أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سرمد السرمدي - المهفة فخر الصناعة العراقية















المزيد.....

المهفة فخر الصناعة العراقية


سرمد السرمدي

الحوار المتمدن-العدد: 3123 - 2010 / 9 / 12 - 16:28
المحور: كتابات ساخرة
    


هل سمعت عن قلم وصل سن الرشد ولم يجد احدا فعاد ادراجه الى سن المراهقة ولم يجد حبرا فعاد اكثر لمرحلة الطفولة فلم يجد محبرة فجلس مكسورا يبحث في حبره عن نقطة بداية فلم يجد ورقة فسكبها على جفاف الأرض فلم يجد الا سوادا فقرر بآخر قطرات حبره ان يكتب وطن ولم يجد أحياء فعاد وكتب قبر فلم غيره ميتا , وتوقع لكل من يقرأ هذه السطور ان لا يجد معنى ! .

بدون جمهور طبعا, فلست هنا لأناقش موضوع الملاهي الليلية , بل النوم فوق السطح لعدم وجود كهرباء , او جهاز تكييف, او حظ على الأغلب بأنك ولدت لتجد نفسك عراقي , بالمناسبة كيف يتفق ان تسمى الملاهي الليلية مع تسمية الملاهي التي تعرفنا عليها صغارا وتكون على الأغلب مخصصة للعب والمرح البريء, هي هذا يمهد للملاهي الليلية التي يكون فيها الخمر والنساء على طريقة ابو لهب , هي اللعب في الملاهي ومدينة الألعاب يمهد الطريق للصغار كي يلعبوا بالنساء الراقصات وهم في حالة من الثمالة بحيث يتخيل احدهم انه مع انجلينا جولي واذا بها سعدية بنت حمدية مجهولة الأب والتي كالعادة وزنها لا يقل عن أي بقرة تمتطي ظهر البيك اب والتي هي سيارة حمل عراقية معروفة..ليست عراقية هي يابانية.. لكن لتكن على يقين بأن أي شيء يدخل العراق صار عراقيا , فحتى الذين صنعوا البيك اب لو شاهدوها الآن لتعجبوا من التحويرات والتزيينات والتقبيحات التي طالتها عراقيا , يبدوا ان الملاهي الليلية لها علاقة بالملاهي الصباحية , فعلى كل من زار الأثنين تبيان هذه العلاقة والا يبقى الحال على ما هو عليه وعلى المتلهي اللجوء للقضاء, حاسب يحمد .. حاسب يحمد.. اييييييييييييع صوت سيارة تقع في حادث,, وصدق الله العظيم, جملة تكفي لأن تفهم ان هنالك حادث سيارة قد تم تجسيده في مشهد من فيلم مصري, ويبووو لتعلم ان الفيلم عراقي.
أي, انا اناقش موضوع محاربة حرارة الصيف على طريقة الأنسان البدائي وليس القديم, فليس هنالك موديلات جديدة للأنسان تطلع علينا كل عام ليأتي مؤرخ فاقد الأحساس بأن تاريخ صلاحيته انتهى ليقول ان هنالك الأنسان القديم والأنسان الجديد وهنالك حداثة وما بعد الحداثة. تعال لحظة... تعال,يعني ما لمقصود بما بعد الحداثة!, هل من الممكن ان اقول هذا سرمد وهنالك ما بعد سرمد, طيب ما بعد سرمد الا من اسم يحدده مثلا السرمدي ام خلص يعني كل الذي يأتي بعد البيبسي صار اسمه ما بعد البيبسي, طيب اين الكوكا كولا , اين رقم اثنين الذي يأتي ما بعد رقم واحد, واين ثلاثة التي تأتي بعدهم واحد واثنين, لماذا اكتفي بكلمة ما بعد, ولا احدد ما هو هذا الذي احتل مركز ما بعد, التفسير بسيط, لا شيء جاء ما بعد الحداثة يستحق تسميته وعنونته والا لكان تم ذلك تلقائيا بدون حاجة للكلام عنه , هو يفرض نفسه بأسمه , كما فرضت الحداثة نفسها بأسمها , أي خلص يعني لدينا الأنسان وما بعد الأنسان لا انسان , لدينا الحداثة وما بعد الحداثة لا حداثة , اتصوره وصفا منطقيا .. او قد تراه ما بعد منطقيا , براحتك... وما بعد راحتك ..وما بعد بعد بعد راحتك .. وما بعد بعد بعد شعر شعر للكاع .. هذا هو الملهى الليلي الحقيقي, مصطلحات النخبة بين مغترب ومخترب ... والناس حايرة بنومة السطح واني اولهم .واني الكم سهلة.. وبسيطة يا نخبة تحتار أي نخب تشرب غير نخب العقم الثقافي.

ايييه لو كان هنالك انسان جديد وليس قديم لكان هنالك امل ان يخرج مزودا بمكيفات هواء ذاتية , لا مراوح مصنوعة من مخلفات النخيل تعتاش عليها العجائز العراقية سابقا وانا امر من فوق القنابر التي تسمى جسور جزافا , بل الآن اصبح الشباب العاطل عن الحياة وليس عن العمل فقط لأن العمل هو اساس الحياة , وطبعا هذا لا ينطبق على المثقفين الذين يجلسون وراء مكاتب مكيفة الهواء داعين المولى عز وجل ان يحفظ العراق واهله ورافعين شعار ارفع راسك انت عراقي, أي ادري لكن اذا رفعت رأسي من يضمن ان لا تأتي رصاصة تائهة وتأخذني معها لأدلها على طريق القبر الذي صنعت لأجل ان يعتاش حفار القبور والندابات وبائعوا القماش الأسود والخطاطين والمثقفين الذين يدفعون الشباب للهاوية بأن يخرج بمظاهرة تلو اخرى ليكونا في الصدارة بعد ان ينزلوا من سياراتهم المكيفة حتى تقتنصهم وسائل الأعلام التافهة بحوار او لقاء عابر .. ما رأيك وما هي مطاليب الشعب الذي يخرج هذه المظاهرة عزيزي الأستاذ المثقف؟ ويشتغل.. في الحقيقة والواقع نطالب ونناشد ونرجوا .. واه واويلي وخلص اللقاء المهم اصدقاءه عرفوا انه خرج على شاشات التلفاز وفي المقهى ليلا سيتباهى ان المظاهرة كانت بقيادته وان الصحافة والأعلام لم يجدوا افضل منه ليعبر عن مطالب الجماهير العريضة.. مع ان الجماهير نحيفة.. من الجوع والحر واليأس.. وكرش المثقف يزداد عرضا ورقبته تزداد طولا .. لتكفي للصفعات الشعبية القادمة .. وهذه الورقة احدها يا ايها المتثقف براسنا ... علينا مو ملينا ... ابو الرواتب والأعانات.

ويبدأ المسكين , ذاك العراقي فوق السطح, بتحريك المروحة اليدوية البدوية , وهو في عام 2010 وفي المدينة لا الصحراء , يمينا ويسارا لعل نسمة هواء تظل طريقها اليه, فتجفف العرق وتخفف من مغص التمن والمررك, والتي هي عادة وجبة الغداء للعراقي ولكنا ضيعنا تسلسل الوجبات مع ضياع الحياة ذاتها , فمن يجرأ ان يقول للأرملة التي تطعم صغارها التمن والمرك ليل نهار لعدم وجوده غير هذه المواد ان تلك للغداء وتلك للعشاء وانها خالفت مواثيق بريستيج النظام الغذائي الملكي , جرب مرة لتلقى منها ربما على اقل تقدير يا قدرا يا ماعونا يا جفجيرا طائرا في الهواء يحاول اخراسك والصاق عينيك بتراب الواقع بدل هيامك في الخيال والرقي السبعيني الزائف الملفق الذي تعودنا سماعه عند كل من شاب رأسه وهو يذكر لك ان المعلم العراقي سابقا كان يضرب له التحية أي ضابط جوازات عندما يذهب للتصييف خارج العراق ايام السبعينات لكنه هذا المتذكر السكران بالذكريات لم يحدد لماذا لم يضرب له ضابط الجوازات العراقي نفس التحية والأحترام ايام الأخلاق السبعينية الأفلاطونية التي تدعيها , أي خلص صارت واضحة , مغني الحي لا يطرب , اذن مالذي تغير في العراق, اذا لم يتغير العراقيين !.

ولا تقوى المهفة, مروحة اليد العراقية الصنع, والتي لا يجرأ احد على القول انها فخر الصناعة العراقية.. بل مهانة الصناعة , وعبئ تاريخي يصعب تجاوزه, فتاريخ استخدامها يوضح كيف عاش ويعيش العراقي في بلد يكون الصيف فيه عينة من الجحيم, حتى ان شاع بين الناس هنا انهم لن يدخلوا النار فلا جهنم بعد هذا الحجيم , أي نعم حدث ولا حرج ولا هرج بصراحة ان العرق المتصبب على الجلد هو سر نجاح هذا الأختراع الصيفي , اوركنديشن المهفة العراقية , اكوام من الملح تسبب ما لذ وطاب من حساسية الجلد, وحين تتعب يدك اليمنى من تحريك المهفة تنتقل بها الكرة الى اليسرى وفي حركة وباص سريع يقترب احمد راضي من المرمى ويوشك ان يضرب ويشوت ولكن مؤيد البدري يصيح كوووووووووول ويستمر كووووو كوووو احمددددددددددددددددد , وتفز من نومك لترى المهفة في يدك وما هي الا غفلة نوم اخذتك لأيام الثمانينات ويوم الثلاثاء حين كنت تنام تحت المبردة والكهرباء مستمرة مع ان البلد في حالة حرب ضرووس ام ضرس, يا للعجب !, كيف تقارن بين هذين المرحلتين من حياتك, سهلة, بأن تجد المشترك بينهما, الا تسمع يوميا صراخ الأمهات في شارعكم يندبن من مات في انفجار, الا تذكرك بمشاهد العائدين في صناديق لف عليها العلم العراقي القديم, والآن الجديد... خلص اصبحت المقارنة بسيطة, كل ما تغير هو العلم !.. ها ؟ ... اتغير العراق لو العراقيين.. هي هاي المشكلة ترة. نحن ..مو.



#سرمد_السرمدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العشق الضروكي في العراق
- بالنسبة لهذا الصباح العراقي
- صباح الذبان يا عراق
- حول الأجناس الأدبية
- جماليات الفضاء في فن العمارة البغدادية
- بين الجليل والجميل في الفن
- قراءة درامية للنظريات الماركسية
- قراءة درامية من قبل التوسير للماركسية
- الجمال عند شارل لالو
- المسرح في اليابان
- التكامل التقني في العرض المسرحي
- التجريب في سينوغرافيا العرض المسرحي
- حول المسرح الطبيعي
- المخرج المسرحي الفرنسي أنتونان آرتو
- بسكاتور والمسرح السياسي
- مدخل للفرق بين العلم والفلسفة
- الجمال في فلسفة ابن عربي
- الأداء التمثيلي المسرحي عبر العصور
- التمرد في دراما الفن المسرحي
- غروتوفسكي المخرج المسرحي البولندي


المزيد.....




- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سرمد السرمدي - المهفة فخر الصناعة العراقية