لمن صوت اليهود في الانتخابات الاميركية؟

محمد زهير الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 1731 - 2006 / 11 / 11 - 05:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

تبلورت الاحزاب السياسية في الغرب حول الموقف من الحرية وانقسمت الى قطبين رئيسيين هما المحافظون والاحرار.
ومن أسماء أحزاب المحافظين: المحافظون واليمينيون والرأسماليون والجمهوريون ...
ومن أسماء أحزاب الاحرار: الاحرار والديمقراطيون والاشتراكيون واليساريون والعمال ...
ويطرح المحافظون أجندة إقتصادية تحمي وتنمي ثروة الاغنياء وتهمل الفقراء والمهاجرين، وأجندة إجتماعية تقف مع الكنيسة ضد الشاذين جنسيا وضد الاجهاض ... وأجندة حربية إستعمارية عدوانية تتذرع بالامن القومي وتنتهج عقيدة الحرب الاستباقية.
بينما يطرح الاحرار أجندة اقتصادية لصالح الطبقة المتوسطة والمهاجرين وأجندة إجتماعية لا تلتزم بتعاليم الكنيسة وتتساهل في قضايا الشذوذ الجنسي والاجهاض وتطلق كثيرا من الحريات... وأجندة حربية دفاعية أقل عدوانية من أجندة المحافظين ولكنها للاسف مثلها في دعم إسرائيل والتحالف الاستراتيجي معها.
وعليه فاننا نجد أن أكثر المهاجرين والاقليات في الدول الغربية يؤيدون (الاحرار والديمقراطيين والعمال...) لانهم يتوقعون منهم رعاية أكثر لمصالحهم من المحافظين، وهذا ينطبق على الاقليات العربية والمسلمة والآسيوية والسود ... وكذلك الاقلية اليهودية فهي ليست استثناءا من القاعدة بل هي جزء منها فهي تعطي أصواتها عادة للديمقراطيين، غير أن هناك شريحة متقدمة وغنية من الجالية اليهودية في أميركا أصبحت مرتبطة بمصالح المحافظين وشكلت لوبي سياسي غني وقوي معهم مثل منظمة العلاقات العامة الاميركية اليهودية AIPAC التي تتحالف بقوة مع المحافظين الجدد في تنفيذ مخططاتهم الاستعمارية بمؤازرة من اليمين المسيحي المتعصب.
وهكذا نرى أن اليهود في أميركا لا يصوتون باتجاه واحد. فأغلب اليهود يصوتون للديمقراطيين، بينما يدعم اللوبي السياسي اليهودي الجمهوريين، ولكنه لا يقطع وشائجه مع الديمقراطيين ويبقي كثيرا من الخيوط معلقة معهم.
وقد صوت اليهود في أميركا بنسبة تقل عن 20% (لجورج بوش) ضد (آل جور) ثم صوتو له بنسبة 25% ضد (جون كيري) في الانتخابات الرئاسية الاخيرة، فقام بوش بشكرهم على هذه الخطوة الايجابية بزيادة نسبة التصويت له على قلتها !!
وتشير التقارير الاخبارية إلى أن اليهود صوتوا بنسبة 87% للديمقراطيين في الانتخابات الاخيرة
ولا شك أن المسلمين صوتوا كذلك بنسبة عالية للديمقراطيين، ولا يمنع هذا الاتفاق على التصويت من أن كلا من فريق يرى له مصلحة في هذا الاختيار.
وقد حقق المسلمون إنجازا كبيرا بايصال أول مسلم الى الكونجرس الاميركي وهو (كيث اليسون) (Keith Ellison ) وسيكون كيث أول مسلم يقسم على القرآن تحت قبة البرلمان.
وتكملة للصورة فان هناك ثلاثة وأربعين يهوديا وصلوا إلى كل من الكونجرس ومجلس الشيوخ الاميركي، فالتحدي لا زال كبيرا أمام الجالية العربية والمسلمة في أميركا.
غير أن دلالة سيطرة الديمقراطيين على كل من الكونجرس ومجلس الشيوخ تشعر ببداية العد التنازلي لسياسة بوش العدوانية وتؤشر لهزيمة مشروعه لاحتلال العراق وقد كان أول الغيث إستقالة عراب الحرب الاستباقية ( دونالد رامسفيلد).
وهذه الوقائع تعطينا درسا بأن هناك مهمات كثيرة أمام الجاليات العربية والمسلمة قبل أن تصبح مؤثرة في السياسة الغربية منها:
الاهتمام بالمسلمين الجدد أمثال (كيث اليسون) حيث يمنحهم المجتمع فرصا أكبر للمشاركة في الحياة السياسية من المهاجرين الجدد.
الاهتمام بالشباب، فقد أفادت التقارير بأن مشاركة الشباب في الانتخابات الاخيرة كانت كبيرة، والشباب أقل تأثرا بالاعلام الرسمي من غيرهم.
كذلك الاهتمام بالاعلام وتشجيع الاقلام الناشئة على الكتابة وبناء ثقتها بنفسها.
الدخول في لعبة اللوبي السياسي وإعطاؤه حقه من الوقت والجهد والمال والاختصاص.
العمل على تفعيل الطاقة الدولية العربية والاسلامية المعطلة رغم امتلاكها لكثير من المال والاقلام والخبرات اللازمة. وعلى سبيل المثال فان الامير الوليد بن طلال يملك نصيبا كبيرا من مجلة نيويورك تايمز الاميركية، ولكن ما هو أثر هذا الامتلاك على توجه المجلة ودفاعها عن الحقوق الإسلامية المضيعة؟ هذا إذا لم نذكر أن هناك تريليون دولار من أموال المسلمين موضوعة في الاستثمارات والبنوك الغربية.
وفي نظرة إلى الجالية المسلمة في كندا نجد أنها متقدمة على أختها في أمريكا قليلا، فقد دخلت السيناتور (مبينة جعفر) مجلس الشيوخ الكندي منذ سنوات، كما دخل البرلمان الكندي كل من (رحيم جعفر) و(واجد خان) و(عمر الغبرا) و (ياسمين راتانسي)، ويستعد عشرات المسلمين لترشيح أنفسهم للبرلمان الكندي في أول انتخابات قادمة، ولا شك أن المجتمع الكندي أكثر تقبلا للتعدد الثقافي من المجتمع الامريكي مما يجعل فرص المشاركة في الحياة السياسية أكبر لدى المسلمين في كندا.

#محمد_زهير_الخطيب (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل