أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سرمد السرمدي - صباح الذبان يا عراق














المزيد.....

صباح الذبان يا عراق


سرمد السرمدي

الحوار المتمدن-العدد: 3116 - 2010 / 9 / 5 - 16:55
المحور: الادب والفن
    



جمع ذبابة , مخلوق ضعيف مسكين يعيش بطريقة من لا يحمل رقم ضمان اجتماعي من ذوي البشر, يعيش على فضلات غيره, وكل حسب عنونته, صدقة زكاة خدمة, الا كلمة وظيفة فهي لا ترد في قاموس المسئول عن رعاية مجموعة من الناس تم توليه العرش بفضل اصواتهم , وكأن للذبان ديمقراطية !, الا والحق يقال ان معشر الذبان يسعى نحو حقوقه بشكل ملفت للنظر على عكس البشر, فلم اجد ذبانة ترضى بأن تطير فقط دون ان تحط على أي شيء ما وكائن ما بحثا عن جديد, حق الحياة والمعرفة مكفول للذبانة بشكل طبيعي, وربما هذا كله بفضل عدم امتلاكها لعقل يدبر لها طرقا قانونية كانت ام ثورية لنيل حقوقها , انها تتبع الرغبة في الحياة وبالحياة, وكأن هنالك فرق !, نعم الفرق كبير فالرغبة في الحياة تشمل كل تفصيلاتها واسبابها, اما بالحياة فأنت كائن حي فقط, يعني الذبانة احسن منك في هذه الحالة !.
على الرغم من اعجابي الواضح بطريقة تعاطي الذبان مع الحياة الا ان هذا لا ينفي صعوبة التعاطي من قبلي مع هذه الرغبة بأن تعمل الذبانة بديلا غير شرعي ولكنه طبيعي لا انكر, للمنبه, الذي تم توقيته على ساعة جوعها وعطشها ورغبتها بالبحث عن ضحية صباح عراقي اغبر فوق سطوح العراق لتوقظه مذكرة الضحية بأنه كان يحلم وها هو الواقع مجسدا بهجمة غير مسبوقة التحذير ولا المفاوضات كتلك, هكذا بدون سابق معرفة كما يتوهم البعض على العراقي انه يعلم ما كان يخطط له القدر , تستدعي استخدام الوسائل الدفاعية فحينما اود ان ابين فوائد هذه الحرب الذبانية بالنسبة لي لا اجد حصرا لها , فهنالك الرياضة الصباحية القسرية, لأن الذبان يجبرني على تحريك كل اعضاء جسدي بدون ان اجد حلا بديلا , فهو يجبرني ان ارفس الهواء واركل شرشف النوم والوسادة واحرك يدي ورجلي كمن يسبح في الهواء وهو نائم, وانا بالفعل نائم ولا اعلم ان كانت هذه تندرج ضمن الأفعال اللا ارادية للأنسان , العراقي طبعا , ولعلها تدخل ضمن برامج التنحيف والريجيم يوما ما ان تنام قرب الزبالة !.
فهي اسهل طريقة للذين يتقاعسون عن لعب الرياضة, يتقاعسون !, ما هذه الكلمة التي تجعلك تود تمزيق الورقة , لنقل يتكاسلون اها هذه افضل فما احب الكسل لي خاصة وان موضوعي هو النهوض من نوم عراقي غير مريح على وقع قرصات الذبان التي استغرب كيف يروضني كل صباح بالمجان , ويجعل كل اعضاء جسدي , كلها !, في حالة استنفار قصوى وهذا كله من الفوائد ام تراني اجمل بعض الشيء واقعا مرا وارش بعض الواني على لوحة عراقية سوداء اعيشها واعايشها , والفرق كبير, لأني اعيشها مرغما واعايشها تبدوا كمن وجد في داخله بعض نظرات موضوعية حول مشهد مأساوي سلبي الى نتاج ايجابي ولا اتصورني من هذا النوع فلست موضوعيا بالمرة وحين يعمل القلب نعرق كم للعقل تطول الأجازة.
الذبان منبه ممتاز قد يفوق بقدرته على الضبط الساعات الجدارية التي تسمى ساعات اليد ايام زمان فكل ذبانة تعرف اين تتوجه بالضبط وكأن هنالك نظام إزعاج متفق عليه فعلا , لأن عملية انتشارهم على جسدي غريبة, وللذباب العراقي ميزة الصوت الذي يأتي مع كل غارة عهد ايام الحروب وكأن هنالك ايام للسلوم ها, المهم فما ان تسمع وززز حتى تعرف ان غارة اتجهت نحوك , واذا بها لا ترمي شيئا اكثر من ان تلتصق بك وهذا العن انواع الغارات الذبانية , ان استمرار الذبان بهذه المعارك الصيفية ينتهي مع حلول الشتاء وعودتي للنوم داخل غرفتي , على شرط ان لا افتح شباكا , او لا يرمي احد جيراني زبالة في شارع , او تكون لدينا بلدية تهتم بالنظافة , ولا اعلم كيف أنفذ واحدا من تلك الشروط !, كم اكره الصيف العراقي .



#سرمد_السرمدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول الأجناس الأدبية
- جماليات الفضاء في فن العمارة البغدادية
- بين الجليل والجميل في الفن
- قراءة درامية للنظريات الماركسية
- قراءة درامية من قبل التوسير للماركسية
- الجمال عند شارل لالو
- المسرح في اليابان
- التكامل التقني في العرض المسرحي
- التجريب في سينوغرافيا العرض المسرحي
- حول المسرح الطبيعي
- المخرج المسرحي الفرنسي أنتونان آرتو
- بسكاتور والمسرح السياسي
- مدخل للفرق بين العلم والفلسفة
- الجمال في فلسفة ابن عربي
- الأداء التمثيلي المسرحي عبر العصور
- التمرد في دراما الفن المسرحي
- غروتوفسكي المخرج المسرحي البولندي
- -هيبياس الأكبر- أهم المحاورات الأفلاطونية
- مسرحية لعبة الحلم لأوغست سترندبرغ
- الجمال في بنية التقنيات المسرحية


المزيد.....




- ماكي صال يُحيّي ذكرى بن عيسى -رجل الدولة- و-خادم الثقافة بل ...
- الأمير بندر بن سلطان عن بن عيسى: كان خير العضيد ونعم الرفيق ...
- -للقصة بقية- يحقق أول ترشّح لقناة الجزيرة الإخبارية في جوائز ...
- الكاتبة السورية الكردية مها حسن تعيد -آن فرانك- إلى الحياة
- إصفهان، رائعة الفن والثقافة الزاخرة
- سينمائيون إسبان يوقعون بيانًا لدعم فلسطين ويتظاهرون تنديدا ب ...
- وفاة الفنانة التركية غُللو بعد سقوطها من شرفة منزلها
- ديمة قندلفت تتألق بالقفطان الجزائري في مهرجان عنابة السينمائ ...
- خطيب جمعة طهران: مستوى التمثيل الإيراني العالمي يتحسن
- أعداء الظاهر وشركاء الخفاء.. حكاية تحالفات الشركات العالمية ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سرمد السرمدي - صباح الذبان يا عراق