِ إلى قنبلة بشرية تدميرية لاحقا ً، وهذا ما لا نتمناه لأحدٍ ..
وأدعوكم لتبحثوا عن كلمة أكثر ملائمة من الأفيون.. لوصف هذا النمط المبتذل من الدين..
____________
..وفي الطريق، ثمة معلومة، عن وجود (13000) ألف مدرسة دينية في الباكستان وحدها.. وخبر عن تكريم، إسماعيل هنية ل(10000) آلاف حافظ للقرآن من تلاميذ غزة..

صباح كنجي





#صباح_كنجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصورة وذاكرة الحدث قيس شاكر
- صومُ رمضان يكشفُ زيفَ ونفاق -المؤمنين-
- بالمختصر..3 مشهد.. كنتمْ خيرُ امةٍ اخرجتْ للناس ِ!!
- حوار عن البيئة مع الدكتور الشذر
- بالمختصر..2
- بالمختصر
- الموصل أم شعب الموصل؟.. نقاش في السياسة مع البروفيسور سيار ا ...
- من ذاكرة الشيوعيين العراقيين في بحزاني..2
- من ذاكرة الشيوعيين في بحزاني ...
- طين النار - مهداة إلى ذكرى جمعة حاجي كنجي
- الحزب الشيوعي العراقي يساهم في غزو الكويت..!
- افتحوا الأبواب لعبير الناصرية المتجهِ للبرلمان الأوربي..
- البعدُ الميثولوجي في ..
- عراقيون من زمن ِ أهل ِ الكهفِ سينتخبونْ..!!
- الفرحُ الحزين في زمن إرهاب الدين ..!
- ثمرٌ مِنْ زمن ِالردةِ والانحطاطِ
- العولمة وخطر تفشي الإرهاب الديني...
- الأبعاد الحقيقية الخطيرة التي تستهدف أبناء الموصل..!
- مفاهيم اليسار والموقف من الدين..والإرهاب..وأمريكا..1
- كردستان ... مستقبل وآفاق التجربة السياسية الناشئة -1


المزيد.....




- وزير الخارجية الايراني يصل الى غامبيا للمشاركة في اجتماع منظ ...
- “يا بااابااا تليفون” .. تردد قناة طيور الجنة 2024 لمتابعة أج ...
- فوق السلطة – حاخام أميركي: لا يحتاج اليهود إلى وطن يهودي
- المسيح -يسوع- يسهر مع نجوى كرم وفرقة صوفية تستنجد بعلي جمعة ...
- عدنان البرش.. وفاة الطبيب الفلسطيني الأشهر في سجن إسرائيلي
- عصام العطار.. أحد أبرز قادة الحركة الإسلامية في سوريا
- “يابابا سناني واوا” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي ال ...
- قائد الثورة الاسلامية: العمل القرآني من أكثر الأعمال الإسلام ...
- “ماما جابت بيبي” التردد الجديد لقناة طيور الجنة 2024 على الن ...
- شاهد.. يهود الحريديم يحرقون علم -إسرائيل- أمام مقر التجنيد ف ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صباح كنجي - في منتصف الطريق..