أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - باسل ديوب - محاكم أمن الدولة في دراماأخر الليل السوري














المزيد.....

محاكم أمن الدولة في دراماأخر الليل السوري


باسل ديوب

الحوار المتمدن-العدد: 938 - 2004 / 8 / 27 - 11:53
المحور: الادب والفن
    


عرض التلفزيون السوري مؤخراً المسلسل المصري الليل وأخره ، وهو دراما اجتماعية تتطرق في جملة ما تتطرق إليه إلى قضية الجماعات الإسلامية السلفية التي تعتبرها السلطة المصرية قضية أمن دولة ،
لم نتوقع طبعاً من المسلسل أن يقارب هذه القضية من وجهة نظر مختلفة عن أصحاب المحاكم وهي نفس الجهة المنتجة للمسلسل ( الحكومة) ، أو أن يعمد على تحليل الظاهرة وربطها بأسبابها فالنقاش الموضوعي حول هذا ممنوع في وسائل الإعلام ، لكن الجميل أن تتجاوز الرقابة السورية هذه المواضيع الحساسة وتعرض جلسة درامية ( لمحكمة أمن دولة) شقيقة.
فبغض النظر عن الزج الذي لا مبرر درامياً له لقصة اعتقال الشاب الطبيب سامي على خلفية إمارته لجماعة سلفية متشددة فإن جملة التفريعات الدرامية المتعلقة بالموضوع أدانت هذه التلفيقة من حيث جاءت لتضلل وتزيف حقائق انعدام العدالة وهزال مقولة دولة الحق والقانون بوجود هكذا محاكم كاريكاتيرية ،

يعتقل الشاب حليق الذقن ويحشر مع الملتحين حليقي الشوارب ، ثم يقدم إلى محكمة أمن دولة فالموضوع خطير جداً جداً وكأن النظام على وشك السقوط وكأن قانون العقوبات غفل عن معالجة هكذا قضايا ، يسود القلق والتوتر وكل مظاهر الرعب في الوسط العائلي، وهذا أول مطب إن كان القانون هو السيد فلماذا الرعب (وأخوكو راح يا ولاد) غفل المسلسل وقدم صورة حقيقية لانعكاس تدابير الحكومات العربية المرعب على الناس، حيث مجرد الاعتقال يعني الدخول في الباي باي ومرحبا محاكم بعد ذلك، العم القاضي يستقيل ليتفرغ للدفاع عن ابن أخيه البريء وينثر الإطراءات المجانية حول نزاهة القضاء المصري ، تستدعي الحكومة صهر المعتقل وهو سفير في بلد أوربي وتكف يده فقد ظهر في سلالة زوجته قريب متهم بتهمة أمن دولة (رغم أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته) ويجب تجميده !
ثم تأتي جلسة المحكمة المفتوحة للمواطنين !!!، ولكن رغم عنتظة رئيس المحكمة الدرامية في سؤال المتهم سامي فإنه يخطب ببلاغة مقدماً آراءه في الإسلام العصري وموقفه من المرأة وفتح باب الاجتهاد منتقداً (أخيه) في الجماعة ورجعيته الشديدة مظهراً إياه كشيطان رجيم ليسارع القاضي إلى إعلان براءته فوراً في حكمه الذي لم يلحظ هؤلاء المساكين الملتحين بشوارب حليقة، كومبارس العدالة الاستثنائية ،فيهيص أقارب الدكتور للعدالة رغم أن ذلك يعد جريمة جلسة بامتياز لكن الضرورة الدرامية والدعائية تتطلب ذلك ،
لن نعدد مطبات العرض الغبي للبيروقراطية الحاكمة لكن أليست محكمة رأي مثالية للوهلة الأولى وإذا تعمقنا أكثر في التحليل نرى أن الرأي لا يعنيهم إلا إذا كان رأياً سلبياً بالحكومة أو داعياً للديمقراطية، فهذه الآراء الرجعية لا تقض مضاجع السلطة هناك وطالما عممتها وساهمت في استشرائها لا بل تضيق على خصوم هذا الفكر أشد التضييق ، وهي تحاكم الشباب لا على أرائهم غير العصرية بل على نشاطهم السياسي وتنظيمهم،
وفي ذلك البلد كما في غيره طرائف عن هذه المحاكم منها تحويل مواطن إلى محكمة أمن دولة لكتابته جملة لا لتوريث الحكم على أحد الشوارع في ضواحي القاهرة وتحويل آخرين بتهمة إقامة تنظيم شيوعي يمكن أن نجد شبيهاً له تهمة مناهضة أهداف ثورة استحالت موضوعياً وتركها أصحابها، وتهمة التطاول على الذات الملكية ، وغير ذلك مما لا نجد له شبيهاً إلا في بلداننا العربية ،
قبل أن نتهم بالتركيز الاعتباطي على مصر ومحاكمها نسجل لها رغم استثنائيتها أحكامها بالبراءة في كثير من الأحيان مما لا نجده في بلدان أخرى تشيع فيها هذه المحاكم ، فأمثال المستشار العشماوي ينعدمون خارج مصر.
لقد قدم المخرج وقائع المحكمة درامياً فهل محاكم أمن الدولة درامية بهذا القدر أم أنها سريالية أم عبثية أم..... تراجيدية



#باسل_ديوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- !!!!!!!كم أنت رخيص أيها العراقي
- وانتصرت ديمقراطية الفقراء الوطنيين شافيز ...... تحية المقاوم ...
- جدار الفصل العنصري و آفاق النضال السلمي العربي
- كلام الليل ..... الفساد والدعارة بعيني مخرجة جريئة
- أحلام المنفى...الفينيق ينبعث من ذاكرة الطفولة
- فيلم ثقافي .... أسئلة الكبت الجنسي في مجتمعات الممنوع
- صديقتي الكردية الجميلة هجرتني بعد الحرب الأمريكية.... لكني س ...
- أطفال شاتيلا ...طفولة معذبة في ركنٍ مهمل
- بين الرئيسين السوري والمصري
- حق الليلة الأولى وعرس الدم العراقي
- فصل طلبة جامعة حلب السبعة أما آن الآوان لطي هذه الصفحة ؟؟؟
- رد مبكّر على رسالة متأخرة
- الاستعصاء الديمقراطي العربي
- أحداث الجزيرة في لقاء الرئيس بشار الأسد مع قناة الجزيرة
- الديمقراطية الرأسمالية على حقيقتها التعذيب في سجون العدو الأ ...
- المقصف الطلابي المركزي في جامعة حلب من الديمقراطية المركزية ...
- تـــحية للفلوجيين الأمريكيون لم يجلسوا على صفيح عراقي ساخن ب ...
- الاتحاد الوطني لطلبة سورية منظمة نقابية أم مؤسسة أمنية؟


المزيد.....




- في وداعها الأخير
- ماريو فارغاس يوسا وفردوسهُ الإيروسيُّ المفقود
- عوالم -جامع الفنا- في -إحدى عشرة حكاية من مراكش- للمغربي أني ...
- شعراء أرادوا أن يغيروا العالم
- صحوة أم صدمة ثقافية؟.. -طوفان الأقصى- وتحولات الفكر الغربي
- غَيْرُ المَأسُوْفِ عَلَيْهِم -
- وفاة الفنان العراقي عامر جهاد
- غَيْرُ المَأسُوْفِ عَلَيْهِم
- غَيْرُ المَأسُوْفِ عَلَيْهِم .
- الفنان السوداني أبو عركي البخيت فنار في زمن الحرب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - باسل ديوب - محاكم أمن الدولة في دراماأخر الليل السوري