أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ريتا عودة - سمفونية العودة-الفصل الرابع














المزيد.....

سمفونية العودة-الفصل الرابع


ريتا عودة

الحوار المتمدن-العدد: 3132 - 2010 / 9 / 22 - 08:26
المحور: الادب والفن
    


كفاني عويلاً على حُلم ٍ مَسْكوب. سأكفكفُ دمعَي وأكتبُ الحكاية.
الحِبرُ أبقـَى منَ الحـُبّ.

*


كنتُ أنظر حولي فأرى كل ما في الطبيعة من بهائم وطيور السماء وجميع حيوانات البريّة اثنين اثنين، فأشتهي أن يكون لي معينًا نظيري.
وأتيتِ...
في حلم ٍ رأيتكِ، وحين فتحتُ عينيّ كنتِ قد تجسدّتِ.

*


سمعتُ صوتَا يقول:" ليس جيدا أن يكونَ آدمَ وحده. فأصنعَ لهُ معينًا نظيرَهُ." . ورأيتُ يدًا تأخذُ واحدة ً من أضلاعي، وتملأ مكانها لحمًا ثمّ تبني الضلعَ التي أخذتها مني امرأة وأحضرتها إليَّ ، فقلتُ:" هذه الآنَ عظمٌ من عظامي ولحمٌ من لحمي. هذه تـُدعَى امرأة لأنـّها من إمرءٍ أخذتْ."

*


مع بزوغ أولى أشعة الشمسِ على القصر أتيتِ.
فتحتُ عينيَّ وأنا أتحسسُ موضعَ ألم ٍ في صدري.
لم أصدّق ما أرى..!!
يا لبهاءِ طلـِّتك، يا لروعةِ حضورك، يا للأنوثة تشعلُ الحرائقَ في دمّي، يا لجاذبيتك كأنك مغناطيسٌ وأنا قطعة معدنيّة تسيّرها شحناتُ الدلالِ في عروقك..!!
ضممّتُكِ إلى صدري وأنا أهمسُ في أذنكِ: " أنتِ لي.".
وغرَّدَ صوتكِ: وأنتَ لي.
فاسترسلتُ: أسميكِ حواء بل أسميكِ حبيبتي ، وأتوِّجُكِ ملكة ً على عرش أفكاري وحواسي وكلّ ما لي.

*


تتالت أيامُ النعيم ِ ونحنُ نسودُ على كل ما حولنا في قصر أبي، وحبّه يغمرنا بفرح ٍ لا ينطق وسلام غير عاديّ. ثمَّ، سافرَ أبّي في رحلة ٍ مفاجئة وأوصاني أن أذكـِّرك بوصيته الغابرة في أن تمتد أيدينا إلى كلّ ما في القصر، إلا دُرْج المكتب في وسطِ غرفةِ المعيشة، لا تمتدُّ أيدينا إليهِ لأنّه لو امتدّت فسوفَ نعاقبُ بالطرد.
أنذرتكِ فلم تنبسي ببنتِ شفة، إلى أن أتت ابنةُ عمّي، تلك الأفعى اللعينة، وراحتْ توسوسُ لكِ أن لا أمانَ للرجال، وأنّي أخفي داخل الدرج رسائل غرامية.
قالتْ:" أحقًا قالَ عمّي لا تمسّا كل حاجيات البيت..!؟"
فقلتِ: "كلّ حاجيات البيت متاحة ، أمّا الدرج الذي في وسط غرفة المعيشة، فقد قال عمّي: لا تمسَّاهُ لئلا تطردا من القصر."
آهٍ حبيبتي، ليتكِ كنتِ تدرين كم تكرهني تلكَ الأفعى بسبب غيرتها من حبِّ أبّي لي. كانت تدبّرُ المكائد تلو المكائد للايقاع ِ بي، لكنّها لم تتمكن منـّي يومًا لأنّي أنا الكلّ. لذلك أتت اليكِ ، أنتِ الجزء المأخوذ منّي، ولم تأتِ لي أنا.
- لن تطردا.
قالت تلك الأفعى اللعينة واسترسلت:
- عمّي عارف ٌ أن في درج ذلك المكتب أوراق تخصّ زوجكِ ، وأنّكِ لو قرأتها، ستعلمين حقيقة آدم.
ورأيتِ أنّ غموضَ ذلكَ الدُرج يستفزُّكِ فاستشطتِ غضبا وعاجلتِ بفتحهِ.
تناولتِ الأوراقَ فقرأتِ وحينَ عدتُ للقصر، ناولتني الأوراقَ فقرأتُ.
انفتحتْ أعيننا فعلمنا أنّنا وقعنا في الفخ الذي نصبته لنا تلكَ الأفعى. غمرنا الخجلُ ونحنُ نقرأ وصية أبّي في أنّ كل ممتلكاته لي ولكِ . عمّا قليل سنقفُ بمشاعر عارية أمامه. يا للخجل..!! رحنا ننسجُ الأعذارَ من أوراق تين التوبة ونصنعُ لأنفسنا مآزرَ من الندم.

*


كنتُ في الحقلِ حينَ تسللتْ تلكَ الأفعى إليكِ. عدتُ فطالعني الشقاءُ على ملامح وجهك. أدركتُ أنّكِ مددّتِ يدكِ إلى الدرج.
فجأة، وقعتُ في دوّامة من الأفكار والهواجس. تذكـّرتُ فترة َ ما قبلَ بزوغكِ شمسًا في حياتي. تذكـَّرتُ وجع الوحدة وغربتي عن نفسي ونوباتِ الكآبة التي كانت تنهشُ صحتي. تذكـّرتُ حاجتي الملحَّة إلى من يؤنسُ أيامي ويشاطرني أحلامي، فمددتُ يدي وقرأت.
آهِ حبيبتي، لقد أخبرتكِ بوصية أبّي، لكنّكِ استسلمتِ لوساوس تلك الأفعى اللعينة. بسهولة ، تمرّدتِ على مشيئة أبي.! لم تثقي يومًا أن لا امرأة في حياتي سواكِ. كانت ظنونكِ بي حالة مَرَضِيَّة. كنتِ دومًا تقولينَ أنّ الشكّ بداية اليقين فأقول لكِ بل الشكّ سوسٌ ينخرُ حبّنا.









#ريتا_عودة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سمفونية العودة-الفصل الثالث
- سمفونية العودة-الفصل الثاني
- سمفونية العودة-الفصل الأول
- وأنَا أبحَثُ عنِّي.. وَجَدْتُكَ
- مذكراتُ أنثى عاطلة عن الأمل
- ومن لا يعرف ريتا ..!؟- عرض الأديب السيد حافظ
- الطَّريقُ هيَ الطَّريق
- ليسَ بالخُبْز وَحْدَهُ أحْيَا- ومضة قصصيّة
- قَانُونُ الجَاذبيَّةِ العِشْقِيَّة
- فَرَاشَة ُ الحُلُم
- موجة من كل بحر
- شاعِرَة ٌ مَاكِرَة ٌ مَنْ يَجدُهَا..؟!
- أريدُ أنْ أحيَا
- ليسَ الشَّاعرُ ههُنَا
- عالم ريتا عودة الإبداعي..بقلم عدنان كنفاني
- ريتا عودة.. أَمِيرَةُ حِبْرٍ نَظِيف بقلم تركي عامر
- الحلم في ديوان يوميات غجرية عاشقة - عرض زيد عمري
- ديوان - يوميات غجريّة عاشقة- لريتا عودة، عرض د. حسن السوداني
- ريتا عودة.. إبحار في تجربة القصّ- قراءة في -أنا جنونك- بقلم ...
- - لتكُنْ مشيئتي..! -


المزيد.....




- الهوية المسلوبة.. كيف استبدلت فرنسا الجنسية الجزائرية لاستئص ...
- أربعون عاماً من الثقافة والطعام والموسيقى .. مهرجان مالمو ين ...
- غزة في المسابقة الرسمية لمهرجان فينيسيا السينمائي
- السلطان و-الزواج الكبير- في جزر القمر.. إرث ثقافي يتوّج الهو ...
- -مكان وسط الزحام-: سيرة ذاتية لعمار علي حسن تكشف قصة صعود طف ...
- السعودية.. الفنان محمد هنيدي يرد على تركي آل الشيخ وتدوينة ا ...
- المخرج علي كريم: أدرك تماما وعي المتلقي وأحب استفزاز مسلمات ...
- وفاة الممثلة كيلي ماك عن عمر ناهز 33 عامًا بعد صراع مع السرط ...
- ليدي غاغا تتصدر ترشيحات جوائزMTV للأغاني المصورة لعام 2025
- عشرات الإعلاميين والفنانين الألمان يطالبون بحظر تصدير السلاح ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ريتا عودة - سمفونية العودة-الفصل الرابع