أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نجيب الخنيزي - التساؤل حول جدوى قانون التأمين ضد البطالة ؟















المزيد.....

التساؤل حول جدوى قانون التأمين ضد البطالة ؟


نجيب الخنيزي

الحوار المتمدن-العدد: 3090 - 2010 / 8 / 10 - 00:54
المحور: حقوق الانسان
    


هناك من يشكك في جدوى وفائدة سن قوانين أو أنظمة التأمين الاجتماعي ضد البطالة أو التعطل، بدعوى أن هذا التوجه يعتبر هدرا لإيرادات الدولة وللدخل القومي، وبأنه مجرد مسكن مؤقت، من شأنه العمل على ترسيخ بل ومفاقمة البطالة، وترسيخ الاتكالية والكسل لدى المواطنين، وبالتالي لن يساعد على المدى الطويل على تحسين الأوضاع المعاشية والمهنية للمتعطلين أوالباحثين عن العمل لأول مرة. الأمر ذاته ينطبق من وجهة نظرهم على تحديد سلم للحد الأدنى للأجور بشكل عام من جهة، ولكل مهنة ومؤهلها من جهة أخرى، لأن ذلك في تصورهم ضد حرية السوق (العرض والطلب) ومصالح القطاع (الأجنبي والمحلي) الخاص. التساؤل هنا ما هو الأكثر سلبية بل والأكثر خطرا.. هل يكمن ذلك في تقديم إعانة عطالة مؤقتة، وفي الوقت نفسه القيام بتدريب أو إعادة تأهيل المواطن وفقا لاحتياجات ومتطلبات سوق العمل (تنمية الموارد البشرية)، مع مراعاة الالتزام الدقيق والأمين لتنفيذ استراتيجية توطين العمالة، الذي يترافق مع تحديد سقف للحد الأدنى للأجور وفقا لمعدل الدخل العام ومستوى الحياة والمعيشة السائد، وليس استنادا لمعدل الحد الأدنى للأجور الذي هو أقل بكثير من حد عتبة الفقر، والذي بات أكثر من ضروري للمتعطلين وأسرهم ليس باعتباره قضية إنسانية وأخلاقية فقط بل كضرورة وطنية واجتماعية وأمنية ؟.
لدى معاينة تجربة البحرين، على الرغم من محدودية مواردها وثرواتها الطبيعية مقارنة بالدول الأخرى في مجلس التعاون الخليجي، غير أنها استطاعت إلى حد كبير أن تقلص نسبة البطالة فيها على الرغم من وجود قانون التأمين ضد التعطل. نسبة البطالة في البحرين وصلت إلى 15 في المائة في عام 2005 (قبل صدور القانون) غير أنها تقدر حاليا بـ 3،9 في المائة فقط وفقا للتقرير الإحصائي الشهري الصادر عن وزارة العمل في شهر مايو الماضي. ووفقا لما ذكره وزير العمل البحريني بأن مشروع القانون جوبه في البداية بتشكيك ومعارضة قوية من قبل بعض الجهات المتنفذة (الرسمية) وقطاع رجال الأعمال، غير أن الملك حمد بن عيسى آل خليفة تبناه وعمل على إصداره، وقد أثبتت التجربة فعالية ذلك القانون.
الجدير بالذكر، أن وزارة العمل البحرينية تصدر تقريرا إحصائيا شهريا مفصلا يبين أعداد ونسبة البطالة والتغيرات التي تطرأ عليها، كما يتضمن مستحقي إعانة وتعويض التعطل وبيانات التدريب والتوظيف والشواغر الوظيفية. بطبيعة الحال هناك دراسات وأبحاث وتقارير اقتصادية واجتماعية محلية ودولية ناقدة لجوانب معينة في الوضع الداخلي البحريني، والتي يندرج ضمنها المواقف النقدية لبعض منظمات المجتمع المدني البحرينية من جمعيات سياسية وهيئات حقوقية وعمالية والتي تطال قضايا اجتماعية وسياسية وحقوقية وعمالية وغيرها، غير أن تلك الانتقادات لم توجه حسب علمي نحو القانون المذكور، بل عدته مكسبا مهما للعمال والموظفين البحرينيين. التجربة التاريخية والحاضرة تؤكد بأن البلدان المتقدمة استطاعت أن تشكل نهضتها الحضارية، بأبعادها الصناعية والعلمية والتقنية والثقافية الشاملة اعتمادا على سواعد شعوبها ومواطنيها في المقام الأول. وإن نهضة وتقدم دول الغرب واليابان والصين والهند والبرازيل وغيرها من الاقتصادات المتقدمة أو الصاعدة لم تستند إلى عمالة وافدة ومؤقتة، بل استندت في الأساس إلى سواعد وعقول شعوبها ومواطنيها.
التنمية الحقيقية (وليس المستعارة) بمعناها الحضاري الشامل، هي التي يكون الإنسان (المواطن) عمادها وأداتها ومبتغاها وهدفها الأول والنهائي. قد يتحقق نمو كمي في الموارد أو ازدهار شكلي في الاقتصاد العام أو الكلي في بعض البلدان، نتيجة لظرف أو عامل مؤقت ومرحلي، غير أنه سيظل دائما محفوفا بالتلاشي والذبول في أي وقت، إذا لم يكن مستندا على أرضية راسخة عمادها المواطن الحر، المنتج، المبدع والخلاق. من هنا نرى أنه في البلدان المتقدمة رغم الطابع الرأسمالي الاستغلالي السائد فيها، نجد القوانين الواضحة والملزمة التي تفرض أولوية العمل للمواطن وتضع الضوابط الصارمة إزاء العمالة الوافدة وضمان الحد الأدنى المناسب للأجور وفقا لمستوى المعيشة السائد فيها، وشمول الضمان والرعاية الاجتماعية (الرفاه الاجتماعي) الشاملة أو الجزئية لفئات المتعطلين والمتقاعدين والمسنين والمحتاجين. صحيح أن تلك الحقوق انتزعت وفرضت في الغالب كمحصلة لنضال وجهد وتحرك منظمات وهيئات المجتمع المدني (السلطة الموازية) ونتيجة لتدخل الحكومات في الشأنين الاقتصادي والاجتماعي، وإجراء المصالحة بين العمل والرأس المال مما نجم عنه تسويات وتنازلات انعكست في حزمة من القوانين والإجراءات الاجتماعية والاقتصادية والحقوقية. اللافت أنه رغم المحاولات المستميتة من قبل الليبرالية الجديدة في الغرب لتعميم الحرية المطلقة للتجارة ولقوانين السوق الغابية وفقا لآليات العولمة ومفاعيلها المتمثلة في البنوك الدولية ومنظمة التجارة العالمية التي باتت ومنذ أمد طويل تتحكم فيها وعبرها حفنة صغيرة من الدول المتقدمة والغنية وشركاتها الكونية العملاقة متعددة ومتعدية الجنسية، غير أنها (الليبرالية الجديدة) والحكومات في الدول الغربية وغيرها من الدول الصناعية ترفض بصورة قاطعة الحديث عن حرية العمل في التنقل والارتحال وبخاصة من دول الجنوب الفقير الزاخر بالبؤس والفقر والاستبداد، وبالتالي بالعمالة الرخيصة المستعدة لبذل كل شيء بما في ذلك المخاطرة بحياتها من أجل الهجرة الشرعية وغير الشرعية إلى دول الشمال الغني. في ظني أنه يمكن الاستفادة من تجربة البحرين وغيرها من الدول لدى سن قانون أو نظام مماثل للتعويض ضد التعطل في بلادنا الذي بات صدوره وبأقصى سرعة ممكنة أكثر من ضرورة، خصوصا بعد أن صوت مجلس الشورى بأغلبية ساحقة لصالح التوصية بصرف إعانات مالية للعاطلين عن العمل، غير أن تلك التوصية لم تكن مشفوعة بمشروع قانون أو نظام واضح في بنوده ومواده وبداية تطبيقه رغم أنه يندرج ضمن صلاحيات المجلس وفقا لنظامه الداخلي المعدل.
تنويه: كل الشكر والتقدير والاحترام لنائب وزير العمل الدكتور عبد الواحد الحميد على مهاتفته ثم رسالته التي حملت الكثير من المشاعر الطيبة. الأمر الذي شجعني على مواصلة الكتابة حول موضوع البطالة، رغم معرفتي الأكيدة بأنه قد لا يتفق بالضرورة مع العديد من الآراء التي طرحتها.



#نجيب_الخنيزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ڤالا - لا تزال الزهور تبحث عن آنية - +
- التأمين ضد التعطل
- لقاء خاص مع وزير العمل البحريني
- تساؤلات حول البطالة النسائية ؟
- القطاع الخاص وتوطين العمالة
- هل سوق العمل بيئة طاردة للعمالة السعودية ؟ ( 2)
- هل سوق العمل بيئة طاردة للعمالة السعودية ؟
- هل البطالة السعودية هيكلية فقط ؟ - 4 -
- هل البطالة السعودية هيكلية فقط ؟ (3)
- هل البطالة السعودية هيكلية فقط ؟ «2»
- هل البطالة السعودية هيكلية فقط ؟ ( 1 )
- الذي يأتي ولا يأتي
- المثقف العربي .. بين سلطان السياسة وسلطة المجتمع
- التحرر من سطوة - الأبقار المقدسة -
- شهداء أسطول الحرية .. وإرهاب الدولة المارقة
- جدل الثقافة بين الخصوصية والكونية / حداثة وتنمية مبتورة( الح ...
- بيان تضامني مع - قافلة الحرية- وإدانة للمجزرة!
- جدل الثقافة بين الخصوصية والكونية/الثابت والمتغير ( 4 )
- جدل الثقافة بين الخصوصية والكونية .. مركزية غربية ومركزية مع ...
- جدل الثقافة بين الخصوصية والكونية/ الأنا والآخر ( 2 )


المزيد.....




- اعتقال رجل هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإيرانية بباريس
- طهران تدين الفيتو الأمريکي ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- عشية اتفاق جديد مع إيطاليا.. السلطات التونسية تفكك مخيما للم ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى ضبط النفس في الشرق الأوسط
- سويسرا تمتنع في تصويت لمنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم ا ...
- اعتقال أكثر من 100 متظاهر مؤيد للفلسطينيين من حرم جامعة كولو ...
- بمنتهى الوحشية.. فيديو يوثق استخدام كلب بوليسي لاعتقال شاب ب ...
- البرلمان العربي يستنكر عجز مجلس الأمن عن تمكين فلسطين من الح ...
- الكويت: موقف مجلس الأمن بشأن عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ي ...
- قائمة الدول التي صوتت مع أو ضد قبول الطلب الفلسطيني كدولة كا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نجيب الخنيزي - التساؤل حول جدوى قانون التأمين ضد البطالة ؟