أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عهد صوفان - الله الخالق يخلق أرضا متصدعة وقاتلة لأبنائها














المزيد.....

الله الخالق يخلق أرضا متصدعة وقاتلة لأبنائها


عهد صوفان

الحوار المتمدن-العدد: 3130 - 2010 / 9 / 20 - 20:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الله الخالق يخلق أرضا متصدعة وقاتلة لأبنائها

في اليوم الأول خلق الله الأرض والسماء ...ورأى أن ذلك حسنا ....وتابع خلقه وترتيبه حتى أتمّ كل شيء.
فخلق الإنسان ليتسلط على الأرض في بحرها وبرّها وجوّها ....هذا الخالق الذي أوجد كل شيء . يقول للشيء كن فيكون ... صفاته ومقدراته اللا محدودة تقتضي خلقاً جميلاً صحيحاً صالحاً... هو خالق الأرض الذي رآها حسنة الصنع فخلق عليها الحياة من نبات وطير وحيوان حتى خلق الإنسان سيدا لها ...

هذا الإنسان عانى الكثير في رحلة حياته على الأرض التي حاربته ووقفت ضده ...
حاربته ببردها القارص وحرّها الملتهب .
حاربته بريحها العاصفة وبراكينها الثائرة التي أحرقت ودمرت .
حاربته بزلازلها التي هزت أركان بيته ودمرته وقتلت أبناءه .
حاربته بأعاصيرها التي هاجمته كماردٍ ينشر الخراب والدمار بما عمرته يداه .
حاربته بسيولها التي جرفت رزقه وخربت أرضه .
حاربته بجفاف مائها وانقطاع أمطارها فعطش وجاع ومات على تراب أرضها يلفحه هواؤها الساخن . حاربته بأمراضها الفتاكة وفيروساتها القاتلة التي التهمت جسده الضعيف ليتحول إلى تراب تنثره الريح في القفر الموحش .

كيف لهذه الأرض الحسنة الصنع أن تنتج هذا السوء وهذا الكمّ من الويلات والمصائب ضد سيد الأرض ومالكها ؟.
كيف لها أن تعاقب هذا المخلوق المميز وتقف ضد إرادة الله الخالق الذي خلق الإنسان فسلطه عليها ؟؟ أين رعاية الله من مخلوقاته ؟. وهل خلقها لتواجه مصير الموت والعذاب في رحلة تبدأ بعذاب الولادة وتربية الأولاد ولا تنتهي إلا بالموت داخل التراب ... لماذا هذا المخلوق الجميل يلد بالعذاب ولا يتربى ابنه الوليد إلا بالرعاية والاهتمام عكس كل الكائنات التي تلد ,فيعيش وليدها وينتصب مباشرة يواجه الحياة ويحيا ...

هل أرضنا التي نعيش عليها حسنة الصنع متقنة؟. صنعتها أيد ماهرة ؟. سؤال كبير يجيب عليه الواقع المحسوس والعلم الذي غاص أعماق الأرض باحثا عن إجابات لاستفسارات كثيرة حول نشأة أرضنا وما هو مستقبلها ... العلم بحث ويبحث ووجد بعض الإجابات وفسر بعض الظواهر الموجودة أصلا . ولكن كل الإجابات لم تكن في صالح خالق الأرض الذي خلقها على أحسن حال فالأرض ليست بأحسن حال ولم تكن عبر تاريخها بهذا الحسن وهذا الإتقان بل كانت كوكبا قاتلاً لمخلوقاته . ومؤلماً لها . عليها انقرضت آلاف الأنواع من المخلوقات التي خلقها الله لماذا ؟؟؟..

أرضها تشققت وتباعدت وغاصت وعلت, ودفنت تحت هذه التحركات أرقاماً مهولة من الكائنات لماذا ؟؟؟..كيف تكون متقنة الصنع وصفائحها التكتونية مكسرة ومجزأة وفي بعض الأحيان مفتتة وهي متحركة فوق نواتها المنصهرة تجلب الزلازل المدمرة والتسونامي القاتل في أماكن انضغاط هذه الصفائح فتحيل كل شيء إلى دمار وخراب وقتل وتشرد لمخلوقات ذنبها أنها تعيش على هذا الكوكب ...

هذه الصفائح المنكسرة تفتح مسالك لاندفاع النواة المنصهرة وغازاتها السامة إلى السطح مشكلة براكين سامة وقاتلة .. تحرق الزرع وتشرد البشر وتدمر حارقة كل ما يعترضها في رحلة بدأت منذ أن وجدت هذه الأرض ولم تنته بعد .......

رحلات الدمار على أرضنا مسلسل طويل جدا فتركيبتها غير متماسكة وغير متقنة فبالإضافة لتكسر صفائحها هناك احتمال كبير لتوقف نواة الأرض عن الدوران أو تغير اتجاه دورانها وهذه الحالة تكررت في دورة حياة الأرض وهذا التوقف وتغير الاتجاه يعني أن الغلاف الجوي المغناطيس للأرض لن يكون موجودا وبالتالي فإن الأرض معرضة مباشرة للإشعاعات الكونية الحارقة التي سوف تميت كل كائنات الأرض كمرحلة أولى يليها الكائنات ذات القشور الكيتينية كما ستجف المياه إن طالت فترة التوقف .....
هذه المخاطر حقيقة, مضاف إليها أن الأرض تتعرض لملايين النيازك والشهب التي تسقط عليها والتي دمرت في السابق الكثير من مظاهر الحياة. وحتى الآن الأرض معرضة لاصطدام نيزك كبير تجاوز مساره في هذا الكون وسار عشوائيا فيه . وحاليا يتم رصد الكثير منها في الكون ورصد اصطداما بأجرام خارج مجرتنا ... ومن يضمن أن لا يصطدم أحدها بأرضنا فيفجرها وينثرها في هذا الفضاء ؟؟؟

علاقة أرضنا بالكون المحيط ابتداء من الفضاء الملامس لها ليست علاقة ثبات واستقرار ... فالأعاصير التي تضربها ممزقة كل شيء كنتيجة لاختلاف درجات الحرارة واختلاف الشحن الكهربائية لطبقات الغيوم والهواء . ولا يمكن السيطرة عليها حتى الآن وهي تهديد حقيقي وكارثي للحياة ...

الاندفاعات الشمسية الهائلة والغير مستقرة والتي رفعت حرارة الأرض هذا العام لأكثر من سبع درجات كانت كافية لتفتك بالبعض ممن لا تتوفر لهم ظروف مقاومة الحرّ الزائد . هذه الاندفاعات قد تكون أكثر من ذلك أيضا مما قد يسبب هلاك البشر وتدمير الحياة على الأرض بتذويب كل طبقات الجليد القطبية ...

الفيروسات والجراثيم الفتاكة التي أبادت شعوبا في السابق مازالت في حالة صراع مع الإنسان الذي يحاول الحدّ من خطورتها . لماذا خلقت هذه الكائنات الفتاكة وحتى الآن في سجل قتلها المليارات من البشر الذين أحبهم الخالق وسلطهم على الأرض فتسلطت الأرض عليهم وقتلتهم . وتسلطت الفيروسات عليهم وتسلطت الطبيعة عليهم وهم أي البشر منذ وجدوا في حالة دفاع عن النفس وعن الوجود أمام غضب الطبيعة وأمام الكون !!!
أين الخالق مما جرى ويجري ؟؟؟

لماذا يتركنا أمام هذه العواصف التي مازلنا نكتشف المزيد منها ... وأي ذنب اقترفناه يستوجب من الخالق أن يزعزع أركان الكون والأرض من أجله, وهل تصطدم الكواكب ببعضها عقابا لنا ؟؟ وهل تكسرت صفائح الأرض وهبت الأعاصير وحدثت الطوفانات وتشققت الأرض وتمزقت وتناثرت أجزاؤها عقابا لنا ؟؟ وهل قتل الخالق كل هذه المخلوقات التي لم يعد لها أثر عقابا لنا ؟.. كل هذه الجلبة والدمار والخراب والتخريب من أجل تفاحة اعتذر عنها آدم وندم حسب قصة التوراة ؟؟؟ أم أن هذه الملحمة كلها أسطورة الإنسان الضعيف الخائف الذي تخيل فكانت أولى قصص الخيال .........



#عهد_صوفان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصنمية توأم الإنسان منذ كان
- قراءة نقديّة للنصّ المقدّس – التلمود ضرورة توراتية
- لماذا أبدع اليهود وفشل المسلمون؟
- القداسة مدخل صناعة الطغاة والغيب بداية السقوط
- مرة أخرى من المسئول عن تخلفنا؟؟
- من يحب فلسطين يوحد الفلسطينيين
- القلمُ جريمته كبرى
- عصر الدولة الدينية انتهى
- المرأة في الحديث والسيرة الإسلامية
- كيف نقاوم الإرهاب والتطرف؟؟
- قراءة نقدية للنص المقدّس - القضاء والقدر في القرآن 6
- ترانيم دول العبيد
- أساطير الخلق والتكوين في منطقة الشرق الأدنى القديم
- القتل في التوراة والقتل في القرآن
- هل الإله في التوراة هو نفس الإله في الإنجيل؟
- قراءة نقدية للنص المقدس – النحو في القرآن
- لماذا نقد النص الديني؟؟
- قراءة نقدية للنص المقدس – البلاغة في القرآن 4
- الإلحاد كلمة تطلق بغير مكانها
- قراءة نقدية للنصّ المقدّس - قصّة الخلق في القرآن 3


المزيد.....




- شاهد.. مسيرات حاشدة في محافظات يمنية تبارك انتصار الجمهورية ...
- عيد النائمين السبعة: قصة مسيحية تنبئ الألمان بالطقس
- الاحتلال يعتقل شابا من -الأقصى- ويبعد أحد حراس المسجد
- 45 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- ما مستقبل المسيحيين في سوريا في ظل السلطة الجديدة؟
- خطيب الأقصى: ظهور نتنياهو في أنفاق المسجد تحد لإثبات السيادة ...
- الأرجنتين: القضاء يعتزم محاكمة مسؤولين إيرانيين سابقين غيابي ...
- خطوات تثبيت تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي نايل سات ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 شغله على نايل وعرب سات بكل ...
- حبس رئيس الأساقفة في أرمينيا بتهمة تنفيذ محاولة انقلاب


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عهد صوفان - الله الخالق يخلق أرضا متصدعة وقاتلة لأبنائها