أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد زهير الخطيب - حمائم وصقور، لا سكون القبور














المزيد.....

حمائم وصقور، لا سكون القبور


محمد زهير الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 3107 - 2010 / 8 / 27 - 08:37
المحور: المجتمع المدني
    


منذ أن اختلف الناس في الامور العامة وفيما هو مشترك بينهم وجدوا أن الخلاف يدور مع الحرية ومفهومها وحدودها وخاصها عامها، ولو عاش كل إنسان لوحده لما كان هناك خلاف، فمادام قد لَزِمَ الناسَ العيشُ المشتركُ فقد لزِمهم الخلاف.
ودارت الحرية بين النزعة الفردية وبين متطلبات الحياة الجماعية فصار لها قطبين، قطب يمكن أن نسميه الحرية (الليبرالية) وقطب يمكن أن نسميه المحافظة عندما يتقدم حق المجتمع على حساب الحرية الفردية، وهكذا انقسم الناس أحراراً ومحافظين وبَيْنَ بَيْن.
ثم انقسم ممثلوا الامة في البرلمانات إلى يمين ويسار، ثم نشأ بينهما الوسط ثم تولد منه يمين الوسط ويسار الوسط...
ثم أطلق الاعلاميون أوصافا فنية معبرة على اليمين واليسار فصاروا صقوراً وحمائماً وكلها تدور بين المحافظة والليبرالية.
وفي الاجواء الصحية تتسع الامة لكل أبنائها من محافظين وليبراليين وحمائم وصقور وتفتح لهم أبواب البرلمانات ليمارسوا خلافهم وعراكهم الفكري والذي قد يتطور أحيانا إلى عراك بالايدي والكراسي، ولكنه لا يصل أبدا إلى تحريك القطعات العسكرية والالوية الصاروخية لتحتل مبنى الاذاعة قبل الفجر وتعلن البلاغ رقم واحد الذي يُخَوّن المعارضين ويرمي بهم في غيابات السجون.
وفي أجواء الاستبداد حيث لا يُري الطاغيةُ أمتَهُ إلا ما يَرى ويَزعُمُ أنه لا يهديهم إلا سبيلَ الرشاد، عندها تصبح الامة مقبرة كبيرة ويصبح الناس فيها خشب مسندة لا تحس منهم من أحد أو تسمع له ركزا، إلا جعجةَ الزعيم الاوحد الذي أصبح يملك البلاد والعباد والذي يتهم كل مخالف بأنه يريد أن يُظهرَ في الأرض الفساد، وعندها تكون نتائج الانتخابات تتراوح بين 95-99 % بل 100% عندما يشرف الطاغية على حافة قبره.
عندها ليس هناك يمين ويسار ولا صقور وحمائم وليس هناك معارضة، الامة كلها ملتفة حول الرئيس الوثن، والقائد الضرورة وكأن على رؤوسها الطير، وعندها كل مواطن خفير، أي مخبر على أهله وأصدقائه، ولا صوت يعلو فوق صوت المعركة، المعركة الموهومة التي اخترعها جنرالات المخابرات وليس جنرالات الجيش والتي لم يطلق فيها طلقة واحدة لسنوات بل لعقود.
في هذه الاجواء تصبح ثقافة الرأي والرأي الآخر، والمحافظين والليبراليين، والحمائم والصقور، ثقافة مرعبة تزعزع صورة الزعيم وتنشر رائحة النتن منه.
لا يعيب الوطن ولا المجتمع ولا الحزب أن يكون فيه محافظون وليبراليون، وحمائم وصقور، بل يعيبه أن يحل البُسطارُ محل الحوار، وأن يتحول التنوع من ثراءٍ إلى مِراء، والتمثل بهذه الثقافة يحتاج إلى وقت وخبرة وحضارة، وأتمنى أن لا تَبقى قوى الخيرِ ونسماتُ الاصلاحِ حاملةً لفيروسات الاستبداد وهاربةً من ظاهرة الحمائم والصقور، إنها ظاهر طبيعية صحية على أن يلتزم الحمائم والصقور بنتائج الشورى وأن يتعودا احترام القرار.
إن الديكتاتورية هي داؤنا الأول بل هي جذر مشاكلنا، لكن الديكتاتورية ليس محض صدفة ولا بسبب تسلط فرعون على الحكم، بل هي ثقافة تستشري في الأمة من الأعلى إلى الأسفل فيصبح كل إنسان ديكتاتور على من تحته في الدولة والمؤسسة والحزب والدائرة والقسم والعائلة والصف الدراسي.... وعبد لمن فوقه، ولم يسلم من هذه العقلية إلا النزر اليسير. لا يمكن للحق أن يصدح وللعدل أن يعلو وللعقل البشري أن يسمو ويبتكر إلا في جو الحرية.
محمد زهير الخطيب
كندا



#محمد_زهير_الخطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفنان أبو راتب في القفص الاميركي
- ماذا تحمل لنا يا شهر فبراير؟
- آفاق العمل أمام قوى المعارضة السورية
- متى تنحاز السلطة للوطن؟
- مرّي على أهلي
- الدولة المدنية هي الحل
- تلخيص وتعليق على خطاب اوباما
- لمحة عن المعارضة السورية
- الزنجبيل والذاكرة الحديدية
- من كابول الى مقديشو الى غزة
- المعارضة السورية وترحيل الديمقراطية
- الرئيس وفلسفة الظلم
- ثرثرة فوق السين
- رحيل الدكتور حسن الهويدي
- التمثيل النسبي للنساء
- هل عام 2009 عام حاسم حقا؟
- سبل القضاء على الغلاء التي نسيها الشيخ
- جالاوي ومؤتمر القمة العربي
- الوزير الفقير
- المهمات التي تنتظرنا


المزيد.....




- كنعاني: الراي العام العالمي عازم على وقف جرائم الحرب في غزة ...
- كيف تستعد إسرائيل لاحتمال إصدار مذكرة اعتقال دولية لنتنياهو؟ ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بش ...
- الأمم المتحدة: الطريق البري لإيصال المساعدات لغزة ضرورة
- الداخلية التركية تعلن اعتقال 23 مشتبها بانتمائهم لـ-داعش- بع ...
- تقرير كولونا... هل تستعيد الأونروا ثقة الجهات المانحة؟
- قطر تؤكد اهتمامها بمبادرة استخدام حق الفيتو لأهميتها في تجسي ...
- الكويت ترحب بنتائج تقرير أداء الأونروا في دعم جهود الإغاثة ل ...
- كيان الاحتلال يستعد لسيناريو صدور مذكرات اعتقال بحق قادته
- سويسرا تؤجّل اتّخاذ قرار حول تمويل الأونروا


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد زهير الخطيب - حمائم وصقور، لا سكون القبور