أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حسام عيتاني - اليسار وضرب العراق














المزيد.....

اليسار وضرب العراق


حسام عيتاني

الحوار المتمدن-العدد: 291 - 2002 / 10 / 29 - 02:45
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

هل يتناقض الانتماء الى اليسار مع معارضة الحرب على العراق؟
نعم. يجيب كريستوفر هيتشنز في بيان اتهام يعلن فيه افتراقه عن رفاقه السابقين في اليسار الاميركي (<<الواشنطن بوست>> عدد 20/10). فصدام حسين بدأ استحواذه على السلطة من خلال تصفية الشيوعيين والحركة النقابية، قبل ان يحول اهتمامه الى الأكراد الذين كانت قضيتهم تحتل مركزا متقدما على لائحة قضايا اليسار في العالم العربي.
وفي الوقت الذي كان الديموقراطيون والجمهوريون الاميركيون يحومون فيه حول صدام حسين للبحث عن السبل الكفيلة بجعله زبونا دسما وحليفا مفيدا، كانت المعارضة اليسارية والكردية العراقية تقاتل من أجل <<تغيير النظام>>، الشعار الذي يرفعه اليوم الرئيس جورج بوش وتعارضه قوى اليسار في العالم، التي توفد الى بغداد البعثات لتعزية حكامها في عزلتهم.
وبعدما يشير الى مثالب حركة الاعتراض على الحرب التي يتقدم صفوفها وزير العدل في ادارة الرئيسين ليندون جونسون (الذي شهد عهده مواجهات عنيفة مع حركة الحقوق المدنية) وجيمي كارتر، رامزي كلارك والنائب البريطاني جورج غالواي الذي اعتبر ان يوم سقوط الاتحاد السوفياتي هو اليوم الأتعس في حياته، يتناول هيتشنز دفاع أحد كبار المثقفين اليساريين نعوم تشومسكي عن نظام سلوبودان ميلوسيفيتش عندما كان يرتكب التطهير العرقي في البوسنة وكوسوفو ضد المسلمين.
ويندد هيتشنز بما يعتبره ديماغوجية في تحذيرات اليساريين من الهجوم الجديد على العالم الاسلامي متسائلا <<أليس الأكراد مسلمين؟ أليست الحكومة الافغانية الجديدة مسلمة؟ ألن تكون الحكومة العراقية المقبلة مسلمة؟>>، متهما اليسار بالنزعة المازوشية الى إنكار أي قيمة للمجتمع المدني وبالحنين الى ستالينية تفوح منها الروائح العفنة، مسفهاً الدعوات الى حل القضية الفلسطينية اولا والعمل على ردع واحتواء الحكم العراقي.
ويرد هيتشنز على الذريعتين الأبرز في الدعوات الى معارضة الحرب وهما ان الولايات المتحدة والغرب عموما دعما صدام حسين في مراحل سابقة وأن السلوك الغربي إزاء العراق يتسم بازدواجية المعايير، بالقول ان الذريعة الاولى تضاعف مسؤولية الولايات المتحدة في إقصاء صدام حسين للتخفف من العبء الاخلاقي الذي تحمله بسبب دعمها القديم له. وبالنسبة للذريعة الثانية فيحيل الى معارضة الحكومتين السعودية والتركية لتغيير النظام في بغداد متسائلا عن المنطق الذي يجعل اليسار يؤيد الحفاظ على الوضع جامدا في الشرق الأوسط. وهل يتعارض منح الأكراد بعض الحقوق وما يسببه ذلك من إزعاج للحكومة التركية، وتقليص الهيمنة السعودية على النفط، مع مطالب اليسار في العالم؟
ويعبر هيتشنز الذي شارك في عشرات المسيرات المعارضة للحرب في فيتنام والمؤيدة لحقوق الفلسطينيين، عن احتقاره ليساريين يرون في اسامة بن لادن ناشطا مناهضا للعولمة انحرف قليلا عن المسار الصائب ويعتبرون ان ميلوسيفيتش وصدام ضحيتين لهجمة امبريالية أميركية.
ويختتم هيتشنز مقالته بالتنديد بأخلاق عالم يرى في الرئيس الفرنسي <<الفاسد واليميني>> جاك شيراك مؤيدا أهم من الديموقراطيين العراقيين المطاردين في أنحاء العالم، وفي الرئيس كارتر الذي حرض صدام على مهاجمة ايران في العام 1980 (من دون قرار من الأمم المتحدة او الكونغرس!) رجل دولة أكثر مسؤولية من بوش.
╫╫╫
موقف هيتشنز إشكالي بامتياز. فرسم خط فاصل بين الاعتراض على الهجوم الاميركي على العراق او على أي من الدول العربية (في مستقبل قد لا يكون بعيدا) وبين الدفاع عن الأنظمة العربية القائمة، بكل ما تمثل من تخلف وقمع وعبثية، في غاية الصعوبة. بل هو مستحيل بالنسبة الى مثقف يساري أميركي من عيار هيتشنز يرى في إسقاط صدام، حتى بواسطة حرب يشنها رئيس من نوع جورج بوش، خطوة الى الأمام نحو تحرير هذه المنطقة من حمل الأنظمة المقيتة.
ويتشابه موقف هيتشنز الى حد ما مع موقف مثقف يساري آخر هو صادق جلال العظم (في مقابلة مع <<الملحق الثقافي>> في <<السفير>> في ايلول الماضي) حيث عبر عن تأييده للخروج من الجمود العربي الحالي ولو عن طريق إسقاط الأنظمة.
يفرض مستوى التهديد الأميركي للمنطقة العربية على قوى اليسار إعادة تقييم رؤيتها وتحليلها. فما كان في صلب العناصر المكونة للموقف اليساري، لم يعد صالحا اليوم. والنظرة العدائية المسبقة الى كل تصرف تقوم به الولايات المتحدة، والمزج غير الموفق غالبا (والذي تعود جذوره الى الزمن الستاليني) بين المسائل القومية وقضايا التطور الديموقراطي، بمعنى وضع التحرر الوطني وضرورة تحقيقه وإنجازه كمهمة تتجاوز في الأهمية الدفاع عن الحريات المدنية والديموقراطية، أصبح عائقا أمام تطور موقف تقدمي من المسائل التي تواجه العالم العربي.
وتقترب في هذه الأثناء الساعة التي سيجد فيها العرب بمجموعهم، الواقع وقد تغير الى درجة تفوق ما بلغته استعدداتهم في مجالات الفكر والسياسة بل وحتى الحياة اليومية.
 

©2002 جريدة السفير
 

 



#حسام_عيتاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاكمة ميلوسيفيتش تهافت العدالة الدولية
- 11 أيلول الآخر
- لمن الأرض؟
- أستراليا: اللاجئون ومراكزهم
- قبل فوات أوان الإصلاح
- مناهضة الامبريالية للاغبياء
- باديلا أو الموجة الثانية من الكرنفال
- الجوع كمسألة تجارية
- محاولة في قراءة الاقتصاد الكوبي: دولرة لا تلغي اشتراكية النظ ...
- ما رأي مارتن انديك؟
- العولمة والإرهاب: رأسمالية الجزر الآمنة


المزيد.....




- مصر.. ماذا نعلم عن إبراهيم العرجاني بعد تعيينه رئيسا لاتحاد ...
- واشنطن وطوكيو تخصصان 3 مليارات دولار لتطوير صاروخ جديد يعترض ...
- هل ما يزال مكيافيلي ملهما بالنسبة للسياسيين؟
- سيناتور أمريكي ينتقد تصرفات إسرائيل في غزة ويحذرها من تقويض ...
- خطأ شائع في تنظيف الأسنان يؤدي إلى اصفرارها
- دراسة: ميكروبات أمعاء الأب تؤثر على نسله مستقبلا
- بعد 50 عاما من الغموض.. حل لغز ظهور ثقوب بحجم سويسرا في جليد ...
- خبراء: هناك ما يكفي من الماء في فوهات القمر القطبية لدعم الر ...
- الضغط على بايدن لمخاطبة الأمة إثراندلاع العنف في الجامعات
- السلطات الإسرائيلية تؤكد مقتل أحد الرهائن في غزة


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حسام عيتاني - اليسار وضرب العراق