أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - دور قوى اليسار والديمقراطية في بناء دولة مدنية ديمقراطية علمانية  تضمن الحرية والعدالة الاجتماعية للجميع  - محمد زهير الخطيب - المهمات التي تنتظرنا














المزيد.....

المهمات التي تنتظرنا


محمد زهير الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 2179 - 2008 / 2 / 2 - 10:52
المحور: ملف - دور قوى اليسار والديمقراطية في بناء دولة مدنية ديمقراطية علمانية  تضمن الحرية والعدالة الاجتماعية للجميع 
    


لتحديد المهمات الأساسية التي تواجه قوى الحرية والديمقراطية في الشرق الأوسط يمكننا أن نستفيد من عالم الطب حيث يقوم الطبيب بفحص المريض ثم تحديد أعراض المرض ثم تشخيص هذه الاعراض وتحديد نوع المرض ثم ينتهي بوصف الدواء المناسب.
وجاء في القرآن الكريم: {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ} كما ورد في الاثر كيفما تكونوا يول عليكم، فالتغيير عملية تبدأ من داخل النفس لا من خارجها، كما يقول ايمانويل كانت: الأمة التي لاتشعر كلها أو أكثرها بآلام الاستبداد لاتستحق الحرية. وفي هذا نستحضر حديث مالك بن نبي عن قابلية الاستعمار، فليس كافيا أن تتحرر الشعوب من المستعمر الخارجي إن لم تكن محررة من داخلها، وإلا فإنها ستستعيض محتلا خارجيا بمستبد داخلي وتبقى معاناتها مستمرة. وفي التنظير لبناء عمل حزبي منظم يرى الاستاذ حسن البنا أن أركان التنظيم هي: الفهم والاخلاص والعمل والجهاد والتضحية والطاعة والثبات والتجرد والاخوة والثقة. وبالاستفادة من كل ماسبق يمكننا أن نقول أن المهمات الأساسية التي تواجه قوى الحرية والديمقراطية في الشرق الأوسط هي:
1- الوعي: إن الوعي والشعور بالحاجة إلى التغيير هو بداية الطريق، ويكون ذلك بتشخيص الواقع وفهم الامور وتحديد الاهداف والطرق والوسائل والحلول والآليات الواقعية والحضارية، ولن يتحقق هذا إلا بالعلم ونشر ثقافة الحرية والعدالة والمساواة والشعور بالمسؤلية ولا شك ان أهم العوائق التي تعيق هذا الوعي هي حالة التخلف والوهن والتشرذم والخوف التي أصابت المجتمعات في الشرق الاوسط واستفحلت بسبب الارهاب السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي تمارسه السلطات المستبدة الفاسدة على المجتمع.

2- التربية: إذ لا يمكن مواجهة نظم وقوى الاستبداد بمختلف أشكال ظهورها والأغطية التي تتستر بها إلا بتربية المجتمع على الاخلاق وإحياء الضمير الذاتي والاهتمام بالشأن العام ومؤسسات المجتمع واستنكار الغش والرشوة والواسطة ...
وبالتربية كذلك يمكننا محاصرة الفكر الشمولي والتعصب القومي والتمييز الديني والطائفي والجنسي ونشر ثقافة الحوار والتبادلية والديمقراطية، وهذه التربية هي مسؤولية جماعية في البيت والمدرسة والجامعة ودوائر الدولة وقطعات الجيش ودور الصحافة والنشر والفضائيات.

3- التنظيم: باعتياد العمل الجماعي والتطوعي والاهتمام بمؤسسات المجتمع المدني وحقوق الانسان ويشمل الحوار والتعاون والتحالف واستخراج قيادات قوية أمينة. واعتماد التخطيط والتنفيذ والتنمية والانتاج وتطوير المناهج وترتيب الاولويات ...

4- العمل: وبعد الوعي والتربية والتنظيم لابد من العمل بجد وصبر وتعاون على تطبيق الحلول على الواقع لتأسيس دولة مدنية ديمقراطية حديثة. وإنهاء الصراع المصطنع بين أطياف المجتمع اليسارية واليمينية والدينية والعلمانية والعربية والكردية ... فهذه جميعها معركتها الحقيقية هي المعركة ضد الاستبداد والفساد والتمييز بكل أشكاله، وجميع المعارك الاخرى معارك جانبية مصطنعة يمكن أن تعالج بالحوار والتفاهم والاحتكام إلى الآليات الديمقراطية التي توصل لها العالم المتحضر بعد أن دفع ثمنا باهظا في حروب طاحنة راح ضحيتها ملايين البشر.
ولاشك أن هناك علاقة جدلية بين بناء مجتمع مدني ديمقراطي حديث وبين قيم العدالة الاجتماعية والمساواة، وليس هناك تناقض بينهما. إن التحدي الكبير أمامنا هو الوصول إلى الدولة الديمقراطية التي تقوم على الحرية والمساواة والعدالة والتنمية، والتي تستأصل ينابيع الفساد والتخلف، ثم لن يكون الفرق كبيرا في أن يحكم الوطن ليبراليون أو المحافظون ما داموا ملتزمين بالديمقراطية والتبادلية، وستكون الصحافة ومؤسسات المجتمع المدني وصناديق الاقتراع جاهزة لمحاسبة وتسديد مسيرة الحزب الحاكم اذا أخطأ في تقدير مصالح الوطن.

القوى التي ستحقق الدولة المدنية الديمقراطية حديثة:
إنها القوى الوطنية التي ستسلك الطريق السلمي الديمقراطي والتعددية الفكرية والسياسية للاصلاح والتغيير، ويجب أن تتخلص هذه القوى الوطنية من الامراض والعلل التي تعاني منها السلطة ففاقد الشيء لا يعطيه، وتجمعات المعارضة التي تمارس الاستبداد والفساد في تنظيماتها ستكون عاجزة عن منح الحرية والديمقراطية للاخرين. والتغيير عمل تراكمي وليس حماسة طائشة، وهو في إطاره الداخلي مقاومة لقوى الاستبداد والفساد ويجب أن يكون سلمياً وطنياً، وبحسب تعبيرالكواكبي فهو يقوم على فكرة "اللين" لافكرة "العنف" وفكرة "التدرج" لافكرة "الاقسار والاجبار" وما كان العنف في شيء إلا شانه وما كان الرفق في شيء إلا زانه، كما لابد من الاعتماد على إمكانات الوطن وقدراته في الدخول إلى هذه المعركة النبيلة وتوقيت إجرائها حسب توفرهذه الامكانات ونضوج هذه القدرات لضمان النجاح والغلبة. ولابد من تصور البديل حيث يؤكد الكواكبي على وضع البرامج البديلة والمناهج السياسية المتكاملة قبل الشروع أصلاً في عملية "مقاومة الاستبداد" التي تبدو بدون هاتين النقطتين فعلاً انتحارياً يكلف الامة والطليعة الكثير من الخسائر الجسيمة في الأرواح والإهدار في الاموال وتضيع الكثير من الحقوق والطاقات.




#محمد_زهير_الخطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خواطر غير سياسة من مؤتمر جبهة الخلاص في برلين
- نعم لتركيا الديمقراطية كما يريد الشعب التركي لا كما يريد نضا ...
- هل هناك شيء غير عادي في الانتخابات السورية؟
- اربع اسئلة في الانتخابات السورية
- الهذيان … وخلط حبش لاوراق البرلمان
- النسخة الانجليزية من كتاب خمس دقائق وحسب
- خيارات العطري في محاربة الفساد
- عشرة ملايين دولار لعرار تعويضا عن سنة سجن في سورية
- لمن صوت اليهود في الانتخابات الاميركية؟
- اعتذرت كندا لماهر عرار فهل تعتذر سورية له؟
- نظرة إلى الخلاف السني الشيعي
- العلمانية والدين ... والمعركة الموهومة
- مفاوضات بين المعارضة والرئيس بشار
- بروتوكول بين أطياف المعارضة
- تعارض الاختصاص بين اعلان دمشق وجبهة الخلاص
- خواطر غير رسمية على هامش لقاء بروكسل
- عمر الغبرا يدخل البرلمان الكندي
- ستقول السلطة
- بروتوكول بين المعارضة والمنشقين
- دعائم بناء الدولة الحضارية العادلة


المزيد.....




- مصر.. الدولار يعاود الصعود أمام الجنيه وخبراء: بسبب التوترات ...
- من الخليج الى باكستان وأفغانستان.. مشاهد مروعة للدمار الذي أ ...
- هل أغلقت الجزائر -مطعم كنتاكي-؟
- دون معرفة متى وأين وكيف.. رد إسرائيلي مرتقب على الاستهداف ال ...
- إغلاق مطعم الشيف يوسف ابن الرقة بعد -فاحت ريحة البارود-
- -آلاف الأرواح فقدت في قذيفة واحدة-
- هل يمكن أن يؤدي الصراع بين إسرائيل وإيران إلى حرب عالمية ثال ...
- العام العالمي للإبل - مسيرة للجمال قرب برج إيفل تثير جدلا في ...
- واشنطن ولندن تفرضان عقوبات على إيران تطال مصنعي مسيرات
- الفصل السابع والخمسون - د?يد


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف - دور قوى اليسار والديمقراطية في بناء دولة مدنية ديمقراطية علمانية  تضمن الحرية والعدالة الاجتماعية للجميع  - محمد زهير الخطيب - المهمات التي تنتظرنا