أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نجيب الخنيزي - هل البطالة السعودية هيكلية فقط ؟ «2»















المزيد.....

هل البطالة السعودية هيكلية فقط ؟ «2»


نجيب الخنيزي

الحوار المتمدن-العدد: 3047 - 2010 / 6 / 28 - 10:25
المحور: حقوق الانسان
    


بداية أود تقديم فائق تقديري واحترامي البالغين إلى الدكتور عبدالواحد الحميد نائب وزير العمل على اتصاله الشخصي الفوري حال اطلاعه على ما كتبته في الأسبوع الماضي الذي تطرقت فيه إلى واقع البطالة السعودية. الاتصال كان في الساعة التاسعة صباح يوم السبت ( يوم صدور المقال ) من مقر الوزارة. هذا الحدث بالنسبة لي كان مهما للغاية في دلالته ومغزاه. الشخص المسؤول الذي يدير شؤون هذا المرفق الوزاري المهم يكون أمام طاولة مكتبه في الوقت المحدد لموظفي الدولة، مما أتاح له قراءة العناوين والمقالات المهمة من وجهة نظره في الصحف الصادرة، وخصوصا التي لها علاقة بطبيعة عمله، ومن ثم مبادرته الاتصال بي للتعليق على ما كتبته، وهو ما يعكس حرصه وانضباطيته ودقته المهنية وشعوره بالمسؤولية العالية إزاء عمله وواجباته، مما يخالف السائد في الكثير من أجهزة ومرافق الدولة المختلفة، المصابة بداء الترهل والبيروقراطية، حيث بعض المسؤولين والموظفين الكبار وحتى ما دونهم بكثير (من خلال تجربتي الشخصية) يكون حضورهم اليومي المعتاد قبيل صلاة الظهر، وغالبا ما ينتهي قبل الدوام الرسمي، هذا إذا لم يكن متغيبا لأي سبب من الأسباب، والتي تستمر أياما بل وشهورا عديدة بعذر شرعي أو بدونه. الأمر الثاني إن بعض الجهات الحكومية وكبار الموظفين فيها يضيقون ذرعا بأي انتقاد مهما كان درجته ودوافعه ومراميه و يعتبرون ذلك تعديا على المحرم ( تابو ) ومسا مباشرا لذواتهم المصونة والمحصنة من أي باطل أو خطأ، مع أن مواقعهم ومناصبهم الوظيفية من الناحية المهنية والأخلاقية هو تكليفا (وليس تشريفا) عليهم القيام بواجباته بمهنية وتفان وإخلاص، وفي مقدمتها خدمة المواطنين وتسهيل أمورهم والإسهام في إيجاد الحلول لمشكلاتهم. ثالثا: كنت أتصور بعد مرور هذا الوقت الطويل، وانشغالات الدكتور الحميد الجدية في زحمة العمل وشجونه وهمومه، أنه لن يتذكر شخصي الضعيف ناهيك عن احتفاظه برقم هاتفي الشخصي، ومبادرته للاتصال المباشر في حديث ودي وشفاف شمل الشخصي والمشترك من الذكريات الحميمة أثناء مرحلة تواجده في المنطقة الشرقية، إلى جانب التطرق إلى ما طرحته في المقال، الذي اعتبرته تمهيدا لإثارة قضية مهمة ومعقدة ومتشابكة في أبعادها ( الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأمنية والثقافية) المختلفة، وقبل كل شيء تأثيرها المباشر على حياة ومستقبل الملايين من الرجال والنساء في الوطن، والشباب والشابات منهم على وجه الخصوص المكتوين بداء البطالة المزمن، وبالتالي هي مسؤولية تتعدى من وجهة نظري دور وزارة العمل مع أهمية هذا الدور، وضرورة شمولها جهات ومرافق رسمية أخرى نذكر من بينها مجلس الوزراء، مجلس الشورى، والمجلس الأعلى للتخطيط، خطط التنمية الموضوعة وغيرها.
المعروف بأن وزارة العمل ليست ربا للعمل لكنها بالتأكيد تضطلع ضمن مهامها الحيوية والمباشرة بدعم التوظيف وخلق ومتابعة حركة القوى العاملة واتجاهاتها، ورعاية وحماية مصالح العمال والمستخدمين من العمالة السعودية أو الوافدة، والاضطلاع بمهام الإشراف والتنفيذ والمتابعة، ووضع الاقتراحات والخطط والمشاريع (وفي مقدمتها السعودية) على هذا الصعيد.. السؤال هنا: كيف نعرف البطالة السعودية وما هي جذورها ومسبباتها، وما الذي يعمل على استمرارها بل ومفاقمتها، مع أن الجميع بات مدركا لأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والأمنية الخطيرة ؟، وبالتالي كيف نستطيع التصدي لها وتخفيف وتقليص آثارها الضارة ؟ .. ينبغي القول هنا إنه لاتوجد عصا سحرية لإنهاء البطالة بالمطلق فهذا أمر لم يتحقق أبدا في الماضي في أي بلد متقدم أو نام، ماعدا ماتم في فترات محددة معروفة ظروفها لدى علماء الاقتصاد ورجال السياسة. لكن يبقى التوجه هو أن نصل إلى معدل البطالة الطبيعية والمقبولة الممكن التعايش معها وفقا للمعايير الاقتصادية العالمية..
البطالة السعودية التي وصفها الدكتور الحميد بالبطالة الهيكلية، وهي حقا في بعض تمظهراتها وتجلياتها، غير أنه لا يكفي ذلك رغم علمي بمعرفته عن الأسباب الأخرى الخفية والظاهرة والتي ذكر لي بعضها منها. البطالة كما هو معروف في الأدبيات الاقتصادية الكلاسيكية والحديثة تنقسم إلى عدة أنواع. هناك البطالة الهيكلية والتي تعني فقدان العمل بسبب التغيرات والتبدلات التي تحدث في مسيرة الاقتصاد الوطني نتيجة التغير المستمر في التكنولوجيا المستخدمة في الإنتاج وفي المواد المصنعة وفي سوق العمل مما يخلق نقصا في سوق العمل كما حصل تاريخيا في الانتقال من الفاكتورة ( العمل اليدوي ) إلى المشغل الآلي، ومن المشغل الآلي إلى الأتمتة شبه الكلية، ومن الأتمتة إلى ظهور الربوت (الإنسان الآلي) ومن نتائجه على الصعيد الإنتاجي تجاوز مرحلة إنتاج الفحم إلى إنتاج النفط والغاز كمكون رئيس للطاقة والتي باتت تدخل في الكثير من الصناعات البتر وكيمائية والسلع النهائية المختلفة، مما يستتبع بالضرورة تغيرا للمهارات الفنية المطلوبة. كما تحدث البطالة الهيكلية نتيجة دخول فئات الشباب الجدد لسوق العمل بدون مؤهلات وخبرات مناسبة تقتضيها سوق العمل، أو نتيجة لترحيل بعض المنتجات نتيجة مفاعيل العولمة إلى خارج بلد المنشأ بحثا عن الأسواق القريبة ورخص العمالة والطاقة والإعفاءات الضريبية كما حدث في بلدان جنوب وشرق آسيا منذ خمسينات القرن الماضي في اليابان، والسبعينات في دول النمور الآسيوية، ثم الصين الشعبية والهند اللتين انتهحتا طريق الانفتاح الاقتصادي منذ منتصف السبعينات. إلى جانب البطالة الهيكلية، هناك ما يعرف بالبطالة الدورية المرتبطة بالدورة الاقتصادية ( نمو ــ انكماش ــ نمو) للرأسمالية على صعيد الإنتاج والأرباح بالنسبة للشركات وقطاع الأعمال، وبالتالي انعكاسه المباشر على سوق العمل والتي تمر بها الاقتصادات الرأسمالية كقدر أو قانون موضوعي لا فكاك منه، حيث ينمو التشغيل والعمل في مرحلة النمو والرواج الاقتصادي، ويتقلص ويتدهور في مرحلة الانكماش والركود، ونذكر هن أزمة الكساد الكبير ( 1929 ــ 1933 ) التي طالت الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى. كما هناك البطالة الاحتكاكية التي هي نتيجة للتنقلات المستمرة للعمالة بين المناطق والمهن المختلفة ، وخصوصا تأثيرات الهجرة من الريف والبادية إلى المدن والحواضر أو ما يسمى بترييف وبدونة المدن، التي يترافق معها عدم وجود المهارات اللازمة لدى الداخلين الجدد في ميدان العمل، وغياب وجود معلومات بيانية أو بنك معلومات يتيح للعاملين الجدد فرصة البحث عن العمل. ومن الممكن في حالات كثيرة حدوث تداخل وتشابك ما بين مختلف أنواع التعطل والبطالة الهيكلية والدورية والاحتكاكية. وهناك أيضا ما يسمى ويطلق عليه البطالة السافرة والبطالة المقنعة. البطالة السافرة : تعني وجود أناس قادرين على العمل والراغبين فيه عند مستوى الأجر السائد، دون القدرة على حصوله، و هي لا تخرج عن ما ذكر سابقا، أما البطالة المقنعة: فتطلق على الفائض من العمالة المتكدسين غالبا في مرافق حكومية، وهم يعملون في الظاهر ويستلمون أجرا على عملهم غير أنهم لا يضيفون شيئا إلى العملية الإنتاجية، بحيث إن غيابهم لا يؤثر على الإطلاق في المردود الإنتاجي وهذا يشمل أعدادا غفيرة من منتسبي الدولة وجهازها البيروقراطي، بما في ذلك العاملين في الجهات والمرافق الدينية المختلفة، وكذلك الحال في العمالة في القطاعات ذات الإنتاجية المنخفضة كالزراعة في العديد من البلدان. والسؤال هنا: إلى ماذا ننسب بطالتنا ؟.. وللحديث صلة.



#نجيب_الخنيزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل البطالة السعودية هيكلية فقط ؟ ( 1 )
- الذي يأتي ولا يأتي
- المثقف العربي .. بين سلطان السياسة وسلطة المجتمع
- التحرر من سطوة - الأبقار المقدسة -
- شهداء أسطول الحرية .. وإرهاب الدولة المارقة
- جدل الثقافة بين الخصوصية والكونية / حداثة وتنمية مبتورة( الح ...
- بيان تضامني مع - قافلة الحرية- وإدانة للمجزرة!
- جدل الثقافة بين الخصوصية والكونية/الثابت والمتغير ( 4 )
- جدل الثقافة بين الخصوصية والكونية .. مركزية غربية ومركزية مع ...
- جدل الثقافة بين الخصوصية والكونية/ الأنا والآخر ( 2 )
- جدل الثقافة بين الخصوصية والكونية / البعد الأيديولوجي ( 1 )
- 10 سنوات على رحيل المشري .. الغائب الحاضر!
- رحيل أحد أعمدة التنوير العربي في عصرنا الراهن
- التسامح كقيمة دينية ( 1 )
- تجديد الخطاب الديني .. ضرورة الراهن!
- العنف الرمزي كحالة ثقافية – مجتمعية (1)
- البوح.. هموم ذاتية.. مسرة خاصة ( 1 )
- احتفاء بالشخصية الوطنية البارزة عبد العزيز السنيد ( 1)
- - ماراثون - القطيف في معرض الكتاب في الرياض
- ماراثون - القطيف - .. وحراس - الفضيلة -


المزيد.....




- العفو الدولية: الحق في الاحتجاج هام للتحدث بحرية عما يحدث بغ ...
- جامعات أميركية تواصل التظاهرات دعماً لفلسطين: اعتقالات وتحري ...
- العفو الدولية تدين قمع احتجاجات داعمة لفلسطين في جامعات أمري ...
- اعتقالات بالجامعات الأميركية ونعمت شفيق تعترف بتأجيجها المشك ...
- منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تؤكد مسئولية المجتمع ال ...
- ارتفاع حصيلة عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ...
- العفو الدولية: المقابر الجماعية بغزة تستدعي ضمان الحفاظ على ...
- إسرائيل تشن حربا على وكالة الأونروا
- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نجيب الخنيزي - هل البطالة السعودية هيكلية فقط ؟ «2»