أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسقيل قوجمان - جواب على تعليق محمود مبارك بصدد قانون اجتثاث البعث















المزيد.....

جواب على تعليق محمود مبارك بصدد قانون اجتثاث البعث


حسقيل قوجمان

الحوار المتمدن-العدد: 3118 - 2010 / 9 / 7 - 13:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جواب على تعليق محمود مبارك بصدد قانون اجتثاث البعث
عزيزي الاخ محمود مبارك
ارجو المعذرة عن تأخر جوابي على تعليقك. جاء تعليقك بعد هدوء العاصفة وكنت منشغلا بكتابة موضوع اخر لا علاقة له بهذا الموضوع والنقطة الجديدة التي جاءت في تعليقك تتطلب اجابة لا تتسعها الكلمات المخصصة للجواب على التعليق لذا قررت في هذا الوقت المتأخر ان اجيبك على التعليق في مقال منفصل ينشر في الحوار المتمدن.
النقطة المهمة التي اشرت الى ان المعلقين الاخرين لم ينبهوني اليها هي الخوف من المستقبل ومع ذلك تتفق معي بقولك اكيد ليس كل البعثيين متورطين بالجرائم وان هدف جميع المعلقين هو سد الطريق على البعثيين لاستلام السلطه مرة اخرى وبالتالي يعود المجرمين منهم باستلام المواقع الامنيه التي من خلالها تقترف الجرائم بحق الانسان وتذكرني بكلمة الانسان التي جاءت في عنوان مقالي وتقول وانا متاكد جدا من انك ضد جرائم هذا الحزب ثم تنصحني بقولك لا تنسى سلوك النازيه العنصريه وهؤلاء لهم كثير الشبهه بالنازيه. واتفق معك بان الظروف السجنية التي مررت بها لا تقاس بالظروف التي مر بها السجناء العراقيون في قصر النهاية وما بعده.
ابدأ اولا باعتبارك ان لهؤلاء كثير الشبه بالنازية. عزيزي محمود، اذا كنت في جيل الشباب فقد اعلنت ان حكومة البعث حكومة فاشية وليس كثيرة الشبه بالنازية قبل ان تولد وقد قوطعت بسبب ذلك مقاطعة ما زالت قائمة حتى يومنا هذا. اما قولك بانك متأكد من اني ضد جرائم هذا الحزب فهذا امر اخر. انا ضد اي جريمة ترتكب ضد الانسان والانسانية وليس فقط ضد جرائم القيادات الحزبية لحزب البعث. فكنت ضد الجرائم التي ارتكبت في العهد الملكي وكنت ضد الجرائم التي ارتكبت في عهد جمهورية عبد الكريم قاسم وكنت ضد الجرائم التي ارتكبت في عهد حكم البعث وانا ضد الجرائم التي ترتكب اليوم. ولكن المعروف في القوانين ان معاقبة المجرمين تجري بصورة شخصية عن طريق محاكمة المجرم والتحقيق في نوع الجرائم التي ارتكبها ومعاقبة كل مجرم على الجرائم التي ارتكبها. هذا ما حدث في نورمبرغ ضد قادة الحزب النازي وهذا ما يجب ان يحدث بحق كل مجرم اقترف جرائم سياسية او جرائم ضد الانسانية تذكرني بها. وقد جاء ذلك واضحا في كل المقالات والردود التي كتبتها بصدد قانون اجتثاث البعث.
هل قانون اجتثاث البعث يعني اجتثاث المجرمين في حق الشعب العراقي من قادة البعث؟ هل هو قانون اجتثاث مجرمي البعث؟ لو كان اسم القانون قانون اجتثاث مجرمي البعث لكان له معنى. ولكنك تعترف بان ليس كل البعثيين متورطين في الجرائم. وكلمة اجتثاث تعني اقتلاعا من الجذور. وقانون اجتثاث البعث يعني اقتلاع جميع البعثيين من جذورهم بصرف النظر عما اذا كانوا متورطين بالجرائم ام لا. فهل ترى من العدل اجتثاث انسان لم يتورط بارتكاب جرائم ضد الانسان العراقي كما تشير اليه بجريمة قام بها شخص اخر؟ هذا هو الاختلاف الذي نشأ بيني وبين اغلب المعلقين حول مقالي. فانا اعتقد ان ليس من العدل معاقبة او اجتثاث البعثيين غير المتورطين في ارتكاب جرائم بسبب الجرائم التي قام المجرمون من البعثيين الذين ارتكبوا جرائم ضد الشعب العراقي. كل المعلقين تقريبا حاولوا ان يذكروني بالجرائم وانا اسبق منهم في معرفتها. ولكن ليس منهم من ناقش مصير البعثيين الذين لم يرتكبوا جرائم ضد الشعب العراقي. بل ان عددا من المعلقين اعتبروا ان كل البعثيين مجرمين ومن العدل اجتثاثهم لان مبادئ الحزب هي خاطئة من الاساس. والحديث هنا ليس عن الف انسان او عشرة الاف انسان بل الحديث هو عن عدة ملايين من اعضاء حزب البعث، وقد قرأت انهم كانوا يقدرون باربعة ملايين. وانا، سواء أشاء المعلقون ام ابوا، ضد معاقبة اربعة ملايين انسان بسبب جرائم ارتكبها عدد من قادة الحزب ضد الشعب العراقي.
والسبب الذي دفعني للرد على تعليقك هو النقطة الجديدة التي اثرتها وهي الخوف من المستقبل، اي الخوف من عودة حزب البعث الى الحكم والعودة الى ارتكاب الجرائم ضد الشعب العراقي. انا مثلك اخشى ان تأتي حكومة بعثية شبيهة بالحكومة السابقة واخشى من العودة الى ارتكاب جرائم في حق الشعب العراقي. بل انا ضد اية حكومة تأتي للحكم من اجل استغلال الشعب العراقي حتى بدون ان ترتكب جرائم ضد الشعب العراقي نظرا الى ان الهدف الذي اؤمن به هو ضرورة تحقيق حكومة تحرر الشعب من كل انواع الاشتغلال وهذا شعار الحزب الذي انتميت اليه في عهد الرفيق فهد. ولكن هل يتحقق التخلص من عودة البعثيين الى الحكم باجتثاث كل الملايين من البعثيين؟ لا اناقش هنا عن وجود قوى تستطيع ان تجتث هؤلاء الملايين لان عملية الاجتثاث نفسها عملية تتطلب قوى كبيرة غير متوفرة في اي بلد من بلدان العالم. فاذا كان قانون اجتثاث البعث يعني اعدام او سجن او حرمانا من الحقوق المدنية او اي عقاب اخر معاقبة كل واحد من هؤلاء الملايين فليس في مقدور اية حكومة حتى الولايات المتحدة المحتلة التي سنت هذا القانون ان تفعل ذلك. ولكن من الذي سن قانون اجتثاث البعث؟ انه بريمان. ومن هو المسؤول رسميا عن تطبيق قانون اجتثاث البعث؟ انه احمد الجلبي. وهل استخدم قانون اجتثاث البعث لمعاقبة مجرمي البعث؟ ان اغلب هؤلاء بدلوا ملابسهم او عمائمهم واصبحوا اعضاء فاعلين في العملية السياسية.
ولكن اعتبار قانون اجتثاث البعث وسيلة لتحاشي عودة حزب البعث الى الحكم لا اساس له من الصحة. اولا لان قانون اجتثاث البعث في هذا الصدد يعني معاقبة البعثيين لا على جرائم ارتكبوها بل على جرائم قد يرتكبونها في المستقبل. تصور انك بعثي، لا سمح الله، وقامت الحكومة بموجب قانون اجتثاث البعث بمعاقبتك على اساس انك ستقوم بجريمة في المستقبل بعد عشر سنوات او عشرين سنة. هل هناك في الدنيا من يؤيد مثل هذه العقوبة؟ ان قانون اجتثاث البعث ليس له اساس قانوني او انساني اذا عاقب انسانا على جريمة لم يرتكبها بعد بل انه قد يرتكبها في المستقبل. وان قانون اجتثاث البعث لا دور له في منع وصول حزب البعث الى الحكم مرة ثانية وهو ما تخشاه وتقول ان سائر المعلقين يخشونه في تعليقك.
ما هي الوسيلة الصحيحة من وجهة نظر الصراع الطبقي او الصراع السياسي لمنع وصول حزب البعث الى الحكم ثانية؟ ان من يأتي الى الحكم بعد انتهاء الاحتلال هم القوة التي تنجح بنضالها في انهاء الاحتلال وتحقيق الاستقلال والسيادة للشعب العراقي. فمن يريد ضمان عدم وصول حزب البعث الى الحكم مرة اخرى عليه ان يكون هو قائد النضال من اجل انهاء الاحتلال وتحقيق الاستقلال والسيادة. وتحقيق انهاء الاحتلال في نظري يعتمد على مقاومة الاحتلال سياسيا وثقافيا واجتماعيا واقتصاديا وبالنضال المسلح. فلم يعرف في التاريخ تحقيق الاستقلال من اي محتل بطريق التفاهم والاقناع والمفاوضات. المقاومة هي السلاح الحقيقي لدحر الاحتلال. ولا يغير ذلك من حقيقة وجود المقاومة او عدم وجودها حاليا في العراق وهذا موضوع خلاف لدى العناصر المعادية للاحتلال حاليا. فاذا اردتم دحر الاحتلال وتحقيق الاستقلال والسيادة ومنع وصول حزب البعث او اي حزب اخر الى الحكم عليكم انتم ان تقودوا المقاومة بكافة اشكالها المدنية والسياسية والعسكرية.
نقطة اخرى اود الاشارة اليها بايجاز في هذا الصدد. حين يخشى انسان من حدوث تغير معين يعني انه يخاف من تحول شيء جيد الى شيء غير جيد او حتى شيء سيء الى شيء اسوأ. وفي حالتنا هذه يجب ان يكون الخوف من عودة البعث الى الحكم وتحويله النظام السياسي الى نظام اسوأ من النظام الحالي.
هل حقا عزيزي محمود تخشى او يخشى الشعب العراقي من المستقبل؟ من يخشى من المستقبل لا يريد زوال الحاضر. ولكن الشعب العراقي يعاني منذ اكثر من سبعة اعوام عجاف من نير الاحتلال ونير اعوانه الذين نصبهم على رقاب الشعب العراقي ما زالوا يتصارعون منذ اكثر من ستة اشهر على كيفية اقتسام ما يتركه الاحتلال لهم من ثروات واموال العراق المنهوبة.
فهل النظام الحالي، في ظل الاحتلال، وبعد السنوات السبع التي مرت على الاحتلال نظام سياسي واقتصادي واجتماعي وثقافي وامني جيد يخشى الشعب من ان يتحول الى نظام اسوأ؟ ان الكوارث التي عاناها الشعب العراقي خلال سنوات الاحتلال من تدمير الدولة العراقية والمؤسسات العراقية والبنى التحتية العراقية، سنوات الحرمان من الماء النقي والكهرباء والامان، سنوات تحول الشعب العراقي الى شعب مستهلك يستورد القمح والوقود وحتى الطماطة والخيار وربما التمر من الخارج، سنوات عانى الشعب العراقي خلالها من الاغتيالات والسجون والتعذيب والاغتصاب والتهجير خارج او داخل العراق واغتيال الكفاءات العلمية والعسكرية والاذلال والمداهمات، الكوارث التي لم يعرف تاريخ العراق لها مثيلا، سنوات ما زالت في بدايتها تنتظر سنوات مثلها او اسوأ منها لمدة لا يعرف احد متى تنتهي، سنوات سيبقى الشعب خلالها ينعم بنعمة اشعة اليورانيوم التي ضاعفت الاصابات بالسرطان اضعافا عديدة وستبقى تقتل الاطفال وتشوههم حتى في ارحام امهاتهم ربما لالاف السنين لا تجعل الانسان العراقي يفكر حقا في الخوف من مجيء حكم اسوأ مما هو قائم الان اذ لا وجود لنظام اسوأ من النظام القائم اليوم تحت ظل الاحتلال.
قاوموا وحققوا الانتصار على الاحتلال وعلى اعوانه لكي يتحقق نظام حكم يتحلى ببعض العدالة ولا نقول نظام خال من الاستغلال الذي هو الهدف الحقيقي لاي شعب يريد ان يكون وطنا حرا وشعبا سعيدا.



#حسقيل_قوجمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الان ادافع عن رأيي
- ملاحظات حول التعليقات على مقال قانون الاجتثاث
- قانون اجتثاث البعث جريمة ضد الانسانية
- ملاحظات حول انتفاضة الكهرباء
- جواب جديد على رسالة
- انبياء واولياء عبادة الشخصية (2)
- انبياء واولياء عبادة الشخصية (١)
- الاحدى والستون لاحقيقة لدى خروشوف
- العلاقات التنظيمية بين اعضاء حزب شيوعي
- طبيعة النقابات الاقتصادية والسياسية
- ذكريات شخصية (اخيرة)
- ذكريات شخصية 3
- ذكريات شخصية 2
- ذكريات شخصية 1
- شكرا يعقوب ابراهامي
- رأي على تعليق
- الديالكتيك الالهي والديالكتيك المادي
- حميد عثمان والديالكتيك وحسقيل قوجمان
- مجزرة الكوت كما اتذكرها
- الطبابة او العناية الصحية في السجون السياسية


المزيد.....




- هل تتعاطي هي أيضا؟ زاخاروفا تسخر من -زهوة- نائبة رئيس الوزرا ...
- مصريان يخدعان المواطنين ببيعهم لحوم الخيل
- رئيس مجلس الشورى الإيراني يستقبل هنية في طهران (صور)
- الحكومة الفرنسية تقاضي تلميذة بسبب الحجاب
- -على إسرائيل أن تنصاع لأمريكا.. الآن- - صحيفة هآرتس
- شاهد: تحت وقع الصدمة.. شهادات فرق طبية دولية زارت مستشفى شهد ...
- ساكنو مبنى دمرته غارة روسية في أوديسا يجتمعون لتأبين الضحايا ...
- مصر تجدد تحذيرها لإسرائيل
- مقتل 30 شخصا بقصف إسرائيلي لشرق غزة
- تمهيدا للانتخابات الرئاسية الأمريكية...بايدن في حفل تبرع وتر ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسقيل قوجمان - جواب على تعليق محمود مبارك بصدد قانون اجتثاث البعث