أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجيب الخنيزي - الذي يأتي ولا يأتي














المزيد.....

الذي يأتي ولا يأتي


نجيب الخنيزي

الحوار المتمدن-العدد: 3039 - 2010 / 6 / 19 - 12:57
المحور: الادب والفن
    


الذي يأتي ولا يأتي
" إذن كل ما يمكننا أن نفعله هو أن ننتظر هنا . . إننا في الانتظار. لقد استبدّ بنا الملل .. في وسط كل هذا لا شيء يحدث أبدا .. متى! متى! في يوم ما، ألا يكفيك هذا.. يوم ما يشبه يوماً أخر
" صموئيل بيكت
مسرحية الكاتب الأيرلندي المشهور صموئيل بيكيت، ألتي أسماها “في انتظار جودو”، أو الذي يأتي ولا يأتي. وهي مسرحية تعالج الذات القلقة للفرد، وإحباطاته، وشعوره بالعبث واللاجدوى، واستبطانه فكرة الخلاص من خلال استحضار ماهية ضبابية" ميتافيزيقية " مهدوية، تتمثل في المنقذ و المخلص " جودو " ، لكن الانتظار يطول ويزداد مللا ورتابة. ويتحول إلى دائرة من العبث والقلق والإحباط الوجودي. وفي الواقع فإن عنوان المسرحية وإلى حد كبير سياقاتها وتهويماتها، تتشابه والوضع العربي العام. الذي يشمل الجميع، الأنظمة الأستبدادية العاجزة والخائفة على مصالحها ، الشعوب المقهورة اليائسة من الخلاص ، المكونات التقليدية، والنخب " الحديثة " على حد سواء. الجميع ينتظر ويترقب ويتوجس، مسكونا بالخوف ، الأحباط ، العجز، الأمل، والوهم في استعادة أو إستحضار فردوس العدل المفقود . الجميع في انتظار وترقب أن يأتي الخلاص على يد منقذ، قد يكون فارسا على جواده المطهم مثل عنترة وأبو زيد الهلالي، ولا بأس في حالة تعذر ذلك، استحضار حامي العروبة، وحارس البوابة الشرقية، البطل الهمام، والمستبد "العادل" الذي سيحول نصال الغزاة " الكفار " إلى أعواد متكسرة على جدران عاصمة الرشيد.
وإذا غاب المنقذ المحلي (الأصيل)، لا بأس من التطلع إلى المستورد (المعاصر)، من دبابة مجنزرة، أو طائرة مزمجرة، يمتطيها اليانكي الأمريكي، وينثر عبرها "اللؤلؤ " و"الجواهر" المعروفة أثرها وتأثيرها العميق حيث ما حل في بلاد العرب والمسلمين، وإلى جانبها، هناك البنكنوت الأخضر (رغم أنه بالكاد يسمن من جوع) في استعادة " أصيلة " لمصباح علاء الدين وجرار علي بابا. وإذا غلبت الروم، أو شح البديل المنقذ، يظل هناك على اقل التقدير المنقذ الجاهز الراسخ في الذاكرة «المعطوبة» التاريخية، المتمثل في " المجاهد " الذي يحمل روحه على كفيه، متشحا " خشوعا" و " مرضاة " و " تقربا " إلى الله تعالى، بحزام ناسف، ينهي ويدمر حياته ومن في محيطه، ليرحل سريعا من هذه الحياة التعيسة الفانية،
وتوقا وشوقا لملاقاة ما لذ وطاب في الحياة الأبدية الخالدة، من حور عين وولدان مخلدون ، وأنهارأ من خمر لذة للشاربين ، وهو ما تبشر به القاعدة وشركاؤها ومنظروها المعروفون والمستترون. أين ماترنو، يحيطك بحر كئيب كالمعصم، محكوما بفنتازيا سوداء، تطفح بالسحر والشعوذة والأبقار المقدسة، التي تتكالب لافتراس ضحاياها، قربانا للخلاص، وللتكفير عن ذنب وجريرة العوام في استبطان المراوغة، وضلالة التمرد على فروض الامتثال لما ينبغي وما لا ينبغي. وهز طمأنينة اليقين الراسخ، والطاعة الواجبة على الرعية، ومحاولة التأثير على الشياة " السعيدة " وتحريضها على الخروج من حظيرتها المسيجة " الآمنة " .

ولأن الجميع في انتظار جودو الذي يأتي ولا يأتي،..
يبقى ويستمر الحال على ما هو عليه، كما هو في لبنان، العراق، فلسطين، السودان، الصومال ، اليمن وغيرها. من البحر إلى البحر..
الجميع ينتظر كلمة السر، ومفتاح الفرج، وتعويذة الخلاص.
الجميع أسلموا أمرهم، وأمورهم، حاضرهم، ومستقبلهم، منتظرين الخلاص على يد مهدي منتظر أو جودو (الآخر) المعاصر . السؤال هنا، متى ينطلق، ويتحرك، ويتشكل جودو الأنا - الذات - الجمع - الحرية – الفعل - الكينونة ؟ شخصيا أفتقد الإجابة، ويبدو أنني مثل الاخرين، يكمن في أعماقي جودو أو مهدي أو مسيح منتظر، لا فرق هنا لكنه بالتأكيد لن يكون على شاكلة السائد مما ذكرت !



#نجيب_الخنيزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المثقف العربي .. بين سلطان السياسة وسلطة المجتمع
- التحرر من سطوة - الأبقار المقدسة -
- شهداء أسطول الحرية .. وإرهاب الدولة المارقة
- جدل الثقافة بين الخصوصية والكونية / حداثة وتنمية مبتورة( الح ...
- بيان تضامني مع - قافلة الحرية- وإدانة للمجزرة!
- جدل الثقافة بين الخصوصية والكونية/الثابت والمتغير ( 4 )
- جدل الثقافة بين الخصوصية والكونية .. مركزية غربية ومركزية مع ...
- جدل الثقافة بين الخصوصية والكونية/ الأنا والآخر ( 2 )
- جدل الثقافة بين الخصوصية والكونية / البعد الأيديولوجي ( 1 )
- 10 سنوات على رحيل المشري .. الغائب الحاضر!
- رحيل أحد أعمدة التنوير العربي في عصرنا الراهن
- التسامح كقيمة دينية ( 1 )
- تجديد الخطاب الديني .. ضرورة الراهن!
- العنف الرمزي كحالة ثقافية – مجتمعية (1)
- البوح.. هموم ذاتية.. مسرة خاصة ( 1 )
- احتفاء بالشخصية الوطنية البارزة عبد العزيز السنيد ( 1)
- - ماراثون - القطيف في معرض الكتاب في الرياض
- ماراثون - القطيف - .. وحراس - الفضيلة -
- عوامل التغير الاجتماعي.. وفكرة التقدم
- نجمان مشعان غابا عن سماء بلادنا - 1 -


المزيد.....




- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...
- فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد ...
- رئيس الحكومة المغربية يفتتح المعرض الدولي للنشر والكتاب بالر ...
- تقرير يبرز هيمنة -الورقي-و-العربية-وتراجع -الفرنسية- في المغ ...
- مصر.. الفنانة إسعاد يونس تعيد -الزعيم- عادل إمام للشاشات من ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجيب الخنيزي - الذي يأتي ولا يأتي