أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عهد صوفان - كيف نقاوم الإرهاب والتطرف؟؟















المزيد.....

كيف نقاوم الإرهاب والتطرف؟؟


عهد صوفان

الحوار المتمدن-العدد: 3041 - 2010 / 6 / 22 - 18:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نشروا الإرهاب في العالم ,زرعوا الخوف في النفوس الآمنة ,قتلوا وتفننوا حتى صاروا مدرسة في تعليم القتل ,سفكوا دماء بريئة باسم الله وصرخوا الله أكبر....أطفال وشيوخ ونساء ورجال ذبحوا لا لذنب اقترفوه ولا لجرم فعلوه بل لأن الله طالب بالجهاد والقتل ونشر دينه في كل الأرض.

تحولت أخبار القتل وصارت على كل لسان .. في كل أجهزة الإعلام في نشرات الأخبار وفي البرامج والجرائد والصحف .صارت الخبز اليومي الذي لا يفارق مسامعنا وعيوننا.. قتل وتفجير وأبرياء.. هي رسالة الله إلى البشر .. هكذا يقولون وبهذا ينادون في كل لحظة وكل يوم وبعدها يقولون دين الرحمة والوسطية دين الحب لكل الناس.. كيف تستقيم المحبة مع القتل والوسطية مع فرض الدين وبقوة المتفجرات.. كيف تستقيم الرحمة مع تفجير الطائرات والأسواق والحافلات وأنفاق الركاب والذبح أمام عدسة الكاميرات من الوريد على الوريد؟؟

كيف تستقيم الرحمة مع خطاب التحريض وإعلام التخويف الذي يشرف عليه شيوخ القتل ؟ .. لماذا لا يتصدى من يقولون معتدلون لهذا الإعلام سافك الدم البريء؟ .. أين موقف الحكومات الرسمية والإعلام الرسمي ؟ لماذا يستمر الشحن والدفع باتجاه القتل والتحريض ؟ لماذا لا تثور الحكومات بكل أجهزتها ضد الإرهاب الذي يقوم به إعلامنا وأفراد منا . لماذا نبرر لهم هذه الجرائم تحت ذرائع الفقر والظلم ؟ ومن زرع الفقر والظلم والجهل ؟ .. أليس نحن من فعل ذلك . أليست مجتمعاتنا مسؤولة عن سلوكنا وتصرفاتنا , وعن تصنيع عقولنا ؟

يقتلون باسم الإسلام ويقولون : القتلة لا يمثلون الإسلام والإسلام براء منهم .
الإسلام لا يحرض على العنف بل يدعو للسلام .
الإرهابيون يسيئون تفسير القرآن .

إذا كان ذلك صحيحا لماذا معظم الإرهابيين مسلمين؟
لماذا يقولون الله أكبر ؟
لماذا يقتلون باسم الإسلام علنا وصراحة ؟ وهم يذكرون الآيات والأحاديث التي تدعوهم إلى القتل .
لماذا لم يقم الرافضون للإرهاب بإيقاف العمل بالآيات والأحاديث التي تدعو إلى القتل الصريح؟
لماذا لم يراجعوا كتبهم وتراثهم ويغربلوه من كل آيات ودعوات القتل ؟

الجميع يعلم أن الإسلام قال لا إكراه في الدين ولكن الجميع يعلم بأن هذه الآية نسخت بمئات الآيات التي تدعو إلى قتال الكافرين .
إرهاب الإسلاميين كلف اقتصاد العالم تريلونات الدولارات في سبيل تأمين الحماية للمطارات والطائرات والمؤسسات والأرواح والمحلات ووو..ومازال الإنفاق الهائل مستمرا .

الجيوش صارت عابرة للقارات تطارد الإرهابيين , وخلايا الإرهابيين تختبئ هنا وتظهر هناك , تفجر وتنشر الرعب والدمار, وتحصد الأرواح كسنابل القمح .. أطفال بعمر الزهور يقطعون من الحياة بدم بارد وابتسامة عريضة وصرخة مدوية الله أكبر ..

ولكن هل تنفع كل جيوش العالم لمحاربة هذا الإرهاب المستتر تحت الرماد؟ في رأي لن ينفع ذلك مطلقا . لأن الإرهاب الإسلامي ليس إرهاب أفراد ضلوا الطريق ولا إرهاب أشخاص يبحثون عن المال والثروة .. هو ليس إرهاب الفقراء الثائرين على الفقر والظلم . هو ليس إرهاب الجياع الباحثين عن لقمة الخبز . هو ليس إرهاب عصابات تبحث عن النفوذ والجاه ..

هو إرهاب نصوص مكتوبة قالها الإرهابيون أنفسهم ويقولها شيوخ التحريض يوميا على الشاشات وفي الجرائد وفي صفحات الكتب .. هو إرهاب نصوص باعتراف العلماء وكبار العارفين والدارسين لهذه النصوص..
هي نصوص نحن قرأناها ورأينا ما فيها .. فكيف نقضي على الإرهاب ومفارخه خارج النظر والملاحظة . مفارخ الإرهاب هي نصوص تدرّس وتعلم ليل نهار في المدارس والمعاهد والجامعات . فكيف نقضي على الإرهاب وأنهار من تفريخ الإرهابيين تصب في شوارع ومدن العالم بآلاف وملايين النفوس التي صارت مستعدة للقتل والتفجير ..

إن فهم هذه الحالة المرعبة قد يحد منها . وتشخيصها الصحيح قد يؤدي إلى الشفاء وإلا لن تنفع كل جيوش العالم وكل الطائرات والصواريخ والسفن الحربية والبوارج والأساطيل في قهر هذا الكائن المتخفي الذي يبيح القتل والسلب والنهب .. وهو مستعد للموت في سبيل اللقاء بحورياته في جنة الخلد ..
علاج كل مرض يبدأ بالتشخيص الدقيق للمرض ومعرفة حقيقة المرض وبعدها يبدأ تحديد العلاج المناسب له , ووقتها سيكون الشفاء ..لا شفاء من مرض الإرهاب إلا بمراجعة النصوص الحاضّة عليه وإيقافها لأنها لا تناسب الحياة . وهي ضد الحياة . وهذا عمل سهل وصعب في آن معا ..
هو سهل إن تصدى المسلمون أنفسهم له عبر كل الحكومات وكل المؤسسات وكل الجمعيات وكل وسائل الإعلام وفق خطة وقناعة بأن هذه النصوص ملغاة ولم تعد صالحة اليوم مطلقا وعدم إيقافها يعني أن تستمر الحروب وتزداد انتشارا , وقد تتطور على حدود إقليمية عالمية ليست في صالح المسلمين أنفسهم ولا في صالح غيرهم لأن الآخر متفوق عسكريا وعلميا واقتصاديا ..والخوف الأكبر أن تتحول هذه الحروب إلى حروب قذرة يصبح الإنسان الهدف الأول فيها .. كما حدث في الحرب العالمية الثانية ففي الحروب القذرة يكون الهدف هو قتل البشر وبكل الوسائل . وهذا النوع من الحروب لو طبق الآن لتم إفناء كل الشعوب الإسلامية وغيرها بلمح البصر من الآخرين الذين يملكون مالا نعرفه من هذه الوسائل المدمرة .

إن تصدي الحكومات والمؤسسات لهذه النصوص يعني إيقاف تدريسها في المدارس والمعاهد والجامعات . يعني إيقافها في معاهد التفريخ الإرهابية واستبدالها بالنصوص الإسلامية التي تدعو إلى الإبلاغ بالرسالة فقط وعدم فرض الدين على الآخرين وأيضا تعني القبول ببنود وثيقة حقوق الإنسان قولا وفعلا ..
فإن بقينا ندفن رؤوسنا في الرمال فلن نشفى مما نحن فيه ولن تقوم قائمة لنا ..

آن لنا وللعالم أجمع أن يعي الخطر الحقيقي ويعرف مكامنه قبل أن نصل إلى نقطة اللا عودة .
وهي نقطة الانفجار الكبير الذي نرى فيه قيام حرب تطال العالم بأسره سببه نصوص مقدسة تشكل منابع الإرهاب المنتشر . هذه الحرب لا أحد يعرف مجراها وكيف ستحرق وتقتل وتدمر في ظل وجود أسلحة الدمار الشامل التي قد تصبح بيد الإرهابيين أنفسهم .. وعندها قد يكون من نواتج هذه الحرب فناء البشر جميعا .. فقط لأننا لم نفهم مشكلتنا ولم نفهم نصوصنا التي قادتنا جميعا إلى الهلاك ....



#عهد_صوفان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة نقدية للنص المقدّس - القضاء والقدر في القرآن 6
- ترانيم دول العبيد
- أساطير الخلق والتكوين في منطقة الشرق الأدنى القديم
- القتل في التوراة والقتل في القرآن
- هل الإله في التوراة هو نفس الإله في الإنجيل؟
- قراءة نقدية للنص المقدس – النحو في القرآن
- لماذا نقد النص الديني؟؟
- قراءة نقدية للنص المقدس – البلاغة في القرآن 4
- الإلحاد كلمة تطلق بغير مكانها
- قراءة نقدية للنصّ المقدّس - قصّة الخلق في القرآن 3
- قراءة نقدية للنصّ المقدّس - قصّة الخلق في سفر التكوين 2
- قراءة نقدية للنصّ المقدّس - قصّة الخلق في سفر التكوين 1
- النظام عندما يعتدي على الدولة
- الناطقون بالعربية صاروا عبئا عليها
- متى نسقط الأوهام التي تقول: أنّ الله كتب وقدّر؟
- الدين عندما يعتدي على الوطن
- أمة القراءة لا تقرأ - أمة اللسان
- ألم يحن الوقت لندرِّس وثيقة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان؟
- الوثيقة العمرية - وثيقة الخليفة العادل
- هل السياسة فن الكذب أم أنها جوهر الصدق


المزيد.....




- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عهد صوفان - كيف نقاوم الإرهاب والتطرف؟؟