أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عهد صوفان - قراءة نقدية للنص المقدس – البلاغة في القرآن 4















المزيد.....

قراءة نقدية للنص المقدس – البلاغة في القرآن 4


عهد صوفان

الحوار المتمدن-العدد: 3011 - 2010 / 5 / 21 - 18:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


البلاغة علم لغوي في كلّ لغات العالم, يضبط النصّ اللغويّ ويحدد جودته وإتقانه. لأن النصوص ليست كلمات تكتب فقط بقصد رسم الحروف وإنّما لإيصال الأفكار والمعاني, وعليه فإنّ اللفظ البليغ هو اللفظ الذي يستخدم مفردات واضحة مترابطة بنسق يشدّ القارئ أو المستمع حاملاً المعاني القيّمة والأفكار النبيلة..والجمل التي لا تحمل بلاغة معنوية تصبح تكراراً لكلمات قتيلة لا حياة فيها ولا روح.. عصية على الفهم والإدراك. فالبلاغة جزالة لفظية وقيم سامية محببة. والنصوص البليغة هي ما ينطبق عليها هذا التعريف. وما عداه لا يكون بليغاً, حتى وإن انبرى جيش من المدافعين عنه.. ففي النصّ البليغ تتطور الأفكار والمعاني بسلاسة ورشاقة وإحكام وإتقان. وكذلك في الكتاب البليغ, كل النصوص مترابطة متماسكة واضحة, موضوعاته محددة وبيّنة, لا تكرار فيه ولا انقطاع في نصوصه, يأخذك بانسجام كامل وترابط جميل بين المعاني والأفكار وحتى النهاية....

فالبلاغة هي خلق ألفاظ تليق بالمعاني, تجعلها تشعّ بسحر جميل, وترقى بالناس إلى مقاصد النص, وتجعلهم يفهمون..هي أسلوب راق تنمو فيه المعاني والألفاظ كشجرة زرعت ونمت وكبرت حتى أثمرت...
ومن هنا ومن مفهوم البلاغة في العربية نجد أن النصوص حمالة الأوجه, هي نصوص ضعيفة غير بليغة وبيانها ضعيف, لأن النصّ القابل للتأويل وتبدل المعنى يكون مصابا بعلة الضعف والوهن..
وإذا ما أسقطنا تعريف البلاغة على كتاب قيل عنه: أبلغ كتاب في العربية, وهو القرآن, سنجد تناقضاً كبيراً وواضحاً يدركه الصغير قبل الكبير..
فإذا كان النصُّ القرآني بليغاً.

-- لماذا قال عنه الخليفة علي ابن أبي طالب: حمال أوجه؟؟..
قالها لعبدالله بن عبَّاس، لمَّا بعثه للاحتِجاج على الخوارج، قال له: "لا تُخاصِمْهم بالقُرآن؛ فإنَّ القُرْآن حمَّالُ أوجُه، ذو وجوه، تقول ويقولون، ولكنْ حاجِجْهم بالسنَّة؛ فإنَّهم لن يَجدوا عنْها مَحيصًا".
ومنْها قولُ ابن عبَّاس: "القُرآن ذو وجوه؛ فاحْمِلوه على أحسنِ وجوهِه"؛ أخرجه أبو نعيم.

-- لماذا احتاج جيشاً من المفسرين ليفكّوا معاني آياته؟؟
-- لماذا لم تكن تفسيرات المفسرين واحدة؟؟
-- لماذا تضارب المعاني في بعض الآيات؟؟
-- لماذا ما زال جيش المفسرين يعمل؟؟ ألم تفك كلّ ألغازه؟؟.
-- لماذا استعمل القرآن ألفاظا نابية وعبارات ركيكة, فيها تكلف وافتعال وغموض ؟؟
-- لو كان القرآن واضحاً هل احتاج المسلمون لكتب الأحاديث التي حاولت تقديم الإيضاحات والتفسيرات؟؟
-- لماذا انقسام المسلمين؟ ألم يكن اختلاف التفاسير وراء هذا الانقسام بين المذاهب والملل؟؟
-- لماذا لم يستطع المفسرون توحيد المسلمين حول القضايا المذكورة في القرآن؟؟

كل ذلك يدلّ بوضوح على أن القرآن ليس بليغاً كما يدعي البعض ولم يكن ابلغ كتاب في العربية...
قال أحد المتصوفين إن قراءة التعبد للقرآن تزيد الأعمى عمى كلّما زاد القلب حفظاً واللسان صقلاً, وكلما ازداد الإيمان يرى المؤمن ما يريد أن يرى. وإذا أريته بعض الخطأ في النصوص هاج وماج و أرغى و أزبد و بدأ مسلسل الاتهام ...وذلك بخلاف قراءة التحليل والتعمق.

وإذا نظرنا في سورة الإسراء : 70 - 88
وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً {17/70} يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُوْلَئِكَ يَقْرَؤُونَ كِتَابَهُمْ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً {17/71} وَمَن كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً {17/72} وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لاَّتَّخَذُوكَ خَلِيلاً {17/73} وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلاً {17/74} إِذاً لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا {17/75}
وَإِن كَادُواْ لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الأَرْضِ لِيُخْرِجوكَ مِنْهَا وَإِذًا لاَّ يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلاَّ قَلِيلاً {17/76} سُنَّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِن رُّسُلِنَا وَلاَ تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلاً {17/77} أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا {17/78} وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا {17/79} وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا نَّصِيرًا {17/80} وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا {17/81} وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا {17/82} وَإِذَآ أَنْعَمْنَا عَلَى الإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَؤُوسًا {17/83} قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلاً {17/84} وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً {17/85} وَلَئِن شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلاً {17/86} إِلاَّ رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيرًا {17/87} قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا {17/88}.

لاحظوا أن كل آية لها معنى منفصل وغير مرتبط بسياق واحد محدد وكأننا أمام عملية تجميع عشوائية للمعاني..

اما في سورة الصافات : 142 – 150 فنقرأ:
فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ {37/142} فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ {37/143} لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ {37/144} فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاء وَهُوَ سَقِيمٌ {37/145} وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ {37/146} وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ {37/147} فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ {37/148} فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ {37/149} أَمْ خَلَقْنَا الْمَلَائِكَةَ إِنَاثًا وَهُمْ شَاهِدُونَ {37/150}.
في هذه الآية يتحدث عن قصة يونس (يونان ) في بطن الحوت ولاحظوا كيف تحدثت الآيات عن الملائكة وأنوثة الملائكة والبنات والبنون في حين أن الموضوع يخصّ قصة النبي يونس؟؟ّّ..

وفي سور فصلت : 47 نقرأ:
إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ وَمَا تَخْرُجُ مِن ثَمَرَاتٍ مِّنْ أَكْمَامِهَا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَى وَلا تَضَعُ إلا بِعِلْمِهِ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَائِي قَالُوا آذَنَّاكَ مَا مِنَّا مِن شَهِيدٍ {41/47}.
وهنا كيف نوفق بين آخر الآية وبدايتها وما هو الرابط بينهما؟؟!! أم هو مجرد تجميع جمل. هل هكذا تكون البلاغة؟؟.

أما في سورة النساء : 2 -3 فنقرأ:
وَآتُواْ الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا {4/2} وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ {4/3} .
في الجزء الأول يطلب أن لا يأكلوا مال الأيتام وفي الآية الثانية يتكلم عن النكاح وما دخل النكاح بموضع اليتامى؟؟؟!!.

وفي سورة الإسراء : 60 – 61 نقرأ:
وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي القُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْيَانًا كَبِيرًا {17/60} وَإِذْ قُلْنَا للملائكة اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إَلاَّ إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا {17/61} .
ففي بداية الآية الله أحاط بالناس وجعل الرؤيا فتنة وخوفهم يزيد طغيانه وبعدها طلب من الملائكة السجود لآدم , لكنّ إبليس رفض السجود. إنها كوكتيل من المعاني الغير مترابطة والغامضة؟؟.ولو أراد أحدهم أن يكتب مقالة مستخدماً نفس الأسلوب في الكتابة, هل كنتم ستفهمون شيئاً وماذا ستكون تعليقاتكم على هكذا مقال؟؟؟..
هناك أيضا خلل في توزيع الموضوعات فالموضوع الواحد مبعثر في سور متعددة وآيات متفرقة. وهذا ليس من البلاغة في شيء, فمثلاً في سورة النساء يوجد حوالي ( 32 ) آية تخص النساء فقط وهي غير متواصلة في السورة وإنما متفرقة بين صفحاتها. ويوجد في هذه السورة آيات تخصّ الصلاة والزكاة وعلاقات القربى والميراث والتوبة وقضاء الله والنصارى واليهود والشرك والقتال والجهاد والهجرة ...وأيضاً عاد وتحدّث عن النساء في سور أخرى كسورة الأحزاب.
وهكذا نرى أن ترتيب السور والآيات لم يكن مرتباً حسب المواضيع والأفكار بل كان عشوائياً. وهذا فسره البعض ومنهم جلال الدين السيوطي في كتابه الإتقان في علوم القرآن بظاهرة الناسخ والمنسوخ.

مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {2/106}
وقد ذهب من القرآن قرآن كثير...
أي أن الآيات التي ذهبت خلقت عدم الترابط بين الآيات الحالية, ولكن كيف لهذه الآيات أن تذهب وهو كتاب الله المحفوظ؟؟؟

كذلك فقد ورد في القرآن كلمات غير مفهومة نهائياً وضعت في مقدمة السور منها:
ألم (البقرة – آل عمران – العنكبوت – الروم – لقمان – السجدة )..
ألمص ( الأعراف )..ألر ( يونس – هود – يوسف – إبراهيم – الحجر )..
حم ( غافر – فصلت – الزخرف – الدخان – الجاثية – الأحقاف )..
ألمر ( الرعد )..كهيعص ( مريم )..طه ( طه )..طسم ( الشعراء - القصص )..
طس ( النمل )..يس ( ياسين )..ص ( ص )... ن ( القلم )..حم عسق ( الشورى )..
ق ( ق ).... والسؤال لماذا هذه الألغاز؟؟؟؟

كما وردت مفردات غير عربية كثيرة منها: ( سندس – استبرق – أباريق – الأرائك – الأسباط – أكواب – ربانيّون – الرقيم – زنجبيل – سجيل – سرادق – غسّاق – القسطاس - صراط – مشكاة....)..فهل إدخال مفردات غير عربية يؤشّر على بلاغة النصوص وهو الذي نزل بلسان عربي؟؟؟. خاصة أنّه الكتاب المبين. فكيف يكون مبيناً بألفاظ أعجمية وكلمات مبهمة وألغاز كثيرة؟؟؟!!.

هناك تعارض وتضاد في المعاني واضح وجليّ منه:
وإن تولوا فإنّما عليك البلاغ..يعارضها.. فإن تولوا فخذوهم واقتلوهم حيث وجدتموهم.

وإن جنحوا للسلم فاجنح لها.. يعارضها .. فلا تهنوا وتدعوا إلى السّلم وأنتم الأعلون.

ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه.. يعارضها.. فقتلوا المشركين حيث وجدتموهم.

أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُواْ هَذِهِ مِنْ عِندِ اللّهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُواْ هَذِهِ مِنْ عِندِكَ قُلْ كُلًّ مِّنْ عِندِ اللّهِ فَمَا لِهَؤُلاء الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا {4/78} مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا {4/79} ..
ففي سورة النساء الآية 78 تعارض تماماً الآية 79 وبشكل واضح لا لبس فيه. ففي الآية 78 كلّ شيء يصيب الإنسان هو من الله, وفي الآية 79 الحسنة من الله والسيئة من أنفسنا!!!.ومثل هذا التناقض كثير كثير...

فهل البلاغة في القول أن يكون متعارضاً؟؟؟.

{32/4} يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاء إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ..

{70/ 4} تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ..
في الآية الأولى اليوم عند الله يعادل ألف سنة وفي الآية الثانية اليوم عن الله يعادل خمسين ألف سنة. فكيف نفهم؟ وهل هذا بلاغة وإتقان أم خبط كلام يلقى على عواهنه....

وهناك ركاكة في بعض الآيات يلحظها قليل الانتباه فمثلاً:
يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوْاْ الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ .
هل يجوز اختزال السؤال عن الأهلة بأنها مواقيت للناس والحج ؟ هل هذا جواب مقنع أم هروب ؟ هل هذا من البلاغة؟؟..

هناك آيات مرتبكة كثيرة في القرآن , بل أغلب الآيات فيها هذا الارتباك ولا يمكن أن يراه إلاّ القارئ المتجرد. أما القارئ المؤمن فيرى كلّ شيء جميل ومبدع..
وهناك آيات يحتار المفسر أن يجد معناً لها وهي كثيرة جداً منها:

وَالصَّافَّاتِ صَفًّا {37/1} فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا {37/2} فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا {37/3} إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ {37/4} .
وأحيانا يخترعون المعنى اختراعاً. وطبعاً المؤمن يصدّق كلّ تفسير.كيف نطابق هنا بين البلاغة والوضوح المفروض وبين هذه العبارات التي كتبت بلغتنا ولكنها تحتاج إلى ترجمة حقيقية ؟؟؟!!.



#عهد_صوفان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإلحاد كلمة تطلق بغير مكانها
- قراءة نقدية للنصّ المقدّس - قصّة الخلق في القرآن 3
- قراءة نقدية للنصّ المقدّس - قصّة الخلق في سفر التكوين 2
- قراءة نقدية للنصّ المقدّس - قصّة الخلق في سفر التكوين 1
- النظام عندما يعتدي على الدولة
- الناطقون بالعربية صاروا عبئا عليها
- متى نسقط الأوهام التي تقول: أنّ الله كتب وقدّر؟
- الدين عندما يعتدي على الوطن
- أمة القراءة لا تقرأ - أمة اللسان
- ألم يحن الوقت لندرِّس وثيقة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان؟
- الوثيقة العمرية - وثيقة الخليفة العادل
- هل السياسة فن الكذب أم أنها جوهر الصدق
- لماذا الاقتراب من الدين خط أحمر؟؟
- الخوف من سلطة الله وسلطة النظام
- انفصام أم انسجام ما بين الوطن والدين والنظام
- من يجيد قراءة التاريخ يكتب المستقبل
- أكذوبة اسمها العروبة 3
- إلى وطني الذي أُحبّ
- المرأة في النصوص المقدسة..الوجه الآخر
- المرأة قصة قهر و ظلم طويلة


المزيد.....




- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عهد صوفان - قراءة نقدية للنص المقدس – البلاغة في القرآن 4