متى تنحاز السلطة للوطن؟

محمد زهير الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 2717 - 2009 / 7 / 24 - 10:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

النظام السوري بدل أن يستمد قوته من الشعب، يستمد قوته من ثلاث كتل بشرية من المنتفعين ربط مصيره بهم وربط مصيرهم به، البعث والمخابرات والجيش.

فهناك مليوني عضو في حزب البعث (قائد الدولة والمجتمع حسب البند الثامن من الدستور)، وهؤلاء وإن كانوا ليسوا جميعا عالة على ميزانية الدولة إلا أن أكثرهم حصل على امتيازات ومناصب وأعمال لا بأهليته إنما بسبب حزبيته وولائه للنظام.

وهناك 200 ألف عنصر مخابرات عملهم هو إحصاء أنفاس كل مواطن سوري وحشر انوفهم في حذائه وخصوصياته، ولا ينسون متابعة ملفات مئات الآلاف من المهجرين والتأكد من التضييق عليهم وعلى أولادهم وأحفادهم وتامين تهمة جاهزة لكل فرد منهم.

هناك 400 ألف جندي، ياتون كل يوم صباحا إلى قطعاتهم ليحيوا العلم في الاجتماع الصباحي ثم يقتلون الوقت بما لا ينفع، وقليل الحظ يذهب لخدمة رؤسائه وشراء حوائجهم وتوصيل أولادهم وزوجاتهم... والشاطر فيهم من يدير بزنس خاص أكثره شغل في الممنوعات وعمل مافيات وتهريب... والطبقة الراقية فيهم تشارك التجار لتأمين مناقصات وعقود بالسلبطة، أو تدير شبكات جنس ودعارة وقلة حياء.

إذا صالح النظام إسرائيل فسيخسر مبرر وجود الجيش الذي يدافع عن النظام ويده معطلة عن التحرير
واذا صالح النظام المعارضة فسيخسر مبرر وجود المخابرات التي عملها الرئيسي هو ملاحقة المعارضة

فما لم يتبنى النظام الاصلاح الحقيقي، فانه سيفكر كثيرا قبل الاقدام على الصلح مع اسرائيل وقبل الصلح مع المعارضة فهي اجهزة الانعاش الوحيدة التي يعيش عليها في غرف العناية المركزة التي سئمت وجوده.

وهذا الكلام ليس للتيئيس، فامأم النظام دوما فرصة الخروج من دائرة الاستبداد والفساد الى دائرة العدل والديمقراطية وتغليب مصلحة الوطن، فهو صاحب القرار وبيده الزمام، ولا شك ان على المعارضة ان تكون متجاوبة مع النظام متى انحاز للوطن وبدأ نهج الاصلاح الجاد.

من يبدأ الخطوة الاولى؟ يبدو ان كل طرف يتوقع البدأ من الطرف الآخر.

#محمد_زهير_الخطيب (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل