أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اقريش رشيد - مكونات الهوية المغربية إقصاء مكون كمن يرغب في فقدان أحد أبويه














المزيد.....

مكونات الهوية المغربية إقصاء مكون كمن يرغب في فقدان أحد أبويه


اقريش رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 2864 - 2009 / 12 / 21 - 16:24
المحور: الادب والفن
    



تتكون الهوية المغربية من عدة مكونات أساسية لا يمكن الفصل بينها و هذه الخصوصية التي ينفرد بها الشعب المغربي تجعله محط إعجاب و تأمل من فبل المهتمين و الباحثين في الانتروبلوجيا و السوسيولوجيا و يكمن هذا التتبع في خاصية التي ألهمت الدولة الأمن و السلام و أن التعايش السلمي الرائع يفوح سيمفونية عطرة تتموج موجاتها من طنجة إلى الكويرة عبر تخوم الصحراء المغربية العريقة هي أروع صورة أبهرت العالم.

فالتنوع الفسيفسائي في التراث المغربي الشعبي و الفلكلوري و الإبداع الفكري لم يقتصر على المحيط الجغرافي للمغرب الكبير بل داع صيته في جميع الأمصار العربية و الإسلامية بجودة منتوجيته الإبداعية الفكرية في جميع ضروب الحياة المعرفية بل أصبح مرجعا لبعض مفكري المشرق و الغرب و نذكر على سبيل المثال ابن رشد و ابن خلدون و اليوسي... رموز لها أكثر من دلالة علمية بل شخصيات كارزماتيكية غير عادية سواء على المستوى الفكري الفلسفي أو الفقهي أو السياسي ...

إن الثقافة المغربية و نقصد بها الإنتاج الفكري المتنوع في جميع ميادين المعرفة هو نابع من ذات مفكرة لحضارة أصيلة و ضارية في القدم امتزجت فيها الجذور الامازيغية بالإفريقية و الأوروبية و العربية الإسلامية.

هذه الخصوصية في الهوية المغربية التي يدافع عنها العديد من أبناء المغرب الأحرار و الشرفاء لبقائها وصون مميزاتها لم تنطلق من عبث بل من ارتباط جغرافي و عقائدي و هوياتي هو أصل الكينونة المغربية التي حافظت على مر العصور بكل عناصرها الأصلية و الأصيلة.

إن الامازيغية كمكون أساسي هام للشخصية المغربية استطاع أن يحافظ على وجوده من خلال رواد وهبوا أنفسهم لهذا الغرض النبيل حيث عملوا على إحياء و بعث التراث الامازيغي من سباته العميق و احياء الإرث الحضاري و الثقافي و دافعوا عن العمارة و الأسماء الامازيغية.

في هذه المسيرة، كان لابد على رجالات الحركة الامازيغية أن يدافعوا عن كينونة الانتربولوجية دون إحداث انقسامات أو رجات من شانها إشعال فتيل الفتنة، و نهجت و اتسمت الحركة الثقافية الامازيغية بالحكمة والبصيرة و منطق العقل و اتزان عجيب تتحاشى بذلك أقاويل المعارضين و دووا النوايا السيئة.

في هذا الإطار عرفت الساحة المغربية ميلاد العديد من الجمعيات الامازيغية تحمل هم القضية الوطنية فشاع نور يقينها و أضاء شعاع خصوصياتها فتعددت المهرجانات ,اللقاءات، الندوات بل تعدى ذلك الى خلق جو التنسيق و أصبح الهم الثقافي و العمارة و الثرات حلما محققا بدء بخطاب صاحب الجلالة الملك الراحل الحسن الثاني حينما طالب بإعطاء العناية للثقافة الامازيغية ليتأكد مرة أخرى مع " اكليد الجديد " الملك محمد السادس نصره الله بمناسبة خطاب أجادير التاريخي كانت لحظة تاريخية بكل المقاييس تنفس فيها أبناء مازغ الصعداء وتستبشروا خيرا عندما أمر جلالته بخراج المعهد الملكي الامازيغي لحيز الوجود و تبنيه الخط الامازيغي تيفيناغ ليتعزز المشهد الإعلامي بالقناة التي ينتظرها بشغف.

إن الاهتمام بالقضية الامازيغية و الدفاع عنها، منطق يكمن في أن المغرب لا يمكن إلا أن يكون ذاته هو يعرفها كامل المعرفة و لتدليل على عظمة القضية العديد من الدول اعترفت باللغة الامازيغية و أصبحت تدرس في جامعاتهم و معاهدهم هو اعتراف صريح بأنها لغة تدحض بذلك ترهات المعارضين القائلين أنها ليست لغة .

الباحث و العالم الكبير "دوسوسي"ر قال بان النحل يملك لغة، فكيف تسنى لهؤلاء اللذين ينكرون وجدها أللسني، أن يحرموا شعبا من لغته التي تدل الحفريات العلمية على أنها ضاربة في أعمق آلاف السنين قبل الميلاد....

إننا مغاربة تربة و تربية و لا يمكن بحال من الأحوال أن نقصي مكون من مكونات هويتنا المغربية و إلا نكون كمن أراد أو رغب في فقدان احد أبويه.



#اقريش_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحكم الذاتي خيار استراتيجي للديمقراطية الجهوية الموسعة
- الهمة والإسلاميين
- -اللاتمركز و جهوية موسعة- ابرز ما جاء في خطب العرش
- دور المعهد الملكي في توحيد الخطاب الامازيغي بين الأطياف الام ...
- الترشيد السياسي صراع بين الصحافة و السلطة
- الدبلوماسية الأمريكية و السياسة الخارجية محور تناقض
- الفعل السياسي بين المؤسسات و الدولة
- من أجل هوية وطنية و مواطنة
- إشكالية التعليم
- الإجازة المهنية شهادة تمكن الشباب من اكتساب خبرات تقنية لولو ...
- التأطير السياسي وظاهرة الإقصاء ثم العزوف
- التنوع الثقافي العربي في خدمة الرؤية الإستراتيجية العربية
- التنوع الثقافي العربي
- هل الصحافة جزئية مهمة في بناء العقد الاجتماعي و السياسي
- التنمية المستدامة رهان مرهون بين الحكامة الجيدة والتنسيق و ا ...


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اقريش رشيد - مكونات الهوية المغربية إقصاء مكون كمن يرغب في فقدان أحد أبويه