أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - باسل ديوب - كلام الليل ..... الفساد والدعارة بعيني مخرجة جريئة














المزيد.....

كلام الليل ..... الفساد والدعارة بعيني مخرجة جريئة


باسل ديوب

الحوار المتمدن-العدد: 880 - 2004 / 6 / 30 - 03:09
المحور: الادب والفن
    


شراكة وعولمة ومفاوضات وصحافيون يلاحقون الوزير بأسئلتهم ولكن
لا تعليق المفاوضات مستمرة !! !! !! لا تعليق ... لا تعليق ... لا تعليق ...
لا تعليق جملة يبدأ، و ينتهي بها فيلم أثار ضجة كبيرة قبل عرضه وبعده من قبل حراس الظلام على شبهة عنوان الفيلم(العُري) وهو نفس عنوان قصة جمال الغيطاني المأخوذ عنها بتصرف، وعلى اسممخرجته، إيناس الدغيدي، وتصديها لإثارة قضايا نسائية 0
يمضي الوزير(محمود قابيل) إلى فيللته ليبدأ مناجاته مع كوكيتا (جالا فهمي) صاحبة ناد رياضي تستخدمه ستارا لتغطية بيت دعارة تديره .
خط ساخن على طرفيه العاهرة والوزير، ترتفع حرارته باطراد، فترسل كوكي شريط ستربتيز لها لتشويقه أكثر والإيقاع به .
على الطرف الآخر من الخط الساخن يغلي بيت الدعارة برواده المخمليين من قطط الفساد السمان , ضباط شرطة ، رجال أعمال , صحفيين , مسؤولين كبار , كوكيتا تجمع وتقرب وتوفر المتعة للجميع , متعة وبيزنس وشراكات وصفقات مشبوهة لأساطين الفساد الحريصين على السلم الاجتماعي!!!!
لدرجة التواطؤ على هدم 1300 شقة سكنية للفقراء، تطل على منتجعهم الفاخر، فلا يخفى ما لإطلاله هؤلاء، على منتجع أولئك من تهديد للسلم الاجتماعي .
ترد إخبارية لشرطة الآداب حول البيت، فيكلف الأمين في القسم بسطاوي ( أشرف عبد الباقي) الذي ينجح في التسلل وإعداد تقرير ينتهي إلى سلة مهملات الضابط الأعلى فهو أحد رواد البيت المهمين .
حبكة الفيلم تقليدية جداً , فنموذج المرأة العاهرة نموذج أثير في السينما المصرية خاصة مع نهاية مأساوية , وأمينة( يسرا) النموذج الأنثوي الآخر، هاربة من حب فاشل، وخيانة حبيب، تحن إلى زمنه الفردوسي المفقود في مشهد من أجمل مشاهد الفيلم تنتقل الصورة بالتداعي من تصوير مشهد المضاجعة في بيت الدعارة،إلى الأفق الرحب حيث الحبيبان يلتقيان .
تصوير الرواد أثناء الجنس،هو القاسم المشترك بينهم لكي تحتفظ كوكيتا لكل واحد منهم بشريط لابتزازه وحماية نفسها وقت الحاجة .
يعود عمر حبيب أمينة بلا مناسبة، ليوقظ ذكريات أمينة، فتطلب من كوكيتا ترك العمل للزواج منه بعد طلاقه من زوجته، لكن المعلمة كوكيتا ترفض وتقطع الطريق على زواجهما بقسوة، عبر إبراز حقيقة عمل أمينة لعمر، الحبيب العائد بعد تخليه عنها،و الذي ( يُصدم ) كأي رجل شرقي ويتوارى .
تسعى أمينة للانتقام بمساعدة أمين الشرطة بسطاوي، الذي تميز بأداء دوره أشرف عبد الباقي بكثير من الخفة .
أمينة المتلظية كأي امرأة شرقية من ذكورية المجتمع، تمارس نفس الذكورية على شقيقاتها إبعاداً لهن عن الرذيلة ، فتتململ من صديقة أختها كثيرة الماكياج لنفاجأ بوجودها في بيت الدعارة ( عندها ) بعد مدة، مما يجعل أعصابها تتحطم،أما لماذا ازدواجية ما كياج و سوء أخلاق فإنه نوع من الوعظ الأخلاقي الذكوري المجاني، الذي لا يحمل أي تفهم للأنوثة ومتطلباتها، وطبيعتها0
تسأل شقيقتها الأخرى عن علاقتها بصديقها، وإلى أي مدى وصلت بينهما (الشغلة) وطالما أنها أعطته
- لا تبادلت معه - قبلة فلا داعي لأن (تعطيه) أكثر، وعظ فوقي تقليدي يقف على نفس الأرضية الذكورية المهمشة للمرأة،لا يرى فيها سوى محتوى جسدي، و فقط لإمتاع الرجل، لا شريك موازي على كافة الأصعدة وهي مفعول به على الدوام .
تستعير المخرجة مفردات الخطاب الذكوري وآلياته في نقدها له !! و تتبنى الخطاب الذكوري تماماً، ولعلها مشكلة شريحة كبيرة من النساء المثقفات في التعامل مع قضيتهن بغياب المرجعية الفكرية المنجزة 0
يظهر الفيلم مدى تهافت الأخلاق الذكورية، وبالأخص لهذه الطبقة الهجينة من الفاسدين، فالكل يتنصل، ويستشرف على كوكيتا، ويدفعها لمصيرها الأثير في السينما المصرية كعاهرة وهو الموت، فتدفع الثمن لوحدها حرصاً على سير العمل في أجهزة الدولة .
لم يكن هناك تشويق حقيقي رغم جاذبية الحدث، ونفاجأ بوجود نسخة أخرى من الأشرطة، الدليل الدامغ على صحة التقرير، والتي لا يحتاج الأمر سوى وضعها على طاولة المدعي الاشتراكي، ليأخذ القانون مجراه , وفي هذا محاباة واضحة للسلطة المتكاملة الفساد0
نلمح بعض الأخطاء الأسلوبية التي كان من السهل تلافيها كفجاجة رقابة المخبرين أو خروجهم من نفس المدخل خلف أمينة مع أنهم كانوا على سطح بناية أخرى .
الفيلم مقبول حرفياً، وربما كانت مساحة الجسد الواسعة نسبياً موضع تقبلنا وترحيبنا الشديدين، رغم عرضه بشكل ذ كوري بحت، عدا مشهد الحب القديم، فذلك يكوّن رصيداً تراكمياً لحرية الفن، نتمنى ألا تكون هناك رجعة عنه لمصلحة الفنان، وحقه في استخدام أدواته بعيداً عن الرقابة .
(كلام الليل) لإيناس الدغيدي كما كل أفلامها، أثار حنق الظلاميين ولكن قبل عرضه، ويا ليته أثار حنقهم بمقاربة عقلانية للاضطهاد الواقع على المرأة، ولحقوقها، فقضية حقوق المرأة أعمق، وأعقد بكثير من تكثيفها بحق مخرجة في حشد أجساد النساء أشباه العاريات في فيلم - رغم حقها في ذلك - مدعية أنها تطرح قضايا حقوق المرأة .
كلام الليل فيلم ذكوري بامتياز، أُخرج على يد امرأة، ولو كانت قد أرادت كشف زيف ادعاءات الذكورية العربية وتمزيق أقنعتها0



#باسل_ديوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحلام المنفى...الفينيق ينبعث من ذاكرة الطفولة
- فيلم ثقافي .... أسئلة الكبت الجنسي في مجتمعات الممنوع
- صديقتي الكردية الجميلة هجرتني بعد الحرب الأمريكية.... لكني س ...
- أطفال شاتيلا ...طفولة معذبة في ركنٍ مهمل
- بين الرئيسين السوري والمصري
- حق الليلة الأولى وعرس الدم العراقي
- فصل طلبة جامعة حلب السبعة أما آن الآوان لطي هذه الصفحة ؟؟؟
- رد مبكّر على رسالة متأخرة
- الاستعصاء الديمقراطي العربي
- أحداث الجزيرة في لقاء الرئيس بشار الأسد مع قناة الجزيرة
- الديمقراطية الرأسمالية على حقيقتها التعذيب في سجون العدو الأ ...
- المقصف الطلابي المركزي في جامعة حلب من الديمقراطية المركزية ...
- تـــحية للفلوجيين الأمريكيون لم يجلسوا على صفيح عراقي ساخن ب ...
- الاتحاد الوطني لطلبة سورية منظمة نقابية أم مؤسسة أمنية؟


المزيد.....




- صحوة أم صدمة ثقافية؟.. -طوفان الأقصى- وتحولات الفكر الغربي
- وفاة الفنان العراقي عامر جهاد
- الفنان السوداني أبو عركي البخيت فنار في زمن الحرب
- الفيلم الفلسطيني -الحياة حلوة- في مهرجان -هوت دوكس 31- بكندا ...
- البيت الأبيض يدين -بشدة- حكم إعدام مغني الراب الإيراني توماج ...
- شاهد.. فلسطين تهزم الرواية الإسرائيلية في الجامعات الأميركية ...
- -الكتب في حياتي-.. سيرة ذاتية لرجل الكتب كولن ويلسون
- عرض فيلم -السرب- بعد سنوات من التأجيل
- السجن 20 عاما لنجم عالمي استغل الأطفال في مواد إباحية (فيديو ...
- “مواصفات الورقة الإمتحانية وكامل التفاصيل” جدول امتحانات الث ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - باسل ديوب - كلام الليل ..... الفساد والدعارة بعيني مخرجة جريئة