أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - مازن لطيف علي - عن صالح نعيم طويق وابداعه في الصحافة والترجمة














المزيد.....

عن صالح نعيم طويق وابداعه في الصحافة والترجمة


مازن لطيف علي

الحوار المتمدن-العدد: 3043 - 2010 / 6 / 24 - 10:33
المحور: سيرة ذاتية
    


من المعروف عموما ان يهود العراق شكلوا الجزء الاكبر من الطبقة الوسطى وخاصة يهود بغداد في مطلع القرن العشرين . وقد لعبت النخب اليهودية دورا واضحا وكبيرا في تشكيل الثقافة والاقتصاد والسياسة والصحافة العراقية وبرزت في ميدان الصحافة العراقية أسماء لامعة منذ بداية القرن العشرين، بل لقد لعب بعض العراقيين اليهود دورا فاعلاً في مجال الصحافة ومنهم ممن ذكرت اسماؤهم في مقالات عدة : سليم البصون، انور شاؤل ، مراد العماري ومنشي زعرور وشاؤل حداد وغيرهم .

هنا يجب ان نذكر مبدعا ترك بصماته خلال رحلة العمر على ناصع صفحات صاحبة الجلالة الصحافة العراقية ألا وهو صالح طويق، صاحب الباع الطويل والتجربة الثرة التي تحمل خواطر الأزمنة وتراكمات الحدث والذي كانت مساهماته في الصحافة العراقية لاتقدر بثمن .

نقصد الصحفي الذي نقش على رايته صفة التواضع التي ليس لها حدود، يعمل خلف الكواليس لكن بصماته واضحة، ولهذا السبب لم يترك اية مذكرات وذلك لكي يتجنب التحدث عن نفسه. اسمه الرسمي هو صالح طويق لكنه كان معروفا ايضا باسم "نعيم طويق" ..

ولد هذا الأديب في بغداد عام 1916 من اسرة معروفة وتخرج في مدرسة الاليانس عام 1934 ونشر اول عمل له وهو طالب في المرحلة المنتهية عن عمر يناهز الرابعة عشرة فقط ، حين ترجم عن الفرنسية قصة من الادب التركي نشرت في مجلة "الحاصد" التي ترأس تحريرها الاديب والمحامي انور شاؤول.

بدأ طويق عمله الصحفي في عام 1934 اذ عين محرراً في صحيفة "الاهالي" التي تم اغلاقها واضطر الى العمل في صحف اخرى، منها "المبدأ "، "صوت الأهالي "، "صدى الأهالي"، "الطريق"، "الرأي العام "، "الحوادث" . وفي نهاية المطاف صحيفة "الزمان".

وكان عمله الصحفي يشمل تحرير الاخبار الخارجية والتعليق عليها وترجمة المقالات المهمة عن امهات الصحف العالمية، وكذلك كتابة المقالات السياسية بما في ذلك الافتتاحيات التي عبر فيها بكل صراحة ووضوح عن عقيدته الوطنية الديمقراطية والتقدمية. وقد كان طويق ضليعا بثلاث لغات ؛العربية والفرنسية والانكليزية ، وقد استحدث طريقة خاصة لنقل الانباء من الاذاعات العالمية باللغتين الانكليزية والفرنسية والقيام بترجمتها مباشرة الى اللغة العربية بطريقة اختزال خاصة، ونشرها في الصحيفة على الفور.

بالاضافة لذلك، استحدث بابا خاصا باسم (قالت صحف العالم امس)، وقد جعل مصدر ذلك الباب أغلب محطات الاذاعة العالمية التي تذيع بالانكليزية والفرنسية، مما كان يتتبعه القراء باهتمام بالغ. ومما يذكر في هذا الصدد، ان في احدى فترات العمل العصيبة في سنة 1941 التي تطلبت منه العمل حتى ساعات الصباح، في تلك الفترة انتقلت والدته الحنون للعيش في غرفة صغيرة على سطح بناية الصحيفة، وذلك حرصا على ولدها الوحيد لكي يعود الى (بيته) بأسرع ما يمكن بعد انهاء عمله. فيا له من اخلاص وايثار ويا لها من تضحية لولد حريص ولأم قلقة.

أثرى طويق الفكر والادب العربي بترجمة العديد من المواضيع الادبية لكتاب عالميين منهم : بلزاك، هيجو ، جورجي، دوديه، أناتول فرانس موليير وفولتير وغيرهم وقد بدأ بممارسة هذه الترجمة وكان عمره لايتعدى 13 عاماً .

انتمى الى الحزب الوطني الديمقراطي الذي تأسس في عام 1946 بزعامة كامل الجادرجي ، لأنه شعر ان هذا الحزب اقرب الى توجهاته الديمقراطية .عمل سنوات طويلة مع كامل الجادرجي وكان من المقربين إليه وكتب مقالاته السياسية لصحافة الحزب الى ان حل الحزب بصورة نهائية عام 1963.

ويذكر الشاعر والصحفي مراد العماري وهو من اصدقائه المقربين، ان طويق ترك العمل الصحفي بعد انقلاب 8 شباط عام 1963 لكنه لم يقطع صلته بالجادرجي حتى يوم وفاته في عام 1968، وقد كان الجادرجي يدعوه الى داره ويكتب معه المذكرات السياسية الخطيرة، في وقت كان اقرب الناس اليه يخشون زيارته .وقد كافأه الجادرجي في مذكراته بجزاء سنمار، إذ لم يذكر اسمه ابداً في مذكراته بل ذكره باسم "احد المحررين"، ويقصد " طويق " بالتأكيد، ولعل العذر الوحيد الذي سيورده الجادرجي لمقربه نعيم وهما في جنات الخلود هو انه فعل ما فعل لكون نعيم طويق حريصا على التحرر من كلمة "أنا"

ترك طويق العمل الصحفي نهائيا بعد انقلاب 8 شباط عام 1963 بعد خدمة متواصلة دامت ثلاثين عاما كاملا من العمل المرهق. وعمل محاسباً في احدى الشركات التجارية بعد ان شعر بانعدام حرية الرأي والتعبير في العمل الصحفي في العراق

غادر طويق العراق عام 1973 بسبب الاضطهاد والملاحقة مع من غادر من اليهود الوطنيين الذين تمسكوا بتربة العراق بحرص ومحبة . وسافر الى اسرائيل وترك كل شيء خلفه في بغداد من ذكريات وكتب واصدقاء. وهناك واصل العمل ايضاً في الصحافة، لكن هذه المرة في اسرائيل، وكتب بعد خروجه القسري من بغداد مقالات في جريدة "الانباء" المقدسية تحت عنوان " ذكريات وخواطر" وفي عام 1976 نشر ايضا سلسلة من المقالات تحت عنوان " أثر المواطنين اليهود في المجتمع العراقي الحديث" سوف تطبع على شكل كتاب تصدره رابطة اليهود الجامعيين في اسرائيل.

ويصفه اصدقاؤه والمقربون إليه انه انسكلوبيديا انسانية كبيرة ذات موهبة ادبية وصحفية خارقة، خلقت بشكل انسان مرهف الحس ذا قلب رحيب والذي كلل باكليل غار من التواضع مثبتا قول اينشتاين المأثور بان القيمة الحقيقية للانسان تقاس بمدى تحرره من كلمة "أنا".



#مازن_لطيف_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسحاق بار موشيه .. أول يهودي يكتب مذكراته عن بلاد الرافدين
- لامبان في كتاب جديد : اصل الحجاب وثنيّ ولا علاقة له بالاديان ...
- رشيد الخيُّون.. تجربة عقلانية في نقد الأصولية الإسلامية
- العراق واليابان في التاريخ الحديث .. التقليد والحداثة
- يهود العراق .. ذكريات وشجون
- نحو نهضة جديدة لليسار في العالم العربي
- كاظم مرشد السلوم : التدخل الحكومي أسهم في تدهور السينما العر ...
- مقام التحول.. هَوَامِشُ حَفريّةُ عَلَى المتنِ الأدُونِيسيّ
- تاريخ التعليم في العراق واثره في الجانب السياسي
- الإعلامي محمد السيد محسن : الإعلام التلفزيوني اخذ مني الكثير ...
- طبعة بغدادية جديدة لكتاب البروفسور ميثم الجنابي- الإمام علي ...
- محمد شرارة .. من الإيمان إلى حرية الفكر
- عمارة .. ومعماريون
- العراق ..الشعب والتاريخ والسياسة
- حمودي الحارثي... يستذكر سليم البصري و حسين مردان
- سليم البصون.. سجل حافل في الصحافة العراقية
- جدل العقلانية في الفلسفة النقدية لمدرسة فرانكفورت
- صدور العدد الأول من مجلة اطياف
- مذكرات دولة..السياسة والتاريخ والهوية الجماعية في العراق الح ...
- يهود الديوانية .. اسماء وذكريات


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي: دخول أول شحنة مساعدات إلى غزة بعد وصولها م ...
- -نيويورك تايمز-: إسرائيل أغضبت الولايات المتحدة لعدم تحذيرها ...
- عبد اللهيان يكشف تفاصيل المراسلات بين طهران وواشنطن قبل وبعد ...
- زلزال قوي يضرب غرب اليابان وهيئة التنظيم النووي تصدر بيانا
- -مشاورات إضافية لكن النتيجة محسومة-.. مجلس الأمن يبحث اليوم ...
- بعد رد طهران على تل أبيب.. الاتحاد الأوروبي يقرر فرض عقوبات ...
- تصويت مجلس الأمن على عضوية فلسطين قد يتأجل للجمعة
- صور.. ثوران بركاني في إندونيسيا يطلق الحمم والرماد للغلاف ال ...
- مشروع قانون دعم إسرائيل وأوكرانيا أمام مجلس النواب الأميركي ...
- بسبب إيران.. أميركا تسعى لاستخدام منظومة ليزر مضادة للدرون


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - مازن لطيف علي - عن صالح نعيم طويق وابداعه في الصحافة والترجمة