أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - مازن لطيف علي - طبعة جديدة لكتاب -محنة يهود العراق بين الأسر والتهجيرالقسري- للدكتور كاظم حبيب















المزيد.....

طبعة جديدة لكتاب -محنة يهود العراق بين الأسر والتهجيرالقسري- للدكتور كاظم حبيب


مازن لطيف علي

الحوار المتمدن-العدد: 3088 - 2010 / 8 / 8 - 14:33
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


صدر حديثا في مدينة السليمانية كتاب " اليهود والمواطنة العراقية او محنة يهود العراق بين الأسر الجائر والتهجير القسري" بطبعتها الثانية المزيدة والموسعة للدكتور كاظم حبيب والكتاب مخصص لتاريخ اليهود العراقيين وتهجيرهم ، يذكر المؤلف قائلا ً: إني أرجو أن أكون قد وفقت في عكس الواقع الذي عاشت فيه جمهرة المواطنات والمواطنين اليهود في العراق في مرآةِ الحقيقة النسبية. لقد تراوح عدد السكان اليهود في العراق في عام 1947 بين 140-150 ألف نسمة. أما الآن فهم أقل من عدة أفراد. لقد كان اليهود خلال ما يقرب من 2500 سنة مصدرَ ثراء حقيقي للمجتمع العراقي في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والفكرية والثقافية، ومنها: الموسيقى والغناء، والأدب والشعر، والسياسة. ولذلك فإنّ غيابهم أفقد العراق ثروة إنسانية لا تعوض. خسرهم العراق منذ أوائل الخمسينيات من القرن العشرين، وخسروه هم في آن واحد.

تألفت بنية الكتاب من ثمانية فصول ، الاول تناول السكان اليهود في العراق ، والاحصائيات والتقديرات ليهود العراق، الفصل الثاني تناول مدارس اليهود في العراق، حيث يذكر انه سبق فتحُ المدارس الدينية اليهودية في العراق، تأسيسَ المدارس التعليمية الحديثة بعدة عقود. فوفق ما جاء في كتاب (موجز تاريخ يهود العراق) للسيد نسيم رجوان: فإن أول مدرسة دينية تأسست في بغداد، كانت في عام 1832، بعد قرون من التخلف التعليمي والتدريس الديني.

كتب يقول: ".. بعد بضعة قرون من التقهقر في ميدان التعليم الديني بدأت الطائفة اليهودية ببغداد بفتح مدارس دينية على مستوى عال عرفت باسم (تلمود توراه) أي دراسة التوراة, وقد تم تأسيس أولى هذه المدارس عام 1832 أعقبها تأسيس أول كلية دينية (يشيبا) عام 1840 وقد ترأسها الحاخام عبد الله سوميخ وبلغ عدد تلاميذها عام 1848 الستين .

الفصل الثالث تناول البنية الاجتماعية ليهود العراق حيث اشار د. حبيب الى أن اليهود العراقيين توزعوا على جميع الطبقات والفئات الاجتماعية. فكان منهم الغني والفقير، التاجر والمالي والصناعي، الفلاح والعامل، الحرفي والمهني والموسيقي والمغني والفنان عموماً، والعالم والأديب والكاتب والقاص والشاعر والصحفي، والموظف والمستخدم والعاطل عن العمل، العتال والبائع الجوال والشحاذ.

الفصل الرابع كان عن المجالس الاجتماعية والثقافية ليهود العراق حيث اعتبر المؤلف ان تلك المجالس من حيث المبدأ تتوزع على ثلاثة مجالات أساسية، هي: المجالس التي تعود لرجال الدين التي تبحث في أمور الدين والدنيا في آن واحد. كما هو حال مجلس الحاخام ساسون خضوري، أو الحاخامات الذين كانوا رؤساء الطائفة قبله ، المجالس الأدبية التي كانت مكاناً للقاء كتاب القصة والشعراء والأدباء والفنانين، ويحضرها شخصيات أخرى من هواة ومحبي هذه الفنون والمجالس ، المجالس التي تعود للتجار من أثرياء بغداد، وكانت مكاناً للقاء التجار وأصحاب رؤوس الأموال والصرافين والمهتمين بالشؤون الاقتصادية والمال والتجارة. اما الفصل الخامس فتناول الدكتور حبيب فيه الحياة السياسية ليهود العراق حيث تشير المعطيات التي تحت تصرفنا، إلى أن المواطنات والمواطنين اليهود في العراق قد تمتعوا بالحرية الدينية - كما هو حال بقية الأديان - فكانت الحكومات العراقية المتعاقبة في العهد الملكي، على الرغم من إقرارها بأن دين الدولة العراقية الرسمي هو الإسلام، علمانية في ممارساتها العامة إزاء الأديان الأخرى. ولكنها لم تكن محايدة في ما يختص بالمجالات الأخرى؛ وبتعبير آخر مارست التمييز في التوظيف في أجهزة الدولة، وفي القبول في الكلية العسكرية، أو في السلك الخارجي، أو في وزارة الداخلية.

كانت مشاركة يهود العراق في السياسة محدودة حقاً، في الفترة التي سبقت الحرب العالمية الثانية - وهو حال الغالبية العظمى من العراقيات والعراقيين - ما عدا مجموعة صغيرة من فئة المتعلمين والمثقفين؛ حيث أن الحياة الديمقراطية ومستوى الوعي السياسي والاجتماعي للسكان، كان ضعيفاً. وكان هناك بعض الشخصيات من أغنياء اليهود ممن شارك في الحياة السياسية، بفضل موقعه الاقتصادي والاجتماعي في صفوف أتباع الطائفة اليهودية، أو بفضل علاقاته الاقتصادية مع بقية التجار العراقيين وأصحاب رؤوس الأموال والحكام. ومن هنا برزت أسماء معروفة مثل حسقيل ساسون الذي تبوأ منصب وزير المالية في النصف الأول من العشرينيات، و مناحيم دانييل (ساسون) الذي كان عضوا في مجلس الأعيان، وبعض النواب اليهود الذين كانوا يمثلون أتباع الديانة اليهودية في العراق. ويشير السيد ألبير مراد قوجمان إلى أن بعض اليهود، كانوا يعملون في أحزاب سياسية أخرى، منهم مثلاً: شالوم درويش؛ سكرتير الطائفة اليهودية الذي كان يعمل في قيادة جماعة الأهالي في الثلاثينيات من القرن الماضي. وكان أتباع الطائفة اليهودية الأغنياء، قد أسسوا ناديين معروفين ومتميزين في الثلاثينيات من القرن الماضي، هما: نادي الرافدين، ونادي الزوراء في منطقة العلوية ببغداد. وكان أقطاب الفئة الحاكمة وأغنياء المسلمين والمسيحيين يلتقون فيهما أيضاً.

شارك يهود العراق في العمل السياسي السري والعلني للحزب الشيوعي العراقي والتنظيمات المهنية والديمقراطية التي أقامها الحزب الشيوعي العراقي، بصورة فعالة وحيوية منذ نهاية الثلاثينيات وبداية الأربعينيات. واحتل بعضهم مواقع مهمة في بنية الكادر الحزبي. وكانت لهم مشاركة فكرية وعملية واسعة.

كانت البنية الاجتماعية لأعضاء الحزب الشيوعي العراقي من اليهود الذين كانوا في السجن - بلغ عددهم حينذاك 245 سجيناً تقريباً-

الفصل السادس تضمن المواقف السياسية للنظام الملكي من يهود العراق وذكر المؤلف انه خلال الفترة الواقعة بين 1921 و1947 عمدت الحكومة العراقية إلى ممارسة عدة أساليب إزاء القضية الفلسطينية، وإلى اتخاذ موقف من الحركة الصهيونية، ومن القوى المناضلة ضد الحركة الصهيونية في العراق

الفصل السابع تضمن موقف القوى القومية العربية في العراق من يهود العراق حيث تناول د. حبيب بدايات تطور الحركة القومية في العراق وكيف تشكل نادي المثنى وحركة مايس 1941 الانقلابية وتناول ايضا احداث الفرهود في الاول من حزيران(يونيو) 1941 ويؤكد المؤلف ان حادثة الفرهود المخجلة التي لم تحصل لأول مرة ضد اليهود في تاريخ العراق، آثارها السلبية الحادة على يهود العراق على أصعدة يمكن تلخيص أكثرها أهمية في النقاط التالية:

1. عمقت الإحساس لدى اليهود بأنهم يعيشون في مجتمع فيه الكثير من الناس ممن يكرهون اليهود بسبب الدين الذي هم عليه، وكأنهم غرباء عن هذا الوطن رغم القرون الطويلة المنصرمة التي عاشوها في هذه البلاد.

2. عمق الخوف في نفوس اليهود من احتمال تعرضهم في كل لحظة لاعتداءات مماثلة من جانب المتطرفين العرب والمسلمين؛ اعتداءات يمكن أن تستهدف ليس أموالهم وما يملكون فحسب، بل وأرواحهم أيضاً. مثلما حصل في بغداد.

الفصل الاخير تناول المواقف السياسية للحزب الشيوعي العراقي إزاء القضية الفلسطينية ويهود العراق ، يختم المؤلف كتابه بموضوعه " ماذا حل بيهود العراق في إسرائيل" حيث يرى ان الدلائل تؤكد بما لا يقبل الشك أنّ يهود العراق كانوا إما عرباً أو كرداً بحسب المنطقة التي سكنوا فيها والسكان الذين عاشوا معهم منذ ترحيلهم الأول كأسرى إلى هذه المنطقة من العالم. وكانوا يحملون الجنسية العثمانية في الوقت الذي كان العراق فيه جزءاً من الدولة العثمانية، وحملوا الجنسية العراقية فيما بعد وكانت لغتهم وثقافتهم وعاداتهم وطباعهم وتصرفاتهم اليومية وسلوكهم البيتي عراقية بحتة، لا يميزهم الإنسان عن غيرهم من العراقيين إلا في دينهم وطقوس هذا الدين.

أجُبر أغلب يهود العراق على ترك البلاد منذ نيف ونصف قرن. ولهذا فإن من ولد في العراق أو في إسرائيل في نهاية الأربعينيات أو في بداية الخمسينيات، لا يعرف من عراقيته إلا ذكريات والديه أو الجماعات العراقية التي كانت وما تزال، تلتقي بين فترة وأخرى لتعيد ذكريات حياتها في العراق، أو التي تقرأ الكتب التي تصدرها (رابطة الجامعيين اليهود النازحين من العراق) التي مقرها في أورشليم - القدس. كما أن الكثير من اليهوديات واليهود الذين هم من جيل العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضي، بدأوا بالتقلص الشديد ونشأت بجوارهم أجيال جديدة لا علاقة لها بالعراق وبحياة وتقاليد العراق ولا صلة لها بالمواطنة العراقية اللهم إلا الصلة التي بقيت تشدّ المسنين من بعض العائلات اليهودية إلى ماضيها الغابر في العراق. كتاب اليهود والمواطنة العراقية _ أو محنة يهود العراق بين الاسر الجائر والتهجير القسري " هو وثيقة جديدة تكشف الكثير من الحقائق التي شوهت ، وهو محاولة جادة لدراسة الطائفة اليهودية في العراق قدمها الدكتور كاظم حبيب خدمة للتاريخ والحقيقة .



#مازن_لطيف_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتاب جديد للدكتور ميثم الجنابي عن المختار والحركة المختارية ...
- فيصل الاول ويهود العراق
- عن صالح نعيم طويق وابداعه في الصحافة والترجمة
- اسحاق بار موشيه .. أول يهودي يكتب مذكراته عن بلاد الرافدين
- لامبان في كتاب جديد : اصل الحجاب وثنيّ ولا علاقة له بالاديان ...
- رشيد الخيُّون.. تجربة عقلانية في نقد الأصولية الإسلامية
- العراق واليابان في التاريخ الحديث .. التقليد والحداثة
- يهود العراق .. ذكريات وشجون
- نحو نهضة جديدة لليسار في العالم العربي
- كاظم مرشد السلوم : التدخل الحكومي أسهم في تدهور السينما العر ...
- مقام التحول.. هَوَامِشُ حَفريّةُ عَلَى المتنِ الأدُونِيسيّ
- تاريخ التعليم في العراق واثره في الجانب السياسي
- الإعلامي محمد السيد محسن : الإعلام التلفزيوني اخذ مني الكثير ...
- طبعة بغدادية جديدة لكتاب البروفسور ميثم الجنابي- الإمام علي ...
- محمد شرارة .. من الإيمان إلى حرية الفكر
- عمارة .. ومعماريون
- العراق ..الشعب والتاريخ والسياسة
- حمودي الحارثي... يستذكر سليم البصري و حسين مردان
- سليم البصون.. سجل حافل في الصحافة العراقية
- جدل العقلانية في الفلسفة النقدية لمدرسة فرانكفورت


المزيد.....




- ولاية أمريكية تسمح للمعلمين بحمل الأسلحة
- الملك السعودي يغادر المستشفى
- بعد فتح تحقيق ضد زوجته.. رئيس وزراء إسبانيا يفكر في تقديم اس ...
- بعد هدف يامين جمال الملغى في مرمى الريال.. برشلونة يلجأ إلى ...
- النظر إلى وجهك أثناء مكالمات الفيديو يؤدي إلى الإرهاق العقلي ...
- غالانت: قتلنا نصف قادة حزب الله والنصف الآخر مختبئ
- بايدن يوقع قانون مساعدات كبيرة لأوكرانيا والمساعدات تبدأ بال ...
- موقع أمريكي ينشر تقريرا عن اجتماع لكبار المسؤولين الإسرائيلي ...
- واشنطن.. التربح على حساب أمن العالم
- السفارة الروسية لدى سويسرا: موسكو لن تفاوض برن بشأن أصول روس ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - مازن لطيف علي - طبعة جديدة لكتاب -محنة يهود العراق بين الأسر والتهجيرالقسري- للدكتور كاظم حبيب