اقريش رشيد
الحوار المتمدن-العدد: 3097 - 2010 / 8 / 17 - 16:08
المحور:
حقوق الانسان
مدينة " الرازي " تتوسل لأضرحتها
سلا ، توقفت مشاريعها ، واختلط حابلها بنابلها ، وتدهورت حالاتها ، وتسخت أزقتها ودروبها ، وانقطعت الإنارة العمومية في بعض أحيائها ، وكثرت بها قمامات الازبال ، مدينة الرازي ، بالفعل.
الجماعة نجحت فعلا في تبذير المال العام ، في مهرجانات لم تعطي الانطباع الجيد.
سلا تعيش أحلك أيامها ، سلا تموت يوما عن يوم ، سلا تحتضر ، لا مشاريع اكتملت ولا مبادرات تحققت.
يتحدث تجار الكلام ، عن الإستراتيجية الكبرى للمدينة ، وهم غارقون في الحلم ، عن إي إستراتيجية يتحدثون ، عن إي تنمية يتكلمون .
سلا ، فقدت بريقها ، فمن ينقد هذه المدينة من العبث السياسي ؟
سلا تنادي من بعيد وقريب ، انقدوني إني أغرق أغرق ....
سلا ، تتوسل إلى الأضرحة ، إلى جميع مقابرها التي تحتضن أرواح رجالتها الذين بنو صرحها ، أن تحل بها بركاتهم الصوفية ، سلا ، ليست في حالة إغماء ، بل في حالة مس شيطان سياسي ، افقدها رونقها الأصيل .
لم يعد لها شيء ، سوى التوسل إلى الله ، أن يحل بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، ليعرف عن كتب ما يقع بسلا ، من خروقات في التعمير ، ومشاكل بيئية ، وأزمة النقل الحضري ، والبنايات العشوائية في أحياء يسمونها " حي الانبعاث " بدون ابعاث ، حي الرحمة" بدون رحمة ، و "حي كريم بدون كرم" ، وحي در الحمرا" و حياء أخرى بجماعة احصين " القرية " التي تعيش وتمثل " هي فوضى " من الازبال ، مع غياب القانون ، وغياب الجماعة الحضرية ، ومجالسها برمتهم .
سلا الجديدة ، لم تعد جديدة ، بل حيا من الأحياء المؤلفة لسلا ، وما يقع في باقي الأحياء يقع فيها ، " من عاشر وما أربعين ليلة ، أصبح منهم " في الأوساخ والازبال وشتى أنواع الانحرافات المعروفة.
هذه هي سلا ، المدنية التي دخلت التاريخ قبل الف ليلة وليلة ، قبل أن تدخل أي مدينة سجل " الحضارة" ، ها هي اليوم في الرتبة الأخيرة تنتظر الزيارة الملكية لتكشف غمتها وتحل عقدتها.
#اقريش_رشيد (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟