أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - صباح كنجي - بنادق وقرى يوسف أبو الفوز *















المزيد.....

بنادق وقرى يوسف أبو الفوز *


صباح كنجي

الحوار المتمدن-العدد: 3124 - 2010 / 9 / 14 - 00:01
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    



بنادق وقرى يوسف أبو الفوز *

تلك القرى.. تلك البنادق، هو العنوان الذي اختاره الكاتب /النصير، يوسف أبو الفوز، لمجموعته القصصية، التي أصدرتها، في طبعة جديدة، المديرية العامة للثقافة والفنون - أربيل، حزيران 2007 .
استوحى أحداثها من حياة الأنصار وكفاحهم الحقيقي في مواجهة حرب الدكتاتورية المتواصل ضد أبناء شعبنا في كردستان، خلال فترة الطغيان العسكرية..لتكون كما يقول في المقدمة:
(سيلاحظ القارئ أن هذه القصص مكتوبة ليس فقط بحماس تلك السنوات المجيدة، البهية، بل وبلغتها، ولم اجر تعديلات كبيرة عند مراجعتها وإعدادها للنشر حفاظا ً على محاولة الاحتفاظ بحرارة الموقف والأجواء التي كتبت خلالها. اطمح أن تكون هذه القصص ليس فقط تعبيرا ً عن تفاصيل وواقع تجربة مهمة في تاريخ مجتمعنا العراقي وحركتنا السياسية الوطنية، بل وشاهدا ً حيا ً عليها ربما تعين المهتمين بتلمس شيء من أجواء هذه التجربة، التي للأسف لم تأخذ حقها في البحث والكتابة)1..
هي قصص حقيقية واقعية لشخوص وأبطال، كانوا يصنعون الحدث، من خلال تصديهم لآلة الحرب وجحافل الموت، المتواجدين في ربايا الرصد المنتشرة كالسرطان في قمم وسنن الجبال وأطراف المدن والقرى، تراقبُ حركة سير البشر، وتمنعهم من التحرك، وتسعى لصيدهم وقتلهم. تلاحقهم بالطائرات والصواريخ بعيدة المدى، والقذائف المنطلقة من الراجمات والمدفعية المختلفة الأصناف والأحجام.. أو بتحريك فرق من الجيش والجحوش في حملات متكررة لاستهداف المواطنين والأنصار في القرى وشعاب الجبال، يطلق عليها ب "التقدم"، هذه الكلمة المخيفة التي يجفلُ سكان تلك القرى عند سماعها وترتعد أوصالهم، إلى حد باتَ نطقها مرادفا ً ونذيرا ً للفزع والخوف والقلق لا يجلبُ إلا ّ الشؤم:
(بعد حين صاح شخص ما بهلع ٍ :
ـــ " تقدم " !
كدويّ القذائفِ هزتْ الكلمة كل القرية، تجمع الجنود الهاربون من الحرب، عند المسجد وراحوا يتشاورون فيما بينهم، قال جارهم لأبيها :
ــ إنهم قلة، لن يستطيعوا صد تقدم الجيش لوحدهم ثم أن الأنصار بعيدون)2..
من هذه الأجواء، التي عاشها يوسف أبو الفوز، كنصير يكافحُ من أجل الحرية، التقط َ الكاتب مادتهُ القصصية، وسجّلها في لحظاتٍ من القلق الممتزج بالتعب والإرهاق، وإرهاصاتِ البرد والجوع، لتكون شهادة ًحية ً يرتفعُ صَوتها عاليا ً ليطغي على أزيز القذائف وهدير الطائرات، التي تدفعُ بأشياء من أحشائها، لتشعل النيران في تلك البيوت والقرى الآمنة، مخلفة عاصفة من التراب والدخان الذي ينبئك بحجم الخراب والدمار...
يوثقُ شيئا ًمن تفاصيلها كاتبٌ ومكافحٌ من بين الأنصار، عبرَ يومياتهِ على أوراق ودفاتر تمّ الحصول عليها بشق الأنفس ِ... أمّا الرغبة والميل للكتابة في تلك الأجواء المشحونة بالموت ورائحة البارود، فلم تكن إلا ّ "بطرا ً " يلجأ إليه قلة قليلة من المتواجدين في تلك القرى من الحاملين للبنادق، بَينهم النصير أبو الفوز..
الذي بدأ يسجلُ إبداعه بمزاج ٍ يتجاوز حدودَ التعبِ وشراسة الموتِ، التي تلاحق الأنصار وتلتصقُ بهم كالظل ِ، ليختارَ من تلكَ الحياة الصعبة ِ هذه ِ العينات الإنسانية الشفافة، التي تجدُ فسحة ً للفرح ِ وتخترعُ زمنا ً للضحكِ رغم نزف الجراح ِ، وتتفاءل رغم المحنة والقهر..
نماذج هي الحياةُ/ الأملُ كما يريدونها ويحلمونَ بها ويكافحون من أجلها، لا كما يُريدها الدكتاتور ...
هم بشر يصنعونَ حُريَتهم من خلال خيارهم.. يتمسكونَ بمعنى الحياة ِ بقدر ما يوفرونه لأنفسهم من حرية حقيقية في تلك البقاع من شعاب الجبل بين تلك القرى وناسها الطيبين، لتكون بديلا ًعن جحيم الدكتاتورية الذي يكممُ الأفواه، ويدفع الناس لساحات الموت....
هي قصصٌ "شاركتُ" بكتابتها قبل تدوينها، من خلال نقلي للورق والدفاتر والأقلام، من أطراف المدن في سهل ِ الموصل ِ، إلى تلك المقرات التي كان ينسحبُ إليها الأنصار بالتناوبِ، بينهم الكاتبُ أبو الفوز وغيره من المثقفين، ليسجلوا عليها تلك القصائد والقصص، أو تتحول إلى صور وكاريكاتير يرسلُ لصحف المعارضة..
لا تتوقف حدود معرفتي عند هذه التفاصيل، بل تتعداها للأبعد حينما يختارُ الكاتب شخوصه ليذكرك بهم عندما كنتَ تستقبلهُمْ في الخطوات الأولى من مسيرة ِ تحولهم إلى أنصار في أول زمن ٍ من حياتهم الجديدة، لتنقلهم من مواقع الدكتاتورية إلى مواقع الحرية عابرين برازخٌ تفرضها وتصنعها وتحرسها بنادقُ الثوار، فتتعدى حدود العلاقة مع النص إلى طبيعة العلاقة المتميزة بين الأنصار وأجواء المعايشة اليومية مع أبطال النص القصصي إلى الفضاء الأرحب، وذلك التاريخ الحقيقي الذي يَجمعك بهؤلاء الأبطال الذين يصنعونَ الحدث، بذكرياته الرحبة والغنية قبل نسيج النص القصصي، كالنصير روبرت (خليل أوراها) الذي أفردَ له الكاتب تلك التداعيات النفسية الحزينة، التي تتداخل فيها الأحداث، لتقص عليك حكاية شاب كان يسعى ويبذل جُهده ليكون فنانا ً مسرحيا ًواعدا ً، يتسمُ بالطيبة والمرح، ويرفض القسوة والعنف، لكنه أُنْتِجَ في زمن الحرب كمعارض ٍ يلجأ للالتحاق بصفوف الأنصار يَحملُ بندقية ً ويشتركُ في كمين يتربصُ لجندي ينقلُ الماءَ لمرصد ٍ من مراصد ِ الجنود، التي زرعها النظام كالورم السرطاني، في تلكَ القمم المحيطة بالقرى، لتراقب الناس وتتحكمُ بمعابرها، مانعة حركة الأنصار من التجول والمرور منها.. لا يتوقف دورها عند هذا الحد بل يتعداهُ إلى الفتك بالبشر من الكرد الأبرياء واغتصاب نسائهم وحرق قراهم وتدميرها، كما حدث في تفاصيل سجلها الكاتب في قصة ( يوم في حياة كاني توو) المؤلمة.
التي دفعت روبرت بطل قصته السابقة (الاختيار)، ليتحول من فنان رهف الإحساس والمشاعر إلى مقاتل يتربصُ بجنديين، لحظة بعد لحظة، لحين وصولهم إلى بُعدِ أمتار منه، قبل أن يضغط على الزناد، بذات المشاعر التي كان يتوق فيها للتمثيل أو أداء مشهد ٍ مسرحي..
هاهو يؤدي دورا ً متميزا ًوبطوليا ًبكافة المقاييس... لكنهُ في مشهدٍ حقيقي... انهُ تمثيلٌ من نوع آخر، لا يحتاج إلى الماكياج والأصباغ، طالما كانَ ممكنا ً تعويضها بالدم ِالمراق ِ.. قد يكون الجنديّ الصريع المستهدف من قبل روبرت بريئا ً كانسان، لكنه يفقدُ براءته ووجوده الإنساني طالما كان متواجدا ً في هذه الأرض وهذا المكان ..
إنّ وجوده في الجيش، قد حوله إلى وسيلة وآلة قمع ٍ بيد ِ الدكتاتورية، التي كانت تنشرُ الخراب في كردستان وبقية أرجاء الوطن المستباح .. فاستحَق القتل والفناء..
بهذه الرؤيا كان يُقنعُ بطل القصة (روبرت- خليل أوراها ) نفسه..
هذا هو المنطق الذي احتكمت إليه حركة الأنصار في تبنيها لأسلوب الكفاح المسلح في مقارعتها ورفضها لعنف الدكتاتورية من خلال ممارستها للعنف الثوري.. في معادلة لا إنسانية لا يصنعها روبرت وأقرانه الأنصار، بل الواقع الصعب والمرير، تلك المعادلة التي تجعلك موقنا ً من أن الخلاص من عنف السلطة ودكتاتوريتها واستبدادها لن يتم ويتحقق إلا بالعنف الثوري المضاد، الذي عَجَنَ الفنان روبرت وحوله من فنان مسالم ٍ إلى نصير ٍ يتربصُ بالجندي ليُسفكَ دمه، بتلك المشاعر المتوترة والقلقة التي تنتابُ الفنان على خشبة المسرح.. ويكتشف أن ذلك المسرح الصغير الذي رَفضَ روبرت الفنان الشاب والواعد ذات يوم، يفسحُ له الدور ليكون هو البطل بلا منافس ٍ، في تلك اللحظة التي ضغطت إبهامه على الزناد..
لقد أصبحَ الكون كله مسرحا ً..
يا له من مسرح ٍ لا يحتاج المرء ليصبح بطلا ً لا ينازعه بقية الممثلين وينافسونه في دور البطولة إلا ّ لإبهام ٍ يَضغطُ بهدوءٍ على الزنادِ، فيتحققُ الحلمُ بسهولةٍ ويسر ٍ.. لكنه حلم آخر يحول الإنسان لقاتل ٍ في ضل حرية ٍ محاصرة بفوهةِ البندقية وهواجس الحرب والقمع، يفرضها منطقُ العنف الذي ينتجُ معادلاته اللا إنسانية في ظل قوانين الحرب، ويمنحُ الحق والحرية للفرد ِ لإفناء الآخر.. ليقول له.. أن حياتك وبقاؤك حيا ًمرهونة بموت الآخر..
الآخرَ الذي تغيرَ وتحول من إنسان ٍ إلى لاشيء، يستحقُ القتل والفناء، طالما كان في مواقع الدكتاتورية وارتضى لبس الخاكي، بالرغم من إنه لم يكن مخيرا ًبل مجبرا ً في تواجده في هذا اللا مكان واللازمان الذي صنعتهُ الدكتاتورية للجنود العطاشى في طريق الموت المنحدر من مرصدهم لعين الماء المهيأة لتكون مسرحا ًحقيقيا ً، يبيحُ فيه المخرج للمثل، قتل ِ خصمهِ المفترض بالضغطِ على زناد بندقية كلاشنكوف حقيقية ٍ......
في قصصه يختارُ الكاتب جوانب من حياة الأنصار الإنسانية متجاوزا ً ما هو منطبعٌ في أذهان القراءِ عن الصعوبات والمخاطر التي تترافق مع طبيعة كفاحهم ومعاناتهم اللا محدودة مع قسوة الطبيعة ومخاطر ونتائج الصراع غير المتكافئ مع قوات النظام وقدراتها العسكرية الفتاكة..
هاهو في قصتي (به يمان وهناك في به ر واري بالا ) ينقلك إلى أجواء من الفرح والمرح، الذي ينمو بين ثنايا تلك الصخور القاسية، التي تعيش بين شعابها مجموعات من الثوار، تجيد صنع النكات والمقالب والتصرفات والحركات التي تجعلُ المرء يتشقلبُ على ظهره، يقهقه بلا حدود، مع بطل شخصيات قصتيه ِ .. شاكر- في به يمان، ودكتور عزيز- هناك في برواري بالا..
لكنه فرح ومرح من نوع خاص، يتأتى من مجرد وصول نصير ما كالدكتور سمير( إذ أثار انتباهي ذلك الصخب المرح الذي صاحب ظهوره، والتفاف مجموعة من الأنصار حوله، وسحبوه بعيدا ً عن تواجد النصيرات وراحوا يتهامسون معه، ويطلقون الضحكات العالية بين الحين والآخر)...
الذي شخص حالته الطبيب أبو تضامن..
( يعيش مع وهم عميق يتلخص بأنه كادر متقدم في تنظيم الحزب الشيوعي العراقي، ويعمل بشكل سري في منطقة " به رواري بالا " ولا علاقة له بتنظيم أفواج الأنصار أو التنظيم المحلي في المنطقة، لأن صلته مباشرة مع اللجنة المركزية للحزب الشيوعي !) ويعتقد ( أن الإمبريالية الأمريكية تكثف من محاولاتها لتقصي أخباره ولتكشف عن مكان عمله).. لذلك (استبدل أسمه الحركي إلى - أبو سوزان - للتمويه على الدوائر الإمبريالية وعملاء أجهزة السلطة في المنطقة !)3 .
أو من التقاء مفرزتين عائدتين من منطقتين متباعدتين لمقر أنصاري في ساعة متأخرة تكون بالنسبة للمسئول الإداري أبو أسيل "كارثة" تستدعي إعادة حساباته الاقتصادية واحتساب حجم "الخسارة" المحتملة من مخزونه التمويني الاستراتيجي تكلفها وجبة العشاء التي سيعدُها مجبرا ً للقادمين الجدد الذين ينحدرون في وقتٍ متزامن من جهتين على مقر دراو ليستهدفوا مطبخه ومكونات مخزنه وسط تعليقات الأنصار وسخريتهم اللاذعة من مأزق المسئول الإداري في قصة به يمان..
(- كيف سيخرج " أبو أسيل " من هذا المأزق .
- ... التار يخي !
- مفرزتين في أن واحد !
- كمين !
- ضاعت كل تقديرات وحسابات " أبو أسيل " الإدارية !
- ... والقانونية !
- سوف يشكونا إلى " معم "
- " عَيوني " كم دقيقة ونصل ؟ )4
أو النقد الموجه لطبيعة العلاقات البيروقراطية التي لا تنسجمُ مع طبيعة حياة الأنصار وتدفق عطاؤهم ومواجهتهم لصفحات الموت ورغبتهم الحقيقية في تجاوز صفحاته المريرة والتخلص من القهر.. ( لا افهم كل هذا، لماذا تحتفظ القيادات دائما بكل هذه الحاشية من حولها ، لقد نفد صبري كي أجتاز وأقهر كل السلسلة التنظيمية المشبعة بروح البيروقراطية كي أصل إليك؟....لم يخف امتعاضه من ولع بعض القيادات بالعمل المكتبي، وتحويلها اللجان الحزبية إلى دوائر مشبعة بالروتين والبيروقراطية.).5
أو في تعليقه الساخر من مقتطف تقييم النصير المرحل الذي تتصفُ تصرفاته بالعفوية والصدق والصراحة والشجاعة تجسدها (. بعد العشاء ، تنحينا جانبا عند الـ "رووبار" وراح يحدثني وبسرعة عن كل شئ ، عن السنين التي مرت سريعا ً ، المعارك التي شارك فيها ، المرات التي تعرض فيها للموت، المقالب التي صنعها ، المرات التي عوقب فيها ، مشاكله ، همومه) وميله لعمل المقالب وخلق أجواء من المرح الذي يقابل من قبل الهيئة البيروقراطية بتقييم لا يستوعب طبيعة السجايا الإنسانية للنصير ويصنفها في خانة ضعف الانضباط.. ( كان ذلك في، ورقة الترحيل، حيث لفت انتباهي: كيف يمكن لنصير أن يجمع بين " شجاعة فائقة " ... و" ضعف ملحوظ في الانضباط العام "؟ )..6
قد يفسرها التشبث بالحياة بحكم منطق التعسف الذي يلاحق الناس وأشلاء الموتى في قبورهم من جراء القصف الذي أصبح حالة يومية في تلك القرى من بينها كاني توو ..)لم تستطع كاني توو أن تواصل يومها كالمعتاد، إذ بدأ القصف المدفعي العشوائي من الربايا يصل أطراف القرية، وسقطت بضع قذائف عند مقبرة القرية نابشة القبور وناثرة عظامها). 7.

هذه التراجيديا الدامية تتواصل، يبدع الكاتب في توثيق جوانبها المؤلمة، في قصة أغنية ليست أخيرة في فترة تواجده وعمله في الكهف /المشجب وفرت له فرصة تتبع مسيرة وحركة بندقية بنج بسمار رقمها 1425 كانت تنتقل من نصير لآخر بعد استشهادهم لتتحول إلى ذاكرة وتاريخ، يقصُ حكاية نزيف الدم عبر تداعيات الكاتب وتذكره لأسماء حامليها واحدا ً بعد الآخر، تدفعه للتساؤل عن..
(ها أني ولأكثر من نصف ساعة في ظلام المشجب أحدق إليها من خلال العتمة . أحاول أن أتبين حدود شكلها، ولها رحت أشكو ما تفعله بنا الأخطاء إذ تتكرر وتتراكم، والأفكار التي استهلكتها الأيام إذ تكون مصدر القرارات)..
هذه الأسئلة التي تدفعه للتوقف وتقييم الموقف من جديد ليقول:
(أجد نفسي ورغما عني اصرخ : هل كل هذا كان مبررا ً؟ والى متى سنستمر في تغطية خسارتنا بأوشحة البطولة ونحن نلعق جراح هزائمنا التي تأتي لأخطاء نعيد تكرارها، ويمكن في كثير من المرات تجنبها فيما لو انتقلنا للعمل بفضاءٍ أرحب وسمحنا للجديد بأن ينمو و يكبر؟ 8 .
ويرصد في قصة شجار جانبا ًمهما ً من حياة الأنصار بحكم اختلاف الرؤى والأمزجة والمواقف التي تدفع بفاضل وبه ختيار إلى التشاجر والتلاسن، وهي حالة مستهجنة بين الأنصار، سببها خلاف فكري نجم عن نقاش حول..
(حين بدأ نقاش سياسي عن الحرب الأهلية في لبنان والسياسة الأمريكية، وكان ثمة اتفاق في وجهات النظر، وتحول النقاش إلى الحرب العراقية الإيرانية، وبرزت بعض التباينات وخصوصا ً حول واقع التضامن الأممي في العالم، ودور الاتحاد السوفياتي في السنوات الأخيرة ، وأسباب توريد السلاح إلى نظام إرهابي في بغداد يخوض حربا ً عدوانية مع جيرانه، وبدأت الخلافات تتصاعد في وجهات النظر، احتدم النقاش، بدأت أولا ًعبارات الاستنكار والرفض لسياسات موالية للنظام مهما كانت الأسباب، وبدأت لغة الاعتراضات، ثم بدأت لغة الاستهجان، وسرعان ما طارت بعض الشتائم لتطول رموزا ً سوفياتية، وبدأت سلسلة من تبادل الاتهامات المختلفة).. لكنه خلاف مؤقت غير عدائي يزول حال سماع نبأ نجاح أول بث يعلن هدير صوت الشعب العراقي من محطة محلية..
(كان فاضل وبه ختيار أحدهما في حضن الأخر، يصرخان، يهللان وسط الآخرين الذين التفوا حول المذياع يتنصتون بشغف للصوت الذي انتظروه طويلا ! ).9
أمّا القصتين الأخيرتين من مجموعة القسم الأول فقد جمع بينهما موضوعا ً واحدا ًهو الحب والعواطف الإنسانية الذي لا يختلف فيها البشر ينمو بودٍ بين نصير ونصيرة يكافحان ويحلمان بغدٍ وعالم ٍأفضل..لكنه حبٌ مهددٌ تستهدفهُ جحافل الموت الزاحفة لنشر الموت والدمار.. هو حبٌ يتعدى حدود العلاقة الإنسانية بين الرجل والمرأة، حبٌ يخلق مقومات التواصل والرغبة في خلق البديل الآخر ويدفعُ طرفيهِ للتشبث بالحياة والحرية بثقةٍ ويقين راسخ يستمدُ قوتهُ من رسوخ الاختيار.. ذلك ما قاله الكاتب/ النصير يوسف أبو الفوز من خلال ذاكرته.. عن تلك القرى المتواجدة في ثنايا وشعاب الجبال والبنادق التي تحرسُها وتدافع عن الحب والحياة فيها..


صباح كنجي


ــــــــــــــــ
• أرسلت المادة قبل أكثر من سنة للنشر في الثقافة الجديدة ورغم الوعد بنشرها لم تنشر لحد الآن مما اقتضى التنويه..
1- مقدمة الكاتب
2- يوم في حياة كاني توو
3- هناك في برواري بالا
4- به يمان
5- هناك في برواري بالا
6- به يمان
7- يوم في حياة كاني تو
8- أغنية ليست أخيرة
9- قصة شجار



#صباح_كنجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل هناك من ضرورة لبقاء حزب للشيوعيين في العراق؟!..3
- هل هناك من ضرورة لبقاء حزب للشيوعيين في العراق؟!..2
- هل هناك من ضرورة لبقاء حزب للشيوعيين في العراق؟!
- لقاء مع هوشنك بروكا..
- من أجل تعميق وترسيخ مفهومنا لحقوق الإنسان
- وداعاً أبا جنان فوجئنا برحيلك..
- فيصل الفؤادي في كتابه الحزب الشيوعي العراقي والكفاح المسلح
- توفيق الحريري...
- مرة أخرى حول الطلبة.. إلحاقاً بالرسالة المستعجلة!!
- العراق من الوحشية إلى الانتخابات الحرة
- وردة في البرلمان العراقي القادم..
- رسالة مستعجلة الى..
- لماذا يتمادى البعثيون في جرائمهم؟!!
- حيونة الأنسان!
- الكيمياوي في ذمة الشيطان..
- حكاية شقيقين تناثرت أشلاؤهم
- الرجل المخيف
- لا يا العراقية.. اوقفوا هذا المعتوه!
- الدليل الموعود
- شجاعة مجهول


المزيد.....




- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر
- جمعية مغربية تصدر بيانا غاضبا عن -جريمة شنيعة ارتكبت بحق حما ...
- حماس: الجانب الأمريكي منحاز لإسرائيل وغير جاد في الضغط على ن ...
- بوليانسكي: الولايات المتحدة بدت مثيرة للشفقة خلال تبريرها اس ...
- تونس.. رفض الإفراج عن قيادية بـ-الحزب الدستوري الحر- (صورة) ...
- روسيا ضمن المراكز الثلاثة الأولى عالميا في احتياطي الليثيوم ...
- كاسبرسكي تطور برنامج -المناعة السبرانية-
- بايدن: دافعنا عن إسرائيل وأحبطنا الهجوم الإيراني


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - صباح كنجي - بنادق وقرى يوسف أبو الفوز *