أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سرمد السرمدي - قراءة درامية للنظريات الماركسية















المزيد.....



قراءة درامية للنظريات الماركسية


سرمد السرمدي

الحوار المتمدن-العدد: 3050 - 2010 / 7 / 1 - 02:22
المحور: الادب والفن
    


قراءة درامية للنظريات الماركسية
لوكاش- بريخت


فهرس المحتويات
1) مقدمة
2) كارل ماركس - الماركسية
3) موجز النظريات الماركسية
4) الواقعية الاشتراكية السوفيتية
5) جورج لوكاش
6) برتولت برخت
7) مدرسة فرانكفورت و بنيامين
8) المدرسة البنيوية
9) التطورات الأخيرة: إيجلتون وجمسون
10) خلاصة
11) ثبت الأعلام
12) ثبت المصطلحات
13) المصادر


مقدمة

الفكر الشيوعي بمجمله ابتدعه ثلاثة هم كارل ماركس وفريدريك انجلز وفيلاديمير لينين فيما بعد الذي اسمه الحقيقي بيتر ايليش اوليانوف.
ماركس ناقد لاذع لكنه اقرب للزهد في نقده :
سيفهم القارئ أننا كنا في هذا الكتاب مجبرين أن نترك انتقاد برودون جنبا لنلتفت إلى الفلسفة الألمانية وننقدها، ولنقدم في نفس الوقت بعض الملاحظات التي تتعلق بالاقتصاد السياسي !.
يثير مذهب ماركس, في مجمل العالم المتمدن, اشد العداء والحقد لدى العالم البرجوازي, كله (سواء الرسمي ام الليبرالي), اذ يرى في الماركسية ضربا من ((بدعة ضارة)). ليس بالامكان توقع موقف آخر, اذ لايمكن ان يكون ثمة علم اجتماعي ((غير متحيّز)) في مجتمع قائم على النضال الطبقي. فكل العلم الرسمي الليبرالي يدافع, بصور او باخرى, عن العبودية المأجورة, بينما الماركسية اعلنتها حربا لا هوادة فيها ضد هذه العبودية, أن تطلب علما غير متحيّز في مجتمع قائم على العبودية المأجورة, لمن السذاجة الصبيانية كأن تطلب من الصناعيين عدم التحيز في مسألة ما اذا كان يجدر تخفيض ارباح الرأسمال من اجل زيادة اجرة العمال.
ولكن ليس ذلك كل ما في الامر, فان تأريخ الفلسفة وتأريخ العمل الاجتماعي يبينان بكل وضوح ان الماركسية لا تشبه (الانعزالية)) بشيء بمعنى انها مذهب متحجر منطو على نفسه, قام بمعزل عن الطريق الرئيسي لتطور المدنية العالمية. بل بالعكس, فان عبقرية ماركس كلها تتقوم بالضبط في كونه اجاب على الاسئلة التي طرحها الفكر الانساني التقدمي, وقد ولد مذهبه بوصفه التتمة المباشرة الفورية لمذهب اعظم ممثلي الفلسفة والاقتصاد السياسي والاشتراكية .











الماركسية

ان مذهب ماركس لكلّي الجبروت, لانه صحيح, ومتناسق وكامل ويعطي الناس مفهوما منسجما عن العالم, لايتفق مع أي ضرب من الاوهام ومع اية رجعية, ومع أي دفاع عن الطغيان البرجوازي. وهو الوريث الشرعي لخير ما ابدعته الانسانية في القرن التاسع عشر: الفلسفة الالمانية, الاقتصاد السياسي الانجليزي, والاشتراكية الفرنسية.
واننا سنتناول بأيجاز مصادر الماركسية الثلاثة هذه, التي هي في الوقت نفسه اقسامها المكوّنة الثلاثة.

ان كارل ماركس هو الذي قال بعبارة صريحة لأول مرة :
لقد اقتصر الفكر حتى الآن في تفسير العالم بينما المهم هو تغييره.

ان المادية هي فلسفة الماركسية, في غضون كل تأريخ اوروبا الحديث, لاسيما في اواخر القرن الثامن عشر, في فرنسا, حيث كان يجري نضال حاسم ضد كل نفايات القرون الوسطى, ضد الاقطاعية في النهاية, والامينة لجميع تعاليم العلوم الطبيعية, والمعادية للاوهام ولتصنّع التقوى و..الخ, ولذا بذل اعداء الديموقراطية كل قواهم لـ((دحض)) المادية, لتقويضها, للافتراء عليها؛ ودافعوا عن شتى اشكال المثالية الفلسفية التي تؤول ابرادا, على نحو أو آخر, الى الدفاع عن الدين أو الى نصرته.
وقد دافع ماركس وانجلس بكل حزم عن المادية الفلسفية وبيّنا مرارا عديدة مافي جميع الانحرافات عن هذا الاساس من اخطاء عميقة, ووجهات نظرهم معروضة بأكثر ما يكون من الوضوح والتفاصيل في مؤلفي أنجلس: ((لودفيغ فورباخ)) و((دحض دوهرينغ)), اللذين هما, على غرار ((البيان الشيوعي)), الكتابان المفضلان لدى كل عامل واع.
ولكن ماركس لم يتوقف عند مادية القرن الثامن عشر, بل دفع الفلسفة خطوات الى الامام, فأغناه بمكتسبات الفلسفة الكلاسيكية الالمانية, ولاسيما بمكتسبات مذهب هيغل, الذي قاد بدوره الى مادية فيورباخ. وأهم هذه المكتسبات, الديالكتيك, أي نظرية التطور بأكمل مظاهرها واشدها عمقا, واكثرها بعدا عن ضيق الافق, نظرية نسبية المعارف الانسانية التي عكس المادية في تطورها الدائم. ان احدث اكتشافات العلوم الطبيعية – الراديوم, والالكترونات, وتحوّل العناصر – قد اثبتت بشكل رائع صحة مادية ماركس الديالكتيكية, رغم انف مذاهب الفلاسفة البرجوازيين ورغم ردّاتهم ((الجديدة)) نحور المثالية القديمة المهترئة.
وقد عمق ماركس المادية الفلسفية وطوّرها, فانتهى بها الى نهايتها المنطقية ووسع نطاقها من معرفة الطبيعة الى معرفة المجتمع البشري . ان مادية ماركس التأريخية كانت اكبر انتصار احرزه الفكر العلمي, فعلى اثر البلبلة والاعتباط اللذين كان سائدان حتى ذلك الحين في مفاهيم السياسة والتاريخ, جاءت نظرية علمية, روعة في التناسق والتجانس والانسجام, تبين كيف ينبثق ويتطور, من شكل معين من التنظيم الاجتماعي, ومن جراء نمو القوى المنتجة, شكل آخر, ارفع, - كيف تولد الرأسمالية من الاقطاعية, مثلاً.
وكما ان معرفة الانسان تعكس الطبيعة القائمة بصورة مستقلة عنه, أي المادة في طريق التطور, كذلك تعكس معرفة الانسان الاجتماعية (أي مختلف الآراء والمذاهب الفلسفية اوالدينية والسياسية, ...الخ) نظام المجتمع الاقتصادي, ان المؤسسات السياسية تقوم كبناء فوقي على اساس اقتصادي, فاننا نرى, مثلا كيف ان مختلف الاشكال السياسية للدول الاوروبية العصرية هي اداة لتعزيز سيطرة البرجوازية على البروليتاريا.
ان فلسفة ماركس هي مادية فلسفية كاملة, اعطت الانسانية, والطبقة العاملة بخاصة, ادوات جبارة للمعرفة.
بعد ما لاحظ ماركس ان النظام الاقتصادي يشكل الاساس الذي يقوم عليه البناء الفوقي السياسي, أعار انتباهه اكثر ما اعاره لدراسة هذا النظام الاقتصادي, ومؤلف ماركس الرئيسي ((رأس المال)) مكرّس لدراسة النظام القتصادي في المجتمع الحديث, أي الرأسمالي.
لقد تكون الاقتصاد السياسي الكلاسيكي, ماقبل ماركس في انجلترا, وكان اكثر البلدان الرأسمالية تطورا. فقد درس آدام سميث ودافيد ريكاردو النظام الاقتصادي فسجلا بداية نظرية قيمة –العمل. وواصل ماركس عملهما. فأعطى هذه النظرية اساسا علميا خالصا وطورها بصورة منسجمة الى النهاية, وبين ان قيمة كل بضاعة مشروطة بوقت العمل الضروري اجمالا لانتاج هذه البضاعة.
و حيث كان الاقتصاديون البرجوازيون يرون علاقات بين الاشياء (مبادلة بضاعة ببضاعة أخرى), اكتشف ماركس علاقات بين الناس المنفردين. والمال(النقد) يعني ان هذه الصلة تزداد وثوقا, جامعة في كل واحد لايتجزأ كل حياة المنتجين المنفردين الاقتصادية. والرأسمال يعني استمرار تطور هذه الصلة. فان قوة عمل الانسان تغدو بضاعة. فالاجير يبيع قوة عمله لمالك الارض ولصاحب المصنع وادوات الانتاج, والعامل يستخدم قسما من يوم العمل لتغطية نفقات اعالته واعالة اسرته(الاجرة)؛ ويستخدم القسم الآخر للشغل مجانا, خالقا للرأسمالي القيمة الزائدة, التي هي مصدر ربح, مصدر اثراء للطبقة الرأسمالية.
ان نظرية القيمة الزائدة تشكل حجر الزاوية في نظرية ماركس الاقتصادية.
ان الرأسمال الذي يخلقة عمل العامل ينيخ بثقله على العامل, يخرب صغار ارباب العمل , وينشيء جيشا من العاطلين عن العمل. وانتصار الانتاج الضخم في الصناعة امر ظاهر من نظرة الاولى؛ ولكننا لنلاحظ ظاهرة مماثلة في الزراعة ايضا: فان تفوق الاستثمار الزراعي الرأسمالي الضخم واستخدام الآلات يزدادان, والاستثمارات الفلاحية تقع في ربقة الرأسمالي النقدي وتنحط ويحل بها الخراب تحت وطأة تكنيكها المتـأخر, ان اشكال هذا الانحطاط في الانتاج الصغير تختلف في الزراعة عنها في الصناعة, ولكن الانحطاط نفسه واقع لا جدال فيه.
ان الرأسمال, اذ يغلب على الانتاج الصغير, يؤدي الى زيادة انتاجية العمل والى خلق وضع احتكاري في صالح جمعيات الرأسماليين الكبار. وصفة الانتاج الاجتماعية تزداد بروزا يوم بعد يوم. مئات الآلاف والملايين من العمال يُجمعون في هيئة اقتصادية متناسقة, بينما قبضة من الرأسماليين تستملك نتاج العمل المتشترك. وتشتد فوضى الانتاج, والازمات والركض المجنون وراء الاسواق, وعدم ضمان العيش لسواد السكان.
ان النظام الرأسمالي يزيد من تبعية العمال ازاء الرأسمال ويخلق في الوقت نفسه قدرة العمل الموحد الكبيرة.
لقد تتبع ماركس تطور الرأسمالية من عناصر الاقتصاد البضاعي الاولية والتبادل البسيط وحتى اشكالها العليا, الانتاج الكبير.
وان تجربة جميع البلدن الرأسمالية, القديمة منها والجديدة, تبين بوضوح وسنة بعد سنة, صحة مذهب ماركس هذا لعدد متزايد ابدا من العمال.
لقد انتصرت الرأسمالية في العالم بأسره.

لقد شعر ماركس بأن الآلة تتطور لتصبح عدو الأنسان وليست صديقه .

هذا لانتصار ليس سوى المقدمة لانتصار العمال على الرأسمال,
عندما دُك النظام القطاعي, ورأى المجتمع الرأسمالي ((الحر)) النور, تبين فورا ان هذه الحرية تعني نظاما جديدا لاضطهاد الشغيلة واستثمارهم, وفورا اخذت تنبثق شتى المذاهب الاشتراكية انعكاسا لهذا الاضطهاد واحتجاجا عليه, ولكن الاشتراكية البدائية كانت اشتراكية طوبوية. فقد كانت تنتقد المجتمع الرأسمالي, تشجبه, تلعنه, وتحلم بازالته, وتتخيل نظاما افضل؛ وتسعى الى اقناع الاغنياء بأن الاستثمار مناف للاخلاق.
ولكن الاشتراكية الطوبوية لم تكن بقادرة على الاشارة الى مخرج حقيقي. ولم تكن لتعرف كيف تفسر طبيعة العبودية المأجورة في ظل النظام الرأسمالي, و لا كيف تكتشف قوانين تطور الرأسمالية, ولا كيف تجد القوة الجماعية القادرة على انتصار خالقة المجتمع الجديد.
غير ان الثورات العاصفة التي رافقت سقوط الاقطاعية, القنانة, في كل مكان من اوروبا وخاصة في فرنسا, بينت بوضوح متزايد على الدوام ان النضال الطبقي هو اساس كل التطور وقوته المحركة.
فما من حرية سياسية تم انتزاعها من طبقة الاقطاعيين دون مقاومة يائسة. وما من بلد رأسمالي قام على اساس حر, ديموقراطي, الى هذا الحد أو ذاك, دون قيام نضال حتى الموت بين مختلف طبقات المجتمع الرأسمالي.ومن عبقرية ماركس, انه كان أول من استخلص هذا الاستنتاج الذي ينطوي عليه التأريخ العالمي وطبقه بصورة منسجمة الى النهاية, وهذا الاستنتاج هو مذهب النضال الطبقي.
وتساءل ماركس هل ان النظرة الأغريقية للطبيعة ممكنة الآن في عصر الماكنة!.

ترتبط الماركسية بالقوى التي تعبّر عن الطبقات الفقيرة، خصوصاً عن العمال والفلاحين الفقراء. وهي «عقيدة» الفئات المثقّفة والمتعلمة ذات الميول اليسارية. وكان يجري اعتناقها، كما ترد في الكتب والكراريس المؤلفة (والمطبوعة غالباً) في الاتحاد السوفيتي. وإلى زمن طويل جرى اعتبار «العلماء» السوفيت هم منتجوها.,كما كان التشكيك بها كما ترد، وبهؤلاء «العلماء»، ضرب من «العبث البرجوازي»، أو «التحريفية»، أو حتى «التخريب الإمبريالي». لهذا كانت هذه «التهم» جاهزة لوصم كل مختلف أو مخالف، أو داعٍ للتدقيق والبحث.

انهيار المنظومة ب أوجد تحوّلاً عميقاً، ليس في السياسة والجغرافيا السياسية فقط، بل وبالفكر كذلك، حيث انقلب «المدافعون الأشداء" إلى «أعداء» أو رافضين، وشتّامين لكل ما يمت للاشتراكية بصلة، حتى «المجددين الماركسيين»، عمموا الرفض والتشكيك، وتأكيد قيم الرأسمالية (الرأسمالية كنمط اقتصادي اجتماعي، و كذلك الليبرالية والديمقراطية). ولاشك في أن انهيار المنظومة الاشتراكية يفرض التشكيك والشك، وبالتالي يفرض البحث والدراسة والتقييم لتجربة الاشتراكية. لكن كيف يمكن أن نتعامل مع انعكاسات الانهيار على الماركسية ذاتها؟ هل «شطب» الماركسية كونها «الأساس النظري» للتجربة الاشتراكية؟ أم أنه وضعها محل مساءلة، وبالتالي جعل الشك عنصراً أساسياً في رؤيتها؟ لهذا هل لازالت قادرة على أن تكون «الأساس النظري» للمشروع القائم على نفي الرأسمالية؟ لابد من الإشارة أولاً، إلى أن «معنى» الماركسية التي ترّسخت في وعينا (أو التي وصلتنا) يحتاج إلى تحديد، وبالتالي هل أننا نناقش الماركسية ونصدر الأحكام بحقها من داخلها فعلاً؟ أم أننا نقوم بكل ذلك انطلاقاً من «الوعي» الذي تشكل لدينا عن طريق الاضطلاع على الكراريس والكتب «والعلماء»، حيث أن كل ذلك يؤسس لـ«طريقة في التفكير» تصبح هي أساس وعي الظواهر؟ فالماركسية حسب ما تعرّف هي منهج وقوانين ونظريات. ولقد عملت المدرسة السوفيتية على تقسيمها إلى أربعة فروع هي:

المادية الجدلية، المادية التاريخية، الاقتصاد السياسي، والاشتراكية العلمية.

وأصبح كل فرع يضم القوانين والنظريات التي تتعلق بالحقل الذي يخصه، حيث تضم «المادية الجدلية» الجانب «الفلسفي» في الماركسية، أي الجدل والقوانين التي يتألف منها، وتضم «المادية التاريخية» أنماط الإنتاج المتشكلة في التاريخ البشري (المشاع، الرق، الإقطاع، الرأسمالية). ويتناول الاقتصاد السياسي تحليل «القوانين العامة للرأسمالية». والاشتراكية العلمية «القوانين الأساسية» للنمط الاشتراكي. ولهذا انحكمت هذه الماركسية لتخصصات أساسية، وأصبح كل فرع «متمايز» عن الآخر، لأنه محدّد في حقل معيّن، دون ترابطات فيها بينها. كما أصبحت هي الجامع لكل «القوانين» و«النظريات» المدرجة في هذه الفروع. وبالتالي كانت «المجموع الكمي» لها, أن هذا الكم لا يساوي الماركسية، على العكس يخرجها من ذاتها لتصبح مفارقة لها. هو من عمل «العلماء» السوفيت بالتحديد، أي من عمل الكتّاب الذين اشتغلوا في هذه الحقول، ربما منذ أواسط ثلاثينات القرن العشرين، أي حين أصبح ستالين هو «الزعيم الأوحد».هذا جعل «النقد» و«التجديد»، اللذين بدآ بعد انهيار الاشتراكية، يطالان كل ما يتعلق بفهم الرأسمالية وتحديد قوانين الاشتراكية، أي الفرعين الثالث والرابع( أي الاقتصاد السياسي و الاشتراكية العلمية)، مع زيادة في التأكيد على «أهمية وضرورة» الفرعين الأول والثاني( أي المادية الجدلية و المادية التاريخية).

«الماركسية اللينينية» أسقطت هذه الفكرة الهامة التي كانت نتاج تحليل مادي جدلي لواقع محدّد هو الواقع الروسي، وفي لحظة معينة هي لحظة تحوّل الرأسمالية إلى نمط عالمي.وكرّست حتمية يجب أن يمّر الواقع بها، مما جعل النص هو الذي يحكم الواقع. وإذا كانت الرؤية المادية الجدلية التي امتلكها لينين هي التي أوصلته إلى ذاك الخيار المركّب، الذي اعتبر خروجاً على «كلاسيكيات» الماركسية آنئذ، فإن «الماركسية اللينينية» أعادت إحكام النص. وسنلمس هذا الإحكام في الموقف من المسألة القومية، ومن مفهوم الدولة، والحزب، ودكتاتورية البروليتاريا، و الأممية..الخ. حيث تحوّلت بعض تصورات ماركس إلى قوانين، وأصبحت هي الحاكم، وهي ـ بالتالي ـ محدّد الواقع، رغم أن البحث فيها لم يكن قد بدأ، وأنها لم تُنضج إلى الحدّ الذي يفرض تحوّلها إلى قوانين، فقد كانت لما تزل مفهومات لم تكتسب جوهرها بعد: أي لم تتبلور في تصورات مكتملة.
وبهذا فقد «توسعت» رقعة القوانين لتشكّل كلية المجتمع، أي لتشمل كل عناصر المجتمع، وبالتالي لتخضع كل السلوك البشري لجبروتها، فأصبحت الماركسية «فلسفة مكتملة»، أو «نظرية مكتملة». وأصبح هدف البشر هو تطبيقها.
ومن هنا نشأ التمييز بين النظرية والتطبيق، رغم أن الماركسية لا يمكنها أن تقبل هذا التمييز، نتيجة الطابع المركّب للعلاقة بين الوعي والممارسة فيها. لكن «المنطق الأحادي» كان لا يني ينتج هذه الثنائيات.
و«المنطق الأحادي» فرض تأسيس بنية تبسيطية، وجدت صداها في «فروع الماركسية» الأربعة، حيث فرض اختزال الواقع إلى ثنائيات، مثل تناقض برجوازية بروليتاريا، الذي غدا التناقض الأوحد في المجتمع، الأمر الذي قاد الى تجاهل الطبقات الأخرى (المتوسطة مثلاً) خصوصاً في مجتمع متخلف، حيث الفلاحون هم القوة المهيمنة آنئذ، وبالتالي قاد إلى تجاهل التناقضات الأخرى. وفي مجتمع مثل مجتمعنا قاد التأكيد على الطابع البرجوازي للثورة الديمقراطية إلى تجاهل التناقض معها، وتركيز هجومه على «عدو خارجي"، أو على كل الطبقات التي تمرّدت وعملت على إسقاط البرجوازية.
ولاشك في أن هذا المنطق، الذي كان يحوّل التناقض بين الرأسمالية والاشتراكية إلى حدود التناقض بين الشر والخير، أو الشر المطلق والخير المطلق (حيث ستبدو كل من الرأسمالية والاشتراكية كتكوين مجرد، لا واقعي)، فرض تحقّق التحوّل الذي جرى بعد انهيار الاشتراكية، والذي تأسس على مبدأ «قلب» الشر والخير، لتصبح الاشتراكية هي الشر المطلق مادامت لم تتحقق في أوانها، وأن الرأسمالية هي الخير المطلق ما دامت تعيش زمنها. وهنا نلمس التمسّك المفرط في «قانون» ارتقاء أنماط الإنتاج الذي أشرت إليه سابقاً، ليتوضّح كيف يوّلد «المنطق الأحادي» المنطق النصيَّ، وكيف يتزاوجا في منطق متسق.
هذه المشكلات التي نتجت عن سيادة «المنطق الأحادي النصيّ» حكمت كل «فرع» الماركسية اللينينية، وشكلت منها نصاً «متكاملاً» ومنسجماً، لكنه غير ماركسي. لقد أصبح «نصاً مقدساً». سنلمس هنا «التحوير الضروري» الذي طال «المادية الجدلية» لكي تطابق منطقاً أحادياً ونصياً، أي التحوير الذي أعاد ماركس و هيغل إلى أرسطو، فشطب مجهودهما العظيم ومن ثم شطب استنتاجاتهما، وأساساً شطب المنطق الذي تبلور معهما معاً. و عبر هذه العملية أعاد الماركسية إلى أيديولوجيا القرون الوسطى، و حوّلها إلى دين جديد.

لقد كان الناس وسيظلون ابدا, في حقل السياسة, اناسا سذجا يخدعهم الآخرون ويخدعون انفسهم, ما لم يتعلموا استشفاف مصالح هذه الطبقات او تلك وراء التعابير والبيانات والوعود الاخلاقية والدينية والسياسية والاجتماعية. فإن انصار الاصلاحات والتحسينات سيكونون ابدا عرضة لخداع المدافعين عن الاوضاع القديمة طالما يدركوا ان قوى هذه الطبقات السائدة او تلك تدعم كل مؤسسة قديمة مهما ظهر فيها من بربرية واهتراء, فلكي نسحق مقاومة هذه الطبقات ليس ثمة سوى وسيلة واحدة هي ان نجد في نفس المجتمع الذي يحيط بنا القوى التي تستطيع – وينبغي عليها بحكم وضعها الاجتماعي – ان تغدو القوة القادرة على تكنيس القديم وخلق الجديد ثم ان نثقف هذه القوى وننظمها للنضال.
فقط مادية ماركس الفلسفية بينت للبروليتاريا الطريق الواجب سلوكه للخروج من العبودية الفكرية التي كانت تتخبط فيها حتى ذلك جميع الطبقات المظلومة. فقط نظرية ماركس الاقتصادية اوضحت وضع البروليتاريا الحقيقي في مجمل النظام الرأسمالي. ان المنظمات البروليتارية المستلقة تتكاثر في العالم باسره من امريكا الى اليابان ومن اسوج الى افريقيا الجنوبية, والبروليتاريا تتعلم وتتربى في غمرة نضالها الطبقي وتتحرر من اوهام المجتمع البرجوازي وتزداد تلاحما على الدوام وتتعلم كيف تقدر نجاحاتها حق قدرها وتوطد قواها وتنمو بشكل لا مرد له.



قوانين الماركسية:قانون الأنتقال من التبدلات الكمية الى التبدلات النوعية,
قانون وحدة وصراع المتناقضات,قانون نفي النفي.






النظريات الماركسية

خصص رامان سلدن الفصل الثاني من كتابه "النظرية الأدبية المعاصرة" ، للنظريات الماركسية، ويتضمن هذا الفصل مجموعة من المحاور، يمهد لها المؤلف بتأكيده على أنه رغم التاريخ الطويل للنقد الأدبي الماركسي الذي يرجع إلى أربعينات القرن التاسع عشر فإنه «ليس من الخطأ أن نعد النقد الماركسي ظاهرة من ظواهر القرن العشرين».
وقد أعلن سلدن بداية أن تركيزه سينصب بالأساس على عبارتين شهيرتين لماركس هما: «ظلت الفلسفة تفسر العالم بطرق مختلفة ولكن المهم تغييره» و «ليس وعي البشر هو الذي يحدد وجودهم بل إن وجودهم الاجتماعي هو الذي يحدد وعيهم». وقد عمل سلدن على شرح فحوى هاتين العبارتين اللتين تلخصان مسعى ماركس وهو « يحاول توجيه فكر الناس في اتجاه مضاد عن طريق مناقضة المعتقدات النظرية التي كانت من قبيل المسلمات في عصره»، خاصة فيما يتعلق بالفلسفة التي ظلت عبارة عن تأملات مجردة. وهيجل وأتباعه الذين يقنعون الناس بأن العالم محكوم بالفكر.
وفي السياق ذاته، يشير المؤلف إلى أساس نظرية ماركس المتجسدة في أن «هناك "بناء" فوقي (الأيديولوجية والسياسة)، يرتكز على أساس (هو العلاقات الاجتماعية الاقتصادية) »، وهنا يمكن أن توصف هذه النظرية بأنها آلية، خاصة «حين يتحدث ماركس وإنجلز في "الأيديولوجية الألمانية "(1846) عن الأخلاق والعقيدة والفلسفة بوصفها أشباحا ليست سوى انعكاسات و أصداء لعمليات الحيات الفعلية»، ويلاحظ سلدن أن إنجلز يؤكد من ناحية أخرى في سلسلة من رسائله الشهيرة المكتوبة في تسعينيات القرن التاسع عشر«أنه بينما كان هو وماركس ينظران دائما إلى الجانب الاقتصادي بوصفه العامل النهائي الذي يتحكم في غيره من الجوانب فإنهما كانا – في الوقت نفسه – ينظران إلى الفن والفلسفة وغيرهما من أشكال الوعي بوصفها أشكالا لها "استقلالها الذاتي النسبي" وقدرتها المستقلة على تغيير حياة البشر» ، كما يلاحظ سلدن كذلك أن ماركس بدوره، يعترف في فقرة من كتابه "الأسس" بالوضع الخاص للأدب، «حيث يناقش التضارب الظاهري بين التطور الفني والتطور الاقتصادي» وبالتالي كيف يمكن تفسير أن الفن والأدب الناتجين في تنظيم اجتماعي عفا عليه الزمن مند عهد بعيد يمكن أن يظلا يمنحاننا متعة جمالية ويظلا في نظرنا معيارا ومثالا أعلى يستحيل بلوغه؟ وهذا في نظر سلدن بمثابة تقبل ماركس «التسليم بوجود نوع من الخاصية الكلية واللازمنية في الأدب والفن (...) [ لكن] (...) إلى أي مدى يستقل التطور التاريخي للأدب عن التطور التاريخي بوجه عام؟» هذا ما حاول استكشافه سلدن برجوعه إلى تروتسكي الذي يسلم بأن للفن مبادئه وقواعده الخاصة تمهيدا منه لجدل مازال محتدما في النقد الماركسي حول الأهمية النسبية للشكل الأدبي والمضمون الأيديولوجي في الأعمال الأدبية .







الواقعية الاشتراكية السوفيتية

الواقعية السوفيتية – على حد تعبير سلدن – "منهج فني" رسمي شيوعي كما يبدو ذلك للقارئ الغربي، تستمد مبادئها الأساسية من «الطروحات التي قدمها اتحاد الكتاب السوفيت (1932/1934) وكانت تقنينا لأفكار لينين السابقة على الثورة (...) وقد طرحت تلك النظرية الأسئلة الأساسية عن تطور الأدب وما يعكسه من علاقات طبقية، فضلا عن وظيفته في المجتمع» .
بعد ذلك، راح سلدن يستكشف كيف أثبتت الواقعية الاشتراكية وجودها في الساحة الأدبية ضمن النظريات الماركسية؟ وذلك بعد أن ناصبت العداء للشكلانيين الروس واستطاعت أن تمزج بين جماليات القرن التاسع عشر والثورة السياسية، كسمات أساسية تنفرد بهما . وركز سلدن في هذا النطاق على تفسير بعض القضايا العامة المرتبطة بالواقعية الاشتراكية التي تتلخص إجمالا في:
1) مبدأ الولاء للحزب (الالتزام بقضية حزب الطبقة العاملة) النابع – على حد تعبير سلدن – من مقالة لينين عن" تنظيم الحزب وأدب الحزب " (1905).
2) خاصية "الشعبية" باعتبارها«خاصية أساسية مطلوبة في الجماليات والسياسة معا، [ويحقق] العمل الفني [لكل] فترة هذه الخاصية حين يعبر عن مستوى عال من الوعي الاجتماعي بالأوضاع والأحاسيس الاجتماعية السائدة في عصر معين وينبغي أيضا أن يتضمن منظورا " تقدميا" يلمح [إلى] المستقبل في أسارير الحاضر، ويقدم إلى القارئ إحساسا بالإمكانات المثالية للتقدم الاجتماعي من وجهة نظر جماهير الشعب العاملة» .
3) فكرة الطبيعة الطبقية للفن، التي تم الإلحاح عليها في كتابات ماركس وإنجلز والتراث السوفيتي، التي توجب على الكاتب ضرورة الالتزام « بالمصالح الطبقية من ناحية و الواقعية الاشتراكية في عمله من ناحية ثانية".


جورج لوكاش

يعتبر لوكاش -في نظر سلدن- أول ناقد ماركسي بارز، وأن عمله لا ينفصل عن الواقعية الاشتراكية مع تطويره للنظرة الواقعية للأدب، كما انه كان يميل إلى الجانب الهجلي من الفكر الماركسي «إذ نظر إلى الأعمال بوصفها انعكاسا لنسق يتكشف تدريجيا، وذهب إلى أن العمل الأدبي الواقعي لا بد أن يكشف عن نمط التناقضات الذي يكمن وراء [نظام] اجتماعي معين وظلت نظرته ماركسية في إلحاحها على الطبيعة المادية والتاريخية للأدب» .
ويشير سلدن كذلك إلى أن لوكاش يوظف مصطلح الانعكاس توظيفا متميزا، استمده من رجوعه «إلى النظرية الواقعية القديمة التي ترى الرواية انعكاسا للواقع، لا بمعنى أنها تقتصر على وصف المظهر السطحي للواقع، بل بمعنى أنها تقدم انعكاسا أكثر صدقا وحيوية وفعالية للواقع» ، ويؤكد سلدن في السياق ذاته أن لوكاش يرفض التمثيل الفوتوغرافي البحت للواقع «ويقدم –بدلا من ذلك- وصفا للعمل الفني الصحيح الذي يمنحنا الإحساس بالضرورة الفنية للصورة التي يقدمها. فهذه الصورة تتسم "بوحدة شاملة مكثفة" توازي "الوحدة الشاملة الممتدة" للعالم نفسه فليس الواقع مجرد تدفق أو تصادم آلي للجزئيات، بل إن له "نظاما" ينقله الروائي في شكل "مكثف" والكاتب لا يرفض نظاما على العالم، ولكنه يزود القارئ بصورة لثراء الحياة وتعقدها، صورة ينبثق منها الإحساس بالنظام الذي ينطوي عليه تعقد التجربة المعيشة وتعدد جوانبها، ولن يتحقق هذا العمل إلا إذا تحققت للعمل وحدة شكلية كلية تضم جوانب التناقض والتوتر في الوجود الاجتماعي كافة» . لقد فسر سلدن سبب تأكيد لوكاش على مبدأ النظام والبنية اللذين ينطوي عليهما العمل الفني، بأنه يرجع إلى الجانب الهجلي من التراث الماركسي في النظرة الجدلية إلى التاريخ. ويمكن أن ندرك ذلك تمام الإدراك إذا حاولنا أن نتتبع شرح سلدن لذلك حيث إن «[النمط] السائدة للإنتاج -في كل تنظيم اجتماعي- يؤدي إلى تناقضات داخلية يعبر عنها الصراع الطبقي ، وقد تطور نمط الإنتاج الرأسمالي بتدمير النمط الإقطاعي (الحرفي) وأحل محله نمط إنتاج جماعي، غير فردي، رفع كفاءة الإنتاجية، (إنتاج السلع) ولكن في الوقت الذي أصبح فيه نمط الإنتاج جماعيا، فإن ملكية أدوات الإنتاج قد أصبحت فردية، وفقد العمال أموالهم وأدواتهم التي كانوا يملكونها من قبل، ولم يعد لديهم –في النهاية- شيء يبيعونه سوى عملهم. هذا التناقض الكامن يعبر عن تضارب المصالح بين الرأسمالي والعامل ومع ذلك فإن التراكم الفردي للرأسمال، كان الأساس في عمل المصنع ومن ثم فإن التناقض (فردية الملكية) جماعية نمط (الإنتاج) هو الوحدة الضرورية الملازمة لطبيعة نمط الإنتاج الرأسمالي والحل (الجدلي)للتناقض متضمن دائما في التناقض نفسه، فإذا أراد الناس استعادة السيطرة على قوة العمل وجب تحويل ملكية وسائل الإنتاج، إلى ملكية جماعية» . بالإضافة إلى ذلك يشير سلدن إلى موقف لوكاش من نزعة الحداثة حيث يرفض «فكرة أن بعض أدباء الحداثة يحققون نوعا من الواقعية أو على الأقل يطورون أشكالا أدبية، وتقنيات حديثة تتجاوب مع الواقع الحديث من خلال تعبيرهم عن الوجود المغترب و المجدب للذات الإنسانية، لقد ألح على الطبيعة الرجعية لإيديولوجية الحداثة، ورفض الاعتراف بالإمكانات الأدبية للكتابة الحداثية» .







برتولت برخت

يشير سلدن في البداية إلى التحول الذي مرت به حياة بريخت الفكرية، من كاتب مسرحيات راديكالي، معادي للبرجوازية و لم تكن معادية للرأسمالية. إلى كاتب مسرحيات تعليمية لإرشاد الطبقة العمالية بعد الاطلاع على الفكر الماركسي سنة 1926، كما أشار سلدن كذلك إلى التنقل و النفي الذين تعرض لهما بريخت من بلد إلى آخر بسبب الاضطهاد السياسي الناتج عن موقفه المعارض للواقعية الاشتراكية، خاصة سخريته «مما تضمنته الواقعية الاشتراكية من تشجيع للوهم الواقعي و الوحدة الشكلية و الأبطال الإيجابيين». ليطلق على نظريته الخاصة في الواقعية اسم " اللاأرسطية" لأنه «رفض تقاليد المسرح الأرسطي برمتها و أكد ضرورة تخلي الكاتب المسرحي عن الحبكة المصقولة المتلاحمة، و أن يتجنب أي إحساس بالحتمية أو الشمولية، لأن حقائق الظلم الاجتماعي تستلزم تقديما بطريقة تبدو معها هذه الحقائق غير طبيعية على الإطلاق و مثيرة للدهشة التامة» .
و هكذا يمضي سلدن، في عرض أسس المسرح الواقعي البرختي، مركزا على علاقة الممثلين بالمشاهد، حيث «لابد من تحطيم الإيهام بالواقع عن طريق استخدام أثر التغريب و ذلك لتجنب هدهدة المشاهد بحيث يقع في حالة من حالات القبول السلبي. أما الممثلون فمن الضروري ألا تستغرقهم الأدوار التي يؤدونها، و ألا يسعوا إلى تشجيع التقمص الوجدان لدى المشاهد المتعاطف، إن عليهم تقديم الدور إلى المشاهد بوصفه دورا يمكن تعرفه، و يكون في الوقت ذاته غير مألوف، بحيث يتسنى تشجيع عملية الوعي النقدي للمشاهد، ويجب فهم موقف الشخصيات و انفعالاتها و معضلاتها من خارجها و تقديما على أنها غريبة و إشكالية(...) و مهما يكن من أمر فإن مسرحية بريخت لا تشجع عبادة الشخصية، فأبطالها عاديون خشنون لا يلينون أمام ضمائرهم في الغالب(...) و على نحو تغدو معه الشخصيات كائنات اجتماعية دينامية بشكل لافت، و لكن دون حياة داخلية يتم التركيز عليها».







مدرسة فرانكفورت و بنيامين

يشير سلدن إلى أن مدرسة فرانكفورت، رفضت الواقعية بأسرها و«اقترنت بمعهد فرانكفورت للبحث الاجتماعي، الذي مارس ما أطلق عليه اسم "النظرية النقدية". و هي شكل أرحب من التحليل الاجتماعي، عناصر ماركسية و فرويدية ». و من أعلامها في الفلسفة و علم الجمال تم ذكر ماركس هوركهايمر و تيودور أدورنو و هربرت ماركوز. كما تمت الإشارة أيضا إلى أن أعضاء هذه المدرسة نظروا « إلى النسق الاجتماعي من منظور هيجلي، بوصفه وحدة شاملة ينعكس جوهرها الواحد بكل جوانبها المختلفة» . مع تأثرهم في تحليلهم للثقافة الحديثة بتجربة الفاشية المهيمنة، و بما لاحظوه من سيطرة خاصية " البعد الواحد" و تغلغل النزعة التجارية في أمريكا. بالإضافة إلى ذلك فللأدب و الفن -على حد تعبير سلدن- مكانة متميزة في النظرية الاجتماعية لمدرسة فرانكفورت باعتبارهما المجال الوحيد الذي يمكن من خلاله مقاومة المجتمع الرأسمالي .
هذا مع الإشارة إلى أن أدورنو يخالف لوكاش في نظرته الواقعية «مؤكدا أن الأدب لا يتصل اتصالا مباشرا بالواقع(...) فتباعد الفن عن الواقع هو الذي يكسبه دلالته و قوته الخاصة». وتمت تزكية هذا الطرح، بما ذهب إليه هوركهايمر من أن الجماهير ترفض أدب الطليعة، لأنه يعكر من صفو إذعانها الغافل الآلي لوضع الاستغلال الذي يمارسه النسق الاجتماعي. «فالعمل الفني إذ يتيح للبشر المسحوقين صدمة الوعي بوضعهم البائس. ينادي بتلك الحرية التي تجعلهم يستشيطون غضبا». ومن ثم فالشكل الأدبي هو وسيلة خاصة لتجاوز الواقع وللحيلولة دون عودة الاستبصارات الجديدة إلى الاندماج في القوالب المألوفة المستهلكة.
ويشير سلدن كذلك إلى أن مدرسة فرانكفورت تركز على الجانب الهجلي من الفكر الماركسي مع نوع «من الدقة والعمق الهجليين الأصليين في الفكر الجدلي » الذي يتلخص في «التطور-النمو الذي ينشأ عن حل التناقضات الكامنة في جانب بعينه من الواقع». ولتوضيح ذلك، يقف سلدن عند كتاب أدورنو "فلسفة الموسيقى الحديثة" الذي يقدم من خلاله عرضا جدليا لموسيقى شونبرج «فالثورة "اللانغمية" لهذا الموسيقار نشأت في سياق تاريخي، يؤدي فيه الاصطباغ المفرط للثقافة بالصبغة التجارية إلى القضاء على قدرة المستمع [في] تقدير الوحدة الشكلية للعمل الكلاسي، ولذا فإن الاستغلال التجاري للتقنيات الفنية للسينما والإعلانات (...) تدفع المؤلف الموسيقي إلى إنتاج موسيقى مبعثرة مجزأة، تتنكر للقواعد الأساسية للغة الموسيقية (النغمة) نفسها، فأصبح كل صوت فردي مفصولا عن غيره، لا يكتسب معنى السياق المحيط به. ويصف أدورنو مضمون هذه الموسيقى "اللانغمية" بلغة التحليل النفسي. فالنغمات المعزولة بقسوة، تعبر عن النزوات الجسدية الصادرة في اللاوعي، ويرتبط الشكل الجديد بافتقار الفرد التحكم الواعي في المجتمع الحديث، وتروع موسيقى شونبرج من الرقيب (...) إذ تسمح بالتعبير عن البواعث اللاواعية العنيفة ومع ذلك، فإن هذه "اللانغمية الجذرية" تنطوي ضمنا على بدور تطور جديد هو "السلم الإثني عشري للنغمات" كما يوضح التلخيص الممتاز الذي قدمه جيمسون » .
ويكتمل الجدل في نظر سلدن «عندما يرتبط هذا النسق بالتنظيم الشمولي الجديد للإمبريالية الرأسمالية المتأخرة. حيث يضيع الاستقلال الذاتي للفرد في النسق الهائل الموحد الاتجاه لنظام السوق. مما يعني القول بأن هذه الموسيقى هي تمرد على مجتمع البعد الواحد. وهي في الوقت ذاته، عرض من أعراض الضياع المحتوم للحرية» .
وقبل أن ينهي سلدن حديثه عن مدرسة فرانكفورت عرج على فالتر بنيامين الذي ارتبط اسمه باسم أدورنو لفترة محدودة، وتميز بما كسبته الشخصية التي ينظر من خلالها «إلى الثقافة الحديثة نظرة مناقضة لنظرة أدورنو ، ويذهب إلى أن الاختراعات الحديثة (السينما والإذاعة والاسطوانات ) قد أسهمت بعمق في تغيير مكانة "العمل الفني" (...) فإذا كان أدورنو قد رأى في ذلك انتقاصا من قدر الفن نتيجة معاملته معاملة السلعة التجارية، فإن بنيامين يذهب إلى أن وسائل الاتصال قد قامت بفصل الفن – نهائيا- عن مجال "الطقوس المقدسة" وفتحت أبوابه على السياسة».

المدرسة البنيوية

انطلق سلدن،هنا، من توضيح جوانب الاختلاف و الائتلاف بين الماركسية من جهة و البنيوية من جهة أخرى، حيث يشتركان على حد تعبيره في « التسليم بأن الأفراد لا يمكن فهمهم بمعزل عن وجودهم الاجتماعي»، أما اختلافهما فيكمن في أن البنيوية تنظر إلى الأبنية الشاملة على أنها انساق لا زمنية منتظمة ذاتيا، في حين أن الماركسيين ينظرون إليها على أنها انساق تاريخية مشحونة بالتناقضات .
و بعد ذلك، تم التوقف عند لوسيان جولدمان الذي يذهب إلى أن «النصوص (الإبداعية) تقوم على أبنية عقلية تتجاوز الفرد و تنتمي إلى جماعات و طبقات محدودة. هذه الأبنية العقلية (رؤى العالم) تبنيها الجماعات الاجتماعية و تهدمها بلا انقطاع». تجسيد هذه الفكرة نجده في كتاب جولدمان " الإله الخفي " الذي يكشف -على حد تعبير سلدن- عن وجود علاقات تصل بين تراجيديا راسين و فلسفة باسكال و الحركة الدينية الفرنسية المسماة بالجنسينية و المجموعة الاجتماعية المسماة ب"نبلاء الرداء". «فنظرة الحركة الجنسينية إلى العالم مأساوية، إذ أن الإنسان، كما تراه منقسم بين عالم آثم لا أمل منه و إله غاضب عن هذا العالم(...) و لكنه ظل يفرض سلطته على الإنسان المؤمن به، الذي لا يجد أمامه من سبيل سوى الغوص في قرارة العزلة المأساوية، و تعبر بنية العلاقات الكامنة من وراء تراجيديا راسين عن هذا المأزق الجنسيني، الذي يرتبط بدوره بانهيار نبلاء الرداء». يستشف سلدن من هذا كله أن إيمان جولدمان بأن التماثلات البنيوية يبن عناصر متماثلة من النظام الاجتماعي هو الذي يميز الجانب الماركسي من نظرته الاجتماعية، و يجعل منه استمرارا للماركسية الهجلية عند لوكاش.
و تبقى أعمال جولدمان اللاحقة خصوصا "نحو علم اجتماع الرواية" – في نظر سلدن- أقرب إلى مدرسة فرانكفورت من حيث التركيز على "التماثل" بين بنية الرواية الحديثة وبنية اقتصاد السوق.
بالإضافة إلى جولدمان، يقف سلدن كذلك عند لوي ألتوسير، الذي يرفض حركة الإحياء الهجلي داخل الفلسفة الماركسية، كما يرفض تصور الوحدة الشاملة عند هيجل، و يتجنب استعمال بعض المصطلحات من قبيل "النسق الاجتماعي" و "النظام" لأنها توحي ببنية ذات مركز يحدد شكل كل تجلياتها. و يفضل الحديث عن"التشكل الاجتماعي" باعتبارها بنية بلا مركز لا تتضمن مبدأ يحكمها، و تفضي هذه النظرية عند ألتوسير إلى نتيجة مفادها، أن العناصر المتباينة داخل التشكل الاجتماعي لا تعالج بوصفها انعكاسا لمستوى أساسي واحد (هو المستوى الاقتصادي عند ماركس)، « بل إن لكل مستوى من المستويات استقلاله الذاتي النسبي الذي لا يتحدد بالمستوى الاقتصادي إلا في التحليل الأخير فحسب(و تلك صيغة مركبة مستمدة من إنجلز) » .
ولم يمض سلدن دون أن يشير إلى رأي ألتوسير من الأدب و الفن، مركزا في هذا السياق على كتابه "رسالة في الفن"، الذي يتضح من خلاله أن رأي ألتوسير يختلف نوعا ما عن الموقف الماركسي التقليدي من الفن والأدب، وهو يرفض معالجة الفن بوصفه شكلا من أشكال الأيديولوجية، ويضع الفن في مكان يتوسط بين الأيديولوجية والمعرفة العلمية. «فالعمل الأدبي لا يزودنا بفهم ذهني عن الواقع، ولكن في الوقت ذاته ليس مجرد تعبير عن إيديولوجية طبقة من الطبقات» .
وفي السياق ذاته يأتي سلدن بكتاب بيير ماشري "نظرية في الإبداع الأدبي" نظرا لأثره في مناقشة ألتوسير للفن والأيديولوجية، وينطلق بيير ماشري في هذا الكتاب من «نموذج ماركسي واضح في الكتابة (...) ينظر إلى النص بوصفه "إنتاجا". يستخدم عددا من المواد المنفصلة التي تتغير بعملية الاستخدام (...) فالنص (...) له "لا واعيا" خاصا به، إن جاز القول، و عندما تدخل إلى النص هذه الحالة من الوعي التي نسميها الأيديولوجية، فإنها تتخذ شكلا مختلفا، ذلك لأن الأيديولوجية تعيش في الظروف العادية كما لو كانت شيئا طبيعيا تماما، و كما لو كان خطابها الخيالي السلس يزودنا بتفسير محكم موحد للواقع، و لكنها بمجرد أن تتحول إلى نص فإن كل ثغراتها و تناقضاتها تتعرى و تتكشف» .















التطورات الأخيرة:
إيجلتون وجمسون

لقد أرجع سلدن طغيان الميراث الهجلي لمدرسة فرانكفورت على النظرية الماركسية في أمريكا، إلى المناخ الأيديولوجي الذي لم يسمح بوجود سوى الكتابات الفلسفية المخففة. وكذلك في انجلترا، فقد ازدهر النقد الأدبي الماركسي بسبب اضطرابات 1968 وما تبعها من تدفق الأفكار الوافدة من أقطار القارة الأوربية. عن هذه العوامل في كلا البلدين ظهر فريدريك جيمسون في أمريكا بكتابيه"الماركسية والشكل"(1971) و"سجن اللغة"(1972). وفي انجلترا برز تيري إيجلتون بكتابه "النقد والأيديولوجية"(1976) وتلاه بسنوات قليلة كتاب آخر بعنوان "فالتر بنيامين أو نحو نقد ثوري"(1981) هذه الكتابات التي تنحوا في جوهرها إلى «تحدي حركة ما بعد البنيوية وتكشف عن مرونة ملحوظة واستعداد لتعديل مواقفها السابقة».
قبل أن يمضي سلدن إلى عرض تطور النظرية الماركسية مع جيمسون في أمركا، نجده يقف بنا مع إيجلتون بكتابه"النقد والأيديولوجية"، الذي يتقصى من خلاله «الآثار الذي خلفه كل من ف. ر.ليفز F.R.Leavis وريموند ويليامزRaymond Williams في كيان النقد الأدبي الانجليزي» لكن الملاحظ أن سلدن هنا يغض الطرف عن توضيح ما يتعلق بليفز ويقتصر في ذلك فقط على وليامز الذي يؤمن «بأن صيغة ماركس عن العلاقة بين البنية الفوقية والأساس في صيغة مجردة، أضيق من أن تتسع للنسيج المتشابك لما أسماه "التجربة الحية"، حيث يواجهه إيجلتون مستعينا بأفكار ألتوسير المعادية للنزعة "التجريبية" (...) ليؤكد فشل ويليامز في القيام بعملية"انقطاع" حقيقية في النظرية الماركسية» .
بعد ذلك، يشير سلدن إلى أن إيجلتون ينحوا نحو ألتوسير «من أن النقد لابد من أن ينقطع عن"المرحلة الأيديولوجية التي تمثل مرحلة ما بعد التاريخ" ويصبح علما ولكن المشكلة الأساسية هي تحديد العلاقة بين الأدب و الأيديولوجية، ذلك لأن النصوص الأدبية لا تعكس الواقع التاريخي، فيما يرى إيجلتون، بل تمارس عملها على الأيديولوجيا لتنتج تأثرا بهذا الواقع» و يستمر سلدن في توضيح ذلك على مستوى تشكل النص في علاقته بالواقع والمبدع الذي ينتجه، منتهيا إلى فكرة إيجلتون التي مفادها أن النقد لا يهتم بقوانين الشكل الأدبي وحدها أو بالنظرية الأيديولوجية بل يهتم «بقوانين إنتاج الخطابات الأيديولوجية من حيث هي أدب» .
وعلى هذا الأساس، يدرس إيجلتون مسار الرواية الإنجليزية من جورج إليوت إلى د. ﻫ لورنس فيوضح العلاقة المتبادلة بين الأيديولوجية والشكل الأدبي. حيث يقوم «بدراسة للموقف الأيديولوجي لكل كاتب، ويحلل التناقضات التي تنموا في تفكيرهم وما حولوه، من تقديم حلول لهذه التناقضات في كتاباتهم» . وقد أحدثت أفكار ما بعد البنيوية –على حد تعبير سلدن– «تغيرا جذريا في ما كتبه إيجلتون منذ نهاية السبعينات، فقد انصرف عن الاتجاه "العلمي" لألتوسير إلى الفكر الثوري عند بريخت وبنيامين. مما أدى به إلى العودة إلى النظرية الثورية الماركسية القديمة في كتاب(أطروحات عن فورباخ1845)»، وبذلك ينتقد ما تنطوي عليه نظرية التفكيك من نزوع برجوازي صغير إلى إنكار الموضوعية والمصالح المادية الطبقية، وهذه الرحلة من حياة إيجلتون الفكرية هي التي أفرزت كتاب "فالتر بنيامين أو نحو نقد ثوري"(1981) حيث يقرأ إيجلتون الصوفية المادية الشاذة لبنيامين قراءة مضادة لاتجاهها ليستخلص منها نقدا ثوريا. وهكذا يتوقف سلدن عند فريدريك جيمسون؛ باعتباره محطة بارزة في التطورات التي عرفتها النظريات الماركسية. بفعل التأثير العميق الذي مارسته مدرسة فرانكفورت على المجتمع الأمريكي. ويشكل كتاب جيمسون "الماركسية والشكل"(1971) ثمرة هذا التأثير حيث يستكشف من خلاله الجانب الجدلي في النظريات الماركسية للأدب ويطرح تخطيطا لما أسماه "بالنقد الجدلي". وبهذا، فجيمسون هنا –على حد تعبير سلدن- يؤمن «بأن النوع الوحيد من الماركسية الذي يمكن أن يكون له تأثير على الموقف في العالم، بعد الصناعي للرأسمالية الاحتكارية، هو تلك الماركسية التي تستكشف المحاور الكبرى لفلسفة هيجل؛ أي العلاقة بين الجزء والكل والتضاد بين العيني والمجرد ومفهوم الوحدة الشاملة وجدل المظهر والجوهر والتفاعل بين الذات والموضوع». وترتيبا على ذلك، فالنقد الجدلي يسعى إلى تعرية الشكل الداخلي لنوع أدبي أو مجموعة من النصوص. ويعمل منطلقا من سطح العمل إلى داخله، حيث المستوى الذي يتصل فيه الشكل الأدبي اتصالا عميقا بالعيني الملموس .
وقد ارتقى المفهوم الجدلي السابق للنظرية عند جيمسون ليستوعب تيارات فكرية متصارعة، (البنيوية و فرويد و ألتوسير و أدورنو) في مركب يدعو إلى الإعجاب ويظل مركسيا بصورة لا تخطئها العين وذلك في كتابه "اللاوعي السياسي"(1981)، كما يشير إلى ذلك سلدن، الذي يذهب من خلاله «إلى أن الوضع المتجزئ المغترب للمجتمع الإنساني يدل ضمنا على وضع أصلي من الشيوعية البدائية، كانت فيها الحياة متكاملة مع الإدراك في مركب "جمعي" ولكن الحواس الإنسانية نفسها أوجدت مجالات منفصلة من التخصص. عندما كانت الإنسانية نوعا من السقوط شبيها بالسقوط الذي تحدث عنه وليام بليك، فأخذ الرسام يعالج الأبصار على أنها حاسة متخصصة. وأصبحت لوحاته عرضا من أعراض الاغتراب. وفي الوقت نفسه تعويضا عن فقدان عالم الاكتمال الأصلي إذ تضفي لوحاته لونا على عالم لا لون له». ويستتبع ذلك -في نظر سلدن- أن كل الأيديولوجيات هي "استراتيجيات كبت"، تسمح للمجتمع بأن يفسر نفسه تفسيرا يكبت التناقضات الكامنة في التاريخ. والتاريخ نفسه هو الذي يفرض استراتيجيات الكبت هذه، والنصوص الأدبية تعمل بالطريقة نفسها. فالحلول التي تقدمها مجرد أعراض للقمع الذي يمارسه التاريخ. وفي الأخير يقف سلدن عند فكرة "اللاوعي السياسي" لجيمسون التي «تستعير من فرويد مفهومه الأساسي عن الكبت ولكنها ترفعه من المستوى الفردي إلى المستوى الجمعي، فتغدو وظيفة الأيديولوجية هي "كبت" الثورة»، وعلى هذا الأساس، يقترح جيمسون منهجا للتحليل يقوم على ثلاثة أفاق، تتحد في مستوى التحليل المحايث أولا الذي يستند فيه إلى جريماس، ثم مستوى لتحليل الخطاب الاجتماعي فمستوى حقبي للقراءة التاريخية.



خلاصة
و بعد ذلك، يقف سلدن عند بعض أوجه التعارض بين برخت و لوكاش، خصوصا فيما يتعلق بنوع الوحدة، الذي أثار إعجاب لوكاش مع رفض برخت له رفضا مطلقا، لأن مسرحه الملحمي لا يشبه المسرح التراجيدي الأرسطي ثم إن « برخت آمن بعدم وجود نموذج للشكل الجيد يضل صالحا إلى ما لا نهاية فليس هناك " قوانين جمالية أبدية"(...) و نظر برخت إلى رغبة لوكاش في إضفاء القداسة على شكل أدبي بعينه بوصفه النموذج الوحيد الصحيح للواقعية على أنها نوع خطر من النزعة الشكلية» .




ثبت الأعلام
1. فريدريك إنجلز (1895-1820):زعيم البروليتاريا الذي خلق مع ماركس المذهب الماركسي، نظرية المادية الجدلية والتاريخية. ولد في مدينة بارمن (ألمانيا). وقد سعى إنجلز منذ شبابه للمساهمة في الكفاح من أجل تبديل العلاقات الاجتماعية القائمة. وقد أدى إنجلز منذ خريف عام 1841 فترة تجنيده العسكري في برلين، وحضر المحاضرات بجامعة برلين في وقت فراغه. ثم انضم إلى الجناح اليساري من الهيغليين الشبان. من كتاباته نذكر: « شيلنغ والرؤيا » 1842 و « مساهمة في نقد الاقتصاد السياسي » (1844)، و« ظروف الطبقة العاملة في انجلترا » (1845) وقد كتب بمعية ماركس في 1844–1846 كتاب « العائلة المقدسة » و« الأيديولوجية الألمانية » و « بيان الحزب الشيوعي» (1848)
2. برتولت بريخت: ولد عام 1898 في أوجسبورغ جنوب ألمانيا، وانتقل إلى برلين عام 1924 ليعايش التطورات المعاصرة في مجال المسرح والأدب. شهد التاريخ الألماني عن قرب، فابنه فرانك جُند في الجيش الألماني وقُتل عام 1943 في الحرب العالمية الثانية على الجبهة الروسية، بريخت نفسه هجر ألمانيا عام 1933 بعد وصول الحكم النازي إلى السلطة وأتخذ من الدنمارك منفى اختيارياً له. وعاش فيها ست سنوات، ثم قام بنزوح طويل عبر عواصم المهجر الإسكندنافية حتى انتقل إلى روسيا ومنها إلى أقصى الشرق حيث ركب باخرة ووصل إلى كاليفورنيا على الساحل الأمريكي الغربي. هناك قضى بضع سنوات عصيبة، شعر فيها بعزلة شديدة حيث لم تعره الحياة الثقافية الأمريكية أي اهتمام يذكر. وفي خاتمة المطاف اتهمته لجنة مراقبة النشاطات المناهضة لأمريكا بالشيوعية وذلك أيام المكارثية الشهيرة.
3. ليون تروتسكي (1879-1940) : ولد ليون تروتسكي (الاسم الحقيقي: ليف دافيدوفيتش برونشتاين) في مقاطعة "خريسون" في أوكرانيا يوم السابع من أكتوبر عام 1879 في عائلة من المزارعين اليهود. وأمضى السنوات التسع الأولى من حياته في مزرعة العائلة ثم التحق بالمدارس الثانوية في "أوديسا" و"نيكولاييف" بين الأعوام 1888 و1897. وقبل أن يتخرج من مدرسة "نيكولاييف" كان تروتسكي قد انظم إلى حلقة ثورية سرية تابعة للنارودنيين (الشعبيين)، ثم ما لبث أن اعتنق الماركسية بعد عام من ذلك فانضم إلى الحركة الاشتراكية-الديموقراطية وكان أحد مؤسسي وقادة "الإتحاد العمالي لجنوب روسيا". ويدعا أيضا الرجل الثاني في الثورة الروسية. قاد الجيش الأحمر وحافظ بفضله على بقاء الثورة. ساعد في تأسيس المعارضة اليسارية ضد ستالين. خلق نظرية "الثورة الدائمة" وأسس الأممية الرابعة. اغتاله عميل من طرف ستالين في المكسيك. كتب تروتسكي: "نقد مشروع برنامج الكومنترن"، "الثورة الدائمة"، ومؤلفات أخرى. ك "تاريخ الثورة الروسية" و"حياتي" و "الثورة المغدورة". وكتب "البرنامج الانتقالي للأممية الرابعة".
4. تيري إيجلتون: ولد تري (فرانسيس) إيجلتون في سلفدور (لانكاشير) في بريطانيا في 22 شباط 1943 درس في كلية لاسال في سالفدور ، وفي كمبريدج وحصل على الباكالوريوس في الأدب عام 1969 عمل في جامعة كمبريدج (المملكة المتحدة) و في جامعة أودينسك في الدانمارك 1975 وفي جامعة كاليفورنيا(في سان دييغو)1976، وفي أيوا (في الولاايات المتحدة) 1977 وفي إيثاكا (نيويورك)1980. من كتبه وأبحاثه نذكر: "الكنيسة اليسارية الجديدة" 1966 و "شكسبير والمجتمع"1967 و"الجسد بوصفه لغة"1970و "منفيون ولاجئون" 1970 و "أساطير القوة" 1975 و "النقد والأيديولوجية" 1976 و"الماركسية والنقد الأدبي"1976 و"ولتربنيامين"1981 و"اغتصاب كلاريسا"1982 و "النظرية الأدبية"1983 و "وظيفة النقد"1984 و"ضد الذوق"1986.
5. تيودور أدورنو: فيلسوف ألماني(1903-1969) ولد في فرانكفورت ويمثل إلى جانب ماكس هوركهايمر و هربرت ماركوز الأعلام الأساسيين في مدرسة فرانكفورت الفلسفية الشهيرة. إضافة إلى كونه فيلسوفا عمل أدورنو ناقدا أدبيا ومنظرا وعالم اجتماع وباحثا في الموسيقى وقد كان طوال حياته مدافعا عن عمل الموسيقي الألماني أرنولد شونبيرنغ من أشهر أعماله "الديالكتيك السالب"1966 و"النظريات الجمالية" 1970.
6. جورج لوكاش: (1885-1971) فيلسوف وكاتب وناقد أدبي مجري. مفوض الثقاقة والتعليم في الحكومة الاشتراكية المجرية (1919). ساعد في قيادة الانتفاضة المجرية ضد القمع الستاليني. خلق نظرية ماركسية في الفن. عارض المراقبة السياسية للفنانين. دافع عن المذهب الإنساني.من كتاباته نذكر: "الروح والأشكال" 1911 و"نظرية الرواية"1920 و"التاريخ والوعي الطبقي" و"دراسات في الواقعية الاروبية"1972 و"الرواية التاريخية"1962 و"معنى الواقعية المعاصرة"1963.
7. فريدريك جيمسون: ناقد أمريكي درس في جامعات عديدة منها هرفرد وكاليفورنيا وسان دييغو وييل وأخيرا عمل أستاذا للأدب الإنجليزي في جامعة ديوك يعد واحا من أهم النقاد الماركسيين الجدد في أمريكا ومن أهم المنظرين حول مفهوم ما بعد الحداثة من كتبه "الماركسية والشكل"1971 و"سجن اللغة"1972 و"اللاشعور السياسي"1981.
8. لوسيان جولدمان: ولد ببوخارست سنة 1913، وقضى طفولته في مدينة بوتورالن في رومانيا حيث أتم دراسته الثانوية وبعد الباكالوريا هيأ إجازة في الحقوق ببوخارست ثم انتقل سنة 1933 إلى فيينا حيث كشف الثلاثية الكبرى للوكاش "الروح والأشكال" " نظرية الرواية" "التاريخ والوعي الطبقي" ثم انتقل إلى فرنسا سنة 1934حيث هيأ رسالة دكتوراه في الاقتصاد السياسي، ثم هرب سنة 1940 من الاحتلال الألماني نحو مدينة تولوز الفرنسية هيأ رسالة للدكتوراه في الأدب بعنوان "اله المختفي في الرواية المأساوية في أفكار باسكال ومسرح راسين"
9. فلاديميـير ايليتـش لنين 1870-1924: مواصل طريق ماركس و انجلز، و زعيم البروليتاريا الروسية والدولية، و مؤسس الحزب الشيوعي للاتحاد السوفيتي والدولة السوفيتية. ولد في سيمبرسك و في عام 1887، بعد أن أنهى دراسته الثانوية، دخل كلية الحقوق في كازان، و لكنه اعتقل بسبب نشاطه في الحركة الطلابية، و في عام 1893 أصبح زعيم الماركسيين في بطرسبرغ، و كان نشطا في الدعاية لتعاليم الماركسية بين العمال. و في عام 1894 كتب أول مؤلف رئيسي له، و هو "من هم أصدقاء الشعب و كيف يحاربون الديمقراطيين الاشتراكيين" و أسس مجلة "اسكرا" (و معناها الشرارة)، ومن كتبه كذلك "الامبريالية أعلى مراحل الرأسمالية" (1916) و "الدولة والثورة".
10. كارل ماركس (5 مايو 1818 إلى 14 مارس 1883). فيلسوف ألماني، سياسي، وصحفي ،ومنظّر اجتماعي. قام بتأليف العديد من المؤلفات، إلا أن نظريته المتعلقة بالرأسمالية وتعارضها مع مبدأ أجور العمال هو ما أكسبه شهرة عالمية. لذلك يعتبر مؤسس الفلسفة الماركسية ، و يعتبر مع صديقه فريدريك إنجلز المنظرين الرسميين الأساسيين للفكر الشيوعي.شكل وقدم مع صديقه فريدريك إنجلز ما يدعى اليوم بالاشتراكية العلمية. ( الشيوعية المعاصرة ) .ولد بمدينة (ترير) في ولاية (رينانيا) الألمانية عام 1818م والتحق بجامعة بون عام 1833 لدراسة القانون. أظهر ماركس اهتماماً بالفلسفة رغم معارضة والده الذي أراد لماركس أن يصبح محامياً. وقام ماركس بتقديم رسالة الدكتوراه في الفلسفة عام 1840 وحاز على شهادة الدكتوراه. من مؤلفاته : "مساهمة في نقد الاقتصاد السياسي"(1859) و "رأس المال"(المجلد الأول 1867). "الأسس".
11. مدرسة فرانكفورت هي حركة فلسفية نشأت بمدينة فرانكفورت سنة 1923. بدأت الحركة في معهد الأبحاث الاجتماعية بالمدينة، و جمعت فلاسفة مثل ماكس هوركهايمر، والتر بنجامين، و هربرت ماركوز و يورغن هابرماس وهو الممثّل الأكثر شهرة للجيل الثاني للمدرسة. قد هاجرت الحركة إلى جنيف سنة 1933 مع وصول هتلر للحكم في ألمانيا، ثمّ إلى الولايات المتّحدة أثناء الحرب، قبل أن تعود مجدّدا إلى ألمانيا في بداية الخمسينيات.
12. ماكس هوركهايمر(1895-1973): أحد روّاد مدرسة فرانكفورت (...) ناقداً «عقلانية» عصر التنوير
13. هيجل، ولد بتاريخ 27 آب عام 1770 في عائلة بروسية تنتمي إلى البورجوازية الصغيرة. كان والده موظفاً في الدولة البروسية. وبعد أن أنهى دراساته الثانوية في مدينته الأصلية شتوتغارت دخل إلى كلية اللاهوت الشهيرة في مدينة توبنغين. وهناك درس التاريخ وفقه اللغة الألمانية والرياضيات بصحبة صديقه هولدرلين الذي سيصبح شاعراً كبيراً فيما بعد، وقد نشأت بينهما صداقة حميمة وعميقة. أتم تعليمَه في توبينغر شتيفت (كلية الكنيسة البروتستانتية في فورتيمبيرغ)، حيث ربطته صداقة مَع فلاسفة المستقبل فريدريك شيلنغ وفريدريك هولدرلين. بعد ذلك جذبته وسحرته أعمالِ (سبينوزا، كانت، و روسو، و الثورة الفرنسية). ظهرت الفلسفة الحديثة، و الثقافة، و المجتمعَ في نظر هيغل عناصر مشحونة بالتناقضاتِ والتَوَتّراتِ، كما هي الحال بالنسبة للتناقضات بين الموضوعِ وجسمِ المعرفةِ ، بين العقلِ و الطبيعةِ، بين الذات والآخر، بين الحرية والسلطة ،بين المعرفة والإيمان،و أخيرا بين التنوير والرومانسية.
14. ولتر بنيامين(1892-1940): منظر وناقد أدبي ولد في برلين وكان صديقا لبرتولت بريخت وتيودور أدورنو الذي تأثر كثيرا بكتابة صديقه بنيامين شكل مع أدورنو وآخرين ما يسمى الآن في الفلسفة وعلم الجمال ما يسمى بمدرسة فرانكفورت . ويتمحور عمل بنيامين الفكري حول ما يسميه "النقد التحريري أو الاعتاقي" من كتبه نكر: "أصل الدراما التراجيدية الألمانية"1928 و"طروحات حول فلسفة التاريخ" وعمله غير المكتمل "باريس_ عاصمة القرن التاسع عشر".


ثبت المصطلحات
الأيديولوجية: هي جل الأفكار (الأحكام /الاعتقادات) الخاصة بمجتمع في لحظة ما.كما أنها نظام يمتلك منطقة وصرامته الخاصة في التمثيلية، على مستوى الصورة/ الميث/ الأفكار/ المفاهيم/ حسب حالات يحدد (ألتوسير) وجودها ودورها التاريخي، في ظل مجتمع ما. و يعد هذا المصطلح مفهوما أساسيا في الابستمولوجية الماركسية، حيث يرى (بليخانوف) "بأن ما نطلق عليه الأيديولوجيات، ليس سوى مختلف أشكال الانعكاس، في نفوس أناس يعيشون تاريخا واحدا، لا يقبل التجزئة في العلاقات الاجتماعية. ويعارض ألتوسير النظرية كعلم بالأيديولوجية حيث يعلم العبور من الأيديولوجية إلى العلم كقطيعة إبستمولوجية، بينما لا تستثنى الأيديولوجية عند مشيل فوكو من العلمية .
الثقافة البروليتارية: يستدعي الاصطلاح المركب ، أطروحة (جدانوف) سنة 1905 حول ضرب الثورة صفحا، عن المستوى الجمالي- الثقافي لإيجاد ثقافة بروليتارية الجديد تماما.
المادية الجدلية: هي نظرية فلسفية ماركسية ، تعتبر العالم كلا مركب من مادة متحركة، وترى المادية الجدلية بأن الحركة التطورية ، تتم نتيجة الصراع بين متناقضات . ويبني (إرنست فيشر) مباحثه النقدية الجمالية ، على هذه النظرية الفلسفية ، كأساس منهجي عام كما يتعزز هذا الاتجاه، بأعمال (بليخانوف) و(لوكاش) في نظريتهما.
الرؤية إلى العالم: تدل عند (جولدمان) على الاستكمال المفهومي، الذي يحصل على انسجام النزعات: الواقعية/ العاطفية/ الثقافية لأعضاء مجموعة (طبقة اجتماعية) ويرى جولدمان أن الطبقات الاجتماعية هي التي تكون البنية التحتية (الرؤية للعالم). ويمكن للحد الأقصى من الوعي الممكن لطبقة اجتماعية ذات رؤية سيكولوجية منسجمة للعالم أن تعبر على المستوى الفني والفلسفي والأدبي والديني .
الرؤية المأساوية: هي اشتراط الكل ولا شيء غيره، ورفض كل تفاوض مع العالم . والسقوط في هذا التناقض يجعل (الوعي المأساوي) يملك نفس البنية المتطرفة: كما يكتشفها جولدمان عند راسين وباسكال واليسوعيين. وإعلان رواية ما ل( الرؤية المأساوية) هو إعلان القطيعة مع الواقع .
البطل الإشكالي: هو ما يطبع بطل الرواية الكلاسيكية ومن منظور لوكاش وجولدمان يعبر المصطلح، عن شخص يتموضع وجوده وقيمته أمام مشاكل مستعصية، حيث يصعب عليه التسلح بوعي واضح وحاسم أمام الأحداث.
الالتزام: هو مصطلح يشير عند جماعة (تيل كيل) إلى الخطأ النظري / اللامعنى/ الشيخوخة. ويظهر أنه ليس على الكتابة، أن تفكر في الممارسة الثورية، بل عليها إقامة ممارسة ثورية للكتابة انطلاقا من مستواها الخاص.
المادية التاريخية: فلسفة تاريخية، تستمد عضويتها من منهج ماركسي، يعتمد على ارتباط أشكال الوعي الاجتماعي، بالإنتاج المادي الاقتصادي، في إطار الصراعات الطبقية .
الواقعية الاشتراكية: نمط من التعبير الأدبي ، يعتبر الأكثر ملاءمة جماليا وسياسيا، وتزعم الواقعية الاشتراكية تقديم تمثيلية تاريخية لواقع ينمو تاريخيا .






المصادر

1) - سعيد علوش ، المصطلحات الأدبية المعاصرة، مطبوعات المكتبة الجامعية، الدار البيضاء، 1984

2) الفلسفة المعاصرة,في أوروبا,ترجمة : د. عزّت قرني,تأليف : إ. م. بوشنسكي,عالم المعرفة 1992

3) فؤاد زكريا. التفكير العلمي. عالم المعرفة. الكويت 1978

4) زهير الكرمي, العلم ومشكلات الأنسان المعاصر, عالم المعرفة, الكويت 1978

5) حسين مؤنس, الحضارة.عالم المعرفة . الكويت1978

6) عفيف بهنسي, جماليات الفن , عالم المعرفة, الكويت 1979

7) دروس في الألسنية العامة، دي سوسير، ت/ صالح القرمادي

8) اللفظة التقنية المستعملة للإشارة إلى دراسة المعنى، وبما أن المعنى جزء من اللغة، فإن علم الدلالة جزء من علم اللسانيات-7 بيار غيرو، علم الدلالة، ت أنطوان أبو زيد، ط2 (بيروت: منشورات عديدان)، 1986

9) ,يعقوب، أميل، وزميله، المعجم المفصل في اللغة والأدب (بيروت، دار العلم للملايين، 1978)

10) النقد الأدبي في القرن العشرين، جان إيف تادييه، ت/ قاسم المقداد.

11) ريكو، بول، النص والتأويل، ت: منصف عبد الحق، (بيروت: في مجلة العرب والفكر العالمي) العدد 3، 1983

12) مجلة الآداب الأجنبية، العدد106- 107,ربيع وصيف2001,السنة السادسة والعشرون

13) السياق والتأويل -من الإشكالية الفيلولوجية إلى الإشكالية اللسانية- د.أحمد حساني – الجزائر

14) سعيد حسن بحيري، علم لغة النص، المفاهيم والاتجاهات، ص125، مكتبة لبنان، 1997.

15) -د. عبد الوحد ابن ياسر, قراءة في مقال : رامان، سلدن: النظرية الأدبية المعاصرة, كلية الآداب والعلوم الإنسانية,مراكش , 2008

16) دليل القارئ إلى النظرية الأدبية المعاصرة ترجمة جابر عصفور ، دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع (القاهرة)، د ط، 1998

17) أ.د. السيد سلامة الخميسي -الاتجاه الماركسي ونظرته للتربية, جامعة الملك سعود, 1428 هـ

18) بؤس الفلسفة,كارل ماركس ,بروكسل 15 حزيران – 1847,بلا



#سرمد_السرمدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة درامية من قبل التوسير للماركسية
- الجمال عند شارل لالو
- المسرح في اليابان
- التكامل التقني في العرض المسرحي
- التجريب في سينوغرافيا العرض المسرحي
- حول المسرح الطبيعي
- المخرج المسرحي الفرنسي أنتونان آرتو
- بسكاتور والمسرح السياسي
- مدخل للفرق بين العلم والفلسفة
- الجمال في فلسفة ابن عربي
- الأداء التمثيلي المسرحي عبر العصور
- التمرد في دراما الفن المسرحي
- غروتوفسكي المخرج المسرحي البولندي
- -هيبياس الأكبر- أهم المحاورات الأفلاطونية
- مسرحية لعبة الحلم لأوغست سترندبرغ
- الجمال في بنية التقنيات المسرحية
- المخرج ريتشارد فاجنر
- مفهوم القبح في الجمال.
- المسرح في الصين
- المسرح في العصور الوسطى


المزيد.....




- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سرمد السرمدي - قراءة درامية للنظريات الماركسية