أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - خالد عبد القادر احمد - دور حزب الله في تاريخ لبنان السياسي الحديث














المزيد.....

دور حزب الله في تاريخ لبنان السياسي الحديث


خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3076 - 2010 / 7 / 27 - 18:20
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


ارتقى لبنان الى موقع اكثر تاثيرا في الصراع العالمي, منذ تواجد الثورة الفلسطينية فيه, وقد كان متوقعا اخراجه من هذا الموقع بعد الاجتياح الاسرائيلي عام 1982 وخروج الثورة الفلسطينية منه, لكن ظهور المقاومة اللبنانية وبشكل خاص في ظل حجم ووزن وخصوصية دور حزب الله الرئيسي بها, احتفظ لبنان بهذا الموقع, بل يمكن القول انه ارتقى الى مستويات اعلى جراء الاسباب التالية:
الاول : نجاح المقاومة اللبنانية بقيادة حزب الله في هزيمة اسرائيل واجبارها على انهاء احتلالها للبنان, وهي اول حالة تحرير اقليمية ناجزة من احتلال الاسرائيلي, لم يترتب عليها حالة اذلال سياسي, بل العكس لحق الاذلال السياسي بالكيان الصهيوني نفسه.
الثاني : نجاح المقاومة اللبنانية في وفع مستوى اهمية لبنان في الصراع العالمي الى قيمة القوة الجيوسياسية القومية كذلك في الصراع الاقليمي. الى درجة اصبح معها لبنان احد القيود التي تعيق وتعطل النفوذ السياسي الامريكي الصهيوني في المنطقة. ويلحق بها اذلالا سياسيا كما فعل في اتفاقية الدوحة التي جاءت فشلا ذريعا للنفوذ السياسي الامريكي الصهيوني في لبنان.
الثالث : فشل السياسة الاستعمارية في دفع لبنان الى حالة انشقاق واعادة ادخاله في حرب اهلية تستهلك قيمته الجيوسياسية, كما حصل في فلسطين.
لكن ذلك لا يعني ان المحاولة الاستعمارية بهذا الصدد قد توقفت, وان فشلت حتى الان, فلا يزال للنفوذ الاستعماري موطيء قدم يتكيء اليه في لبنان, يتمثل في ذلك القسم من البرجوازية اللبنانية الوكالاتي الخدماتي الذي يرى نمو مصالحه عبر نمو النفوذ الاستعماري في لبنان, مما يعني ان لبنان لا يزال في خطر. لا يعيقه بصورة رئيسية الا حالة الرشاد السياسي التي تتمتع بها بعض القوى اللبنانية وفي مقدمتها حزب الله اللبناني.
فبعد فشل سياسة القوة الاستعمارية في القضاء على نهج استكمال التحرر السياسي اللبناني, وكان اعنفها لا اخرها حرب 2006 لجأت القوى الاستعمارية الى قوة نفوذها السياسي على الصعيد العالمي في استصدار قرارات دولية تعيد اخضاع الحالة اللبنانية للنفوذ الاستعماري العالمي, وفي التضييق على الاقتصاد اللبناني بدءا من تدمير بنيته التحتية واشاعة الفوضى والذعر الامني في الحياة الاجتماعية اللبنانية, والتي في سياقها كان نهج الاغتيالات وابرزها طبعا اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري. فقد هبط التامر الاستعماري على لبنان الى درجة توظيف الدم الفردي في الصراع الداخلي اللبناني. وفي هذا فشلت ايضا رغم انها لم تستنفذ بعد كامل محاولتها.
قد تكون اليد التي اغتالت ياسر عرفات ورفيق الحريري يد محلية, غير ان قرار الاغتيال قرار سياسي عالمي صهيوني لا يستهدف فيه سوى ( قوة البلد الجيوسياسية ) وهي قد فشلت في لبنان وان نجحت في فلسطين. يعود فارق ذلك الى حالة الرشاد السياسي في لبنان وان احاطها خط سياسي رسمي انهزامي, وفقدان هذا الرشاد السياسي عند القيادة الفلسطينية التي شكل اغتيال ياسر عرفات بها اعلان نصر نهائي حاسم للخط الانهزامي في فلسطين بدء باعلان حالة طلاق بائن بين خط المقاومة وخط التفاوض.
ورغم اختلاف علمانيتي مع الجانب الفكري الاثني الديني بصورة عامة, إلا ان ذلك لا يقلل من تقديري واحترامي لمستوى الرشد السياسي المتحقق في قيادة حزب الله, والمحروم منها للاسف القيادة الفلسطينية المنشقة على نفسها, فمن اين لقيادة حزب الله هذا المستوى من الرشد السياسي الذي ابرزه بصورة واضحة خطاب الشيخ حسن نصر الله بمناسبة يوم الشهيد اللبناني؟
ينتمي كل المسلمون الى اصل فكري عقائدي واحد, لذلك لا يمكن القول ان التميز الديني يمنح اي تميز فكري خاص و يتحول الى تميز في الرشاد السياسي, لكن يمكن القول ان تمايز الدلالة الثقافية القومية المرشدة لسلوكهم كمجتمعات قومية هو الي يمنح هذا التمايز على صورة خيار حيث إما ان يتم قولبة القومية لتصبح في خدمة الاممية الدينية, كما فعلت حركة حماس في فلسطين, او ان يتم قولبة الدين ليصبح في خدمة الخصوصية القومية كما فعل حزب الله اللبناني. الامر الذي يؤشر الى ان خطاب الشيخ حسن نصر الله في يوم الشهيد اللبناني, لا يؤشر على رشاده السياسي كفرد بمقدار ما يؤشر الى رقي حالة السياسي في كامل حزب الله,
ان المعاني العميقة التي حملها خطاب الشيخ حسن نصر الله تعكس جوهر قيادي استثنائي يتمحور حول (ان) وجود واستمرارية حزب الله هو وجود انتمائي لبناني ووظيفي وطني مهمته استكمال تحرر لبنان سياسيا, اي ان وجود الحزب نفسه يحمل دلالة وجود وخصوصية واستمرارية لبنان نفسها, فهو تعبير عن ( الجذرية ) اللبنانية, واعلان للعالم ان لبنان ليس ضيف على مائدة الصراع العالمي والاقليمي من حقهم ان يطعموه ما يشاؤون, بل هو احتفال قومي خاص قائم بذاته ولذاته.
ليست مزارع شبعا اذن على اهميتها هي المبرر الوحيد لوجود حزب الله, ولا تشكل استعادتها وتحريرها افقا لنهاية وجود واستمرارية الحزب, بل ان استكمال تحرر لبنان سياسيا كمدخل لتحرر لبنان التنموي الحضاري. هو مبرر وجود الحزب ومحتوى مهمته التاريخية, وهذا ما لا تدركه البنية الحزبية والفصائلية الفلسطينية, التي طوت صفحة النضال من اجل تحرير 1948م وربما طوت ايضا صفحة النضال من اجل تحرير 1967م.
لكل ما سبق نجد ان حزب الله لا ولم يخشى الاعلان عن تحالفاته مع ايران وسوريا, كما انه لا ولم يخشى الاعلان عن اميتها الثانوية قياسا لاهمية انتمائه اللبناني, فبقي حريصا على وحدة لبنان, ويرفض ان يشكل فيه حالة انشقاقية, كما فعل غيره, هذا الغير الذي لم يشكل حالة تميز في الولاء والنهج, حين يعلن ان فلسطين ارض وقف اسلامي وان انشقاقه لمشروع ديني اممي. لا مشروع تحرر وطني.



#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا ( لا ) انتخب....؟؟؟
- كيف نفهم خطة الروسي ليبرمان وكيف نتعامل معها؟
- وجهة نظر فلسطينية في انتخابات الرئاسة المصرية:
- هل يحتاج الفلسطينيون الى التسول؟
- التحرر القومي هو قضية الشتات الفلسطيني:
- الاردن والية اعادة انتاج الازمة الاقتصادية:
- دولة اسرائيل قابلة للهزيمة والزوال:
- موقف من مسالة سفك الدم في فلسطين :
- من من نتحرر اولا؟
- بيان سياسي للحزب القومي الفلسطيني
- الجمود الفلسطيني و تصاعد الصراع الاسرائيلي التركي:
- ما هي العبر الاخلاقية التي تعلمها اليهود الفلسطينيون من الصه ...
- لا يوجد شيء اسمه يسار اسرائيلي؟
- رد على الكاتب يعقوب ابراهيمي:
- فلسطين / مرحلة بناء الاثنية الفلسطينية:الدلالة التاريخية لاش ...
- فلسطين والخروج من المرحلة البدائية:
- ازمة النضال الفلسطيني
- رد على مقال : الجذور التاريخية والدينية للصراع الفلسطيني – ا ...
- قتل الشجر باللعن هل هو صحيح
- رفيقي هاني المصري/ رسالة شخصية


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - خالد عبد القادر احمد - دور حزب الله في تاريخ لبنان السياسي الحديث