أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حسام عيتاني - الخروج من زنزانة الوحدة - الحزب الشيوعي اللبناني














المزيد.....

الخروج من زنزانة الوحدة - الحزب الشيوعي اللبناني


حسام عيتاني

الحوار المتمدن-العدد: 415 - 2003 / 3 / 4 - 02:46
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    




 

 


يحمل مشروع الوثيقة الفكرية السياسية الذي أعدته قوى الاصلاح والديموقراطية في الحزب الشيوعي نقاطا عدة جديرة بنقاش موسع كالموقف من هوية الحزب ودوره في المجتمع وتحالفاته وطبيعة الاساليب التي اعتمدها في نضالاته في المراحل السابقة.
هذه النقاط والكثير غيرها التي تضمنها المشروع، قد تشكل المدخل الضروري لفتح ملف اليسار اللبناني وإطلاق حوار معمق يتجاوز الاطر الحزبية ليشمل كل من يرى نفسه معنيا بالعمل الوطني العام، لتحديد هوية ومهمات القوى اليسارية وضرورة وجودها على الساحة اللبنانية وانتفاء هذه الضرورة. ولا بأس في توسيع حلقة النقاش الى أقصى حد ممكن سواء لناحية المواضيع المطروحة أو لناحية تنويع توجهات وانتماءات المشاركين فيه، خصوصا في ظل تغيرات تهب على العالم لتخلط الاوراق وتعصف بالمفاهيم التي لا تكاد تستقر على صورة، حتى تبلى.
يتضمن المشروع اذاً قراءة نقدية لمراحل مهمة من تاريخ الحزب، خصوصا في الفترة التي أعقبت انتهاء الحرب الاهلية. لكن ليس من التعسف الزعم ان هذه القراءة ذهبت في التحليل الى أبعد مما يتحمله جسم الحزب والفكر الذي يحركه. كما نحت القراءة في اتجاه يجعل من الصعب تصور نجاح أي إطار تنظيمي، مهما كان مرنا وفضفاضا، في ضم أصحاب هذه القراءة في هيكل حزبي واحد الى جانب القيادة الحالية لناحية النهج أو السلوك الداخلي أو المهمات المتصورة على المستوى الوطني، بناء على صورة القيادة المرسومة في الوثيقة.
ووضع المشروع، معطوفا على أجواء التشنج السائدة أثناء الاعداد للمؤتمر التاسع، يحفز على الخروج باستنتاج بسيط، ربما امتنع واضعوه عن الاشارة اليه: الحزب ينطق بلسانين: لسان يكرر المألوف من الافكار والمواقف ويتمسك بعصمة الفكر الكلاسيكي وبنظرة حذرة بل مستريبة الى التغيير والتجديد، ولسان يدعو الى انفتاح على آفاق أوسع من إقرار مسبق بعدم جهوزية المرجعية الفكرية وقبول مبدأ تشكل هذه المرجعية أثناء العمل لا قبله.
قد تؤدي فكرة التيارات أو المنابر التي دار كلام كثير حولها دورا مهما في بلورة النقاشات وتأطير دعاة <<الاصلاح والديموقراطية>> والى هدنة في الحياة التنظيمية، لكنها ستصل من دون شك الى رسم مسار خاص لقوى الاصلاح يشكل في النهاية مقدمة لظهور حزب يساري ديموقراطي لبناني من رحم الحزب الشيوعي.
ومن دون الغوص في خلفية الصراعات الداخلية وتفاصيلها، ومن دون الخجل من رجس تهمة <<الانشقاق>>، لعله بات من الافضل للشيوعيين ولليسار اللبناني عموما إنهاء الازدواجية والانفصام وإعلان طلاق هادئ وعقلاني، <<مخملي>>، بين من يريدون الحزب بنهجه وفكره وقيادته الحالية وبين من يريدون تغييرا يتيح لهم الانعتاق من قيود يرون انها تنتمي الى زمن انقضى وتحول دون قيام اليسار بدور يعتبرون انه في صلب التزاماته إزاء لبنان واللبنانيين اليوم.
هذا الطلاق قد يبدو أصعب على التنفيذ من الدعوة اليه. وربما على الطرفين البدء في دراسة الجوانب الايجابية فيه لناحية الخروج من المأزق القائم منذ أكثر من عقد حيث يمسك كل طرف بتلابيب الآخر ليسقط الجميع في أفخاخ المناوشات الداخلية اليومية العقيمة، بما يعيق أي عمل سياسي مجد يمكن ان ينجزه الحزب. وربما على الجانبين ان يقدما تضحيات للوصول الى الانفصال اذا أيقنا استحالة الاستمرار في الوضع الحالي.
ولعل من المفيد دراسة تجربة الشيوعيين الايطاليين الذين لم يجدوا في مطلع التسعينيات بداً من التفرق الى تشكيلين سياسيين (شهد أحدهما حالة انشقاق ثانية) وان يجعلوا من خلافاتهم مادة للنقاش السياسي العام تتم على أساسه صياغة المواقف والبرامج، من دون ان يعني ذلك بالضرورة صلاح هذا النموذج على وجاهته، للحالة اللبنانية.
وما يزال تاريخ الحزب الممتد الى منتصف العشرينات من القرن الماضي والصفحات البراقة لنضالاته من الحركة النقابية الى جبهة المقاومة الوطنية ضد الاحتلال الاسرائيلي، ما يزال يشكل عامل وحدة. في حين ان جملة من المسائل السياسية أهمها العلاقة مع سوريا الى جانب قضايا فكرية وتنظيمية كالتحالفات المقترحة وهيكلية الحزب والهيئات القيادية، تبرز كعوامل انقسام. اذاً، لا بد من تسوية تقوم على وعي كل من الجانبين لما يمكن ان يربح أو يخسر في حال قرر إنهاء الصيغة الحالية من عمل الحزب.
لا يجب ان تُقرأ هذه الاسطر كدعوة الى شق الحزب الشيوعي على طريقة الاحزاب الشيوعية العربية التي أضعفتها الانقسامات المتتالية وأوصلتها الى الالتحاق بركب الانظمة الحاكمة، وليست دعوة الى رجم الوحدة المقدسة لمجرد التمتع بتدمير مجاني لآخر المحرمات. فليس ما تقدم أكثر من طلب متواضع للتفكير بخيار تم تجاهله والتخويف منه وتحقيره لوقت طويل، على انه طريق ممكن لإعادة رسم صورة يسار فاعل وحي.
في حالات كثيرة ينقلب <<المقدس>> الى عبء وعقبة أمام التطور، وربما أصبحت الوحدة في الحزب الشيوعي عقبة حقيقية أمام انطلاقه الى رحاب يستحق ان يحتل الحزب فيها مساحة واسعة تليق بتاريخه وشهدائه والاهم الاهم، تليق بما يجب ان يحمل من أحلام لأجيال مقبلة من المواطنين.
لقد تحولت وحدة الحزب الى زنزانة يقبع فيها سجينان متخاصمان لا عمل لهما الا مناكفة بعضهما وتنغيص واحدهما لحياة الآخر بالتفاصيل والصغائر، على بؤس ما في حياة كل منهما، فيما السماء خارج السجن تتسع لتحليق ملايين النسور باسطة أجنحتها تحت أشعة الشمس.
ربما حان الوقت للخروج من زنزانة الوحدة.

 
©2003 جريدة السفير
 



#حسام_عيتاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وهم الديموقراطية في الشرق الأوسط
- اليسار وضرب العراق
- محاكمة ميلوسيفيتش تهافت العدالة الدولية
- 11 أيلول الآخر
- لمن الأرض؟
- أستراليا: اللاجئون ومراكزهم
- قبل فوات أوان الإصلاح
- مناهضة الامبريالية للاغبياء
- باديلا أو الموجة الثانية من الكرنفال
- الجوع كمسألة تجارية
- محاولة في قراءة الاقتصاد الكوبي: دولرة لا تلغي اشتراكية النظ ...
- ما رأي مارتن انديك؟
- العولمة والإرهاب: رأسمالية الجزر الآمنة


المزيد.....




- جامعات بتونس تشهد احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين.. وصحفي يعلق لـ ...
- روجوف: ماكرون مصاب بـ -فيروس زيلينسكي-
- شاهد: حلقت لمدة 11 ساعة برفقة سوخوي سو-30.. روسيا ترسل قاذفا ...
- أردوغان يعلن إغلاق باب التجارة مع إسرائيل وتل أبيب تبحث فرض ...
- الصين ترسل مسبارا للبحث عن أسرار الجانب المظلم من القمر
- صحيفة: إسرائيل أمهلت حماس أسبوعا للموافقة على اتفاق لوقف إطل ...
- استخباراتي أمريكي سابق يحدد كم ستصمد ألوية -الناتو- في حالة ...
- بالفيديو.. مئات أسود البحر تجتاح منطقة فيشرمان وارف الشهيرة ...
- في يوم حرية الصحافة.. غزة وأوكرانيا تفضحان ازدواجية المعايير ...
- مصر.. أستاذ فقه بجامعة الأزهر يتحدث عن حكم -شم النسيم- والجد ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حسام عيتاني - الخروج من زنزانة الوحدة - الحزب الشيوعي اللبناني