أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناس حدهوم أحمد - الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا-8-














المزيد.....

الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا-8-


ناس حدهوم أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 3054 - 2010 / 7 / 5 - 20:35
المحور: الادب والفن
    


--------------------------------------------------------------------------------

زنقة الزاوية هو زقاق طويل بمساحة عرضها لا يقل عن ثلاثة أمتار . يبدأ من نهاية شارع محمد الخامس
وينتهي إلى جانب شارع عبد اللطيف المدوري المعروف ب - الطرنكات- تصطف على جانبيه منازل متواضعة لكن الزقاق لا يخلو من بضعة بنايات كبيرة لا تزيد عن ثلاث .تشبه قصور صغيرة بأبواب عريضة
وديكور قديم وأصيل . خشبها من النوع الجيد. قصور صغيرة لكنها مزينة بأجمل الزليج النادر الذي لا
يمكن أن تجده بأسواق اليوم . صممت بالطابع الأندلسي لأن ساكنيها تطوانيون ذو أصول تنحدر من
الأندلس . عائلات عريقة ومتحضرة تختلف عن الأهالي كليا . في بداية الزقاق فندق شعبي متواضع
للغاية صاحبه صديق تعرفت عليه باسبانيا حيث كنا نشتغل ونسكن معا . بجانبه مطعم ( عمي عبد الله )
مطعم شعبي متواضع أيضا. لكن الوجبات التي تقدم للزبناء لها شهرة كبيرة في كل أرجاء المدينة . هذا
المطعم يستعمل الفحم في طهي الدجاج البلدي ولحم الضأن ولم يعتمد قط على الغاز لذا كانت
وجباته لذيذة ودسمة وبثمن مناسب . يحج إليه الزبناء من كل صوب وحدب . ووجباته تنفذ عند الثالثة والنصف
بعد الزوال . لما يفتح الباب على الساعة الثانية عشرة قبل الظهر يملأ المكان الصغير والضيق عن آخره في ظرف
نصف الساعة ويبقى البعض ينتظر خارجا إلى حين . كان يساعد ( عمي عبد الله) رجل في منتصف العمر يعرف ب - عبد الواحد- يحفظ جميع طلبات الناس في عقله ولا يخطيء وحينما يتقدم الزبون لتسديد
الوجبة نسمع دائما (عبد الواحد )يقول جملته المعهودة ( زيدلعاندو ) . كما كان المطعم يؤمه أيضا زبناء مختلفون
يأتون ومعهم أدواتهم لحمل الطعام ناضجا إلى بيوتهم . كذلك بعض النساء فقد كن يحضرن لشراء وجبة
( الشوية ) اللذيذة والمتخمة بالذهون لتناولها بالبيت مع الأسرة . كانت شهرة هذا الرجل بلغت حظها عند
النساء كذلك . كان الرجل هادئا وسعيدا بوضعيته. ورغم أنه متزوجا لم يكن له حظ في الأولاد . لذا كان
يعتني بالقطط .ولما يكون في عطلة من عطل الأعياد يأتي خصيصا لإطعامها .
كان هذا الزقاق أيضا فضاءا للولي الصالح - مولاي عبد القادر الجيلالي - لذا زاد هذا الأمر من
شهرة هذه ( الزنقة ) فقد كان هذا الولي محج العديد من الزوار الذين يطمحون في بركته . وأغلب
زواره كن من النساء . فنادق بئيسة أيضا كانت تتوسط الزقاق . إندثرت ولم يبق إلا فندقين لا نجوم
لهما ولا حتى أصفار . لأن رائحة الرطوبة كانت تنبعث بداخلهما بسبب عدم دخول الشمس
إليها بل وللزقاق برمته . كذلك كانت ببناية صغيرة متواضعة شقة عبارة عن ماخور يقصده
بعض الأشخاص لقضاء حاجتهم وينسحبون في سرية تامة . وكان ذالك واضحا للعيان .
قبالة مكتبي منزل لعائلة محترمة من أصل شفشاوني . رب البيت رجل مرح يتكلم بسخرية
ونقد لاذعين للأشياء وللأمور وللأشخاص كذلك . يشتغل نجارا في محله الكبير بشارع الوحدة وهو
المحل الذي سيبيعه فيما بعد وينتقل إلى مدينة المضيق ليتابع حياته ومهنته من جديد.
صاحبة المكتب العمومي سيدة ارملة توفي بعلها وترك لها بيتا من طبقتين وأولاد كلهن إناث وذكر واحد متبنى
لكنه يعيش بشكل طبيعي رغم علمه بوضعه . السيدة امرأة تقارب السبعين من عمرها طبعها
قاسي وعنيف لكنها مراوغة . في هذا البيت تشتغل خادمة لازالت طفلة لم تحض . أتذكر يوم
جاءها دم الحيض وكانت قد خبأته عن سيدتها ففطنت هذه الأخيرة لذلك فأذاقتها شر العقاب فقد
سمعت البكماء تصرخ وعرفت أن السيدة ربما تؤذبها عن شيء إقترفته . طرقت الباب ففتحت
ربة البيت وطلبت منها أن تتوقف عن ضربها فأفصحت لي عن الحدث فقلت لها بأن رد فعلها شيء
طبيعي هي لم تفهم ما يحدث لها . وأضفت بأن الطفلة لم تقم بأي فعل يستوجب العقاب . كانت السيدة قاسية
للغاية وقد تحدثت معي ابنتها المدللة والوحيد التي بقيت بالبيت و لم تتزوج بعد . قالت لي في هذا السياق
بأن والدتها قاسية ولكنها لن تتخلى عنها .


يتبع-



#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوليمة
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا - 7 -
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا - 6 -
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا - 3 -
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا - 4 -
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا - 5 -
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا - 2 -
- روح الشرق
- تناقض مدير جريدة المساء المغربية
- قصة إبني أمين مع مدرسيه
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا- 1 -
- لا أحد
- إرهاب الحانات والنوادي الليلية
- لفحات
- هزار وقمر
- الجنرال عطوان في تطوان
- صحافة - المعيور - بجريدة المساء المغربية
- طفولة
- النسيان المبتدل
- مجرد رأي في جريدة المساء المغربية


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناس حدهوم أحمد - الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا-8-