أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد عبد القادر احمد - دلالات ممارسات قتح وحماس في الضفة وقطاع غزة:















المزيد.....

دلالات ممارسات قتح وحماس في الضفة وقطاع غزة:


خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3108 - 2010 / 8 / 28 - 16:10
المحور: القضية الفلسطينية
    


يبدو ان حركتي فتح في الضفة الغربية وحماس في قطاع غزة, على وفاق تام بقضايا تضر المصلحة القومية الفلسطينية وعلى خلاف تام بالقضية الرئيسة التي فيها مصلحته. حتى ليبدو ان تحالفا ذي وجه واحد يجمع بين الحركتين ويرفع فيما بينهما درجة الانسجام والتناغم.
استعادة الوحدة هو المطلب والمصلحة الفلسطينية الرئيسية التي يرى المجتمع الفلسطيني انه في امس الحاجة لانجازها, وهي المطلب الذي نجد ان حركة الفصيلين تذهب الى عكسه وباتجاه عرقلة تحقيقه, فهما تتحركان باتجاه تعزيز حالة الانقسام و قد ذهبتا بعيدا بهذا الاتجاه الى درجة افشلت معها اي وساطة فلسطينية او عربية او اسلامية.
ومع ذلك فان حركة ( فتح السلطة ) لم تنجز بالمفاوضات اي مصلحة وطنية فلسطينية. وانما رسخت في الموقف السياسي الدولي شرعية مطالب الحركة الصهيونية العالمية واسرائيل في فلسطين, واوليتها على المطالب الوطنية الفلسطينية, واسهمت في تثبيت تهمة الارهاب كصفة لنهج المقاومة ( المسلحة ) الفلسطينية, وهذه الاضرار هي افدح الاضرار التي الحقها نهج التفاوض بالحقوق الفلسطينية. والتي اعطت اسرائيل شرعية العمل على تقليص قوة ( الارهاب ) الفلسطيني سياسيا واقتصاديا واجتماعيا, فاتسع نطاق العدوان الاسرائيلي على الوجود والحقوق والحياة الفلسطينية الى كل المدى الذي يتيحه ضعف تاييد الموقف السياسي الدولي للحقوق الفلسطينية.
وفي المقابل فلم تكن الاضرار التي الحقتها ( نوعية ) المقاومة بالمصالح الفلسطينية باقل من الاضرار التي الحقها بها نهج التفاوض. بل على العكس فانها ساهمت في الصاق وصف وتهمة الارهاب بالعمل الفلسطيني المسلح, باستهدافها المواقع المدنية واتباعها النهج الانتحاري, الذي هو فعلا نهجا ارهابيا, وليس هناك اصلا من ينفي امكانية جود هدف للعمل الارهابي قد يكون سياسي او تخريبي وقد يكون دفاعي وطني او تخريبي فئوي. الامر الذي يبقي تقييم هذا النوع من العمل المسلح في دائرة ضبابية.
وهكذا تقاطع خلل التفاوض مع خلل العمل المسلح ليصب في تثبيت وصمنا بالارهاب وتثبيت شرعية مكافحة اسرئيل لحالة النضال الفلسطيني. وهو خلل رحبت به انتهازية الموقف السياسي العالمي ووظفته في ابتزاز التفاوض والمقاومة الفلسطينية واجبرت قواهما على تقديم التنازلات لصالح العدو الصهيوني وهدف انهاء الحالة النضالية الفلسطينية. ونحن لا نستطيع إلا ان نقرأ تنازلا رئيسيا في انكفاء حركة حماس عن نهج المقاومة المسلحة والتزامها نهج المقاومة السياسية الدبلوماسية. افقدها الكثير من التقارب مع الموقف الشعبي الفلسطيني المؤيد للعمل المسلح, فكيف وقد اقترن هذا التنازل عن البندقية من قبل حركة حماس بتازلات سياسية برنامجية, ولجوئها الى لغة الخداع السياسي اعلاميا؟
ان ارتداد هذه الاخطاء على بنية تنظيم حركتي فتح وحماس اخذ صورة تراجع حجم ووزن صوت الكادر الوطني في التنظيم لصالح زيادة حجم ووزن كادر الخط الانهزامي الانتهازي, الامر الذي عزز حجم وقوى الروح الوظيفي البيروقراطي في التنظيم وقلص حجم وقوى الموقف السياسي والمبادرة الوطنية, وتعزيز سيادة نهج الشللية وازلمة الكادر, وسيادة الديموقراطية الشكلية التي تلزم جانب موافقة الموقف القيادي ولا تجرؤ على نقده.
لقد كان طبيعيا ان ترتد هذه الاخطاء سلبيا ايضا على علاقة الحركتين بالجماهير الفلسطينية التي تراجع بصورة ملحوظة حجم التفافها حول هذين الفصيلين وعلى علاقتهما بالقوى الفلسطينية الاخرى حيث برزت روح التسلط والوصاية في علاقة الفصيلين بكل من الجماهير وباقي الفصائل ( المعارضة ) لسلوك الفصيلين في الضفة والقطاع.
لقد حل القمع بالقوة محل الاقناع السياسي, ولم يعد عند هذين الفصيلين سعة الصدر لعلاقة ديموقراطية لا بالشعب ولا بالفصائل. ( نفذ ثم ناقش ), والا فاحتكار السلاح سيكون له دوره في العلاقة وحسم الموقف. فقد تحول الفصيل الوطني الى سلطة قمع.
فلماذا اذن يمكن لحركتي فتح وحماس ان يستيجيبا للمطلب الشعبي في انهاء الانقسام واستعادة الوحدة طالما ان هذه الاستجابة سوف تمنح للمواقف والرؤى السياسية للفصائل الفلسطينية الاخرى حجما ووزنا اكبر؟ وسوف تسقط هذين الفصيلين من موقعهما السلطوي الذي حازتاه بشرعية ديموقراطية انتهت ولايتها لكلا الفصيلين.
ان بقاء الانقسام والانشقاق يعني تجميد العملية الديموقراطية الى مستوى الغائها وبقائهما في موقع السلطة تحت مبرر عدم امكانية العودة للممارسة الديموقراطية الى حين الاتفاق بينهما الى حد ( التطابق ) وهو الامر المستحيل. وهو الى جانب ذلك يعطي هذين الفصيلين بميزان قواهما مع الفصائل الاخرى وحالة تجريد شعبنا من السلاح حرية المناورة السياسية وحرية تحديد مصير القضية الفلسطينية, فهل هناك فصيل سياسي طبقي انتهازي كحركتي فتح وحماس يقبل التخلي عن هذا الامتياز؟
فحتى حركة بوزن وحجم الجهاد الاسلامي تسلم امرها الى ( القدر الالهي ) قمع حركة حماس لها في قطاع غزة, ولم تكن دهشة القيادات الفلسطينية في مؤتمر رفض المفاوضات المباشرة في رام الله باقل عجزا من حالة حركة الجهاد الاسلامي في قطاع غزة. فهل ممارسات حركة فتح وحماس اخطاء فردية ام انعكاس لتوجه سياسي منهاجي مبرمج.
ان تبريرات حركة حماس في قطاع غزة وتبريرات حركة فتح والسلطة في الضفة الغربيية هي تبريرات كاذبة تنم عن نفسية تامرية من نمط الذي يقتل القتيل ويمشي بجنازته ويذهب الى بيت العزاء فيه, وهو الامر الذي يطرح تساؤلات الشك حول وطنية هذين الفصيلين؟ التي باتت فعلا مجال اختبار؟
ان السلوك والممارسة الديموقراطية هو دليل الروح الوطني وعلى العكس فان الممارسة والسلوك السلطوي البيروقراطي القمعي هو دليل خواء هذا الموقف من الوطنية واستبدالها بالمصلحة الطبقية والفصائلية والذي يبدو ان حركتي فتح وحماس باتت تقف على ارضهما بارجلها جميعا فقد حسمت امرها وابتعدت برجلها عن ارض الموقف الوطيني.
لا فرق بين ينيفورم رجل الامن الفلسطيني وينيفورم جندي الاحتلال الصهيوني حين تكون علاقة هذا اليونيفورم قمعية بشعب فلسطين وفصائله, ولا فرق بين عضوية الليكود وعضوية حركة فتح وعضوية حركة حماس طالما ان هذه العضوية لا تقع في اطار تمثيل المصلحة القومية القومية الفلسطينية بل في اطار ( معاد ) لها, فحالة الاحتلال تبدأ عادة بقمع المجتمع. وارجو ان لا تكون حركتي حماس وفتح قد توغلتا في هذه الارض المعادية.



#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المفاوض الفلسطيني تكملة عدد:
- رثاء غاضب: مستقبل المفاوضات المباشرة, ( دولة فلسرائيلية ):
- الموقف السياسي من الديموقراطيات الاستعمارية:
- ليست الحياة عودة للخلف ايضا/ رد على سلامة كيلة
- برنامج الارزة والزيتونة وغيره/ يدين اهمال م ت ف لواجبها تجاه ...
- العلمانية بين الحالة والدلالة
- ما الذي يرغب به حقا السيد محمود عباس:
- الله يغادر الموقف السياسي الفلسطيني؛
- الماء في فم الفلسطيني
- رسالة الى يعقوب بن افرات /سمات اسرائيل الخاصة :
- لهذا السبب الدستوري, يجب عدم الانتقال للمفاوضات المباشرة, وو ...
- ما الذي يجري ترتيبه في المنطقة؟/ نص كامل
- ما الذي يجري ترتيبه في المنطقة؟
- سقوط الحضارة الامريكية: من الملوم؟
- رسالة الى الدكتور صائب عريقات:
- دور حزب الله في تاريخ لبنان السياسي الحديث
- لماذا ( لا ) انتخب....؟؟؟
- كيف نفهم خطة الروسي ليبرمان وكيف نتعامل معها؟
- وجهة نظر فلسطينية في انتخابات الرئاسة المصرية:
- هل يحتاج الفلسطينيون الى التسول؟


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد عبد القادر احمد - دلالات ممارسات قتح وحماس في الضفة وقطاع غزة: