أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبد العزيز الخاطر - عقلية -الفداوى- المعاصر














المزيد.....

عقلية -الفداوى- المعاصر


عبد العزيز الخاطر

الحوار المتمدن-العدد: 3095 - 2010 / 8 / 15 - 00:37
المحور: المجتمع المدني
    


الاقتصاد الريعي ينتجها والمجتمع الطبقي يتبناها


لا أعرف أصلاًً لهذه الكلمة . ربما من يفدي ، فداءً ، أو ربما تحريف شعبي لكلمة فدائي " الفداوي " شخصية ارتبطت بتاريخ الخليج وربما هناك مثيلاتها في الثقافات الأخرى . وهو الإنسان الذى يتبع شخصية كبيرة مرموقة سواءً كانت أميراً أو شيخاً أو مسؤولاً كبيراً ويأتمر بالتالي بأوامره وينتهي كذلك عن نواهيه نظير أجر من المال . وهي تختلف عن الخادم الرسمي حيث لا تحتاج الى أي مستندات رسمية لتوظيفها . ولا ضير من هذا كله ، فمرحلة انتشار هذه الشخصية حكمتها الظروف الاقتصادية الصعبة السائدة آنذاك . إلا أنها موجودة حتى وقتنا الراهن ولكن في نطاق أضيق مما كانت عليه في السابق . وهناك رجال أشاوس من أبناء الوطن تقلبوا في هذه المهنة في السابق فلا يُعد ذلك نقيصه ً أو عيباً خاصةً إذا كانت كرامة الإنسان مصونة حيث العلاقات أصلاً في مجتمعنا الخليجي مترابطة نظراً لقرابة الدين والنسب . ولكن أن تكون هذه العقلية بطبيعتها اللاحوارية وطاعتها العمياء رغم عدم الاقتناع هي مقياس ومعيار الحراك الاجتماعي في المجتمع والارتقاء الى الأعلى في زمن العلم والتخصص . فالأمر إذن ينبئ عن خلل في نظام المجتمع الاجتماعي وعليه بالتالي أن يعيد ترتيب أوراقه وإلا فلتقفل أبواب المدارس والجامعات ونوفر على ميزانياتنا المرهقة أصلاً مزيداً من الضغوط والعجز ، والأنكى من ذلك عندما يضطر المتعلم إلى تقمص عقلية " الفداوي " هذه ويلغي بالتالي بقناعاته وأفكاره جانباً ويدوس على سنوات دراسته ويتحول بالتالي الى فداوي عصري ليتحسن وضعه وتشرق بقية أيام حياته ، فلذلك فإن مساحات التهميش في مجتمعاتنا الخليجية كبيرة جدا وتزدحم بالعقول والخبرات ذات الدرجة العالية من الوعي أما أنها لم تستطع مجاراة ذلك لقناعاتها أو أنها لا تعرف أصلاً الطريق إلى ذلك لأن طبيعة تلك الشخصية تتطلب استعداداً فطرياً ومواصفات خاصة . إن المجتمع لـه من القوى الضاغطة الشئ الكثير ويفرز بالتالي إفرازات تتناسب مع كل حقبه زمنية وهذه الشخصية هي إحدى إفرازات المجتمع القبلي في حين أن مجتمع الطوائف يفرز ميليشيات والمجتمع العسكري يفرز نخباً عسكرياً وهكذا . أعتقد أن فضيلة الحوار لم ينتجها مجتمعنا العربي الآن رغم وجود قيادات للأمة عبر تاريخها آمنت بالحوار إلا أنها لا تعد مقارنة بتاريخها الطويل فأحادية الرأي وتهميش الأغلبية هي السمة الغالبة وعندما تشيع ثقافــــــــــــــــــة " الفداوي " وخصائصها المذكورة في المجتمع ومؤسساته تحت مسميات حديثه تصبح الخسارة مضاعفه . إن فترة بزوغ تيار العلم في دولنا الخليجية كافيه للأخذ به كمعيار أساسي وربما وحيد للحيازة على الثقة والاستشارة . فإسداء الثقة للمتعلم والمثقف أمر هام للاستفادة منه واخلاصه بالتالي لوطنه ونظامه حيث أن مرحلة الانتقال والتحول للمجتمعات تتطلب تضحيات لا يقدمها إلا أصحاب القناعات الراسخة وهذه ليست خصائص تلك العقلية المسطحة . فمجتمعاتنا بين أمرين في غاية الخطورة ، الأول في اعتمادها على الريع النفطي الذى ينتج ويعاود إنتاج نفس الشخصية ولكن بصورة معاصرة والآخر في تبني خصائص هذه العقلية ولو تحت غطاء عصري حيث قد يحمل صاحبها اليوم أعلى الشهادات أكبر الجامعات ولكن لـه نفس الآلية والميكانيزم لاعتقاده أن ذلك ما يتطلبه العصر المعاش للانخراط فيه فلابد إذن من تغير ثقافة المجتمع ككل واعتماد الإنتاجية كمصدر لإفرازات جديدة . ما يجدر الإشارة إليه إن دول الخليج حالياً تسعى لتوسيع دائرة الحوار والتشاور مع أصحاب المشورة والرأي ولكن الإحساس بأهميتهم ربما يتطلب تغيراً في الهياكل الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للمجتمع ولتبقي تلك الشخصية التاريخية ضمن إطارها الذى خلقت من أجله وتبقى بالتالي الأمور لأهل الرأي ما صلحت .



#عبد_العزيز_الخاطر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تسليع الدين والسوبرماركت الرمضانيه
- فى مديح مجتمع -المناسبات-
- دوران النخب
- تجديد ام تمديد
- ارض وقرض ومجلس منتخب....يارب
- بين الدوله الافتراضيه والدوله الوظيفيه
- عبدالناصر فى انقره
- برنامج لكم القرار .....المنهجيه والاداء
- ثنائية الخطيب والمحاور او -المطلق والنسبى-
- تحولات السلطه من القمع الى الضبط والتنظيم
- مجتمع -الدهشه- يحطب فى ليل دامس
- الاقتصاد الريعى والفرصه التاريخيه
- -الديكتاتور- اصله طيب
- تبدد راسالمال الاجتماعى وسطوة العنف الرمزى-مجتمات الخليج مثا ...
- يصلون بلا وضوء
- البعد القومى وضرورة اعادة الاعتبار اليه
- الاستبعاد الاجتماعى بين اللى -فوق- واللى -تحت-
- ضمور ثقافى ......تورم استهلاكى
- حول النقد والنقاد-حالة دوله-
- فائض الثقافه- وليس الثقافه


المزيد.....




- واشنطن تريد -رؤية تقدم ملموس- في -الأونروا- قبل استئناف تموي ...
- مبعوث أمريكي: خطر المجاعة شديد جدا في غزة خصوصا في الشمال
- بوريل يرحب بتقرير خبراء الأمم المتحدة حول الاتهامات الإسرائي ...
- صحيفة: سلطات فنلندا تؤجل إعداد مشروع القانون حول ترحيل المها ...
- إعادة اعتقال أحد أكثر المجرمين المطلوبين في الإكوادور
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي للاشتباه في تقاضيه رشوة
- مفوض الأونروا يتحدث للجزيرة عن تقرير لجنة التحقيق وأسباب است ...
- الأردن يحذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين على أراضي ...
- إعدام مُعلمة وابنها الطبيب.. تفاصيل حكاية كتبت برصاص إسرائيل ...
- الأونروا: ما الذي سيتغير بعد تقرير الأمم المتحدة؟


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبد العزيز الخاطر - عقلية -الفداوى- المعاصر