أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - نجيب الخنيزي - رحيل المفكر الكويتي الدكتور أحمد البغدادي














المزيد.....

رحيل المفكر الكويتي الدكتور أحمد البغدادي


نجيب الخنيزي

الحوار المتمدن-العدد: 3108 - 2010 / 8 / 28 - 16:36
المحور: سيرة ذاتية
    


توفي في الثامن من شهر أغسطس الجاري الكاتب والمفكر الكويتي البارز الصديق الدكتور أحمد البغدادي (أبو أنور) إثر صراع مع المرض لم يمهله طويلا، وذلك في مستشفى خليفة بدولة الإمارات المتحدة حيث كان يعالج من آثار أزمة قلبية ألمت به منذ سنتين. رحيله المفاجئ وفي سن مبكرة (59 عاما) شكل صدمة أليمة لعائلته ومعارفه وأصدقائه وزملائه في داخل الكويت وخارجها، كما مثل خسارة لا تعوض للفكر العقلاني / التنويري الرصين في الكويت ودول مجلس التعاون بل وفي عموم المنطقة العربية بأسرها. الدكتور أحمد البغدادي (1 يناير 1951 - 8 أغسطس 2010) الذي نال شهادة الماجستير في الفكر السياسي الغربي من جامعة كلارك في الولايات المتحدة في عام 1977 وشهادة الدكتوراة في فلسفة الفكر الإسلامي من جامعة إدنبرة في عام 1981 مارس مهنة التدريس في قسم العلوم السياسية في كلية العلوم الاجتماعية في جامعة الكويت، كما له عمود ثابت تحت عنوان (أوتاد) في جريدة السياسة الكويتية. تميز البغدادي الذي كان في فترة ما من حياته قريبا من حركة الإخوان المسلمين في الكويت باستقلاليته الفكرية ونقده الصارم والجريء الذي لم يقتصر على الفكر الإسلامي والتراث الفكري بما هو منتج بشري أو حركات الإسلام السياسي التي تسعى لفرض تصوراتها وأجندتها الخاصة تحت عناوين وشعارات أسلاموية فقط بل شمل الفكر القومي واليساري في الوقت ذاته مما أدخله في خصومة مع العديد من أصدقائه من ممثلي تلك التيارات. تلك الأطروحات الجريئة التي عالجها في العديد من كتبه وتفكيكه للخطاب الديني المؤدلج السائد من داخل منظومته الفقهية ألبت عليه التيار السلفي المتشدد الذي بادر برفع دعوى احتساب عليه أمام المحاكم بتهمة «تحقير مبادئ الدين»، على خلفية قيامه بنشر مقال في صحيفة «السياسة» الكويتية تحت عنوان «أما لهذا التخلف من نهاية؟»، وحكمت محكمة الاستئناف على البغدادي بالسجن لمدة سنة مع الشغل، ووقف تنفيذ العقوبة لمدة ثلاث سنوات، غير أن العقوبة لم تنفذ.
الجدير بالذكر، أن المحكمة قد حكمت على د. البغدادي قبل سنوات بالسجن بتهمة الإساءة وقضى خمسة عشر يوما في السجن، غير أن ردود الفعل المحلية والعالمي دفعت إلى إصدار عفو أميري عنه. أصدر البغدادي العديد من الكتب التي تميزت بالقوة والجرأة والتحليل العلمي للفكر الديني المتشدد نذكر من بينها «تجديد الفكر الديني دعوة لاستخدام العقل: محاولة في قراءة عقلية للفكر الديني» صدر عام 1999. حزب التحرير: دراسة في مفهوم الدولة الإسلامية. الدولة الإسلامية بين الواقع التاريخي والتنظير الفقهي. الفكر السياسي لابن تيمية (مترجم). دراسات في فقه السياسة الشرعية. نافح البغدادي بقوة عن السياق التاريخي للدولة المدنية في الإسلام وصيغتها الحاضرة المتمثلة في الدولة الوطنية الحديثة التي تقف على مسافة متساوية من جميع مكونات المجتمع وفقا لمبدأ المواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات، ومتصديا في الوقت نفسه لمفهوم الدولة الثيوقراطية التي تسعى حركات الإسلام السياسي لتكريسه عبر خطابها وشعاراتها المعلنة مثل الإسلام هو الحل ومبدأ الحاكمية، مبينا عمق الأزمة التي يعيشها المسلمون اليوم من جراء محاولة تطبيق تصورات وآراء دينية (بشرية) عبر توظيف النص الديني (المقدس) بعد إعادة تأويله وفقا لحسابات نفعية دنيوية تستهدف الإخضاع والسيطرة ومصادرة المجتمع والدولة في الآن معا من قبل تيار ديني متشدد. موضحا «أن التيارات الدينية استطاعت «لأسباب وعوامل مختلفة من بينها الدعم الرسمي اللامحدود لها» إثبات وجودها دينيا واجتماعيا وماليا، لكنها اضطرت إلى ممارسة العمل السياسي (في بعض البلدان كالكويت) وفقا لمتطلبات النظرية الديمقراطية وفي الوقت نفسه أعلنت تكفيرها لهذه النظرية فجمعت الصيف والشتاء على سطح واحد الأمر الذي أفقدها مصداقيتها على المستوى السياسي على الرغم من كثرة البرلمانيين المنتمين إلى التيار الديني.. كما فشلت في تقديم البديل السياسي للديمقراطية. في 10 يونيو 2009 استضافت ديوانية الملتقى الثقافي التي أتشرف باستضافة فعالياتها في منزلي الصديق الراحل الدكتور أحمد البغدادي الذي ألقى محاضرة مهمة وممتعة تحت عنوان «تأثير الفكر الأصولي على المؤسسات التعليمية»، وقد أدار الندوة وقدم لها الصديق الكاتب «المشاغب» الأستاذ نذير الماجد. استعرض الدكتور البغدادي التجربة الكويتية على هذا الصعيد، معتبرا أن السيطرة على التعليم ومخرجاته يعتبر في مقدمة أولويات حركات الإسلام السياسي من كافة الاتجاهات والمذاهب، لأنه يضمن السيطرة الأيدلوجية على عقول الصغار والشباب مما يسهل سيطرتهم السياسية لاحقا. حضر تلك الأمسية حشدا واسعا من الجمهور (من الجنسين) على اختلاف مشاربهم وتوجهاتهم الثقافية والفكرية، تلك الأمسية اتسمت بالغنى المعرفي والمشاركة النشطة من قبل الحضور والعديد من المثقفين والمثقفات. بعد انتهاء تلك الأمسية الثقافية التي تسلم خلالها درع تكريمي باسم الديوانية، قمنا أنا ومن معي من المشرفين على الملتقى الثقافي وبعض الأصدقاء بواجب الاحتفاء الخاص به حيث قضينا عدة ساعات غنية بالنقاش والحوار الممتع والمفيد وكانت وجهات نظرنا متقاربة إزاء أغلب القضايا المطروحة. بعد مضي عدة أشهر على تلك الأمسية سمعنا بالنكسة المرضية الأخيرة التي تعرض لها الدكتور البغدادي والتي لم تمهله طويلا. ما يبعث على الأسى أن الغياب المحزن للدكتور البغدادي جاء متزامنا وفي فترة متقاربة مع غياب العديد من أبرز المفكرين والمثقفين والأدباء التنويرين العرب نذكر من بينهم المفكر المصري الدكتور نصر حامد أبو زيد، والروائي الجزائري الطاهر وطار، والمفكر والمجدد الإسلامي السيد محمد حسين فضل الله، والشاعر والكاتب والأكاديمي الدكتور غازي القصيبي. مثل هؤلاء لا يمكن أن ينتهوا بغيابهم الجسدي، فأعمالهم وسيرة حياتهم وفكرهم وعطاءاتهم وإبداعهم وذكرهم الطيب سيظل خالدا على الدوام، تغمدهم الله جميعا بواسع رحمته ورضوانه.



#نجيب_الخنيزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرب والحضارة الغربية.. تبعية أم مشاركة ؟ (2)
- هل تموت النخلة في غياب غازي القصيبي؟
- العرب والحضارة الغربية.. تبعية أم مشاركة ؟ ( 1 )
- خطة التنمية التاسعة .. وتوطين العمالة السعودية
- التساؤل حول جدوى قانون التأمين ضد البطالة ؟
- ڤالا - لا تزال الزهور تبحث عن آنية - +
- التأمين ضد التعطل
- لقاء خاص مع وزير العمل البحريني
- تساؤلات حول البطالة النسائية ؟
- القطاع الخاص وتوطين العمالة
- هل سوق العمل بيئة طاردة للعمالة السعودية ؟ ( 2)
- هل سوق العمل بيئة طاردة للعمالة السعودية ؟
- هل البطالة السعودية هيكلية فقط ؟ - 4 -
- هل البطالة السعودية هيكلية فقط ؟ (3)
- هل البطالة السعودية هيكلية فقط ؟ «2»
- هل البطالة السعودية هيكلية فقط ؟ ( 1 )
- الذي يأتي ولا يأتي
- المثقف العربي .. بين سلطان السياسة وسلطة المجتمع
- التحرر من سطوة - الأبقار المقدسة -
- شهداء أسطول الحرية .. وإرهاب الدولة المارقة


المزيد.....




- سعيد يأمر باتخاذ إجراءات فورية إثر واقعة حجب العلم التونسي
- بايدن يخطئ مجددا و-يعين- كيم جونغ أون رئيساً لكوريا الجنوبية ...
- شاهد.. تايوان تطلق صواريخ أمريكية خلال التدريب على المقاتلات ...
- عشرات الجرحى جراء اصطدام قطارين في بوينس آيرس
- في أقل من 24 ساعة..-حزب الله- ينفذ 7 عمليات ضد إسرائيل مستخد ...
- مرجعيات دينية تتحرك قضائيا ضد كوميدية لبنانية بعد نشر مقطع ف ...
- شاهد.. سرايا القدس تستهدف الآليات الإسرائيلية المتوغلة شرق ر ...
- شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي لبلدة بشرق خان يونس
- واشنطن: -من المعقول- أن إسرائيل استخدمت أسلحة أميركية بطرق - ...
- الإمارات تستنكر تصريحات نتانياهو بشأن -مشاركتها- في إدارة مد ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - نجيب الخنيزي - رحيل المفكر الكويتي الدكتور أحمد البغدادي