ليست الحياة عودة للخلف ايضا/ رد على سلامة كيلة

خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3095 - 2010 / 8 / 15 - 17:55
المحور: القضية الفلسطينية
    

لم اكن اتوقع من دكتور اكاديمي ومفكر من مستوى سلامة كيلة, ان يتخذ من الاعتراف الصريح حول فشل المفاوضات, سلاحا ليطعن فقط به مؤلف الدكتور عريقات الاكاديمي ( الحياة مفاوضات), فما اضخم السلاح وما اصغر الهدف, لكن ذلك يكشف للراي العام الفلسطيني ان الفوقية الاكاديمية ليست الاطار المناسب ( للثقافة الوطنية والديموقراطية ).
لقد سبق الدكتور عبد الستار قاسم, الدكتور سلامة كيلة في محاولة توظيف الوضع الفلسطيني التفاوضي السيء, من اجل تهميش رؤية الدكتور عريقات ( الاكاديمية ) حول التفاوض, فهل هذا هو المطلوب من الدكاترة الفلسطينيين, اللذين ينظرون لنا نحن غير الاكاديميين من خلف نظاراتهم وفوق انوفهم, ام انه بات على المجتمع الفلسطيني ان يضيف حالة انشقاق بين المكاتب الاكاديمية تفاقم في حالة الانشقاق العامة الفلسطينية ؟ وهل بات مطلوبا منا في المجتمع الفلسطيني تاليف لجنة مصالحة خاصة بهم؟ ارجو ان يكون لدى السيد منيب المصري الوقت والاستعداد للاسهام بذلك؟
ليعذرني الدكتور سلامة كيلة على ما تقدم, خاصة انني لست دكتور, ولا ارى لنفسي حقا ان ( ارتقي ) لهذالمستوى الذي يظن ان كتابة المقالات هي التي ستنجح في تحقيق منجزات وطنية راسخة من مجموع المطلب الوطني الديموقراطي الفلسطيني, ولكن والحق يقال انني بعد ان قرأت مقالته ( الحياة مفاوضات فاشلة ) فانني لم اجد فرقا كبيرا في الرؤية بين كليهما, فكلا الرؤيتين ( التفاوضية العريقاتية والمقاومة الكيلية) هي وهم مطبق. لكننا لا نستطيع توجيه لوم اساسي للدكتور عريقات كمفاوض على ادائه لمهمات موقعه الوظيفي في السلطة الفلسطينية, فلومه ينحصر في مقدار تطابق رؤيته الخاصة مع التوجه التفاوضي. الذي تحدد مسبقا من مجموع القيادة الدكتاتورية الفصائلية الفلسطينية, لكننا نلوم الدكتور سلامة على رؤيته ونتمنى ان لا توتيها فرصة قيادية,
اللوم لا يجب ان يوجه ل ( مبدأ ) التفاوض, الذي لا نحيا عمليا كافراد او كمجتمع خارج اليته يوميا, فمبدأ التفاوض ان كان بصورة مساومة على سعر السلع او مساومة على شروط اتفاقيات سياسية قومية, هو نظام حياة, غير انه ليس النظام الوحيد بها.
من اي موقع نتفاوض؟ هذا هو السؤال الذي كان يجب ان يشكل اساس مقالة الدكتور سلامة كيلة, هل يقدم الدكتور عريقات التنازلات وهو يفاوض من موقع المنتصر, وعندها يمكن لومه بل واكثر من ذلك نوجه له تهمة الخيانة؟ ام هو يحاول تحجيم المطالبة الصهيونية التي تفرض ذاتها علينا من موقع المنتصر؟ هذه المطالبة الصهيونية التي لا تقف عند حد مطلب الاستسلام الفلسطيني, بل تتجاوزه الى مطلب الانتحار, فهل نحمل الدكتور عريقات مسئولية هذا الوضع ام نقول له شكرا على ما تبذل من جهد لمحاولتك الحد من المتطلب الصهيوني؟
هل حاول الدكتور سلامة كيلة ان يبحث في الصورة الفلسطينية عن سبب الانهزام؟ وهل طرح علاجا علميا سليما له يتناسب ودرجته الاكاديمية, ام ان مطالبه ( الاصلاحية ) تتمحور حول العودة ( للمقاومة؟ ) وتنظيم ( النضال العربي؟ ), هل كلف الدكتور سلامة نفسه جهد ملاحظة ان ثقافة البندقية هي مجال واسع يمكن ان تكون رجعية او تقدمية او ملتزمة او فوضوية,).
هل كلف الدكتور سلامة نفسه جهد تحديد مرشد النضال الفلسطيني في المقاومة ( من اجل التحرر) والتفاوض ( من اجل التحرر) ام ان الدكتور سلامة ينتهي الى ما انتهت اليه الية منظمة التحرير الفلسطينية في اعادة القرار الفلسطيني الى يد المؤسسة العربية.
منذ يومين وفي برنامج جوال الذي يبثه التليفزيون الفلسطيني, كان سؤال المذيع عن ( صلح الرملة ). وبالبحث عن اجابة هذا السؤال على النت وجدت ان صلح الرملة كان عبارة عن اتفاق لاقتسام فلسطين بين قوات ( الغازي) صلاح الدين الايوبي فخر الفكر الاثني العرقي العربي الاسلامي, وريتشارد قلب الاسد فخر القوات الصليبة الغازية فلسطين, وبذلك شرع كل منهما للاخر وجوده في فلسطين, فكم تختلف هذه الواقعة التي حدثت سنة 588 هجري 1192 ميلادي, عن افتسام فلسطين بين الحركة الصهيونية والاطراف العربية عام 1947م, فما هي العبرة التي يمكن التقاطها من تشابه الوضعين.
نعم اتفق معك دكتور سلامة على ضرورة ان تكون انجازاتنا الوطنية التي تاتي بها ( مقاومة تحرر) هي اساس لعملية تفاوض تلحق الضعف بالعدو الصهيوني, وتحررنا من اتفاقيات كامب ديفد ووادي عربة, ولا تستدعي منا اغلاق ملف الارض الفلسطينية المحتلة عام 1948م, ولكن هل يكون ذلك بالاخذ بمقولة القومية الفلسطينية او بالاخذ بمقولة القومية العربية الواحدة والعودة لنضالات الفترة ما بين 1947_1967م؟؟؟؟؟؟؟؟؟

#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل