أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - تحسين كرمياني - بعد رحيله..جائزة محي الدين زنكنة للمسرح














المزيد.....

بعد رحيله..جائزة محي الدين زنكنة للمسرح


تحسين كرمياني

الحوار المتمدن-العدد: 3102 - 2010 / 8 / 22 - 01:42
المحور: الادب والفن
    


يوم 4آب كان يوماً حافلاً بالوداع،مع تصاعد موجات الحر،وتوارد أخبار موت أدباء العالم من كل حدب وصوب،كنّا أنا و(سعد محمد رحيم)في طريقنا إلى(محي الدين زنكنة)،كنت أقود سيارتي بلهفة غريبة،شيء سكنني منذ أكثر من ثلاثة أشهر،مذ أتصل بي مرتين يسأل عني،ويريدني أن أزوره كما دأبت سابقاً،حتى أنني قلت لـ(سعد)أشعر أن المسافة التي تفصلنا عن(السليمانية)قد تقلصت أم أنني أقود مركبتي بجنون،قال(سعد)أخذنا الحديث عن الرواية حتى نسينا الوقت..!!،ما أن دخلنا مؤسسة(سردم)لمحته يودع السليمانية بوقع خطوات غاضبة،لا يعطي المظاهر إلاّ عين ملؤها الأسف،محتجاً على حياة تجردت من الثقافة،دخل وعانقنا،كنت مشدوداً لحرارة(سعد)وهو يقبل رأسه،بعين دامعة،وقلب توقف إكراماً لقامته،في غرفة التحرير،كان الزميل(نوزاد)الذي هاتفته غائباً هذه المرة،مشغولاً بأمور حياته التي لن تنتهي،بدأ(أبو آزاد)بروعة الخجل الذي يسكنه يسرد همومه الشخصية،يعاني من متاعب(عينية)،متذمراً يبحث عن منقذ يمنحه(فيزا)إلى(أسبانيا)بعدما أقرت لجنة طبية في(أربيل)ضرورة سفره لمعالجة التلف الحاصل في شبكية عينيه، (فيزا)تعطى لجرذان الحياة وفئرانها،تعطى لكل(قوّاد وعاهرة)لكل(حمار)تسيس في ظلمة الحياة وخلف كواليسها،ولا تعطى لأديب نذر حياته من أجل الكلمة الشريفة،من أجل أن تبقى البلاد صاحية لا تهتز عند النوائب،راح يحكي لنا عذابه الهادئ،ووعود أصحاب النفوذ،كلهم يعرضون خدمات لسانية لا تسمن من جوع،كلهم فشل من أجل الحصول على(فيزا)له،في الوقت الذي يمسكون بمصائر الناس وأرزاقهم،خرجنا إلى حياة تلهث صوب السراب،ناس بلا رحمة يتقاطعون،سوّاق مركبات يقودون بلا(فن..ذوق..أخلاق)،لا أحد يعرف هذا الرجل الوديع أي محيطات أفكار تسكن في رأسه،أي سفن مسرحية هيأ لإنقاذ المجتمع من الغرق، رغم مرضه ذهب يزور صديق أديب أصابه الشلل(أبن الملا عبد الكريم المدرس)الذي لم يحضرني من هول الحزن أسمه،عاد ورافقناه إلى المنزل،عبر سرداب منزله انتقلنا إلى غرفة الضيوف،كان الزقاق(مفلشاً)تحت الصيانة،بحيث أصبح باب المنزل معلقاً في الهواء، تحدث عن سر تعلقه(بهاملت)وعشقه الشديد للمسرحية،حتى تولدت لدي فكرة الكتابة عن(هاملت في مسرح محي الدين زنكنة)،لا أعرف هل بوسعي تكملة هذا المشروع أم أطرح الفكرة على نقّاد المسرح للكتابة عن هذا الفاصل الحيوي في مسرحياته،سأل عن(ديالى)،عن أدباء(ديالى)عن(بغداد)وعن أدباءها،متذمراً غير راضياً من أوضاعنا،متحسراً عن تلك الأيام التي كانت مليئة باللقاءات والمهرجانات الأدبية،رفع كتاب(هاملت)قال:كل عام أعيد قراءته..!!ثم عرض علينا تماثيل برونزية لـ(مكسيم غركي وغوغول)قال:اقتنيتها من روسيا..!!،تحدث عن ستالين،من خلال الفلم الذي رآه،قال:أشعر بكثير من الأرق،منعني الطبيب من القراءة وحتى رؤية التلفاز،أية حياة نعيش..!!،وعند الغداء كنت صائماً(يوم الاثنين)أديت صلاتي والتقطت صوراً للمأدبة التي كانت ممدودة بينه وبين(سعد)،قال ضاحكاً:سنطلب من(كاك تحسين)شبراً في الجنة..!!بعد نصف ساعة أخذنا إلى سرداب بيته،وجدنا مكتبة تحوي مئات الكتب والمجلدات،طاولات منتظمة،كومبيوتر،معرض يحوي أكثر من مئة كاسيت مسجل،ورف عليه أحدث الإصدارات التي أصدرتها المطابع من مؤلفاته،فتح لنا دولاب خشبي مغلف بمشمع(مزنجر)عرض علينا(عشرات الكيلو غرامات)من الورق المرزوم بدقة،قال:هذه كلها مشاريع أدبية وأفكار متراكمة منذ بداية عهدي بالكتابة..!!،قال أيضاً:طلب مني(فخري كريم)إعادة طبع مؤلفاتي..!!،مكان عمله يشبه أمكنة كبار الكتاب الروس،حيث الهدوء المطلوب والنظام الصارم،لم يبحث(أبو آزاد)عن الشهرة في يوماً ما،بل كانت الشهرة تتصيده،تراقبه،تبحث عنه،تمطره بالجوائز،قال أيضاً:هناك مشروع تواقيع ستنشر على المنظمات الإنسانية من أجل الحصول عل(فيزا)لي،من بين الموقعين ذكر(كاظم حبيب)وآخرون..!!لم أحفظ أسماءهم يا لسوء حظي.
***
مات(محي الدين زنكة)،تاركاً حسرة كبيرة في قلبه،حسرة عدم إعطاءه(فيزا)كي يعالج شبكية عينية.
السؤال المطروح..
أمام الحكومة العراقية..
أمام حكومة إقليم(كوردستان)..
بعد العجز الذي حصل لتلبية رغبة كاتب بوزن(محي الدين زنكنة)..هل من الممكن تخليده في جائزة سنوية عالمية في المسرح أسوة ببلدان العالم المتحضرة..؟؟
فهو يستحق أكثر من هذا..
يستحق أن يخلد أسمه بإطلاقه على أحدى الشوارع أيضاً..!!
يستحق تصنيف مؤلفاته المسرحية والروائية والقصصية ضمن مقررات الدراسة الجامعية..!!
يستحق جناحاً خاصاً في المتحف توضع فيه مؤلفاته وأوراقه ومقتنياته أسوة بأدباء العالم المشاهير..!!
***
تغمده الله برحمته..وأسكنه فسيح جناته..!!



#تحسين_كرمياني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسرحية(ماما..عمو..بابا..ميت)القسم الثاني..الأخير
- ماما..عمو..بابا..ميّت(مسرحية)القسم الأوّل
- حديث مقاهينا(مسرحية)المشهد الثالث/الأخير
- حديث مقاهينا(مسرحية)المشهد الثاني
- حديث مقاهينا(مسرحية)المشهد الأوّل
- قصة قصيرة(الذبيحة)مهداة إلى/سعد محمد رحيم
- رواية(قفل قلبي)القسم الأخير
- قفل قلبي(رواية)16 الديوان الملحق بالرواية2
- قفل قلبي(رواية)16
- قفل قلبي(15)
- قفل قلبي(رواية)14
- قفل قلبي(رواية)13
- قفل قلبي(رواية)12
- قفل قلبي(رواية)11
- قفل قلبي(رواية)10
- قفل قلبي(رواية)9
- قفل قلبي(رواية)8
- قفل قلبي(رواية)6
- قفل قلبي(رواية)7
- قفل قلبي(رواية)5


المزيد.....




- ذاكرة الألم والإبداع في أدب -أفريقيا المدهشة- بعين كتّابها
- “361” فيلم وثائقي من طلاب إعلام المنوفية يغير نظرتنا للحياة ...
- -أثر الصورة-.. تاريخ فلسطين المخفي عبر أرشيف واصف جوهرية الف ...
- بإسرائيل.. رفع صورة محمد بن سلمان والسيسي مع ترامب و8 قادة ع ...
- الخرّوبة سيرة المكان والهويّة في ررواية رشيد النجّاب
- -عصر الضبابية-.. قصة الفيزياء بين السطوع والسقوط
- الشاعر المغربي عبد القادر وساط: -كلمات مسهمة- في الطب والشعر ...
- بن غفير يسمح للمستوطنين بالرقص والغناء أثناء اقتحام المسجد ا ...
- قصص ما وراء الكاميرا.. أفلام صنعتها السينما عن نفسها
- الفنان خالد تكريتي يرسم العالم بعين طفل ساخر


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - تحسين كرمياني - بعد رحيله..جائزة محي الدين زنكنة للمسرح