أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عهد صوفان - الخوف من سلطة الله وسلطة النظام














المزيد.....

الخوف من سلطة الله وسلطة النظام


عهد صوفان

الحوار المتمدن-العدد: 2973 - 2010 / 4 / 12 - 20:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



عندما نكتب أونتكلّم نخاف أن تكون حروفنا ملغومة بالقادم السيء..هاجسُ الخوف يبقى صديقنا الوفي. يعيش معنا وفي داخلنا يسكن..البعض يقول: هذه سلطة الرقيب الذاتي التي تسيطر على اندفاعة القلم حتى لا نكتب ما يؤذي المشاعر أو يسيء للآخرين.هل نكتب بإشراف الرقيب الذاتي ؟أم أن بعضنا يحاول التملّص من الاعتراف بوجود رقيب آخر يمثّل سلطة الله وسلطة النظام يتوعدنا بالثبور وعواقب الأمور. وكبرياؤنا الذي تربينا عليه يمنعنا من الاعتراف بأننا تحت وطأة هذا الخوف فنقول: نحن لا نخاف أحداً ولا رقابة أحد إلا رقيبنا الذاتي...
الكتابة عندنا عمل في حقل ألغام مخيف معد للإنفجار بأية لحظة بمجرد الاقتراب من أحد ألغامه وعند الاقتراب يبدأ الخوف يتسرب في شرايينك كيف ستفلت من مخابرات سلطة الله على الأرض وهم الجنود الأوفياء الجاهزون والحاضرون للدفاع والقتال في سبيل الله أملا بالحصول على حور العين في جنان الخلد؟ وكيف ستفلت أيضا من رجال مخابرات السلطان وهم جاهزون ليل نهار لأن يجعلوك عبرة لمن يعتبر ؟ وتهمك في كلا الحالتين جاهزة ومعدة . فأنت الكافر المشرك الملحد وأنت العميل الخائن وأنت الصهيوني المتأمرك والقائمة تطول .. ويأتيك العقاب بما لايخطر على بال كاتب كوميدي خصب الخيال .
سلطة الله وسلطة النظام أعدت قائمة بكل الممنوعات التي لايجوز الاقتراب منها أو التفكير بها وطلبت منا أن نخاف. أن نمشي بخوف ونأكل بخوف. ننام خائفين ونستيقظ خائفين ونطلب سترة الحال ... نحن نخاف من الله ومن الرسل والأنبياء ونخاف من الوزير والمدير وكل مسؤول ..
نخاف أن نتحدث في السياسة أو الدين أو أن نسأل عن الله أو أن نتحدث عن الرئيس أو الملك .نخاف أن نطالب بتغيير النظام. نخاف أن نختار عقيدتنا لأنها بالوراثة تنتقل وليس بالاختيار .. نخاف أن نفسر نصّا بغير مافسره المفسرون وأن نشكك في التاريخ الذي ورثناه وأن نقول أن تاريخنا ليس مقدس وأبطاله قتلة ومجرمون. نخاف أن نرفض العادات والتقاليد القديمة لأنها هي هويتنا واعتبارنا. ونخاف على مستقبلنا ومستقبل أولادنا وعلى لقمة العيش ..نخاف كلمة النقد لأنها تجلب الموبقات علينا فالنقد ممنوع ويعتبر اضعافاً لسلطة النظام أو لسلطة الله..نخاف أن نحلم لأن أحلامنا ترفع الضغط ..نخاف من القضاء المسيس لصالح السياسي ولصالح المال .. نخاف أن نتكلم مع أقرب الناس لأن للجدران آذان تسمع وتسجل الهمسات ..نحن نخاف من كل شيء ولم لا؟؟ والله يسجل ويحصي أنفاسنا ومخابراته تقبض علينا وحكم القتل جاهز والنصوص الدينية حاضرة وفعل (اقتل ) مكرر مئات المرات ..فالله يسجل كل هفواتنا دون أن نراه ويسلط علينا الشياطين والأمراض والكوارث والتسونامي السرطان والأوبئة ويحيل أيامنا إلى عذاب وألم وغمّ . وهو الذي وعدنا بالعقاب وبنار لاتنطفىء وبعذاب أبدي لايتوقف. تصوروا هذا العذاب الذي يستمر إلى الأبد وتصوروا التفنن في التعذيب والترهيب..حتى أن رجال الله عندنا صاروا يعلمون بالغيب فيعرفون رقم جهازك الذي ترسل منه رسالتك أو نصّك ويعرفون رقم هاتفك الذي تتصل منه وكل شيء عن طريق الشبكة العنكبوتية وكلّ التقنيات الحديثة التي تكمّ الأفواه وتصمّ الأذان فأين المفرّ ؟؟ ومخابرات النظام أيضا تحصي شهيق وزفير البشر وتصورهم في الأسواق والشوارع وأماكن العمل وتسجل أرقام حساباتهم وأرقام هواتفهم وإيميلاتهم وأعمارهم وأسماء زوجاتهم وأولادهم وأقاربهم وأمراضهم وكل شيء عنهم ..
نحن ضمن شرنقة وعلينا العبور إلى النور . نور الكلمة التي لاتخاف .الكلمة التي تبني بيتا ووطنا .
الكلمة التي تطعم طفلا جائعا وتداوي مريضا تقطعت به السبل . الكلمة التي تفتح عقلا فتدفعه للإبداع والابتكار . الكلمة التي تصنع إنسانا جديرا بالحياة . الكلمة التي بنت حضارة وولدت أخرى. الكلمة التي دفع أصحابها الثمن غاليا وأحيانا دفعوا حياتهم من أجلها .
لماذا زرعوا الخوف فينا وجعلونا وطن الأحزان؟؟ لماذا برمجونا بشراً خائفين حتى من ظلنا؟ لأن الخوف يُذهب الثقة بالنفس والإعتداد بها . الخوف يجلب الخنوع والخضوع والقبول بكلّ أمرٍ يأتي..
الخوف يُطأطىء الرأس ويكسر الشهامة ويدمّر الذات. الخوف يحولنا إلى قطيعٍ مطيعٍ خلف الرعاة نُساق إلى حيث يشاؤون ونفعل ما يريدون ونحن طبعاً صاغرون... الخوف تغوّل فينا وصرنا معه كياناً واحدً لا افتراق بيننا..
بالخوف من الله حكمنا رجال الله وأقنعونا بكلّ ما كتبوا وفسروا وعدّلوا.فكلهم أشباه أنبياء وكلهم مقدسون وكلامهم منزل وسلوكهم معصوم وأفعالهم قدوة. وصارت طاعة الله غير كافية إن لم نطع رجاله. وحتى الإيمان بالله غير كافٍ إن لم نؤمن بالرسول المرسل أيضاً. فالرسل مثل الله وبدرجته وربما أعلى منه.أقنعونا بتعدد الزوجات وأن المرأة متاع وحرث للرجل ودرجتها أقلّ .أقنعونا أن المرأة ناقصة عقل وأن الرجال قوامون عليها وعليها الخضوع للنصّ المقدّس... فاقتنعنا خوفاً من عقاب الله الذي شرّع وكتب علينا كلّ شيء. أقنعونا بأن الله وحسب مشيئته كتب لكلّ شخص ما يجب أن يفعله. وهو نفسه الله سوف يحاسب ويعاقب هذا الشخص على ما فعل. تصوروا أن الله يكتب ويقدر ويوجّه. وكل شيء بإذنه وعلمه ومشيئته وبعدها نعاقب!! ونحن خائفين راضخين راضين نردد: لا حول ولا قوة إلاّ بالله....أقنعونا بأن النصّ الديني مقدّس ولا نفاش أو اعتراض عليه بل قبول مطلق أولنا النار وبئس المصير.وأقنعونا بأنّ غزواتنا هي فتوحات برعاية الله وطلبه وبركته وبأننا خير أمة وأن الله ميزنا عن بقية الأمم وأنه قدّس ماءنا وأرضنا وشعبنا وعلينا أن نقبل ونطيع...
بالخوف استعمروا عقولنا وبنوا فيها الخرافات والأساطير.الخوف الذي صار حزناً في عيوننا ووجوهنا. صار اكتئاباً وألماً لا يفارقنا. وجوهنا صارت كتاباً فصوله الجوع والحرمان والأمراض والألم...



#عهد_صوفان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انفصام أم انسجام ما بين الوطن والدين والنظام
- من يجيد قراءة التاريخ يكتب المستقبل
- أكذوبة اسمها العروبة 3
- إلى وطني الذي أُحبّ
- المرأة في النصوص المقدسة..الوجه الآخر
- المرأة قصة قهر و ظلم طويلة
- كل شيء عندنا مقدس
- كذبة اسمها العروبة 2
- اكذوبة اسمها العروبة 1
- الكتابة ليست ترفاً فالكتابة كلمة والكلمة بداية
- الغزوات الاسلامية قراءة أخلاقية
- أيديولوجيا الفساد بين القبلي والديني
- رسالة إلى وطني
- الناسخ والمنسوخ في القرآن
- لماذا نحن متخلفون ؟هذا هو السؤال
- النقد المجرد والطريق الى الحقيقة
- بالطفولة نبني الوطن أونهدمه
- بناء الانسان هو لبنة بناء الأوطان
- هل تؤمن الدولة العربية بالدستور
- الواقع والدين


المزيد.....




- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...
- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل ...
- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عهد صوفان - الخوف من سلطة الله وسلطة النظام