أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باسل ديوب - تـــحية للفلوجيين الأمريكيون لم يجلسوا على صفيح عراقي ساخن بعد!!















المزيد.....


تـــحية للفلوجيين الأمريكيون لم يجلسوا على صفيح عراقي ساخن بعد!!


باسل ديوب

الحوار المتمدن-العدد: 813 - 2004 / 4 / 23 - 07:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يستحق مواطنو الفلوجة العراقيين الذين عانوا طويلاً كابوس الطاغية صدام حسين، أن تتحول مدينتهم البطلة إلى عاصمة المقاومة، وإلى القطب الشمالي الذي تستقر عليه إبرة بوصلة المقاومة،مقابل مخيم جنين قطبها الجنوبي
وكلاهما تعرض للقصف الوحشي وهدم البيوت على رؤؤس ساكنيها بالأباتشي و الإف16،
المقاومة العراقية ومنذ اشتداد عودها بعد الاحتلال بأشهر قليلة ، ما انفكت تتعرض لأشرس حملات التشويه والتضليل التي يباشر ها فلول اليسار المهزوم والعملاء بالوكالة والمتقاعسين ، من أن المقاومة هي فعل أصوليين ووهابيين !!! لئن صح هذا وهو غير ذلك إلى حد ٍ بعيد، يحق لنا أن نتهم هؤلاء ( العلمانيين ) والإسلاميين وفلول اليسار المهزوم من جماعة عزيز محمد الباحثين عن أب روحي جديد (وبيد فع فلوس) بعد سقوط الاتحاد السوفييتي،بالانهزامية والتقاعس، وترك ساحة النضال والمقاومة لغير أهلها باعتبار أنهم الوكلاء الحصر يون لها
- متناسين أن هذه الوكالة ولا نعرف من منحهم إياها لا تجتمع مع وكالة العمالة-
و أن الأصوليين هم أدنى من أن يحق لهم تحرير بلادهم !!
لعل الدور الايجابي الوحيد الذي يمكن أن يضطلع به الأصوليين والمحافظون عموماً يظهر في مرحلة التحرر الوطني، لا بل هو مهمتهم الكبرى بالأخص عند تعرض شعب لخطر طمس هويته الثقافية أيا كانت وعلى يد عدوه ، ولتحقير دينه ووسمه بشتى الاتهامات وتعميمها ، لدرجة لأن المسلم أصبح متهماً بمجرد انتمائه الاجتماعي لهذا الدين، الأمر الذي دفع شيوعياً حقيقياً (ومن أصل مسيحي ) هو الفنان زياد الرحباني إلى القول : تشعرني الهجمة الأمريكية على المنطقة بأنني مسلم !!
إن الأكاذيب التي يبثها الأخوة الذين كانوا يسمون أمريكا الشيطان الأكبر والرفاق الذين ناضلوا طويلاً لإسقاط الرأسمالية، عن طبيعة الاحتلال الأمير كي من أنه غير استعماري وإذا أرادوا البقاء سنطردهم!!!! مضحكة جداً وسنسميها أكاذيب لأننا نعتقد أن انتهازيتهم فقط تدفعهم لقول هذا الكلام ، وحتى ذلك الحين يا أعزائي الحالمين ، يكون الأمريكي قد ثبت أقدامه وأجهز على العراق، وعندها لو حدث ذلك (ولا نعتقد لأن جبهة المقاومة تتسع وستطرد المحتلين) سنطلب من قيادات :( الرفاق الشيوعيين تبع حميد والأخوة في المجلس الأعلى و حزب الدعوة والإخوان تبع الحزب الإسلامي وقطاع الطرق في الشمال الذين تعّيشوا على اللعب بالجماهير الكردية وبدلوا الأحضان التي يجمعها شيئين دفع المال – وخازوق في النهاية) أن يحنُّوا مؤخراتهم، وبالتأكيد سنطلب منهم أن يحنوها عندما تنتصر المقاومة في حال لم يسارعوا للعودة إلى شعبهم والتعبير الصادق عنه ( يستثنى جماعة الشمال) وبقوا على مواقفهم التي تهافتت أمام مشاهد القصف والقتل العشوائي على امتداد العراق.
إن المقاومة تعرضت لأقسى أشكال التعتيم و التشويه قبل الهبة الأخيرة، وبرغم السلبيات المترافقة لصيرورة تشكلها لهي جديرة بكل احترام ، واجبنا الدفاع عنها ودعمها إطلاقاً، وانتقاد ما يفرزه عملها من سلبيات وما يختلط به، وتفنيد الأكاذيب التي تلصق بها كما كل مقاومة وثورة من قبل أعدائها، واختصارها بمجموعة من الإرهابيين (عمليات الأمم المتحدة والصليب الأحمر وعاشوراء وأربيل)
إن مشاهدة الفرح الغامر للفتيان والمقاومين العراقيين غير الملتحين ،وهم يتحلقون حول العربات المحترقة،و الذين لا توحي ثيابهم سوى بالبؤس والشقاء، شحاطة وبيجامة رياضية مع كنزة عسكرية ممزقة و جلابية مرقعة على حذاء رياضي وكلهم يخفون في وجوههم ألماً عميقاً وحزناً لا ينتهي ، تجيب عن أسئلتنا حول المقاومة.
هم لا يقبضون دولارات من العميل رقم /1/ الجلبي ولم يناموا في فنادق أوروبا على حساب المخابرات الأمريكية،ولم يجلسوا في الحضن الأمريكي كشيوعيي عزيز محمد بعيد سقوط الاتحاد السوفييتي، ومنهم المرتزق وزير الثقافة الاحتلالي مفيد الجزائري وفخري كريم سارق أموال الأحزاب الشيوعية العربية ،وحميد الذي لا نعرف هل دخل مجلس الحكم كشيعي أم كشيوعي ولا يحق له استثناءً رئاسته الشهرية ؟؟؟
إنهم بسطاء وببساطة يدركون أن الاحتلال يجب أن يقاوم ويخرج في أسرع وقت، ولا يستسيغون دعاوى من دخل مجلس الإمعات، ويقبض رواتب خيالية ويمكّن الغزاة من الاستقرار في أرض بلاده، ويبرر ذلك براغماتياً وأمام من ؟ أمام آلهة البراغماتية الأمريكيين.
لقد بلغ معدل العمليات اليومية ضد المحتلين ومرتزقتهم وحاملي الغرين كارد أكثر من ثلاثين ولنقارن هذا الرقم مع العمليات الإرهابية التي يصر العملاء على نسبتها للمقاومة لنرى في أي اتجاه ينصب جهد المقاومة، إضافة إلى أن عمليات الإرهاب يتحمل المحتلون مسؤوليتها كاملة فغزوهم العراق استجلب بعضاً من فلول القاعدة، وأعطى المجال لمن كان يقمعهم صدام للعمل ، كما أن بصمة الأمريكيين والموساد الذي يعمل في العراق بمعية مجلس الإمعات واضحة ونذكّر ببيان مكتب الخالصي الذي يؤكد عدم وجود انتحاري فجر نفسه في مرقد الإمام الرضا بل سقطت قذائف مصدرها موقع أمريكي، وهذا ينسحب على معظم العمليات الإرهابية بما فيها الاغتيالات الطائفية لتكريس الفرقة في العراق وشد اللحمة بين الجماعات العراقية على حساب الوطنية العراقية، وعمليات أربيل و السليمانية التي قام بها أكراد أصوليون و المدانة تماماً لنبحث عن أسبابها أيضاً كما يطالبنا زعماء الأكراد ببحث أسباب عمالتهم لأمريكا ، إن إبادتهم بالرصاص الميليشياوي والصواريخ الأمريكية ، ستفجر حقدهم بالتأكيد ، ولو أن الأمريكيين آتوا بالحرية والديمقراطية حقيقة لانكمش هؤلاء وذابوا في مجتمع جديد ، لكن الغزاة آخر مايعنيهم العراق وشعبه، وهم الذين يتحملون بعد نظام صدام مسؤولية الكوارث التي حاقت به، وبعد كل هذا يطلع علينا الإمعات بهرائهم والذين سكتوا عند الهبة الأخيرة وتبينت حدود وطنيتهم وتمثيلهم للشعب العراقي.
من كان يجاهد ضد النظام البعثي الكافر !! ويسمي المقاومين مجموعة من المتسللين العرب إلى العراق الآن، يجعلنا نعتقد أن المحتلين الأمريكيين قد دخلوا الإسلام ولم يعودوا من أهل الكتاب ( الكفرة ) حسبما يشير فقه هؤلاء الرهيب، ولكم نشعر بالراحة لو حدثوا في فقههم ليشمل هذا التجديد مسيحيي العراق وصابئته ويهوده باعتبارهم أهل كتاب (تجاوزاً نقول أهل كتاب) ثم إذا كان يحق للأمريكي أن يستعين بجيوش إيطاليا واسبانيا واليابان والسلفادور ، ألا يحق للعربي ،السوري.الجزائري اللبناني الأردني اليمني السعودي أن يساند أشقاءه العراقيين،لا جيوش المراكز الرأسمالية التي اجتاحت العراق كما فعلت حكومات تلك الدول،
إن العار الذي يلحقه أئمة ورجال دين في الجنوب كبير ( ليس أسقطهم محمد مستنقع العلوم ) ، هل أعمت السلطة المنتظرة عقول وبصائر هؤلاء الذين تجري في دماء الكثير منهم دماء محمد وعلي !!!!!!!!
هل يمكن أن تدخل في المخ رؤية واحد من هؤلاء الأسياد المعممين بعمامة سوداء يصافح محتلاً أمريكياً، ويدخل في لعبته القذرة، ثم يقود هذا الأخرق حشود المؤمنين في عاشوراء تلطم وتندب في استرجاع لملحمة سيد الشهداء الحسين !!!!! أين هؤلاء من الحسين ؟؟
المقاومة ستكون بداية التشكل الجديد للوطنية العراقية الجديدة، والمسيرة الراجلة للسنة والشيعة التي انطلقت من بغداد باتجاه الفلوجة المحاصرة، حاملة المساعدات الغذائية لهي واحدة من المؤشرات الكثيرة على الوحدة الوطنية العراقية التي تلتئم بسرعة متجاوزة محاولة الأمريكيين لفصمها تماماً والهتاف الواحد الذي تهدر به الحناجر
من الفلوجة للكوفة هذا الوطن ما نعوفه
يؤكد توق العراقيين للتوحد فما إن توسعت أعمال المقاومة في الجنوب حتى تعالت هتافات الوحدة الوطنية المنتظرة
إن إسقاط الطائرات والكمائن المتنوعة والهجمات النوعية على أرتال العدو وجنوده المذعورين، يتناسها العملاء ولا يذكرون سوى تلك العمليات الإرهابية، ويهولون كثيراً الأخطاء التي تودي بحياة الأبرياء الذين لا نقبل بأي شكل ما يصيبهم ونطالب المقاومين بتوخي أقصى درجات الحذر والتخطيط العميق لكل عملية ، لكن هل يدين هؤلاء الرصاص العشوائي تجاه المواطنين العراقيين بعد كل عملية بمن فيهم رجال الشرطة عملاؤهم الأوباش ، حيث يقتل الأبرياء ليقوم بعدها جنرال أمريكي بتكليف (رقيب) بتسليم ذوي الشهيد 1000دولار أو 500 حسب العمر، وهل أدانوا مقتل أكثر من 15000 مدني عراقي أم أن هذا ثمن مقبول وطبيعي لاستيلائهم على السلطة .
ماذا ينتظر من المقاومين أن يفعلوا لمن تطوع درعاً لقوات الاحتلال وعمل مخبراً وضيعاً ضد شعبه، هل تبذل أمريكا جهدها لإشاعة الأمن في العراق وهي التي حرست وزارة النفط والقصور الرئاسية وتركت بغداد والموصل وكركوك نهباً للرعاع وللصوص المحترفين القادمين معها وبالأخص لصوص الآثار والوثائق، والحاقدين الهابطين من الجبال.
إن الضياع الذي يعيشه قطاع كبير من السياسيين العراقيين وبالأخص من قاسى وعذب ونكل على يد صدام، هائل ومؤلم، لقد كفروا بكل شيء وزينوا لأنفسهم الخلاص على يد الأمريكيين، ويريدون حصة من السلطة بعدما ضعفوا كثيراً ،وفقدوا قواعدهم وشعبيتهم،ولو كان ذلك على حساب الوطن وتماهياً مع الهجمة الأمريكية على المنطقة وإعادة ربطها على أسس جديدة بالسياسة الأمريكية ، لكن الأكيد أن هؤلاء لن يحصدوا سوى الخيبة، فالأمريكيين غير معنيين بتطلعات شعوب هذه المنطقة وأحلامها، أليس من حق العرب أن يتضامنوا على الأقل ويحافظوا على هويتهم الثقافية والقومية قياساً بما تزعم الولايات المتحدة أنها تدخلت من أجلة وهو حقوق الأقليات ، لا أفضلية لأغلبية على أقلية بالتأكيد ولكن ألا تتساويان بالحقوق ؟؟ لقد كانت رمزية مشهد تسوية قبر ميشيل عفلق موجهة للهوية العربية التي كان البعث يوماً ما من أشد القائلين بها،أكثر مما كانت موجهة لنظام صدام الذي قزم عفلق وهمشه ، وترافق ذلك مع دعوة رامسفيلد العرب لنسيان عبد الناصر والناصرية ، التي أرعبهم مدها القومي التحرري،
الهوية العربية هي المستهدفة في هذه الهجمة لمحوها وتعميق الهويات القطرية وإضعافها أكثر ببعث الانتماءات الطائفية والاثنية والعشائرية في كل قطر لتسود اسرائيل العنصرية في النهاية ويطول بقاؤها في الشرق العربي .
يتهم هؤلاء المقاومة أنها إسلامية وما المشكلة ؟ رغم أن لها أطياف ثلاثة يسارية وقومية وإسلامية( وطنية وأصولية) وهي الأقوى عسكرياً حتى قبل الهبة الأخيرة المقترنة برجل الدين مقتدى الصدر الذي ظهرت شعبيته الكاسحة في ظل غياب( للمجاهدين التاريخيين ) في المجلس الأعلى وحزب الدعوة، الذين هادنوا الأمريكيين ، وإسلامية المقاومة شيء طبيعي ومنسجم مع تركيبة العراق والمزاج الشعبي السائد ، ثم ماذا نجد على الضفة الأخرى الأمريكية نجد أيضاً إسلاميين ويساريين لكننا لا نجد وطنيين !!!!!
الأمريكيون يمعنون في تنفيذ مخططهم في العراق، ويعدون العدة للاستقرار فيه طويلاً وبناء نظام تابع وعميل، والمقاومة وحدها التي تعرقل هذا الأمر، بينما يحلم الإمعات بوراثة الأمريكيين ،ويتقاسمون أدوار العمالة والانبطاح ، وتزكم روائح فسادهم أنوف العراقيين ويوزعون المناصب والأعطيات التي هي فتات ما يلقيه إليهم أسيادهم الأمريكان ، على أولادهم وذرراريهم وأصهارهم، كما كان يفعل صدام وما الغريب في ذلك فأسماء مثل الجلبي والباجه جي، ما هم إلا أبناء وأحفاد العملاء الذين خانوا ثورة العشرين، وتعاملوا مع الإنكليز ومرروا الصفقات المشبوهة لسرقة نفط العراق ومقدراته ، وكبلوه بمعاهدات جائرة .
لن يخرج الأمريكيون إلا باشتداد المقاومة وتحولها إلى خيار وطني عام لأغلبية العراقيين، يختزل في سياقاته طموحات العراقيين، للخلاص من الاحتلال وشبح الديكتاتورية، و لبناء العراق الديمقراطي التعددي لكل أبنائه، على أساس المواطنة الكاملة، وللعراقيين في المقاومة الوطنية اللبنانية أسوة، وهي التي انطلقت في ذروة الخراب والحرب الأهلية الطائفية، كخيار وطني موحد ينهي حالة لبنان المزرعة الطائفية، ويؤسس لبنان الوطني العلماني الديمقراطي الملتحم مع محيطه العربي، هذا ما نريده للمقاومة العراقية، تجسيد تطلعات العراقيين الذين تتكشف لهم بعد عام حقيقة الاحتلال التحريري، وينقشع أمامهم دخان القصف الإعلامي حول الخلاص وحل مشاكلهم ليحل محله دخان البارود وركام البيوت الفقيرة المقصوفة ، الشعب العراقي بمعظمه رافض للاحتلال، وهذه النخب السياسية والطائفية والعشائرية التي تهادن الاحتلال لن تنجح على الإطلاق في حجز مقاعدها في القطار الأمريكي ذي الشروط القاسية، والذي لن يوصل إلا إلى عراق تابع ،إلا إذا أذعنت بالكامل وخلعت سروالها بالمرة ، فمتى يدرك هؤلاء خواء علاقتهم بالمحتل، الذي لا يفهم سوى لغة القوة بمعناها الشامل.
الغضب العراقي يتفجر، وهذه الهبة ما هي إلا إرهاص للمقاومة القادمة ،وما شاهدناه في الفلوجة بعد مقتل 4 أمريكيين يعبر أشد التعبير عن الغضب الذي يغلي في صدور التواقين إلى رؤية بلادهم مستقلة ، ويختصر إلى حد بعيد هذا الصراع بين آلة الدمار الفتاكة، وبين شعب تواق للحرية لدرجة تفجير غضبه بهذا الشكل ، والمضحك أن أطفال ومقهوري الفلوجة الذين انتقموا من جثث القتلى تعرضوا لانتقادات هائلة، ووصفوا بالوحوش والبرابرة، بالأخص ممن باع نفسه للأمريكيين، ومن كارهي ذواتهم المتبرأين من على بروجهم العاجية الوهمية من هذه الأمة المنكوبة بهم وبحكامها السفلة ، في الوقت الذي تمر الجرائم الأمريكية كحدث عابر أمامهم ، لا بل بعضهم هلل لمقتل( الإرهابي ) أحمد ياسين وشتم رعاع الفلوجة!!!!، رغم أن ما جرى في الفلوجة جرى من قبل أفراد،أما في غزة فجرى بقرار من رئيس حكومة منتخب ونفذه طيار ببرودة أعصاب مطلقة، يتساوى عند هؤلاء ومعظمهم يتغنى بالديمقراطية وحقوق الإنسان الجلاد مع الضحية ، لقتل أحمد ياسين تجتمع حكومة وتعطي أوامر لينطلق صاروخ باتجاه كرسي نقال فيقتل الصاروخ بكبسة زر الشيخ المعاق الجليل مع تسعة شهداء آخرين ببساطة !!!
ثم ماذا كان الرد الأمريكي قتل 600شهيد نصفهم من الأطفال والنساء ، ديمقراطيينا المتأمركمين وأعني بهم بعض الشواذ من رواد المقاهي في سورية ينسون الديمقراطية والشرعية القانونية التي تقتضي في حال سلمنا لهم
( خسئتم ) بشرعية احتلال العراق ، محاكمة من مثل بجثة رجل ميت أمام القضاء وما عقوبتها في القانون العراقي أو الأمريكي ؟؟؟ ينسون ويتحولون إلى عشائريين كصدام ونظامه الذي ينتقدونه ويبررون للأمريكي المجرم فعلته الشنيعة ، الانتقام من المدينة علناً وعلى لسان كبار الضباط!!!ولنلحظ بساطة انتقام فتيان ومراهقي الفلوجة من احتلال وطنهم وقتل أقاربهم، ولنقارنه مع فظاعة الانتقام الأمريكي منهم ، الكاوبوي الأمريكي يظن أن كل الشعوب هم هنود حمر يبيدها عندما يريد ،لكنه في العراق ورغم سيطرته المطلقة على العالم، وقوته العسكرية المطلقة سيهزم، وسيتابع العراقيون رقصة الموت الهندية الحمراء على جثث المحتلين القتلة، حتى خروجهم الذليل، كما خرجوا من بيروت عندما اقتحم وكرهم استشهادي بعلبكي مشبع بحب الحسين الشهيد.
كان سقوط البلاي هوك ودحرجة رأس قاتل أمريكي في الصومال معجلاً لرحيل الغزاة ، ما الذي يريده العراقيون سمعة حسنة!!! إطراءات على هدؤئهم و(آدميتهم)!!!!!!
شعب تحت الاحتلال أدنه كما شئت، وأدن مراهقيه و وحشيتهم، فهم تحت الاحتلال الأمر الأكثر وحشية من كل شيء، أكثر وحشية من قصف مرقد الإمام الرضا وإشاعة أن انتحاري سني قام بذلك،أكثر وحشية من قتل الآلاف من العراقيين .... سرقة نفط العراق وبيع أملاك الشعب الراقي العامة، وتمرير مد حلة العولمة الرهيبة على اقتصاده المنكوب بالحصار البربري، لكنه ليس أكثر وحشية من مثقف أو سياسي (خروق) _يتزايدون في سورية_يطبل للأمريكيين يحتقر شعبه المنكود والمبتلي به كمثقف أو سياسي وبحكامه الساقطين ، عمليات متكررة من هذا النوع مع بضعة مخطوفين تخرج اليابانيين ، ثم الطليان وهلم جراً.
إن تلاحق الضربات النوعية، وتشكيل غرف عمليات إقليمية تنسق وترفع وتائر العمل المقاوم ،وترتبط بقيادة سياسية تبلور الخيار الوطني المقاوم، وتعطيه خطوطه السياسية العريضة وخطابه الجديد وتبرزه إعلامياً بالأخص مع البعد الاجتماعي الحاضن له، يعطي للمقاومة زخماً تحتاجه، و إن تحرير مناطق عراقية ولو كانت محدودة، وسيُجبر الأمريكيون في النهاية على الفرار، وذلك في ظل انفراط عقد التحالف وتصاعد الضغط الشعبي والرسمي العالمي لحل مشكلة العراق بتمكين الشعب العراقي من تقرير مصيره بنفسه بمساعدة المجموعة الدولية الحيادية ، وانكشاف الموقف الأمريكي أكثر وحشره في زاوية مقتله، وإفشال مشروع الشرق الأوسط الكبير لصاحبته أمريكا بكسر الحلقة الأولى منه والتي ستكون الأخيرة ، والأهم من ذلك كله توافر الحاضنة الإقليمية للمقاومة سياسياً ولوجستياً وعسكرياً.
ولكن من للمقاومة العراقية يدعمها ويساندها عسكرياً وسياسياً ويتبنى قضيتها؟؟؟؟؟؟
لقد راهنت القيادية السورية على النظام العراقي المتهالك المهترىء، والأولى بها الآن لا نقول أن تراهن بل أن تقرأ جيداً ما يجري، وكما وقفت وتحدت الحرب الأمريكية بكل شجاعة يجب أن تقف اليوم مع المقاومة العراقية، كخيار قومي دفاعي لا كاستفادة تكتيكية بمواجهة الضغوط الأمريكية الحالية ، كما وقفت مع المقاومة الوطنية اللبنانية وحزب الله لاحقاً، إن طرد الأمريكيين وقوات الأطلسي والإسرائيليين لم يكن له أن يتم دون الدور السوري الذي لعب مع الأمريكان في الثمانينات، وتغلب عليهم بالنقاط فلماذا ومصالح سورية والعراق وكل شعوب المنطقة العربية تقتضي التوحد خلف خيار المقاومة الشاملة، لا يتقدم الدور السوري ليتكامل مع الدور المقاوم في العراق، من أجل هزيمة المشروع الشرق أوسطي الكبير إنما بالضربة القاضية هذه المرة ، والذي سيمكن من بناء عراق ديمقراطي حقيقي ستكون واجهته المفتقدة منذ زمن طويل سورية التي يمكن لها أن تتقدم بالإصلاح الحقيقي الهادىء وتنجز تحولها الديمقراطي وفق مصالحها الوطنية وواقعها ليكون التغيير متجذراً لاعودة عنه، مترافقاً ذلك مع عودة العراق امتداداً استراتيجياً بثقله الاقتصادي والسياسي كبلد انتصرت ثورته المسلحة ويباشر إعادة الإعمار ، في وجه المشروع الآخر، الصهيوني الذي لا مستقبل له مع شيوع الديمقراطية، و عودة أوسع الشرائح الاجتماعية للعمل السياسي، وتصاعد المد التحرري العربي بانتصار العراقيين وتعديل موازين القوى في المنطقة لصالح العرب.
الفلوجة بؤرة الوطنية العراقية وشرارة الثورات العراقية تاريخياً، تلهب العراق مجدداً وكما قاومت طغيان صدام حسين وقدمت شهداء كثيرين على مذبح الديكتاتورية ، تقاوم الغزاة ، الفلسطينيون والعراقيون هم الخط الأخير في الدفاع عن العروبة وعلى حزب البعث في سورية ألا يتقاعد عن كونه بعثاً، وما يعنينا فيما تبقى من بعثيته ،العروبة هويتنا المهددة ، والتي سنخرج بعدها من التاريخ .
البعث حل في العراق نتاجاً سورياً وقبل ذلك عاد سوريون تطوعوا لنصرة ثورة الكيلاني لتأسيسه ، الظاهرة الصوتية البعثية في سورية والتي أصمتّنا بالعروبة وسايكس بيكو ، والوحدة والتضامن العربيين ..... مدعوة اليوم ومع خفوت صوتها ، للتحول إلى الفعل الحقيقي وإطلاق المارد الشعبي من قمقمه ولا خوف من ذلك فسورية قلعتنا التي نريدها أن تبقى عصية على الالتحاق،لا يمكن إلا أن تكون معادية للأمريكيين ولا يمكن لوحدتها الوطنية أن تخترق استغلالاً لحريات واسعة وإصلاحات سياسية يظفر بها الشعب ،
الموصل امتداد سوري في العراق ودير الزور امتداد عراقي في سورية ، ولنذكر قول المتنبي المعكوس حالياً:
كيف لا يأمن العراق ومصر وسراياك دونها والخيول
فإن كانت حقائق التاريخ والجغرافيا غير كافية لإقناع القيادة السورية، فما هو أهم وأعمق اليوم،أي المصالح السورية العراقية المتشابكة، في سورية حاضنة للمقاومة وفي عراق قوي سياسياً واقتصادياً يشكل مع سورية محوراً نابذاً للقوة الصهيونية، والعراق القوي لن تراه سورية إلا بالدعم المطلق لمقاومته، حتى لو كان ذلك رهاناً أخيراً، ومثيراً لغضب الأمريكيين ،الذين لن يزيدنا رضاهم إلا بؤساً .
باسل ديوب – جامعة حلب
ناشط مناهض للعولمة




#باسل_ديوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاتحاد الوطني لطلبة سورية منظمة نقابية أم مؤسسة أمنية؟


المزيد.....




- محكمة العدل الدولية تعلن انضمام دولة عربية لدعوى جنوب إفريقي ...
- حل البرلمان وتعليق مواد دستورية.. تفاصيل قرار أمير الكويت
- -حزب الله- يعلن استهداف شمال إسرائيل مرتين بـ-صواريخ الكاتيو ...
- أمير الكويت يحل البرلمان ويعلق بعض مواد الدستور 4 سنوات
- روسيا تبدأ هجوما في خاركيف وزيلينسكي يتحدث عن معارك على طول ...
- 10 قتلى على الأقل بينهم أطفال إثر قصف إسرائيلي لوسط قطاع غزة ...
- إسرائيل تعلن تسليم 200 ألف لتر من الوقود إلى قطاع غزة
- -جريمة تستوجب العزل-.. تعليق إرسال الأسلحة لإسرائيل يضع بايد ...
- زيلينسكي: -معارك عنيفة- على -طول خط الجبهة-
- نجل ترامب ينسحب من أول نشاط سياسي له في الحزب الجمهوري


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باسل ديوب - تـــحية للفلوجيين الأمريكيون لم يجلسوا على صفيح عراقي ساخن بعد!!