أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - باسل ديوب - أحداث الجزيرة في لقاء الرئيس بشار الأسد مع قناة الجزيرة















المزيد.....

أحداث الجزيرة في لقاء الرئيس بشار الأسد مع قناة الجزيرة


باسل ديوب

الحوار المتمدن-العدد: 840 - 2004 / 5 / 21 - 17:19
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


لم ينتظر الرئيس السوري بشار الأسد من يتربص بسورية ووحدتها الوطنية كثيراً حتى وضع النقاط على الحروف مجدداً، معلناً عن مقدمة منطقية لحل إشكالات موروثة منذ زمن طويل، وهي الاعتراف البسيط بوجود مشاكل وإن كانت لا ترقى إلى درجة القضية فيما يتعلق بالمواطنين السوريين الأكراد، فبجملة واضحة وصريحة أعلن الرئيس: أن القومية الكردية جزء من النسيج الوطني السوري.
وأن مشكلة الجنسية،( المحروم منها من يستحقها) ستحل، وأن ما جرى في البلاد مؤخراً كان عرضياً، وقد تتالت الأحداث بعد شغب الملعب بصورة طبيعية، واتخذت طابعاً قومياً بعد ذلك.
وكان لكلام الرئيس صدى هائلاً لدى المواطنين السوريين عموماً، والأكراد منهم خصوصاً باعتبار أن هذا الكلام الصريح والموضوعي يصدر ولأول مرة عن أعلى سلطة في الوطن تتمتع بالمصداقية الكافية لتطمئن النفوس، مشيرة إلى وجود لجماعة قومية لها خصوصيتها ضمن النسيج الوطني، وبهذا الكلام الذي سيتحول إلى ممارسة على ارض الواقع حلا لمشكلة الجنسية لمواطنين سوريين يستحقونها تكون سورية قد نزعت فتيلاً لا يعدم من يستغله إمعانا في الضغط عليها، ولا يكلف الوطن نزعه سوى تلك الوقفة الشجاعة للرئيس التي أوضح فيها مقاربته المنطقية جداً لتتابع الحدث نافياً أي تدخل أجنبي حتى الآن فيما تشير إليه التحقيقات،
الأكراد في سورية جزء مهم في الوطنية السورية، فكثير من الرموز الوطنية كانوا من أصول كردية أو أكراداً وخلا الزعامات القادمة من خارج سورية، ابتداء من حاجو آغا وانتهاء بأوجلان، لم يقدم الأكراد السوريون أية زعامات غير وطنية ووصل بعضهم إلى رئاسة الجمهورية، وأعلى المناصب الأخرى، وقد شكلت سورية على الدوام أرضاً خصبة للتمازج الحضاري، وملجأً لكل مضطهد تحتضنه وتدخله في نسيجها الجميل، لكن الخصوصية الكردية التي نبعت من كون قضية الشعب الكردي العادلة تحولت إلى حصان طروادة الذي يتسلل منه الغرب الاستعماري كلما أراد، ومادة للصراع الإقليمي، بوجود زعامات عشائرية، ونخب شديدة التخلف، زادت من تعقيد المشكلة الكردية في الشرق الأوسط، ولا يمكن تحميل سورية مسوؤلية كبيرة في ذلك، حتى ولو تأخرت حلول بعض مشاكل المواطنين من الأكراد، فسورية دولة طرفية في الموضوع الكردي، وكذلك مواطنيها الأكراد، (حوالي7%من أكراد العالم و أقل من10% من سكان سورية الحالية )
و في منطقة كمنطقتنا عاشت في ظل دولة( الملة) العثمانية حيث لا حدود بين القوميات، من الصعب جداً رسم حدود قومية على أساس عرقي دون الوقوع في شراك التعصب القومي، وعلى الدوام تتداخل القوميات ومن الصعب بناء الأسوار في وجه حركة البشر القائمة على التفاعل والتعايش، ووضع خرائط بالمسطرة للمحافظة على النقاء العرقي، فسيغدو عندها الأمر اعتداءً على التاريخ والجغرافيا، وهذا ما نلاحظه منذ سنوات في أدبيات معظم الأحزاب القومية الكردية في سورية، حيث ينحدر الخطاب القومجي الكردي، ويتجاوز نقيضه العربي المحفّز، وتتحول المشكلة من مشكلة أقلية قومية إلى قضية شعب وأرض وتقرير مصير، تتماهى نفسياً على الأقل مع الهجمة الأمريكية على المنطقة،
لقد تجاوزت البشرية زمن القوميات بانتصار حركات التحرر الوطني في القارات الثلاث، وقدم الأوربيون الذين دفعوا غالياً ثمن الشوفينية القومية الممتزجة مع الأطماع الرأسمالية، مقاربات جديدة للدولة الحديثة وللانتماء والهوية، فما بال الحركات القومية الكردية ما تزال متمسكة بأحلام الأقاليم الكبرى وإنشاء الدولة القومية، وتستند إلى مسوغات متهافتة يكذبها التاريخ وتضعف من عدالة المطالب، التي يجب أن تستند أولاً وأخيراً إلى شرعة حقوق الإنسان و مبادىء الديمقراطية، وأية تأويلات أخرى ستقود إلى الفشل، فشمال سورية ليس هو الجزيرة الحالية فحسب التي يسميها الشوفينيون الأكراد الجزيرة الكردية، بل يمتد شمالاً ليشمل ماردين وأورفة وحران ومرعش وغيرها من المدن التي بقيت تحت السيطرة التركية، وتلك المناطق هي التي زودت الجزيرة بمعظم سكانها الحاليين من السريان والكلدان والآشوريين والأرمن والأكراد، وأية طروحات قائمة على الشراكة على أساس قومي كردي – عربي مرفوضة، لا لمجانبتها حقيقة تاريخ سورية فحسب بل لأنها تحمل في طياتها بذور الانفصال، وهذا ما يثير الطرف الآخر الذي يشعر بالغبن من جراء بقاء مناطق سورية تحت سيطرة دولة أخرى، في نفس الوقت لا يزال هنالك شمال خط الحدود (عدا الاسكندرون ) من العرب والسريان ما يقارب عدد الأكراد السوريين، وتشكل منطقة الجزيرة السورية التاريخية 100 كم شمال و100كم جنوب خط الحدود الحالي تداخلاً قومياًً قل نظيره في العالم يضم الأتراك والأكراد والعرب والأرمن والسريان و التركمان والكلدان والآشوريين والتركمان و الشراكس والغجر، مع تبدل في الانتشار العددي في كل عقد نتيجة الهجرة أو التهجير، وتفاوت نسب التزايد السكاني الطبيعي مع غلبة كبيرة للعرب والسريان شعب سوريا الأقدم في الجنوب، وغلبة حديثة للأكراد في الشمال، فعن أي كردستان غربية يتحدث هؤلاء القومجيون ، في الوقت الذي تزايد فيه الانتشار الكردي خارج كردستان التاريخية نتيجة عوامل كثيرة، إن الطروحات القومية الكردية لا تجد سنداً تاريخياً لها، وتضر بالمصالح والمطالب المشروعة للأكراد السوريين في التمتع بحقوق المواطنة الكاملة طالما تبنوا تطلعات الكل الوطني السوري في ما يهدد وجوده ومصالحه ،
مشكلة العقل السياسي الكردي في سورية هي التعامل مع الواقع السوري تبعا للأجندة الخاصة بأكراد العراق وتركيا ما يلحق أكبر الضرر بالأكراد السوريين، الذين يهالهم عمق المشكلة الكردية في الدول الثلاث الرئيسة تركيا والعراق وإيران مقارنة بالوضع في سورية، حيث قارب الأمر درجة العقدة تجاه الأكراد الآخرين الذين يرزحون تحت وطأة كابوس لا يرزح تحته الأكراد السوريون، فمال الكثير منهم إلى التضخيم والتهويل بينما لا يتعدى الأمر أكثر من اعتراف بسيط بوجودهم وبحقوقهم كأقلية قومية تريد الحفاظ على هويتها، فلا اضطهاد قومي ولا هم يحزنون هنالك مشكلة الجنسية لمن يستحقها ولم ينلها أو أسقطت عنه وهي حالات قليلة ( معظم الادعاءات التي تسوقها أوساط كردية وتعممها حول الاضطهاد المزعوم غير صحيحة، وتفتقر للتوثيق) وموضوع الحقوق الثقافية المرتبط بتقدم الإصلاح الديمقراطي في سورية .وعدا ذلك لا يخرج الأمر عن إثارة العجاج، فالإصلاح الزراعي مثلاً شمل المواطنين جميعاً، واستلم الفلاحون من الأكراد أراض تعود لعرب وسريان، والوظائف الحكومية مفتوحة أمام غير المعارضين بشدة لنظام الحكم، وكذلك الجامعات والمؤسسات التعليمية، والتضييق على المعارضين لم يكن لانتماءاتهم الدينية أو القومية ، بل لمدى الخطر الذي تستشعره السلطة من هذا الحزب أو ذاك ،لا بل نال القمع العرب أضعاف ما نال الأكراد ،
وجميع الأبواب مفتوحة أمام المواطنين نسبياً والنسبية هذه غير منتقصة نتيجة الانتماء الكردي بحد ذاته بل تتعلق بسيطرة حزب البعث على الدولة ومذهبه الشمولي ( نسبياً حتى) ، من جهة وبالولاء للسلطة من جهة أخرى ، إن الأمر لا يتعدى التمييز القومي بأدنى أشكاله، نتيجة سيادة الفكر القومي العربي الذي يواجهه الوسط الكردي بنفس المنطق القومي، لا بمنطق حقوق الإنسان والمساواة ، إن للأقلية حقوق إذا أرادت الحفاظ على ذاتها القومية الصرفة، لكنها بتقوقعها هذا لن تتمكن من الاستفادة من المساواة الكاملة طالما قدمت نفسها للكل الأكثري كأقلية معنية بذاتها فقط دون الكل،
فلا يمكن تخيل وجود رئيس للدولة كردي مثلاً إذا لم يتبنى مشروع الأكثرية وينخرط فيه تماماً، فما الذي يريده مواطنونا الأكراد حقوق الأقلية فقط أم الانفتاح الكامل على الوطن مجدداً فلطالما وحدنا الدم دفاعاً عن هذا الوطن.
كان لحديث السيد الرئيس عميق الأثر في نفوس المواطنين من الأكراد، ويمكن البناء عليه والتفاؤل أكثر فيما يتعلق بضخ الدم مجدداً في مسيرة الإصلاح، وثبت من خلاله أن الحلول السياسية هي الأهم والأفضل، وما جرى من إزهاق لأرواح بريئة من مواطنين ورجال أمن و شغب وقلاقل وتخريب لممتلكات عامة وخاصة،وتطاول على علم البلاد رمزها الأول ، سيتناساه الجميع طالما أن الحلول المنطقية بدأت وسورية ستبقى قوية بوحدتها الوطنية التي تسلتزم خطوات جريئة كهذه الخطوة، لتمتينها أكثر وأكثر فالعدو على الأبواب، ولا ينفع معه إلا إطلاق قوى الشعب من قمقمها بإجراءات لابد منها لعودة أوسع الشرائح لساحة الفعل الوطني الايجابي على جبهتي الإصلاح والدفاع عن الوطن. وليس تحسين الوضع المعاشي للمواطنين بقادر لوحده _ على أهميته الكبيرة_ على الصمود إن لم يتعزز بحريات واسعة وتقنين جديد ومدروس بعناية للحياة السياسية المفترض استعادتها ، تمكن من تعبئة أوسع شرائح المواطنين في العمل الوطني بكل حوامله الإصلاحية وذلك لترتيب أوضاع البيت الداخلي و لإثبات إمكانية الإصلاح و الديمقراطية وفقا للأجندة الوطنية وتبعاً لاحتياجات الوطن وواقعه الموضوعي والذاتي والسياسية وذلك لخلق جبهة صمود في وجه كل الاحتمالات بما فيها المواجهة العسكرية ، ورفع مستوى الرفض الشعبي للمشروع الأمريكي وتحويله إلى رافد للمقاومة.
باسل ديوب – جامعة حلب
ناشط طلابي مناهض للعولمة



#باسل_ديوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية الرأسمالية على حقيقتها التعذيب في سجون العدو الأ ...
- المقصف الطلابي المركزي في جامعة حلب من الديمقراطية المركزية ...
- تـــحية للفلوجيين الأمريكيون لم يجلسوا على صفيح عراقي ساخن ب ...
- الاتحاد الوطني لطلبة سورية منظمة نقابية أم مؤسسة أمنية؟


المزيد.....




- بعيدا عن الكاميرا.. بايدن يتحدث عن السعودية والدول العربية و ...
- دراسة تحذر من خطر صحي ينجم عن تناول الإيبوبروفين بكثرة
- منعطفٌ إلى الأبد
- خبير عسكري: لندن وواشنطن تجندان إرهاببين عبر قناة -صوت خراسا ...
- -متحرش بالنساء-.. شاهدات عيان يكشفن معلومات جديدة عن أحد إره ...
- تتشاركان برأسين وقلبين.. زواج أشهر توأم ملتصق في العالم (صور ...
- حريق ضخم يلتهم مبنى شاهقا في البرازيل (فيديو)
- الدفاعات الروسية تسقط 15 صاروخا أوكرانيا استهدفت بيلغورود
- اغتيال زعيم يكره القهوة برصاصة صدئة!
- زاخاروفا: صمت مجلس أوروبا على هجوم -كروكوس- الإرهابي وصمة عا ...


المزيد.....

- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد
- تشظي الهوية السورية بين ثالوث الاستبداد والفساد والعنف الهمج ... / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - باسل ديوب - أحداث الجزيرة في لقاء الرئيس بشار الأسد مع قناة الجزيرة