كذبة اسمها العروبة 2

عهد صوفان

الحوار المتمدن-العدد: 2946 - 2010 / 3 / 16 - 17:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

اكذوبة اسمها العروبة 2

عندما دخلت الجيوش العربية الاسلامية الغازية الى البلاد التى احتلتها كمصر والعراق وبلاد الشام وكافة المناطق عملت على طمس وإلغاء ثقافة وحضارة وانتماء هذه الشعوب وحاولت جاهدة تذويب واخفاء كل أثر يدل على وجود بشر كانوا يعيشون هنا.واهتموا كثيرا بالجانب الديني وتحديدا المسيحي كون المسيحية سبقت الاسلام ولأنها أكدت أن لا أنبياء بعد المسيح. فكان طبيعيا أن يحارب الاسلام الدين المسيحي ويتهم الكتاب المقدس بالتحريف وإلا لما استطاع أن ينشر دعوته أيا كانت فتدمير المسيحية كان ضرورة وبكل الوسائل ابتداء باتهامها بالتحريف مرورا بتدمير كل ما يمت لها على الأرض وهنا كان لابد لهم من هدم الكنائس تماما وبناء مساجد في هذه المواقع حتى لايتسنى مطلقا للمسيحيين إعادة البناء في المستقبل إن توافرت الظروف لذلك..
وفي بعض الحالات التي لم يكن ممكنا هدم الكنائس كانوا يلجأون الى ازالة النقوش الداخلية وكافة الرسومات المسيحية ووضع طبقة من الطين فوقها تخفي كل أثر مسيحي ونقش كتابات وآيات اسلامية على الحجارة وبناء منابر داخل الكنائس وتحويلها الى مساجد بل وصل الأمر إلى حفر الآيات القرآنية في بعض القلاع الأثرية بعد ازالة الكتابات القديمة وهذا واضح جدا في كثير من الآثار الحالية في سوريا وتركيا .. اذا الغزو الاسلامي العربي لم يكن فقط لفرض الدين الجديد وإنما لمحو كل أثر لا يمت للعروبة بصلة ..كانت حربا على الانسان وكيانه وحضارته ولغته وفي بعض الأماكن لم يكن ممكنا الهدم لبعض الاعتبارت فكانوا يستثنوا القليل من الكنائس ويبنوا المساجد ملاصقة تماما لجدران الكنائس وكأن الأرض لم تكن تكفي لبناء مسجد في مكان آخر....
هذه الغزوات سرقت كل شيء حتى اللغة العربية هي لغة مسروقة من الآرامية القديمة أخذوا اللغة وسموها باسمهم وبدلا من أن يعترفوا بأن أصول اللغة هي من الآرامية أعطوها لقبا جديدا ووصفا جديدا علما بأن من يتكلم الآرامية الآن يعلم بأن معظم المفردات العربية الآن موجودة في الآرامية وللتذكير فإن الآراميين قبل الاسلام بأكثر من 1500عام ...
إن قراءة التاريخ المتجردة البعيدة عن العاطفة تقودنا إلى معرفة الحقيقة التي نبحث عنها وهي معرفة الذات بصدق وأمانة ومعرفة إن كنا عربا أم لا !لأن هذه المعرفة تكشف لنا جريمة كبرى حدثت بحق شعوب المنطقة والمناطق الأخرى التي تعرضت للغزو.
فالغزو بحد ذاته جريمة تؤدي إلى سلب الآخر بيته وعرضه وممتلكاته وأحيانا حياته وهذه حدثت في تاريخنا انطلاقا من أسس فكرية دينية حضت المسلمين على القتال والغزو وسلب الممتلكات وبآيات صريحة في القرآن
جاء في سورة الأنفال 8: 41 و69 "وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي القُرْبَى وَاليَتَامَى وَالمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الفُرْقَانِ يَوْمَ التَقَى الجَمْعَانِ وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ... فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلاَلاً طَيِّباً وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ".
كما جاء في سورة الأنفال أيضاً 8: 12 و13 و39 "أُلْقِي فِي قُلُوبِ الذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِقِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللهَ شَدِيدُ العِقَابِ... وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ".
. فكيف لنا أن نقبل أن يأتي جيش غريب من جهات بعيدة يدخل أرضنا تحت راية السيف يقتل ويفتك وينتهك المحرمات ويأخذ الأرض والعرض وهم يقولون
(الله أكبر) فالحرب بهذه الطريقة هي تدمير لتراث وحضارة السكان الأصليين وتغيير لمعتقداتهم وأفكارهم وهي عملية مدانة على كل صعيد وغير مقبولة بأي عرف أو أخلاق . هي حرب عنصرية حرب تدمير وتزوير للتاريخ ..وعلى أرض الواقع كل شيء واضح وبيّن .فآثار هذه الغزوات تهجير وترويع وتهديد وجزية وإماء وغنائم وتدمير دور العبادة وو..كل هذا باسم العروبة والدين واليوم وبكل فظاعة يقول لنا مثقفوا الأنظمة :إن البعض يريد أن يسلخ الأمازيغ عن عروبتهم ويسلخ الأكراد عن عروبتهم ويسلخ الفراعنة عن عروبتهم فكيف يتم سلخ كل هؤلاء عن عروبتهم وهم ليسوا بعرب ؟؟ كيف نسلخ الآشوري والآرامي وهم موجودون قبل العرب وهم ليسوا عربا هذا المنطق يحتاج مواجهة حقيقية وتفنيد هذه الادعاءات بالمنطق وعدم السكوت أو المواربة في الردّ عليها بل بوضوح تام من كان عربيا فليقل أنا عربي وهذا حقه وحقه محترم ومحفوظ وليس عيبا أن ننتسب لهذا النسب أو ذاك ومن كان كرديا فليقل أنا كردي ولست بعربي ومن كان فرعونيا فليقل الحقيقة أيضا دفاعا عن التاريخ والثقافة والنسب الحقيقي بدون خوف من الرقيب والسلطان فعلى الجميع أن يجاهر بنسبه العريق لأنه لم يعد مقبولا الصمت والسكوت عن تزوير كبير وخطير أدى إلى الدمار والصراعات التي لن تنتهي مادام سلطان العروبة الكاذب جاثم فوق الصدور وفارض للمعتقد والعادات والأساطير .الجميع عليه مسؤولية التغيير وبكل الطرق وعدم التأخير في ابتداء الطريق واستخدام كل وسائل الإعلام المتاحة لرفع الظلم وإعادة الحقّ..
منعوا البشر من اختيار معتقداتهم وفرضوا الدين وشرعوا قوانين تمنع تبديل الدين ففي كل دولنا العربية هناك قوانين تمنع التبشير بأي دين آخر أو أي نشاط ثقافي اجتماعي يؤدي إلى التحول عن الإسلام ..هذا الواقع ملموس وحقيقي كيف يسمح للمسلم أن يبشر وينشر دينه ويجوب أصقاع المعمورة محاولا نشر دينه بكل السبل ودون أن يعترضه أحد ؟في حين لايقبل لأي دين أن يبني دار عبادة وإن حدث فهذ استثناء .والمبدأ العام هو المنع المطلق . وفي حالة الزواج ,المسلم لايغير دينه بل الآخر مطلوب منه تغيير دينه أليس هذا التضييق هو نفي للآخر ومحو لذاكرته ومعتقداته ؟؟؟
ولولا الاسلام لبقي النسب العربي فقط للقبائل العربية والمعروفة الآن ولما رأينا هذا الانتشار القسري للنسب العربي فهل الأنساب توزع لكل راغب؟. لقد فرضوا على سكان البلاد التي احتلوها نسبا جديدا وغيروا دماء البشر وجيناتهم وأصبح الجميع عرباً وحتى لا يكون الكلام انشائيا نقدم بعض الأمثلة الواقعية والتي تبين أن نسبنا العربي هو كذبة كبيرة لابد لها أن تنكشف...
ففي كل البلدان لتي دخلوها حولوا كنائس كثيرة الى جوامع ولكل كنيسة قصة حزينة لم يستطع أن يراها الجميع لأن من كتب القصة ومن أخرجها هو المنتصر هو الغازي حامل السيف والترس هو قاطع الرؤوس التي أينعت وحان قطافها. ومن يطلع على بعض هذه الجرائم يشعر بالألم والعار ومن هذه الأمثلة :
في العراق
- كنيسة مار زينا : وكانت تسمى كنيسة الصليب او كنيسة التكريتيين والتي اصبحت جامع الخلال.
- كنيسة مار تيودورس :. وكانت تقع قرب باب العراق او باب تكريت أقيم فوقها جامع الجويجاني وهدم هذا الجامع عند فتح شارع فاروق وعند الهدم وجدوا أحجاراً تحمل كتابات سريانية تؤرّخ لوجودها عام 1583 م
- كنيسة الاربعين شهيد : وقد تحولت هذه الكنيسة الى الجامع الكبير.
- دير مار يونان : وحاليا جامع النبي يونس
- كنيسة مار ابراهيم وهي الان جامع الامام ابراهيم .
- كنيسة مار يوحنا وهي الان جامع يحيى القاسم .
- كنيسة مار غريغورس وهي الان جامع المتعافي .
- كنيسة مار يوحنا الدليمي وهي الان مسجد الشطية .
- كنيسة او دير مار دانيال وهو الان مسجد النبي دانيال .
- كنيسة مار شموني وهي الان جامع ام التسعة .
- كنيسة ايشو عداد وهي الان جامع عيسى دادا .
- كنيسة مار سبريشوع وهي الان جامع المصفى
- كنيسة مار منصور وهي الان جامع الشيخ منصور .
- كنيسة الانجيليين الاربعة وهي الان جامع الرابعية .
- في استنبول تم تحويل كنيسة أيا صوفيا إلى مسجد وهذه الكنيسة بنيت في العهد البيزنطي من قبل جوستينيان الأول في عام 537 م وتم تحويلها إلى مسجد عام 1330 ميلادية من قبل أورغان غازي الذي حول كنائس كثيرة إلى مساجد.
- في دمشق كنيسة يوحنا المعمدان تحولت إلى الجامع الأموي(جامع بني أمية الكبير) عام 705 ميلادي من قبل الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك. وحتى الآن قبر يوحنا المعمدان داخل المسجد
- في القدس أقيم مسجد بلال بن رباح جانب قبر راحيل وهي زوجة النبي يعقوب وأم يوسف وبنيامين وبأمر من الخليفة عمر بن الخطاب..
- بني المسجد الأقصى في منطقة الحرم الإبراهيمي حيث يوجد قبر النبي ابراهيم.
- في غزة المسجد العمري بني على أنقاض كاتدرائية الإمبراطورة أفذوكسيا زوجة الملك البيزنطي أركاديوس في عام 407 ميلادية.
- في نابلس الجامع الكبير أصله كاتدرائية بنيت في القرن السادس الميلادي.
- في الخليل المسجد الإبراهيمي كان كنيسة حولها صلاح الدين الأيوبي إلى مسجد.
- في صنعاء الجامع الكبير تم بناؤه على نمط الحرم المكي وقد حل محل كنيسة أبرهة الحبشي.
الأمثلة لا تعدُّ فهي كثيرة جداً وحكاياتها مؤلمة وقاسية .وبإمكان أي شخص باحث عن الحقيقة أن يجد آلاف الأمثلة.....
لقد نشروا العروبة والدين معا بحروب وغزوات ,هم بادروا بها ولم تكن هذه الغزوات للدفاع عن النفس أو الأرض أو الممتلكات بل كانت حربا على آخرين يعيشون في ديارهم آمنين.الجيوش العربية الإسلامية هي من ذهب إلى أرض مصر ولم يذهب المصريون أرض العرب. الجيوش العربية الإسلامية هي من ذهب الى بلاد الشام والعراق والى شمال أفريقيا وإلى أوروبا وأسيا وليس العكس.على العرب والمسلمين أن يعتذروا عن حروبهم وعن الدمار والقتل الذي فعلوه بحق هذه الشعوب...وعلى هذه الشعوب أن تنتفض لأصولها وعراقتها وثقافتها.............

#عهد_صوفان (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل