أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسين رشيد - تظاهرة في الكرادة














المزيد.....

تظاهرة في الكرادة


حسين رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 3133 - 2010 / 9 / 23 - 14:06
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



خلال مروري اليومي بالكرادة داخل بعد نهاية الدوام الرسمي حيث التقي بعض الاصدقاء الموجودين هناك ندردش قليلا ونتبادل الاراء والافكار ومجريات اليوم حتى يحين موعد اتمام الطقوس الليلة، وقبل البدء بالطقوس نأخذ جولة قصيرة في شارع الكرادة حيث تكون حركة التبضع على اشدها والشارع يغص بالنساء والرجال والشباب وكل الاعمار الاخرى, غالبا ما يتزين الشارع بالجميلات من النساء او البنات حيث يضفن بهجة وسرور على الشارع والمارة واصحاب المحال والبسطيات المنتشرة على امتداده, وهن يرتدين احدث صيحات المودة من الملابس والاكسسوارات والماكيير اضافة الى الحقائب والاحذية وربما يصل الامر الى اشياء اخرى غير مرئية..
لكن ماحدث بالامس شيء اخر اكثر بهجة وسرورا اذ ما قيس بالظروف العامة للبلد من غير البحث في المسائل الاخلاقية او الاجتماعية فالشارع متنوع بكل الاشياء.
المهم الذي حدث مساء الامس شابتان بمنتصف العقد الثاني جميلتان بشكل لايوصف مع لمسة ماكير حديثة اضفت الحمرة الوردية على محياهن المكتنز بالبياض احدهن ترتدي تنورة جينز قصيرة بفتحتين امامية وخلفية مع نزول الكمر تحت الخصر بشكل لافت, وتشيرت باكمام قصيرة جدا مع فتحة كبيرة الى حد ما من الامام بانت جزء من صدرها وتسريحة انيقة مع لون شعر مميز، الشابة الاخرى نفس اوصاف التشيرت لكنها ترتدي بنطلون جينز قصير وايضا نازل من على الخصر الى اسفل منطقة البطن مع سيت حزام وحقيبة ضغيرة وحذاء بذات اللون.
الى حد الان الامر عادي او شبه عادي لكن المثير بالامر ان المسافة التي تفصل بين التشيرت والتنورة او البنطلون اكثر من اصبعين حيث كشفت عن جزء من الخصر, يرافقه اهتزاز كل الاطراف والاعضاء اثناء السير الامر الذي اثار لا بل اشعال النار في الواقفين والمارين والجالسين والبائعين والمشترين وحتى الجالسين في السيارات المارة وهذا الامر يشمل الواقفات والجالسات والبائعات والمشتريت وحتى الجالسات بالسيارات.
الصيحات تتعالى لكن بهدوء كلمات الغزل كانت لطيفة ولا وجود لاي مفردة شاذة . لكن اكثر الامور لافتا للنظر حين صرخ احد الباعة بعلو صوته ( وين الحكومة وين عمليات بغداد وين المغاوير ياناس يا عالم هذا ارهاب ودمار على الشباب ) وما ان انتهى حتى قوبل بعاصفة من التصفيق والصفير. والشابتان تسيران بهدوء وغنج وهن يتفرجن على ما عرض من بضاعة وكأن شيئا لم يحصل بتاتا.
الشيء الاكثر دهشة ولا ادري اذ كان متعمدا او صدفة حين سقطت الحقيبة من يد الشابة التي ترتدي التنورة, قبالة مجموعة من الشباب لقول احدهم (وهس اشلون) لم تبالي الشابة لشيء انحنت بكل بهدوء والتقطت الحقيبة بمرونة، ولكم تصور اللقطة حينها, والتي رافقه كل شيء.
سرت انا في اتجاه وهن في اتجاه اخر يوزعن كل اشياء على عامة الناس، كانت امراة خمسينية لاتزال تحتفظ ببعض بريق الشباب تتحدث مع بائع وهي تصف له لبس (المني جوب) والتنورة القصيرة قبل اكثر من خمسين عاما داعيته ان لا يستغرب وان يتقبل الامر بشكل رياضي. امراة اخرى كانت محملة ( بكنتور) ملابس طغى عليه السواد وهي تصف الحالة ( هذا استهتار)، وهي تستشهد بالمثل
( اكل ما يعجبك والبس ما يعجب الناس) احنا بيحال. ربما تكون محقة بخصوص الحال فتاخر تشكيل الحكومة ولهو الساس بمشاريعهم الخاصة وخوفهم من بعضهم اربك الشارع بعض الشيء, لكن هذا لايعني ان علينا الاستلام والرضوخ للواقع. المهم ردت عليها السيدة الخمسينية ولماذا استهتر هذا شأنهن الخاص وعلينا احترامه هل لاماك احد في يوما ما على هذا الزي الذي تريدينهن فالكل يحترم رايك لذا عليك احترام الاخرين وهذا المثل الذي ضربتيه ليس الزاميا انا مثلا لا يعجبني لبسك هذا. هنا تدخلت وانا ايضا لايعجبني والبائع له نفس الراي, ثم ختمت الحوار اود ان اخبرك بشيء هذا هو ديدن الشارع العراقي كل شخص في حاله وترحاله اتركوا امور الاصلاح والتدخل يكفي ما حصل لنا, من ظلام وتخلف وجهل وتدخل في شؤون الاخرين. لكن الشيء الوحيد الذي فاتني هو التقاط الصور للحالة بشكل عام حتى تدون بشكل اكثر تفصيل, لكن ماذا نعمل مع قرار عمليات بغداد بمنع التصوير في الاماكن العامة بحجة الامن؟!
ختاما: رغم كل ما حاط الامر من الذي شاهدته والذي لم اشاهده من اشكالات وربما اختلافات في وحهات النظر, لكنه اعطي اشاراة الى ان الحياة في بغداد تسير نحو الافضل وهنا لا اريد ان ابين ان الامن مرتبط بالملبس او التبرج لكنه امر يبعث برسالة هامة مفادها ان العرقيوان يحبون الحياة والجمال والفرح والسهر وكل الاشياء الجميلة.



#حسين_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تراث المدينة المعماري الشعبي
- ثقافة الناقد
- الزعيم عبد الكريم قاسم والحكومة الجديدة
- النقد والإبداع والفن والأخلاق
- توقيع كتاب
- لماذا الا صرار على المنفى ؟
- صنعة الادب
- المثقف والمواطن والسلطة
- جمعة السينما
- الجيل السردي
- انتاج الثقافة
- تعقيبات نقدية
- غزل انتخابي
- لعبة برلمانية
- شناطات سور نينوى الامنية
- اشكالية الكتاب العراقي
- لا تسرقوا اصواتنا ثانية
- تصريخات
- نعم نستطيع ...
- ناقد حسب الطلب


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسين رشيد - تظاهرة في الكرادة