أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حسام عيتاني - باديلا أو الموجة الثانية من الكرنفال














المزيد.....

باديلا أو الموجة الثانية من الكرنفال


حسام عيتاني

الحوار المتمدن-العدد: 163 - 2002 / 6 / 17 - 06:54
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


اخطأ خوسيه باديلا خطأ جسيما باختياره العودة الى الولايات المتحدة في ايار الماضي. لقد كانت البلاد تغلي كالمرجل جراء سجال محتدم حول تقصير الاجهزة الامنية في كشف مخططات اسامة بن لادن للقيام بهجمات 11 ايلول قبل وقوعها.
وجاء اعتقال باديلا في الوقت المناسب بل المثالي ليقلب صفحة هذا النقاش ويفرض اعادة نظر في كل ما تقدم من كلام قيل او اذيع عن اجهزة الاستخبارات وفشلها وتقصيرها.
ومن المبرر تماما من وجهة نظر السلطات الاميركية صب كل الغضب على <<القاعدي>> الاخير. فسيرته الشخصية تشير الى مجرم صغير تدرج في ارتكاب السرقات ثم اعتنق الاسلام لسبب غير مفهوم قبل ان ينتقل الى باكستان وافغانستان للانضمام الى طالبان و/او القاعدة.
وهو اضافة الى ذلك ناكر للجميل من طراز منحط. لقد رفس النعمة التي قدمت اليه عبر السماح له بالمجيء من بلده التافه بورتو ريكو الى الولايات المتحدة التي حمل جنسيتها، حيث اختار عالم الاجرام والعصابات كمنصة للقفز منها الى ادغال <<الارهاب>> المناهض لاميركا. فاستحق حرمانه من حقوقه المدنية قبل توجيه اي تهمة اليه ونقله الى ايدي القضاء العسكري الذي لا يقر بأكثرية الاجراءات المعمول بها في القضاء المدني.
كل ذلك يناقض ما مر به مواطنه وأخوه في الانتماء الى القاعدة جون والكر ليند، الذي وقع في اسر الاستخبارات الاميركية في افغانستان ونقل منها الى الولايات المتحدة مباشرة، من دون المرور بمحطة غوانتانامو الاجبارية بالنسبة لاعضاء طالبان والقاعدة الاخرين من غير حملة جواز السفر الاميركي.
كما تنظر محكمة مدنية في قضية ليند. وبرغم الاجراءات المشددة التي تحيط به، فان والديه ومحاميه على اتصال دائم به، فيما تحتج محامية باديلا على منعها من لقاء موكلها الذي يختلف عن ليند بأنه لا ينتمي الى الطبقة المتوسطة البيضاء وأن اهله ليسوا من فئة المحامين المحظوظة والميسورة في المجتمع الاميركي.
وقبل ذلك كله، يأتي باديلا، بكل صفاقة، لاستطلاع امكان تفجير قنبلة قذرة في واشنطن جاهلا ان صديقه <<ابو زبيدة>> قد باح باسمه. لقد استحق باديلا بغبائه كل ما يسومه عناصر <<اجهزة تطبيق القانون>> الاميركية من صنوف العذاب وضروب الذل.

وقدم باديلا من حيث لا يدري، اشارة الانلاق لكرنفال متعدد الالوان. معلقو محطات التلفزة الاميركية، لا يتوقفون عن الاشادة بالتعاون بين الاجهزة <<الذي يأتي بالمعجزات>> على حد وصف احدهم. الاتهامات المتبادلة بين مكتب التحقيقات الفدرالي ووكالة الاستخبارات المركزية بالمسؤولية عن التقصير، انسحبت الى امكنة منسية من الارشيفات. الرسالة المفتوحة التي وجهتها احدى ضباط مكتب التحقيقات كوليين رولي الى مديره روبرت موللر، وتشير فيها الى عرقلة مسؤولين في المكتب لمتابعة التحريات حول <<الخاطف العشرين>> زكريا الموسوي، لم تعد تستحق المتابعة، وغابت جلسات الاستماع في الكونغرس عن اداء اجهزة الاستخبارات قبل 11 ايلول وراء ستار سميك من عناوين الاخبار المثيرة.
لقد وقعت سمكة كبيرة في الشباك وعلى الجميع الانتباه الى ما تحمله هذه السمكة من اسرار جديدة.
الموجة الثانية من الكرنفال المناهض للارهاب يبدأ عندما تتوارد الانباء عن اعتقال خلية للقاعدة في المغرب وتوقيف اشخاص في باكستان وفرنسا وهولندا يتشاركون جميعا في الانتماء الى التيارات الاسلامية المتطرفة ويخططون في الخفاء لامور تبقى طي الكتمان لاسباب غير معلومة.
اجواء الاثارة هذه تطرح اسئلة عدة: هل تدخل هذه المعطيات في الصراع السياسي بين الجمهوريين والديموقراطيين مع اقتراب الانتخابات النصفية للكونغرس؟ هل تصب بعض التطورات الاخيرة في اطار التوتر بين الهند وباكستان واعادة تلميع صفحة اسلام اباد ودورها في الحرب على الارهاب؟ هل هناك من يريد دفن التحقيق في ما اذا كانت الاجهزة الاميركية تعرف عن التخطيط لهجمات 11 ايلول، تحت ركام من المعلومات قليلة وربما معدومة القيمة عن اعتقالات و<<قنابل قذرة>> وما شابه؟ هل سيظهر من يستغل الكرنفال الجديد للتذكير بأهمية ملاحقة الارهاب الى اماكن اخرى كلبنان وفلسطين وغيرهما؟
واذا كان تنظيم القاعدة يستطلع امكان تفجير قنبلة اشعاعية في الولايات المتحدة بعد تسعة اشهر من المطاردة التي لم يسبق لها مثيل، فما حقيقة وضع هذا التنظيم اليوم وهل يمتلك ما يكفي من الامكانات لتوجيه هذا النوع من الضربات، واذا كان الرد بالايجاب فكيف امكن ان ينجو بنفسه وبامكاناته (وبزعيمه اسامة بن لادن في الدرجة الاولى) بعد كل هذه الارواح التي ازهقت والمليارات التي انفقت وما لا يحصى من ساعات البث التلفزيوني المباشر التي سلطت على عقول مليارات البشر؟
الكرنفالات لا تجيب عن اسئلة. انها متعة للبصر ومشهدية والوان تخطف الألباب. وكيف سيكون الامر اذا كان الكرنفال ذا نكهة <<امنية>> قوية تحمل من الظلال المطلقة العنان للخيال بقدر يقل عما تبوح به؟ او ليس التضليل جزءا من العمل الأمني؟.
جريدة السفير


#حسام_عيتاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجوع كمسألة تجارية
- محاولة في قراءة الاقتصاد الكوبي: دولرة لا تلغي اشتراكية النظ ...
- ما رأي مارتن انديك؟
- العولمة والإرهاب: رأسمالية الجزر الآمنة


المزيد.....




- السعودية.. القبض على مواطن بتهمة ابتزاز قاصرين على شبكات الت ...
- ما هي مطالب طلاب الجامعات الأمريكية بخصوص الحرب في غزة؟
- عشرات الملايين يستخدمون تطبيق واتساب سرا في الدول التي تحظره ...
- بسبب دعمه لحماس على تطبيق واتساب.. ضابط شرطة بريطاني يواجه ت ...
- ترمب يستغل توقف محاكمته لاستئناف حملته الانتخابية
- تركيا تعتقل 41 شخصا للاشتباه في ارتباطهم بتنظيم -داعش-
- قراءة في المتن على هامش -انتفاضة الجامعات الأميركية-
- صحف عالمية: نتنياهو تائه وكمين إستراتيجي ينتظره برفح
- ما سيارات أشهر وأهم الشخصيات في عالم التقنية الآن؟
- محكمة إسرائيلية ترفض التماسا للأسير مروان البرغوثي


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حسام عيتاني - باديلا أو الموجة الثانية من الكرنفال