أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناس حدهوم أحمد - الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا - 23 -














المزيد.....

الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا - 23 -


ناس حدهوم أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 3116 - 2010 / 9 / 5 - 01:23
المحور: الادب والفن
    


داخل مكتبي كانت تعرض علي مشاكل أفراد وقعوا في ورطة لا يمكن أن تعالج إلا عن طريق القضاء
ورغم معالجتها قضائيا فإنها تظل وصمة عار على جبين أصحابها كما يظل أولائك المخطئون محطة لأحاديث تلوكها الألسن إلى آخر العمر .
ذات صباح كنت قد وصلت المكتب مبكرا . دخل علي رجل بجلبابه الأسود وكان في حالة من الحزن والقلق يبدو معها وجهه أسودا كالجلباب . وكان بالكاد يستطيع التحدث عن جريمته أو ورطته المعقدة
فالرجل متزوج وأب لثلاثة من الأولاد لا زالوا في طور النمو . وكانت الأسرة تعيش في بيت مشترك
مع أخت الزوجة التي كانت لا تزال عازبة .و هو بيت من متروك والد الشقيقتين الراحل . نشأت في السر
وفي الظلام أيضا علاقة جنسية بين الزوج وشقيقة زوجته العازبة . فكان يتسلل ليلا إلى حجرتها ويمارس معها الجنس خفية ولم تكن الزوجة تدري أن زوجها و شقيقتها يخونانها . إلى أن ظهر الحمل
على الفتاة وانكشفت الفضيحة التي روعت البيت ومن فيه .

قلت له بأن هذه العلاقة جريمة لا تغتفر في حق أسرته وسيكون تأثير الحمل وحلول المولود الجديد
مربكا للغاية و مسألة ستظل معلقة بدون علاج ونمو الطفل داخل الأسرة سيكون نشاجا وغير
محتمل بالنسبة لعموم أفراد العائلة . قال الرجل بصوته ا لمنكسر والمبحوح بأنه عندما كان يتسلل إلى
عشيقته ليلا ينبهها إلى مغبة ما يفعلانه بأختها فكانت تجاوبه بشكل من التحدي والإصرار قائلة:
( إضرب واسكت ) أي بما معناه : ( إنكح واصمت ) مما يدل ذلك على أن الفتاة كانت كما لو أنها تنتقم من
شقيقتها لسبب أو لآخر .
حررت الشكاية للسيد الوكيل في إسم الرجل الخائن الذي كان يبدو شبه مدمر . وبعد إنصرافه
أحسست بالحزن الشديد وفكرت بأن ما حدث له يمكن أن يحدث لأي كان وقد حدث وسيحدث
دائما . وفي كل مكان من العالم . فنحن العرب على الخصوص عقدتنا المستعصية على الحل
والمعالجة هي عقدة الجنس . قلما نستطيع الصمود أمام هذه الرغبة الطبيعية العجيبة والمهلكة
أحيانا كثيرة .
أتذكر أيضا يوم أن دخل مكتبي رجل متوسط العمر ودون أن يلقي بالتحية جلس على مقعد بركن المكتب وكان يبدو ساهما ومهموما . سألته عن مبتغاه وقبل أن يتحدث عن مشكلته أجهش
بالبكاء كالطفل ثم صار يحكي قصته :
متزوج وأب لستة من الأولاد منهم بنتان في مقتبل العمر . يعيش مع عائلته بالطابق الأرضي من
البيت المشترك مع شقيقه الذي يقيم أيضا مع أسرته بالطابق العلوي وله طفلين صغيرين . قال
بأنه لم يحدث أن راوده الشك أو لاحظ ما يثير ارتيابه أو قلقه . لكنه ذات صباح لما خرج إلى
عمله كالمعتاد تذكر أنه نسي غرضا من أغراضه الضرورية فقفل راجعا نحو البيت وفتح الباب
الرئيسي وأصبح في الداخل فسمع وشوشة داخل المطبخ فتوجه لإكتشاف الأمر فإذا به أمام
اللقطة المروعة . كانت زوجته بين أحضان شقيقه وهما يتباوسان . صدمته المفاجأة لكنه بقي
متجمدا ومذهولا مما يراه بأم عينه . بينما أخوه تسلل هاربا واختفى لعدة أيام قبل أن يحضر للبيت بينما الزوجة بدورها غادرت إلى مكان ما وأصبحت الأسرتان شبه مشردتين .
وأضاف الرجل بأن مصيبته في كونه أصبح يشك في شرعية أبنائه الأبرياء .

أحيانا تكون الظروف ملائمة ومهيئة لكي تنتج مثل هذه الأحداث المؤلمة . فتصبح أخطاؤنا
حينئذ كأنها قدرنا ولا مفر لنا منه . والكارثة هي أن الأطفال هم من يسدد الثمن لخيانات
أوليائهم فتتعقد الأمور بشكل خطير تاركة ومخلفة آثار الجريمة منقوشة في الذاكرة على المدى
البعيد في حياة الأسرة برمتها .



#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا-22-
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا-21-
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا-20-
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا -19 -
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا-18-
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا -16-
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا-17-
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا-14-
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا-15-
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا - 13 -
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا -12-
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا - 11 -
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا - 10 -
- صراخ
- مجرد إحتمال - مهداة إلى مصطفى مراد -
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا-9-
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا-8-
- الوليمة
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا - 7 -
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا - 6 -


المزيد.....




- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناس حدهوم أحمد - الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا - 23 -