أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - صباح كنجي - هل هناك من ضرورة لبقاء حزب للشيوعيين في العراق؟!..2















المزيد.....

هل هناك من ضرورة لبقاء حزب للشيوعيين في العراق؟!..2


صباح كنجي

الحوار المتمدن-العدد: 3118 - 2010 / 9 / 7 - 15:53
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


هل هناك من ضرورة لبقاء حزب للشيوعيين في العراق؟!..2

أثارت الحلقة الأولى من هذه المداخلة العديد من الأسئلة وردود الفعل لدى متابعي الحوار المتمدن وكانت حصيلتها (27) تعقيباً وتعليقاً من بين أكثر من (1500) قارئ وقارئة مروا عليها... بغض النظر عن فحوى ومضمون التعليقات الواردة اعتبر أن جميعها ينطلق من الحرص وهي بداية طيبة وناجحة تتطلب التواصل فيما يتبعها في الحلقات القادمة من آراء وملاحظات، سأتناول فيها بعض جوانب العمل التي اعتقد أنها مهمة تتطلب المزيد من النقاش الفكري برؤية نقدية لا مفر منها.. وهذا هو جوهر الفكر الماركسي الجدلي الذي نحتاجه اليوم لمراجعة مسيرة الحزب الشيوعي العراقي ومحطات مهمة من تاريخه وعمله وكفاحه.. لهذا سوف أناقش واجادل ما وردَ في التعليقات بذهن مفتوح وقبل أن أباشر ردودي السريعة أود أن أؤكد على المسائل الجوهرية التالية:
1ـ إن تاريخ أي حزب لا يمكن شطبه أو إلغاؤه من لدن أية جهة كانت فكيف بتاريخ حزب عريق كالحزب الشيوعي العراقي الذي تواصل كفاحه لما يقرب الثمانية عقود من الزمن.. ولكن هل هذا يعفي أو يلغي من يهمه مستقبل الحزب من التدقيق في جوانب القصور والإخفاقات التي انتابت هذه المسيرة وحجم الأخطاء والكوارث المرافقة لها؟!.... أليس من الأجدى البحث عن الأفضل؟...
2ـ انه سجال فكري يتحمل العديد من وجهات النظر وهذه واحدة منها اطرحها من خلال حلقات ستتناول جوانب من مسيرة الحزب الشيوعي وطبيعة وسلوك قيادته خلفَ الكواليس في مراحل مختلفة من نضاله وكفاحه بما فيها قيادته الحالية ومدى أهليتها لأشغال هذه المهمة برؤية لا تمس الجوانب الشخصية التي ليس لديها اعتبار عندي فالمعروف لدى الكل أن علاقاتي الشخصية جيدة مع الجميع. لكن هل يمكن أن نجامل على حساب مصلحة الكادحين ومستقبل كفاحهم؟!.. ونحن نرى ونلمس طبيعة الأزمة البنيوية التي يعاني منها الحزب الشيوعي، وما يترشح منها من خواء وبؤس فكري وتدهور تنظيمي مريع وتخبط سياسي فاقد الاتجاه في الحزب الشيوعي العراقي/ الكردستاني الذي يؤشر بشكل يومي على تراجع متواصل في دور الشيوعيين لصالح الفئات والعناصر التي تمارس الانحطاط السياسي في المجتمع من التيارات الدينية والقومية اليمينية التي تتاجر بالشعارات الطائفية والأثينية وأخذت توظف الدين والعشيرة في العمل السياسي لتؤسس لمرحلة لا يحمدُ عقبها تهدد مكونات المجتمع العراقي بالزوال وتحبط أي توجه حتى لو كان جنينياً نحو الديمقراطية والتقدم الاجتماعي لا بل قد تشكل مدخلا اعمق في دهاليز الردة الأجتماعية التي تعصف بالعديد من مجتمعات الشرق بما فيها المجتمع العراقي...
3ـ ان كفاح الطبقة العاملة والطبقات الكادحة وبقية شغيلة الفكر لا يتوقف عند اطار محدد وشهد تطورات نابعة من المرحلة التاريخية ففي الوقت الذي كانت الاممية الاولى تضم في صفوفها العديد من التيارات والمنظمات الفكرية مِنْ مَا قبل الماركسية شهدت المؤتمرات اللاحقة انضمام احزاب ماركسية واتجاهات فكرية اشتراكية ديمقراطية اخرى كانت المقدمة لتكوين الاحزاب الشيوعية البلشفية من الطراز الجديد التي اقتصرت على الماركسين اللينينين فيما بعد ومنها انطلقت فكرة تكوين وتأسيس الاحزاب الشيوعية"المستقلة" في عهد الكومنتيرن لتكون ذراعاً للحزب الشيوعي السوفييتي والتي جرى حلها في عهد ستالين في أعقاب الحرب العالمية الثانية، والماركسيون يدركون قبل غيرهم ان شروط تشكيل الاحزاب باعتبارها الوسيلة للوصول الى الهدف تخضع لطبيعة المرحلة التاريخية التي تفرز موازين القوى الطبقية فيها طبيعة شكل الحزب الذي ينسجم مع مهمات انجاز التقدم الاجتماعي.. لهذا يجب عدم التوقف عند ماركس بل الانطلاق منه كما يقول المفكر سمير امين عند تحليل الظاهرة الاجتماعية وطبيعة الصراع في عصر العولمة، واعد القراء بالعودة الى هذا الموضوع في حلقة مستقلة قدر المستطاع للمزيد من البحث حول اشكال او شكل التنظيم المناسب للمرحلة الراهنة... وفي نهاية الحلقات سأطرح تصوري كإجابة على عنوان المداخلة بخصوص هل هناك ضرورة لبقاء حزب للشيوعيين في العراق؟!. مع البديل المقترح.. من المؤكد أننا بحاجة إلى المزيد من النقاشات.. وأعود لأؤكد أن حجم المناقشات التي جرى في الحلقة الأولى يبشر بالكثير.. لكننا يجب أن نبتعد عن أسلوب التخوين والتجريح وتوجيه الاتهامات الرخيصة التي لا تليق بالماركسيين وقراء الحوار المتمدن وطبيعة الموضوع الذي نحن بصدد مناقشته... أنا مع حرية التعبير .. مع نشر كافة التعليقات.. لكن للحرية قيمة يجب تقديرها وأن لا ننحدر بمستوى السجال ونتشبه بالمتحاورين في برنامج الاتجاه المعاكس...لابد من التوضيح ايضاً أن هذه المادة بحلقاتها القادمة هي حصيلة جهد ومبادرة شخصية مني بالتشاور مع عدد من الأصدقاء بمن فيهم كوادر ما زالوا يعملون في صفوف الحزب الشيوعي العراقي/ الكردستاني حيث كنت قد اتفقت مع عدد من الأصدقاء على البدء بفتح حوارات مع حلول شهر أيلول وقد تزامن قرار نشري بالصدفة مع دعوة الحوار للمشاركة في مناقشة الدكتور كاظم حبيب وطارق حجي حول اليسار والعلمانية التي وجهت للعديد من كتاب الموقع وأرجو أن يكون هذا التوضيح كافياً على استفسار الأخ فلاح علي صاحب التعليقات العديدة وبقية أسئلته ستكون موضع نقاش في الحلقات القادمة..
الأستاذ فؤاد النمري وضع يدهُ على الجرح وأكد إنني ابسط المادة والحقيقة إنني حينما اكتب في الشأن السياسي أحاول أن أراعي جيل الشيوعيين الجدد في العراق ممن لم تتوفر لهم الفرصة لمتابعة الشؤون السياسية والفكرية بحرية في اجواء القمع بحكم العقود التي مرت ولا داع لذكرها، لكن المصيبة يا أستاذ فؤاد ليست في اللذين عاشوا في ظل الفاشية وحرموا من متابعة الأعمال والكتابات النظرية أنها ببساطة أوضح.. محنة الشيوعيين الذين تخلفوا وباتوا لا يستوعبون أو يتقبلون حتى هذه المادة على بساطتها.. اثنان من أصدقائي ممن اعرفهم عن قرب شاركوا في الحوار هم الدكتور قاسم الجلبي الذي اتهمني بالرجعية واعتبرها ( رده فكريه .. وطرح غير مسئول سيؤدي بك وأنت لا تدري إلى صفوف الرجعيين) والدكتور كسر الذي اعتبرها مزحة (الأخ صباح من الصعب جدا فهم مقالتك هذه .. وأنا منهم، فكيف الحال لمن لا يعرفك؟! لا يمكن أن نعتبرها إلا مزحة من مزحاتك التي جاءت هذه المرة ثقيلة بعض الشيء، لذا لا يمكن الأخذ بمحتوى المقالة على محمل الجد، لأنها دعوة لا تليق بك وتسئ إلى تاريخك المشرف)..
في الوقت الذي اعتبرها السيد حميد خنجي ضربا من فنون الجنون.. ( مهلاً..مهلاً.!. غريبٌ أمركم ودعوتكم الجنونية -اللاعقلانية ؟!؟ .. إنك ببساطة وجرة قلم تدعو هذا الحزب العريق أن ينتحر!)..في الوقت الذي صنفها عبد الكريم البدري ضمن (الحملة التي تطال الحزب في هذه ألأيام؟ )..وفي ذات السياق استفسر كريم الزكي (لماذا هذه الردة .. علينا أن ننتقد ونبني لا أن نهدم . ونصبح مطرقة بيد أعدائنا).. واتفق أزاد بدر مع كريم الزكي واضاف اليها.. (هذه المواضيع لا تخدم سوى أعداء الشيوعية ولا تندرج في مصب النقد).
إن هذه الآراء تعكس عدم استعداد للدخول في مناقشات جدية وتشكل جزء من طبيعة الأزمة التي يمر بها الشيوعيون بحكم حالة الخمول الفكرية المرافقة لأسلوب التلقين الذي ساد في العمل السياسي والتنظيمي السابق بين الشيوعيين ينبغي ان نتخلص منها.. والمطلوب منهم التوجه الجاد لخوض نقاشات معمقة في شتى مجالات العمل والمعرفة بدلا من استخدام الوصفات غير الدقيقة وتوجيه الاتهامات لمن يبادر لتحريك الاجواء ويؤشر الولوج نحو الطريق المؤدية للخروج من النفق.. وحتماً كما جاء في تعليق طلال السوري ..(حاولت فتح نافذة العقل، فدخل قليل من اشعة الشمس فأصيبوا بالدوار) لأننا وللاسف الشديد لم نتعود على الصراحة والمناقشات الجدية والعيش في اجواء حرية التعبير.. لقد مارسنا القمع وعودنا الناس على الخنوع وحولنا المكافحين والمناضلين المنخرطين في صفوف الحركة الى ببغاوات يرددون ما يلقنون به من لدن العاملين في المواقع القيادية طيلة العقود التي مرت، في حالة تماهي مع ثقافة القمع والاستبداد التي ترسخت في مؤسسات المجتمع ابتداء من العائلة والمدرسة والعشيرة وانتهاء بتشكيلات وتنظيمات الاحزاب بما فيها الحزب الشيوعي الذي لم يكن يختلف في مواصفات بناءه الداخلية عن هذه المؤثرات القمعية التي تسربت وتداخلت في بنيانه فكان العديد من قادة الحزب وكوادره رؤساء عشار في سلوكهم مع فارق الزمان والمكان والموقع ..اجل كانوا بحق رؤساء عشائر في مؤسسة ماركسية شيوعية حولت القبائل الى لجان وتسميات جديدة لكي تتناسب مع مواصفات الحزب من الطراز الجديد الذي ُشكِلَ في لحظة ميلاد ثورية لكنه سقط في محراب العشائرية مع الزمن..

فيما يخص موضوع حزب الشهداء واطلاقها وترديدها من قبل الشيوعيين كتسمية محببة يتفاخرون بها.. انا لا انتقص من قيم المضحين بحياتهم عندما اعترضت على التسمية واعتتبرتها سذاجة سياسية وسوف اعترض لأنها لا تنسجم مع طبيعة الاحزاب الشيوعية التي تتبنى الماركسية كمنهج للعمل مهمتها تغيير المجتمع وتحقيق التقدم الاجتماعي يجسدها شعار وطن حر وشعب سعيد.. المطلوب ان يكون حزباً للحياة والمستقبل.. لا حزباً للموت والفناء.. كذلك الشيوعي باعتباره اثمن رأسمال بين البشر لا يجوز ان نتقبل الافراط والتضحية به بسهولة.. ان الامر لا يحتاج الى العواطف حينما نناقش هكذا امور .. لقد تسربت هذه التسمية الينا بحكم التأثيرات العميقة لميثولوجيا الدين وحفرها في بنية العقل العراقي ،بما فيه العقل الشيوعي، من خلال مورثات البيئة والتاريخ وثقافة الاسطورة وهي تتعارض مع جوهر الفكر الماركسي الجدلي، استسهل الشيوعيون استخدامها وترديدها في العراق بحكم الدمار الذي لحق بهم طيلة عقود من الزمن المرير الذي هدرت فيه دماء كثيرة منهم ومعهم أصدقائهم ومؤيديهم ومن اقترب منهم بالصدفة احياناً ...
من جهة ثانية لا توجد فكرة في الكون تستحق ان يقدم المرء نفسه قرباناً من اجلها بما فيها الأفكار الماركسية، هناك فرق بين ان يضحي المرء بنفسه من اجل فكرة معينة أوالدفاع عن منظومة قيم ترفع من شأن الأنسان وتنقذه كالموقف من الظلم والاستبداد ورفض القمع والدكتاتورية هذه قيم انسانية يشترك بها الشيوعي والمستقل وغيرهم تفرضُ على حامليها في لحظات الصراع الموت ليسجلوا موقفاً ضد الطغيان لا تدرج في باب التضحية من أجل الفكرة.. ولو امنا بذلك لبررنا عادة تقديم القرابين الى الآلهة باعتبارها عطاء من الارض السفلى الى السماء الاعلى..
هذا ما عانى منه الشيوعيون في العراق حينما جعلوا التضحيات البشرية من اجل مبادىء الحزب بهذه التسمية جزء من ثقافتهم "الماركسية" وحولوها الى ايقونة ركنت في وجدانهم لتصبح مطلباً مرافقاً لسجايا المكافح المنتمي للحزب مطلوب منه استرخاص الروح في سبيل القضية/ الفكرة .. لقد قلبوا الماركسية رأساً على عقب وحولوها من وسيلة لتغيير المجتمع لصالح الكادحين الى معادلة لا انسانية من خلال دعوة الشيوعيين واعضاء الحزب للاستشهاد دفاعاً عنها (الماركسية) كي ترتفع رايات الشيوعية.! بينما المطلوب ان تكون الماركسية منهجاً للكادحين من اجل تغيير حياتهم نحو الافضل.. أي انها منهج حياة وليس دعوة للموت.. لذلك يجب ان يكون الحزب الشيوعي حزباً للأحياء والتفاؤل بالمستقبل وليس حزباً للشهداء والالم والتضحية بالدم.!
لا اتفق مع ما ذهبت اليه السيدة ازهار محمد علي في قولها (إلا أن الحزب شجره مثمره حتى لو سقطت الأوراق والأغصان وحتى الجذور لو قلعوها فهو باق في الأعماق..) لأن في هذا الرأي الكثير من العاطفة التي لا تفي بالغرض ومعالجة ما نحن بصدد معالجته..
المطلوب ان نسقي الجذور بالمزيد من الفكر المتقد ونبحث بلا كلل عن البدائل المطلوبة والملحة كي لا تتيبس الاغصان وتسقط الاوراق.. حينها فقط يمكن ان تثمر الشجرة.. بما فيها شجرة الحزب الذي تنشدين..
اما كريم الزكي الذي يقول:
(فاجئني بطرحه المبهم غير واضح، ماذا يريد صباح هل يريد نهاية للحزب بمجرد مقالة بائسة ! لم يفهم منها سوى أنه رفع يافطة باسم اليسار وأي يسار لا نعرف، نحن كشيوعيين لا نميز بين اليسار واليمين أنهم يصبون بمستنقع واحد، كونهم بالنتيجة يخدمون أعدائهم الطبقيين وقوى الظلام..) ويضيف (خمسون عاماَ وأكثر نحن نعطي ولانأخذ خمسون عاماَ من التضحيات. هذا طريق الشيوعيين) .
يقيناً هو ليس النموذج الوحيد بين الشيوعيين ممن يحملون هذه المفاهيم الخاطئة التي ينبغي التخلص منها وتتنافى مع الماركسية وتتعارض مع الواقع.. لقد اختصر الطريق والمسافة عليّ بمداخلة هذه سهل علينا مهمة النقاش. كي أعود واثبت ما ذهبت اليه من ان الكثير من الاوهام والفهم الخاطىء الذي لا يمت بصلة الى الواقع قد ادى بالشيوعيين الى هذه النتائج الوخيمة... كيف لا يوجد يسار ويمين؟.. وهل حقاً انهم يصبون في مستنقع واحد؟!.. يا عزيزي اخرج قليلا من اطار الفكر المتزمت المنغلق وافتح عينيك لترى الواقع كما هو بتياراته المختلفة المتنوعة.. سترى العشرات من الاتجاهات الفكرية والاجتماعية ليس بين اليسار واليمين بل بين يسار اليسار ويمين اليمين ولا اخالك ان تنسى وانت تتوقف عند يسار الوسط او اليمين الوسط وان كانت الامور قد تشربكت عليك قليلا فانظر الى المكونات الاجتماعية التي تتصارع فلكل منها اتجاهاتها ومفاهيمها.. لقد انتهت المرحلة التي كان لا يعترف الشيوعيون بقوى اليسار .. هذا جزء من العلة التي ورثناها حينما خون الشيوعيون كافة الاتجاهات الماركسية والعلمانية.. ما عدا التيار الماركسي اللينيني.. الذي اثبتت الوقائع انه لم ينتج الا تلك الاحزاب البروقراطية التي اثمرت عن انظمة حكم ديكتاتورية في العديد من البلدان الاشتراكية السابقة.. التي تهاوت الواحدة بعد الاخرى مع اول صرخة غضب جماهيرية في تلك البلدان... اين انت من كل هذه المعطيات؟!! .. هل ما زلت مقتنعاً انك مطالب بخمسين سنة اخرى لتواصل ذات النهج الخاطىء وتعتبر فيها الشيوعيون حطباً ووقوداً يضحى بهم وان هذا هو طريقهم؟!!.. من قال هذا؟!! وكيف يجوز ان ننزل بالماركسية التي اعتبرت الإنسان اثمن رأسمال وننحدر بها الى هذا المستوى المتدني الذي لا يقيمُ للبشر اعتباراً وللزمن قيمة وتجعله طريقاً للشيوعيين؟!!.. انت حر في السير به وحدك.. لكن قل لي من سيتبعك في هذا العصر؟!!... ماذا ستكون نتيجك بعد خمسين اخرى من السنين؟!!.. لماذا لا نأخد؟ اليس الشيوعيون ببشر ؟!..(خمسون عاماَ وأكثر نحن نعطي ولا نأخذ خمسون عاماَ من التضحيات. هذا طريق الشيوعيين)..
نعم يا سيدة نسرين السامرائي .. لم ولن اتحامل على احد ولم أصاب كما زعم الدكتور قاسم الجلبي( بردة فكرية).. لا ينبغي أن نجزع أو نستشيط لمجرد أن يخرج من بين صفوف الحركة الشيوعية من يشير بأصبع الى مكامن الأخطاء والكبوات القاتلة في مسيرة حزب الشيوعيين العراقيين على أمتداد عقود من النضال المرير.. ليس هناك من يجرؤ على النيل من تضحيات هذا الحزب، لكن ينبغي وعلى الدوام أن يظهر من بين الصفوف من يقلق ويخاف ويؤشر ويقولها صريحة: إن المسيرة على غير مايرام.. واتساءل معكِ.. مَن سيصحح الموقف انْ لم نبادر نحن ونكتشف علاتنا ومطباتنا؟ ..من سيسهل لنا طريق الخلاص غير شحذ الهمم واتقاد الفكر ودقة التشخيص؟..
وانت يا عزيزي مراد الداغستاني تقول..(لا تأبه لهؤلاء المعلقين).. كيف لا أأبه بهؤلاء وهم وسيلتنا للتغيير؟!! .. كيف لا أأبه وأنا ارى (قيادة وضعت حزباً عريقاً على هامش الحياة السياسية في العراق) كما تقول انتَ .. سنعمل على (ازالة المعوقات من مسيرتهم) هذه مسؤوليتنا الاخلاقية كما اراها انا معززة بوضوح رؤيا ويقين لا حدود له من موقع فكري مستقر يعرف عمق البحر.. لست بحاجة لمن يقف معي لينقذني من السقوط كما تصور البعض.. بل لمن يسير في الطريق الصحيحية المؤدية للانعتاق والوصول الى المبتغى في تحقيق طموح الملايين من الحالمين بعالم خال من العسف والاستغلال.. كافة اشكال الأستغلال..
وارجو ان تتحقق رغبة وامنية عبدالرحمن كريم كاظم، الذي ابعدته قسوة رفاقه عن صفوف حزبه الذي ما زال يتمسك به، رغم الجراح والالم، ويرفض ان يستسلم لمن اطلق عليهم ( للذئاب والثعالب) الذين يتمنى كنسهم في المستقبل القريب في اطار الاوضاع المستجدة التي تحتاج هي الاخرى الى كيان جديد نبحثُ ونستقصي من خلاله عن الافضل بهذه المساهمة التي كشفت اقل ما يمكن ان يقال هذه النماذج الحية من الذين تناقشوا وابدوا وجهات النظر في شأن يهم الجميع.. عبر مواصلة الجهود وتكثيفها.. كما طلب عبد الرزاق حرج.. (أتمنى أن تعمل دراسة مكثفه عن حفريات تاريخ التنظيم في الحزب).. واعد الجميع بمواصلة النقاش في حلقات قادمة..
صباح كنجي



#صباح_كنجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل هناك من ضرورة لبقاء حزب للشيوعيين في العراق؟!
- لقاء مع هوشنك بروكا..
- من أجل تعميق وترسيخ مفهومنا لحقوق الإنسان
- وداعاً أبا جنان فوجئنا برحيلك..
- فيصل الفؤادي في كتابه الحزب الشيوعي العراقي والكفاح المسلح
- توفيق الحريري...
- مرة أخرى حول الطلبة.. إلحاقاً بالرسالة المستعجلة!!
- العراق من الوحشية إلى الانتخابات الحرة
- وردة في البرلمان العراقي القادم..
- رسالة مستعجلة الى..
- لماذا يتمادى البعثيون في جرائمهم؟!!
- حيونة الأنسان!
- الكيمياوي في ذمة الشيطان..
- حكاية شقيقين تناثرت أشلاؤهم
- الرجل المخيف
- لا يا العراقية.. اوقفوا هذا المعتوه!
- الدليل الموعود
- شجاعة مجهول
- لغزُ الهدف..!
- أم جمعة


المزيد.....




- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران


المزيد.....

- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى وقواعد العمل السرى فى ظل الدولة ال ... / سعيد العليمى
- نِقَاش وَثِيقة اليَسار الإلِكْتْرُونِي / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - صباح كنجي - هل هناك من ضرورة لبقاء حزب للشيوعيين في العراق؟!..2