أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حبيب تومي - اين يقف اقليم كوردستان من مشروع تكريم توما توماس ؟














المزيد.....

اين يقف اقليم كوردستان من مشروع تكريم توما توماس ؟


حبيب تومي

الحوار المتمدن-العدد: 3108 - 2010 / 8 / 28 - 09:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في المشهد السياسي العراقي الملبد بغيوم العنف وغبار الحرائق وتطاير اشلاء البشر والتناكف الماراثوني على الكرسي اللعين ، وسط هذا الوسط الكئيب تبدو التجربة الكوردستانية علامة مضيئة في الطريق الصحيح إن كان على صعيد توفير الأمن والأستقرار او على صعيد المنجزات الديمقراطية ومظاهر التعايش المدني والأجتماعي ، وتنتظر الأقليم خطوات اخرى على طريق القضاء على البطالة ومكافحة الفساد وتطوير الخدمات وتعزيز التعامل الديمقراطي مع المكونات الكوردستانية بما فيها شعبنا الكلداني الذي يشعر بتهميش حقوقه في اقليم كوردستان رغم انفتاح الأقليم على المكونات الأخرى .
لقد اكرم الأقليم سابقاً عدداً من الراحلين ومنهم المناضل ناجي عقراوي ، كما بادر الأقليم الى تكريم الأحياء ومنهم الدكتور كاظم حبيب ، واليوم ثمة نشاطات تبذل من قبل بعض الخيّرين وفي مقدمتهم منظمة الحزب الشيوعي في القوش في مبادرتها الى إقامة مشروع متنزه ونصب تذكاري للراحل توما توماس في مدينة القوش ، والمنظمة تبذل جهوداً طيبة في الأتصال بمختلف الجهات العراقية لتعضيد هذا المشروع العراقي الأصيل .
سؤال مطروح : لماذا يجري تكريم توما توماس ؟ ما هي المنطلقات التي ترجح مثل هذا التكريم ؟
للاجابة نعود الى حياة هذه الشخصية ، وأعتبر نفسي شاهد عيان مع عدداً من زملائي لا زالوا عائشين في القوش واتمنى لهم طول العمر ، فنحن شهود عيان احياء ، بعد مرور حقبة تقارب من النصف قرن من السنين ، على حياة الراحل توما توماس في فترة كانت حافلة بالأحداث الدرامية في كوردستان العراق عموماً وفي منطقة القوش خصوصاً ولمدة خمس سنين ونيف ، فكنت قريب جداً مع الرجل لسنين طويلة كان فيها الصعوبات والمحن والجوع والتعب والسهر والخطورة والموت المحقق في اية لحظة .
المعروف عن توما توماس ، الملقب بأبو جوزيف ، انه تعاطف مع الفكر اليساري منذ مطلع الخمسينات من القرن الماضي ، وفي اوائل الستينات نتيجة المضايقات في كركوك اضطر الى ترك وظيفته في شركة نفظ كركوك والأنتقال الى احضان بلدته القوش ، وبعد شباط 1963 كان في طليعة من رفع السلاح بوجه السلطة الدموية .
ونظراً لخلفيته العسكرية والنضالية والأجتماعية تبؤأ مركز القيادة لمجموعة كبيرة من المتطوعين في المنطقة ومن مختلف القوميات والأثنيات وأنا شخصياً كنت من الشباب اليافعين الذين التحقنا مع توما توماس .
وفي هذه الفترة لمسنا نحن الشباب بأن هذا الرجل يمتاز بهدوئه ودماثة اخلاقه ، وهو إنسان حقيقي متواضع يمخر عباب سنين العمر بمشاعر بعيدة عن اوهام التعالي والفوقية ، وكان يمتاز بشجاعة متدثرة بالتعقل والحكمة والتجربة ، وبتقدير واقعي سياسي واجتماعي لما يحيط به من الظروف في المنطقة وكنتيجة لهذه السمات تمكن من نيل وإحراز الأحترام بين انصاره .
ازعم ان شخصية توما توماس رغم انتمائه السياسي والفكري اليساري ، فإن مركزه النضالي على الساحة السياسية العراقية والكوردستانية قد تعززت بعد التحاقه بالثورة الكردية ، وقد بذل جهوده لتوطيد العلاقات بين الثورة الكردية والحزب الشيوعي ، كما كان موضع احترام حتى من قبل قادة الجيش في المنطقة الذين لهم نظرة عسكرية مهنية التي تنظر بعين الأحترام الى الشجاع اين ما كان موقعه حتى لو في صفوف عدوهم .
في المسألة القومية فقد كان المرحوم توما توماس ينطلق من افقه الواسع ، ويؤمن بتآخي القوميات العراقية ويدعو الى احترام كل المعتقدات والأعراق والأديان والمذاهب ، وفي المسالة القومية لشعبنا المسيحي فقد ارتبط بعلاقات طيبة مع الحركة الديمقراطية الاشورية التي كانت تتزعم الى حداً ما المسالة القومية ، ولم يستسلم للمحاولات التي كان ترمي الى النيل من المكونات الأخرى وفي المقدمة تلك التي كانت تحاول تحويل القومية الكلدانيـــــة الى اللاقومية ، وقد وقف بشجاعة في وجه تلك المحاولات المناقضة لمبادئ حقوق الأنسان وحريته في العقيدة والأنتماء ، فكان يكن الأحترام لقوميته الكلدانيــــة دون تعصب ، ويسعى الى توحيد الجهود لخلق شراكة حقيقية ندية بين مكونات شعبنا من الكلدان والسريان والآشوريين لنيل حقوق شعبنا المسيحي في عموم العراق .
لقد عمل توما توماس بتواضع بين انصاره فأكسبه ذلك احترامهم وطاعتهم الواعية واستطاع ان يخوض معارك مع رجاله بشجاعة وكان مصدر اعتماد الثورة الكردية ، وقد كان هنالك تفاهماً وتعاوناً بينه وبين المناضل هرمز ملكو جكو ، وقد استمر هذا التعاون حتى بعد استشهاد هرمز ملك جكو في اواخر عام 1963 حيث خلفه الشهيد مامي طليا .
إن هرمز ملك جكو كان عضواً في الحزب الديمقراطي الكوردستاني ، لكن الى جانب ذلك كان سند كبير لجميع المسيحيين في كوردستان إن كانوا من الكلدان او السريان او الآشوريين .
إن حكومة اقليم كوردستان تعترف بالجميل ولا تنكر رجالها وهكذا كانت كوردستان وفية للشهيد هرمز ملك جكو حينما اكرمته بإقامة نصب تذكاري له واعتباره من شهداء الثورة وتسمية شارع في دهوك باسمه .
إن اقليم كوردستان اليوم امام شخصية عراقية القوشية كلدانية مناضلة خدمت العراق وخدمت اقليم كوردستان ، إنه المناضل توما توماس الذي قضى حياته في سوح النضال والكفاح من اجل عراق ديمقراطي ، ومطروح مشروع لاقامة نصب تذكاري ومتنزه في مدينته القوش وباسم توما توماس تخليداً له ، وبرأيي الشخصي ان اقليم كوردستان لابد ان يكون له بصمات في هذا التكريم ، وسيكون ذلك تكريماً لألقوش ايضاً ، وإن كان هناك بصمات لمساهمات اخرى من جهات حكومية او شعبية عراقية ، سيشير رمز توما توماس في القوش الى شمعة مضيئة تستشرف الى نافذة الأخوة بين العرب والأكراد والتركمان والكلدان والسريان والأرمن والآشوريين والأيزيدية والشبك وكل الفسيفساء الجميل في سهل نينوى وفي اقليم كوردستان وفي عموم العراق .
حبيب تومي / اوسلو في 27 /08 / 10



#حبيب_تومي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نهج الحركة الديمقراطية الآشورية يهدف إخضاع الكلدان وليس شراك ...
- الأستاذ هوشيار الزيباري هل يفعلها القادة العرب ويجتمعون في ا ...
- مغالطات ترجمة الكوتا المسيحية على انها قومية
- نقل طاقم حكومة اقليم كوردستان الى بغداد لتتولى امور العراق
- اين يقف كلدانيو اميركا من الفعل السياسي والقومي الكلداني ؟
- الحزب الآشوري والأسلوب الدكتاتوري بل الديمقراطية مع الشعب ال ...
- السيد وزير شؤون الشهداء والمؤنفلين لا نقبل بتهميش شعبنا الكل ...
- دماء شهداء الشعبين الكوردي والكلداني تمتزج في صوريا الكلداني ...
- ماذا بعد المؤتمر الثاني للحزب الديمقراطي الكلداني ؟
- الى منظمة الأقليات العراقية ..نرفض إجحافكم بحق شعبنا الكلدان ...
- القيادة الكوردية وتعقيدات المشهد الجيوسياسي الى اين ؟
- وداعاً ايها المناضل العراقي الكلداني حكمت حكيم
- لماذا الغضب من منافحة الأتحاد العالمي للكتاب والأدباء الكلدا ...
- لكي لا يتخذ شعار الوحدة القومية ذريعة للانقضاض على الفكر الق ...
- من يحق له التحدث باسم الكلدان ؟
- طلبة بغديدا في القلب والبركة بوحدتهم وقوة إرادتهم ولا لتسييس ...
- مطلوب اعتذار بول بريمر لشعبنا الكلداني
- موقف غير ودّي وغير مقبول من قبل الأخوة في منظمة الزوعا في ال ...
- العرب والديمقراطية شئ ما يشبه شئ
- غبطة البطريرك عمانوئيل دلّي هل يرضيكم تغييب شعبكم الكلداني ع ...


المزيد.....




- خبير: الكرملين لا يسعى لإسقاط النظام الإيراني بل يراهن على ج ...
- في ملجأ محصن.. خامنئي يعزل نفسه ويحدّد خليفته تحسبًا لاغتيال ...
- القبض على أول شخص من عائلة بشار الأسد في سابقة أمنية لافتة ب ...
- تل أبيب تصعّد حملتها ضدّ المنشآت النووية ال?إيران?ية وتلوّح ...
- مساعدات التنمية: ألمانيا تقلص الإنفاق على الناس الأكثر فقراً ...
- فرنسا: المنطاد الأولمبي سيعود للتحليق في سماء باريس بعد تحول ...
- بالأرقام.. هكذا يضيّق الاحتلال الخناق على خان يونس
- عبر الخارطة التفاعلية.. آخر التطورات في المواجهة الإيرانية ا ...
- ردّا على ترامب.. الكنديون يلغون رحلاتهم إلى أمريكا.. من يدفع ...
- الجيش الإسرائيلي: قتلنا قائدا آخر بفيلق القدس.. ونخوض -واحدة ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حبيب تومي - اين يقف اقليم كوردستان من مشروع تكريم توما توماس ؟