أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناس حدهوم أحمد - الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا-18-














المزيد.....

الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا-18-


ناس حدهوم أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 3100 - 2010 / 8 / 20 - 15:46
المحور: الادب والفن
    


أحيانا أشعر بأن القدر يلعب لعبته القذرة معي دون أن يكون لي يد فيما يحدث . فذات يوم سبت من
تلك الفترة كنت أتسكع مع بعض الرفاق بحانات المدينة فجاءني شقيق صديقي- ميكي- ( المعيزز )
وطلب مني أن ألتحق بمكتبي لأحرر له بعض المقالات . لكنه لم يكن جديا في طلبه ذاك . كان فقط
يريدني أن أكون بالمكتب لأن رجال الدرك الملكي كانوا في انتظاري . وكان هو يعرف بينما أنا لم أكن
أعرف ما ينتظرني . فما أن فتحت باب مكتبي حتى فوجئت برجال الدرك بلباسهم الرسمي يقتحمون
المكان وقد كانوا ثلاثة . سألني أحدهم إن كنت أنا المسؤول بالمكتب فقلت له أي نعم . طلب مني
مرافقتهم من أجل إجراء تحقيق معي . استفسرت عن السبب . فأخبرني بأن شكايات مجهولة حررت
لشخص ما بمدينة شفشاون يتهمني بأنني من كتبها . قلت لهم بأنني لا أحرر الشكايات المجهولة
لأن هذا ليس من عادتي إطلاقا. فوضع بين يدي نمودجا منها تأكدت حينئذ بأن الشكاية المجهولة
لا علاقة لي بها من قريب أو بعيد . لأن الأسلوب لم يكن أسلوبي كما الآلة أيضا ليست آلتي التي
أشتغل بها . سألني الدركي إن كانت لدي آلة أخرى بالبيت . قلت له بأن بيتي مفتوح للدرك كي
يتأكدوا من ذلك فورا . قال بأنهم سوف يحققون في النازلة وعلي أن أرافقهم حاملا آلتي الراقنة.
كانت هناك عند مدخل زنقة الزاوية سيارة طاكسي تنتظر وأيضا جموع من المواطنين دفعهم فضولهم للتجمع لاستكشاف هذا الأمر الذي كان يبدو لهم خطيرا جدا . بينما وشوشات وتكهنات
وافتراضات كانت تسري بينهم سريان النار في الهشيم .
حملتنا سيارة الطاكسي التي كانت في انتظارنا - بعد أن أقفلت المكتب - إلى إدارة الدرك بتطوان
التي كانت تتواجد آنذاك على مقربة من حي ( باب النوادر) فتم إخراج شخص من معتقل المخفر
وهو مكبل اليدين . لم يسبق لي أن رأيت خلقة الرجل أو تعاملت معه . خاطبه الدركي قائلا :
( وهو يشير إلي ) أهذا هو الشخص الذي حرر لك الشكاية ؟ قال الرجل المعتقل : إنه هو عينه.
إستغربت الأمر وقلت مخاطبا ذاك النذل : كيف تفعل بي هذا وأنا لم أعرفك أو أسأت إليك ؟ .
حملتنا سيارة الطاكسي نحو مدينة شفشاون . هناك سيتم التحقيق في الملف وسأعرف لاحقا
أن هناك معتقلين على ذمة التحقيق وأن الملف ملف مخدرات . فأصبت بالرعب الفضيع وفكرت أن
مؤامرة محبوكة بدقة من أجل الزج بي داخل السجن . في الطريق نحو شفشاون إنطلق من
كاسيط السيارة صوت - وردة الجزائرية - وهي تغني :
إيه ولا إيه ولا إيه ولا إيه يعجبني إيه فيك ولا إيه ولا إيه ولا إيه
رغم الدعر الذي كان يسكنني رافقت السيدة وردة في أدائها للأغنية . فقال لي أحد الدركيين :
تبدو ناشطا .. قلت متحديا أزمتي : نعم . إنه في هذا العالم اللعين يجب أن يتحدى الإنسان
الأوغاد مهما كانت الظروف سيئة . فقال : من تقصد بالأوغاد نحن ؟ قلت : أقصد من حبكوا هذه
المسرحية الدنيئة . وأضفت : أما أنتم لا مصلحة لكم في ذلك . فقط تؤدون واجبكم .
أقفل سائق الطاكسي الكاسيط لكن الدركي أمره بفتحها من جديد . كانت السيارة تنهب الطريق نهبا على وقع صوت - الفنانة وردة - وكانت روحي الجريحة في أمس الحاجة إلى ذلك الصوت
وإلى تلك الكلمات وإلى ذلك اللحن .
داخل مخفر الدرك بشفشاون خاطبني الرئيس :
أنتم الكتاب العموميون لا تتورعوا عن كتابة أي شيء مقابل مبلغ سمين من النقود طبعا .
قلت : إذا كنت أنا الفاعل فإنني أطلب منك تطبيق القانون بكل صرامة . أما إذا لم أكن أنا الفاعل
فإنني أناشدكم أن لا تظلمونني .
قال الأجودان : لن يظلمك أحد . ثم أمر من هو أقل رتبة منه قائلا : ( فوييلو ) أي بما معناه :
أسكنوه .
دخلت الزنزانة كان هناك رجل في عمر الستينات يضطجع على فراش وثير وتحف به رزم بلاستيكية
مليئة بالمؤونة والفواكه المختلفة . داخل الزنزانة كانت هناك فراشة تسبح وتحوم في فضائها
خاطبتها ونفسي منكسرة قائلا : تعالي أيتها الفراشة الجميلة . ثم مددت إليها يدي . فحطت
عليها كما لو أنها تنفذ أمري . فقلت لها / هذا ليس مكانك / ثم حملتها نحو النافذة الضيقة والصغيرة لباب الزنزانة ودفعتها خارجا .
إستفسرت الرجل حول الواقعة فأخبرني بأن الملف ثقيل وبأن الوغد الذي جرني إلى هذا
المكان قد جر دزينة من الأشخاص .
إنتابني شعور بالضيق والمهانة والظلم وأحسست برغبة ملحة في أن أضرب برأسي على
الجدار لكنني لم أفعل .

- يتبع -



#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا -16-
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا-17-
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا-14-
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا-15-
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا - 13 -
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا -12-
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا - 11 -
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا - 10 -
- صراخ
- مجرد إحتمال - مهداة إلى مصطفى مراد -
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا-9-
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا-8-
- الوليمة
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا - 7 -
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا - 6 -
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا - 3 -
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا - 4 -
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا - 5 -
- الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا - 2 -
- روح الشرق


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناس حدهوم أحمد - الجزء الرابع من سيرة البسيط والهيئة العليا-18-