أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناس حدهوم أحمد - الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا -24 -














المزيد.....

الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا -24 -


ناس حدهوم أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 3123 - 2010 / 9 / 12 - 16:30
المحور: الادب والفن
    



--------------------------------------------------------------------------------
حياة الإنسان في عالمنا الثالث هي حياة فارغة من مضمونها حياة بائسة بلا أساس . بدون أركان أي
خيمة بلا أوتاد تسندها أثناء العواصف . نحن في عالمنا الثالث بلا ضمانات تعزز وجودنا وتدعمه . لذا
فالروابط الإجتماعية لدينا أو العائلية هشة وحياتنا يسودها التسيب والفوضى والإرتجال . إنسانيتنا
معرضة لأحكام مزاجية سيئة .

لازلت أتذكر تلك الفترة جيدا حينما عادت - م - من إسبانيا واتصلت بي بمكتبي بزنقة الزاوية . فاجأني
حضورها بعد انقطاع أخبارها . تعانقنا بحرارة لقد كنا في أشد الشوق للحظتنا تلك . سألتني عن كوكبة أصدقائنا . أخبرتها عن - ميكي - و - مصطفى شلومو - وغيرهما وتحدثنا عن الزمن الذي مضى
بأحداثه حلوها ومرها . أقفلت المكتب وخرجنا في جولة عبر المدينة وأخبرتها بأن - ميكي - تزوج
وأخبرتها بأنني كذلك فعلت ولدي طفل واحد في أول سنين عمره . فكرنا بأن نبحث عن الصديق
- ميكي - عرجنا على بعض الحانات و لم يكن هناك فقصدنا بيته . لم تكن سيارته مركونة بالجوار .
فجأة وبالصدفة التي تشبه الميعاد أقبل بسيارته ( الإردوز ) . إنه هو عينه . دخلنا بيته وقدم لنا زوجته لأول مرة بالنسبة ل - ميم -. تناولنا عشاءنا وتحدثنا عن إسبانيا والمغرب وأشياءا أخرى .
أخيرا جاء موعد النوم . هيأ لنا حجرة من أجل ذلك لكنني فضلت أن أغادر إلى بيتي بينما نامت
- ميم - ببيت الصديق . غدا وجدتها تنتظرني بباب المكتب . قضت معي اليوم وأنا أعمل وتناولنا
غذاءنا بأحد المطاعم القريبة ثم عدنا للمكتب وكانت تدخن سيجارتها أمام الزبناء الذين بدوا منبهرين
من ذلك . قدمت لها أيضا صاحبة المكتب التي رحبت بها فقد كانت تتعاطف مع السيدات المتحررات ولا غرو
في ذلك لأن ابنتها أيضا كانت تزور إسبانيا وتعيش حريتها .
تزامن حضور صديقتي إلى تطوان مع العيد الوطني لذكرى المسيرة الخضراء . وخلال ذلك المساء
خرجنا في جولة مع - ميكي - نحو مدينة الفنيدق . أخذنا مكاننا داخل مطعم حان (كوكودريلو)كنا
نتناول عشاءنا مع زجاجة نبيد معتق . إنضاف إلينا عازف العود الذي يكسب لقمة عيشه من هذه
المهنة المتجولة فكان يعزف لنا أنغاما تعتبر اليوم من الزمن الماضي الجميل . فجأة حل شخص لا
نعرفه ووقف بجانبنا ولم يتجرأ على الجلوس معنا وقد حاول إقحام نفسه بيننا وتفوه بكلمة المسيرة
الخضراء التي حلت ذكراها تلك السنة . جعلني ذلك أتوجس من أمره فنبهت صديقي - ميكي -
كي نتجاهله . فقد كانت لي حساسية مفرطة اتجاه هذه المواقف المفاجئة . ولما تأكد الغر يب من
عدم قبولنا به . إختفى ثم ظهر من جديد لكنه هذه المرة كان مصحوبا برجال الأمن . خاطبني رجل
من الزمرة قائلا : إنك شتمت هذا الرجل وعليكم أن ترافقونا . قلت له : عليه أن يرفع دعوى في
هذا الخصوص ويتدبر شهودا لذلك والمحكمة ستتكلف بإرسال إستدعاءا للجلسة . قال : يجب أن
ترافقونا . الأمر يبدو واضحا . إنها عملية صيد . هدأ - ميكي - من روعي وقال بأنه سيتصرف وهو
يعرف الخطة وقد تعود عليها .
أصبحنا داخل مفوضية الشرطة بمدينة الفنيدق ورغم إطلاق سراحنا إلا أن أمرا ما جعلهم يعيدون
النظر في قرارهم لنعود إلى الداخل من جديد بعد أن كنا قد تجاوزنا الباب الرئيسي .
حضر رئيس المفوضية وكان يلبس على غير عادته جلبابا مغربيا تقليديا وحداءا تقليديا نسميه ببلدنا
ب - البلغة - . لا أدري لماذا تعمد أن يتظاهر بشكل تقليدي . دخلنا ثلاثتنا إلى مكتب الرئيس وكان
جالسا على مقعده الوثير وبالوضع المقابل له كان المخبر يجلس جلسة الواثق من نفسه .
خاطبني الرئيس قائلا : لقد وجهت الشتيمة لهذا الرجل . إستفزني السؤال لأنني لم أكلمه إطلاقا ولا أحد أشركه الكلام منا . لقد كنت أعرف ما يحدث ولهذا لم أتمالك نفسي فأجبته بطريقتي المستفزة أيضا :
- إن هذا المخبر الحقير لن يجد ثغرة أو طريقة يدخل بها بيننا فأنا أركل به بعيدا وأشرت برجلي
معبرا وموضحا كما يفعل المعلم داخل قسم التحضيري مستعملا الخشيبات .
- تحدث لنا عن الخمر والمرأة مباشرة فهذا ما عليك أن تفعله والقانون يخول لك ذلك . كنت
أتكلم بغضب شديد .
- ما علاقتك بهذه المرأة ؟ قال المسؤول الأمني
أجبت : إنها أختي
- وهل أختك تشرب معها النبيذ ؟
- قلت : لدي أختان واحدة من بطن أمي لا أشرب معها النبيذ . بينما هاته وهي ليست من بطن أمي أشرب معها النبيذ .
كلامي لم يرق الرجل فأضاف :
سمعت عنك من قبل وعن فلسفتك أيضا لذا فأنا سوف ( أخلي دار أبوك )
لاحظت حركة لا شعورية صدرت عنه عندما شتمني تلك الحركة لا تصدر إلا عن شخص خائف من ردة فعل ما . لكنني لزمت الصمت وأنا أنظر إليه بنظرتي الغاضبة .
وضع يده على الزر فدخل رجل أمن منتصبا يؤدي التحية . فأمره بأن يطلق سراح - ميكي -
ويحرر لي مع ( م ) محضرا بتهمة تعاطي الخمر والفساد . ثم انصرف لا يلوي على شيء .
- يتبع -



#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا - 23 -
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا-22-
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا-21-
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا-20-
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا -19 -
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا-18-
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا -16-
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا-17-
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا-14-
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا-15-
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا - 13 -
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا -12-
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا - 11 -
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا - 10 -
- صراخ
- مجرد إحتمال - مهداة إلى مصطفى مراد -
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا-9-
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا-8-
- الوليمة
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا - 7 -


المزيد.....




- -عصر الضبابية-.. قصة الفيزياء بين السطوع والسقوط
- الشاعر المغربي عبد القادر وساط: -كلمات مسهمة- في الطب والشعر ...
- بن غفير يسمح للمستوطنين بالرقص والغناء أثناء اقتحام المسجد ا ...
- قصص ما وراء الكاميرا.. أفلام صنعتها السينما عن نفسها
- الفنان خالد تكريتي يرسم العالم بعين طفل ساخر
- رابط شغال ومباشر.. الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2025 ...
- خبر صحفي: كريم عبدالله يقدم كتابه النقدي الجديد -أصوات القلب ...
- موسيقى للحيوانات المرهقة.. ملاجئ الولايات المتحدة الأمريكية ...
- -ونفس الشريف لها غايتان-… كيف تناول الشعراء مفهوم التضحية في ...
- 10 أيام فقط لإنجاز فيلم سينمائي كامل.. الإنتاج الافتراضي يكس ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناس حدهوم أحمد - الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا -24 -