أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد زهير الخطيب - خواطر غير رسمية على هامش لقاء بروكسل














المزيد.....

خواطر غير رسمية على هامش لقاء بروكسل


محمد زهير الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 1510 - 2006 / 4 / 4 - 09:53
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


قام الاستاذان عبد الحليم خدام وعلي صدر الدين البيانوني بدعوتي لحضور لقاء بروكسل، وعندما وصلت من تورنتو إلى باريس كان ينتظرني سائق الاستاذ عبد الحليم وفي الطريق المزدحم من المطار الى وسط مدينة باريس كنا نستمع تارة إلى إذاعة الشرق باللغة العربية وذات النكهة اللبنانية الحريرية، وتارة نتبادل بعض عبارات المجاملة وعندما لاح قوس النصر أمامنا أعلن السائق باننا على بعد بضعة أمتار من بيت الاستاذ خدام، وفتحت أمامنا بوابة حديدية أمنية تربض قربها مفرزة حراسة، ثم دخلت صالة البيت الواسعة وجلست فيها وحيدا أتأمل جدرانها العالية المزخرفة، وأثاثها الانتيكي الأنيق، ولمحت التمثال الذي ظهر خلف السيد خدام في أول مقابلة له على (الفضائية العربية) وشعرت بان الصورة الحقيقية أقل أبهة من الانطباع الذي خامرني أثناء رؤية المقابلة في التلفزيون. وقطع علي تداعي الافكار نزول شخص على الدرج الجانبي الداخلي للصالة، إنه الاستاذ عبد الحليم، اقترب مني بهدوء وبابتسامة لطيفة وسلم علي وجلس في أقرب مقعد لمكان جلوسي، وبدأ مباشرة بالحديث في صلب الموضوع ففهمت أنه شخص جدي يهتم بالوقت ويحمل رسالة ليس من بنودها المقدمات والمجاملات.
الوضع في سورية سيء، حكم فرد أو قل عائلة، الفساد مستشري، نهب المال العام واستغلال المناصب أصبح السمة الرئيسية للسلطة التي لا تقرأ الاحداث بواقعية وترتكب الاخطاء تلو الاخطاء. السلطة مستعصية على الاصلاح ودخلت في نفق مظلم بتورطها في مقتل الحريري، والتحقيق الدولي سيدينها والمعارضة يجب أن تكون جاهزة لطرح البديل الديمقراطي الوطني المقبول داخليا وخارجيا.
المعارضة في الداخل جيدة لكنها مقيدة، ومنها من يستأذن آصف شوكت لعقد الاجتماعات ومنها من عنده الحماسة وتنقصه السياسة، ومنها من يدور حول ذاته ... لابد للمعارضة الوطنية في الخارج التي تملك القدرة على الحركة وحرية التعبير واللقاء من أن تنظم نفسها وتطرح برنامجا للخلاص الوطني يقنع الاصدقاء ويطمئن الحلفاء ويكسب دعم المجتمع الدولي.
لقاء خدام البعثي المخضرم والبيانوني السياسي المحنك ورموز من الطيف المسيحي والكردي والدرزي والعلوي سيكون لقاءا قادرا على تحقيق برنامج للخلاص الوطني يمهد الطريق أمام الشعب السوري ليعلن عصيانه المدني السلمي ويجري التغيير الوطني الديمقراطي بقواه الذاتية.
الجبهة غير مكتملة بعد ولا زالت في طور الاعداد وتبحث عن مشاركين من جميع الاطياف وخاصة من العلويين.
بعد قليل من هذه المقابلة القصيرة انطلقنا بالسيارات من باريس الى بروكسل عاصمة بلجيكا وعاصمة الاتحاد الاوربي واستغرق الطريق قرابة ساعتين.
وصلنا فندق كونكورد في بروكسل وهو فندق تاريخي فخم في وسط المدينة- يذكرني بفندق بارون في حلب بلا تشبيه- كل شيء فيه يشعر بالابهة والفخامة، وأخذنا قسطا من الراحة لنبدأ في صباح اليوم التالي أولى جلسات المؤتمر.
بدأت الجلسة الاولى في قاعة هادئة فيها طاولة مستطيلة تحلق حولها بضعة عشر مشاركا، توسط الجانب الاول للطاولة الاستاذ عبد الحليم وتوسط الجانب الثاني الاستاذ البيانوني، وبدأ الاستاذ عبد الحليم الكلام واستعرض الفكرة من اللقاء وبدأ الحوار يتشعب في جو ودي هادئ وشكلت لجنة لتضمين الملاحظات المستجدة على مسودة البيان الختامي الذي سبق أن أعدها الاستاذ عبد الحليم وراجعها الاستاذ البيانوني وأرسلت إلى جميع المشاركين قبل فترة من حضورهم إلى المؤتمر.
ومن النقاط التي أكدها بعض الحضور، ضرورة بلورة الجبهة والاعلان عنها في هذا اللقاء لان الاحداث تسير بسرعة وأن الجبهة ستساهم في توفير القبول الدولي لرغبة الشعب السوري في التخلص من الاستبداد والفساد واعتماد النهج الوطني الديمقراطي، كما تم التأكيد على أهمية تبني جبهة الخلاص لاعلان دمشق وأن الجبهة آلية من آليات تفعيله وأن بابها مفتوح للاطياف التي تعذر حضورها لهذا اللقاء وخاصة المشاركة النسائية. كما تم التأكيد على ضرورة رفع الظلم عن أكراد سورية وتمكينهم من ثقافتهم القومية وبشر الاخ حاجي سليمان الحضور بموافقة عدة أحزاب كردية سورية للمشاركة في اللقاءات المستقبلية لجبهة الخلاص الوطني.
واستقر الرأي أخيرا على أن لا تذكر أسماء المشاركين في البيان الختامي للمؤتمر حتى يكون الباب مفتوحا لمشاركة آخرين وإعلان الاسماء في اللقاء القادم الذي قد يعقد في شهر مايو القادم، غير أن الاستاذ البيانوني أكد أنه من المناسب ذكر أسماء الذين دعوا إلى المؤتمر وهما الاستاذ عبد الحليم والاستاذ البيانوني.
في اليوم التالي كانت هناك جلسة تكميلية تبعها مؤتمر صحفي جامع حيث غصت قاعة الاجتماع بمراسلي الفضائيات والصحفيين والمصورين، وتلى الاستاذ جان عبد الله الذي حضر أيضا من كندا نص البيان الختامي ثم بدأت أسئلة الصحافة، وكان أول سؤال هو سؤال لصحفية غربية سألت أين المرأة في لقائكم؟ وتمت إجابتها بان هذا الامر مأخوذ بعين الاعتبار وستكون هناك مشاركة للمرأة في اللقاء القادم، وتوالت الاسئلة موجهة بشكل رئيسي إلى الاستاذ عبد الحليم والاستاذ البيانوني.
في المساء أخذنا أخ شامي مقيم في بروكسل إلى جولة سياحية بعيدة عن السياسة حيث زرنا معالم مدينة بروكسل الاثرية وتجولنا في أنحاء المدينة، وبين لنا مضيفنا أن هذه المدينة تلقى نشاطا كبيرا بسبب اختيارها عاصمة للاتحاد الاوروبي واتخاذ مكاتب للبرلمان الاوربي فيها.
وانتهت جولتنا القصيرة بزيارة مطعم لبناني تناولنا فيه الفلافل والشاورما في جو يشبه شارع الصالحية بدمشق. وفي اليوم التالي عدنا إلى باريس ومنها إلى تورنتو لنبدأ نشاطا تعريفيا بجبهة الخلاص الوطني وأهميتها ودورها ومدى ترحيبها بكل القوى الوطنية الديمقراطية في سورية.



#محمد_زهير_الخطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عمر الغبرا يدخل البرلمان الكندي
- ستقول السلطة
- بروتوكول بين المعارضة والمنشقين
- دعائم بناء الدولة الحضارية العادلة
- الدين كعصبية طائفية وكمرجعية حضارية
- سلوك الرئيس بشار بين الشك واليقين
- العطري والمثلث الذهبي
- لجنة لكل قتيل
- ورقة نعي النظام السوري
- من قتل الحريري ولماذا ؟
- دور المغترب السوري
- تعليق على مقال ياسين الحاج صالح


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد زهير الخطيب - خواطر غير رسمية على هامش لقاء بروكسل