أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - بوابة التمدن - حسام عيتاني - غزو «اللامفكر فيه»














المزيد.....

غزو «اللامفكر فيه»


حسام عيتاني

الحوار المتمدن-العدد: 3097 - 2010 / 8 / 17 - 19:00
المحور: بوابة التمدن
    


الثلاثاء, 17 أغسطس 2010

فيضانات باكستان وحرائق الغابات في روسيا بعد موجة حر استثنائية عاش شرق المتوسط نظيراً لها، ينبغي أن ترتبط بخيط واحد يعين على رسم صورة المستقبل الذي تنتظره البشرية.

لقد درج التفكير السياسي التقليدي على أخذ الاعتبارات الاقتصادية والاستراتيجية والأمنية أثناء وضع خطط المستقبل. ولم تكن مسائل البيئة والمياه والمناخ تحضر سوى كمكونات محلية عابرة. هذه العناصر كمُنت طويلا في الحيز «اللامفكر فيه»، وساهمت من دون إدراك السياسيين على مستوى العالم أو ملاحظتهم، في تغيير المعطيات الاقتصادية والأمنية التي تحتل المراتب الأعلى في اهتمامات الحكومات والدول.

ما يجري في العالم هذه الأيام من فيضانات وحرائق يراكم نذر أزمات غذائية وصحية وبيئية عريضة الأبعاد. ويخطئ كثيراً من يعتقد أن الوضع المناخي والبيئي سيعود إلى نوع من الاستقرار وأن الكوارث التي تتراوح بين الأعاصير العنيفة في مناطق غير معتادة على تلك الظاهرة وبين موجات القيظ أو الصقيع، تمكن معالجتها موضعياً.

فيضانات باكستان عينة على ما ينتظر البشرية في الأعوام المقبلة، ليس لناحية عدد الضحايا والمشردين والمهددين بالإصابة بالأمراض المعدية فحسب، بل أيضاً لناحية تداخل كل هذه المشكلات مع مسائل تضاؤل الإنتاج الزراعي والحاجة المتفاقمة الى الطاقة وسط تسارع ذوبان الثلوج في القطبين وفي الأنهار الجليدية التي يُعتقد أنها ضاعفت حجم الكارثة الباكستانية الحالية. ولعل باكستان عينة نموذجية على تداخل الأزمات بعضها ببعض في بلاد تعاني من اضطراب سياسي وطائفي مزمن يتجلى في عدد من الحروب الأهلية المتنقلة بين الشمال والجنوب.

حرائق روسيا، من جهتها، تحمل في طياتها علامات أزمة غذائية جديدة يستبعد الخبراء أن تبلغ الحدة التي بلغتها أزمة عام 2008 التي أدت الى الارتفاع الشديد في أسعار مشتقات الحليب واللحوم. لكنها في المقابل، تسلط الضوء على الحقائق القاسية للأمن الغذائي في العالم الثالث. فمصر التي تحتل المركز الأول بين الدول المستوردة للقمح، مدعوة الى البحث عن بدائل قصيرة وبعيدة المدى عن الاختلال الحاد في ميزان وارداتها من هذه الحبوب.

ولا تزيد مسألة القمح في مصر عن أن تكون رأس جبل الجليد «اللامفكر فيه» البيئي والغذائي في العالم العربي. فمشكلة القمح في مصر جاءت بعد أشهر قليلة من بروز خطر لا يقل جسامة هو ذاك الذي طرحه قرار عدد من الدول الأفريقية إعادة النظر في حصص تقسيم مياه النيل. وغير بعيد من هناك، ما زالت قضية دارفور التي بدأت كمشكلة بيئية سببها زحف الصحراء وخسارة الرعاة مناطق رعيهم وتقدمهم الى مناطق المزارعين، تتطور كأزمة سياسية وعرقية ينوء السودان تحت وطأتها.

ويراقب العراق وسورية بحذر تقلص كمية المياه في دجلة والفرات التي تصلهما من تركيا في الوقت الذي تتقلص المساحات المزروعة في البلدين العربيين بمعدلات غير مسبوقة، ما يدفع المزيد من سكان الأرياف الى الهجرة نحو المدن التي تعيش بدورها ظروفاً لا تحسد عليها، في حين ما زالت السيول التي أصابت جدة والرياض تثير دهشة بين المراقبين.

زبدة القول إن إهمال الترابط بين مسائل البيئة التي يبدو وكأنها تخرج عن السيطرة وبين السياسة في العالم، والإصرار على مقاربة المشكلات المستجدة وفق المنظور التقليدي، تكلف البشر خسائر طائلة في الأرواح والأموال والأهم في القدرة على استشراف مستقبل الأجيال المقبلة.






الحياة







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- برنامج لينين: الصبر والسخرية
- الخروج من زنزانة الوحدة - الحزب الشيوعي اللبناني
- وهم الديموقراطية في الشرق الأوسط
- اليسار وضرب العراق
- محاكمة ميلوسيفيتش تهافت العدالة الدولية
- 11 أيلول الآخر
- لمن الأرض؟
- أستراليا: اللاجئون ومراكزهم
- قبل فوات أوان الإصلاح
- مناهضة الامبريالية للاغبياء
- باديلا أو الموجة الثانية من الكرنفال
- الجوع كمسألة تجارية
- محاولة في قراءة الاقتصاد الكوبي: دولرة لا تلغي اشتراكية النظ ...
- ما رأي مارتن انديك؟
- العولمة والإرهاب: رأسمالية الجزر الآمنة


المزيد.....




- تصعيد بري إسرائيلي في غزة وسط ضغوط دولية على نتنياهو
- اتهام رجل ثان في قضية حرائق استهدفت ممتلكات ستارمر
- الخارجية الصينية: ندعم الحوار المباشر بين روسيا وأوكرانيا
- الحب لا يقاس بالسنتميرات.. أسرة صينية تخطف الأنظار وتثير الف ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن إحباط عملية تهريب أسلحة من مصر
- اجتماع أوروبي في بروكسل اليوم لبحث تعليق العلاقات التجارية م ...
- غارات في غزة .. ودول غربية تلوح بعقوبات على إسرائيل
- مصادر ألمانية لا تستبعد وجود -صلة اسلاموية- لمنفذ هجوم بيلفي ...
- السودان.. العثور على جثث متحللة في صناديق بأم درمان والجيش ي ...
- طهران: تلقينا مقترحا أمريكيا حول الجولة القادمة من المفاوضات ...


المزيد.....

- حَمّاد فوّاز الشّعراني / حَمّاد فوّاز الشّعراني
- خط زوال / رمضان بوشارب
- عينُ الاختلاف - نصوص شعرية / محمد الهلالي
- مذكرات فاروق الشرع - الرواية المفقودة / فاروق الشرع
- صحيفة الحب وجود والوجود معرفة , العدد 9 / ريبر هبون
- صحيفة الحب وجود والوجود معرفة ,, العدد 8 / ريبر هبون
- صحيفة الحب وجود والوجود معرفة العدد 7 / ريبر هبون
- صحيفة الحب وجود والوجود معرفة الالكترونية , العدد 6 / ريبر هبون
- صحيفة الحب وجود والوجود معرفة , العدد 5 / ريبر هبون
- صحيفة الحب وجود والوجود معرفة العدد 4 / ريبر هبون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - بوابة التمدن - حسام عيتاني - غزو «اللامفكر فيه»