أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - صباح كنجي - الكيمياوي في ذمة الشيطان..














المزيد.....

الكيمياوي في ذمة الشيطان..


صباح كنجي

الحوار المتمدن-العدد: 2899 - 2010 / 1 / 26 - 16:49
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


الكيمياوي في ذمة الشيطان..
في تموز عام 1979 كنت مختفياً في إحدى المدن الصغيرة التي يحتضنها جبل فيه وكر لجأت له اثناء عمليات الأنفال وبقيت فيه لأكثر من سنة ونصف اتجرعُ معاناة لا توصف، وبحكم مشاهداتي لما حلّ بمدن وقرى كردستان التي كنتُ اتجول فيها وحديداً، لا أرى إلاّ الجيش ورباياه الموزعة في القمم وشعب الجبال أينما يطال النظر.
بينما المدن والقرى قد تحولت الى خراب لا يوصف، وناسها وأهاليها قد نقلوا الى تلك المواقع والمسالخ التي غيبتهم بالتتالي فيما يعرف اليوم بجرائم الأنفال...
في تلك الفترة التي انعزلتُ فيها عن مجاميع الأنصار، كنتُ اتابع رغم اوضاعي الصعبة العوائل التي وضعت في قلعة بروشكي في دهوك ومجمع بحركي في أربيل ومن ثم قلعة طوبزاوه في كركوك...
كانت صلتي بالعوائل من خلال حُراس في سلك الجحوش والجيش، مِمَن كانوا على صلة بتنظيمات الحزب الشيوعي العراقي، وبعض الطيبين ممن غامروا في حينها وقدموا لنا المساعدات، إذ تمكنا من ارسال الأغذية والأدوية والملابس الى المعتقلين من الأطفال والنساء والشباب وتواصلت هذه الصلة بيننا وبين المعتقلين لغاية تموزعام 1979...
وأذكر حينها جاءنا من كان بحكم ِ وجوده في سلك الجيش حارساً على العوائل في قلعة طوبزاوة في كركوك، يطلبُ حبوب فولتارين لوالدتي التي كانت تعاني من آلام الروماتيزم.... وقال في حينها لمِنْ التقاهُ كوسيط بيني وبينه...
قبل ايام جاءَ علي حسن المجيد الى القلعة والتقى بالعوائل.. وقد حدثت مناقشة بين أمْ صباح كنجي وعلي كيمياوي.. وكانت ام صباح في منتهى الجرأة إذ أحرجت الكيمياوي وقالت له:
ـ نحنُ عزل وأبرياء وان كان لكم خلاف مع أولادنا ونهجهم ما ذنبنا نحن؟.. أنتم الحكومة هجرتمونا من المدن الى كردستان.. وها انتم تعتقلونا منذ سنة دون ذنب.. رغم اصداركم لقرار عفو في حينها... ما هو ذنبنا نحن النساء والأمهات؟ وما ذنب هؤلاء الأطفال والشيوخ؟....
وأضاف انّ علي حسن المجيد قالَ بالنص في رده على تلك الأسئلة:
ـ مصيركم يقررهُ السيد الرئيس ومرتبط بموقفه وتوصياته.. وسوف انقل له الموقف.. ومد يده الى شاربه... أخذوها من هال الشارب....
وكان الوسيط موقناً من صحة إدعاء الكيمياوي واعتبر موقفه فاتحة أمل في إطلاق سراح العوائل...
لكنني اختصرت الموقف وقلتُ معلقاً... طالما دخلتْ في الموضوع شوارب علي حسن المجيد... فخذها من هالْ الشارب ان العوائل انتهت وسيكون الآتي أعظم والموت ينتظرهم...
من حينها.. من تموز عام 1979... والمئات من العوائل اختفت وتبخرت.. تلاشى الآلاف من البشر من الكرد وسائر مكونات كردستان مع العديد من العرب والتركمان الآشوريين والسريان والكلدان.
اختفت امي.. واختفى اشقائي شامل وأميل وخيري واختفت عائلة عمي عاصف ومناضل وجمعة وبسيم ولينا ووالدتهم غالية ومعهم عمتي وجدتي مع العشرات من العوائل التي كانت في مراني...
اختفت عائلة ابوسربست.. اختفت الطفلة سندس الجميلة و إختفى الشاب سربست ومعم امهم آسيا.. يا رب الكون من منكم لا يعرف آسيا .. لن يعرف حنان الأم والزوجة وطيبة النساء من عهد حواء لليوم..
اختفت أم فارس(تفاحة خضر) وبنتها وأبو فارس.. ومعهم ابو سلام وابنه طيبان وليلى وزخاروف وفيدل وسورياس ونصير ونصيرة وام خسرو وأم فؤاد وأم ماجد وجوليت ونمشة خدر وماشو درويش ومنيف غانم وتحسين عيسى وشاكر وخورشيد ومام عبدال وداي شيرين ومام الياس وأبو خدر وداي بهار والعشرات لا بل المئات والآلاف من الناس العزل...
هل احدثكم عن عباس صوصيا؟ والعشرات من ابناء القرى الكردية...
لا اعتقد ان احداً منهم قد حمل بندقية ذات يوم...
ولا اصدق ان احدهم قد اطلق عيارة نارية او استخدم سلاحاً ولو للصيد البري....
جميع هؤلاء قتلوا... اختفوا... قتلهم علي حسن المجيد ومن معه من رموز النظام....
قتلهم البعثيون العنصريون الهمج...
اليوم... اليوم...
بتاريخ24/1/2010 تناقلت الأخبار نبأ اعدام علي حسن المجيد...
تناقلت الفضائيات خبر اعدام الكيمياوي...
هاهي العدالة تنتصر للحق..
هاهو القضاء يقول كلمته...
هاهم المجرمون لأول مرة في التاريخ يحاكمون ويقتص منهم...
لقد انتصر الحق...
انتصرت حلبجة
انتصر الأبرياء
في هذا اليوم عادت للضحايا حقوقهم المغتصبة..
في هذا اليوم اعيد الأعتبار للمئات من العوائل..
ستقام الأفراح في حلبجة.. والمئات من المدن العراقية والكردية
سيرفع نخل انتصار الحق...
سيرفع نخب مكافحة الاجرام
التاريخ تغير
انهضي يا أمي
الطغاةُ يعدمونَ
المجرمونَ يعدمونَ
علي حسن المجيد قد اعدمَ
الكيمياوي اعدمَ!!
ولنا من اليوم... تاريخ جديد
وتحية لكل من نصر الحق وانتصر للمظلومين والكادحين والضحايا الأبرياء...
تحية لكل من يسعى لعراق لا تتكرر فيه اخطاء التاريخ والعنصرية والطغاة
تحية لعراق المستقبل والأمل... الذي حَوَلَ بلعبةِ باصٍ رياضية الكيمياوي بدل الكرة للشيطان... أيّها الشيطان ها نحن نحوله لكَ بأسم العراق الجديد فتلقفه يا شيطانَ الكون ولا تكن بخيلا بحقه أذقه مما تراه مناسباً من عندك بلا ترددٍ.. اسكنه حيزاً يقاس بالمكرو متر.. بقعة من جحيمكَ المستعرْ.. واخسفة بأعماقعها بلا قعرْ.. الى ابد الدهرْ ليكون عبرة لمن يعتبرْ.. واجعله سالوفة العصرْ .. يتناقلها الناس بيسرْ .. من غير جسرْ.. من بغداد الى مصر.. وكل بقعة ينبت فيها الشجر.. او يطأها ضوء القمر.. وينبت فيها الثمر..حيث لا مكان فيها للظلم والقهر.. والحكام من امثال الكيمياوي في هذا العصر.. ممن سنستقبلهم بالأسبيشلْ من الجمر الى أبد الدهر...
صباح كنجي
24/1/2010



#صباح_كنجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكاية شقيقين تناثرت أشلاؤهم
- الرجل المخيف
- لا يا العراقية.. اوقفوا هذا المعتوه!
- الدليل الموعود
- شجاعة مجهول
- لغزُ الهدف..!
- أم جمعة
- رمزي
- أيّها الشيوعيون لهذه الأسباب -لنْ انتخب قائمتكم-.!!
- في منتصف الطريق..
- الصورة وذاكرة الحدث قيس شاكر
- صومُ رمضان يكشفُ زيفَ ونفاق -المؤمنين-
- بالمختصر..3 مشهد.. كنتمْ خيرُ امةٍ اخرجتْ للناس ِ!!
- حوار عن البيئة مع الدكتور الشذر
- بالمختصر..2
- بالمختصر
- الموصل أم شعب الموصل؟.. نقاش في السياسة مع البروفيسور سيار ا ...
- من ذاكرة الشيوعيين العراقيين في بحزاني..2
- من ذاكرة الشيوعيين في بحزاني ...
- طين النار - مهداة إلى ذكرى جمعة حاجي كنجي


المزيد.....




- أحد قاطنيه خرج زحفًا بين الحطام.. شاهد ما حدث لمنزل انفجر بع ...
- فيديو يظهر لحظة الاصطدام المميتة في الجو بين مروحيتين بتدريب ...
- بسبب محتوى منصة -إكس-.. رئيس وزراء أستراليا لإيلون ماسك: ملي ...
- شاهد: مواطنون ينجحون بمساعدة رجل حاصرته النيران داخل سيارته ...
- علماء: الحرارة تتفاقم في أوروبا لدرجة أن جسم الإنسان لا يستط ...
- -تيك توك- تلوح باللجوء إلى القانون ضد الحكومة الأمريكية
- -ملياردير متعجرف-.. حرب كلامية بين رئيس وزراء أستراليا وماسك ...
- روسيا تخطط لإطلاق مجموعة أقمار جديدة للأرصاد الجوية
- -نتائج مثيرة للقلق-.. دراسة تكشف عن خطر يسمم مدينة بيروت
- الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف أهداف لحزب الله في جنوب لبنان ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - صباح كنجي - الكيمياوي في ذمة الشيطان..