أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - مازن لطيف علي - مقام التحول.. هَوَامِشُ حَفريّةُ عَلَى المتنِ الأدُونِيسيّ














المزيد.....

مقام التحول.. هَوَامِشُ حَفريّةُ عَلَى المتنِ الأدُونِيسيّ


مازن لطيف علي

الحوار المتمدن-العدد: 2972 - 2010 / 4 / 11 - 10:34
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


إن الأدونيسية ، بوصفها حضورا فكريا وإبداعيا ، ظلت سؤلا يخترق الجاهز الثقافي العربي السائد ، وظلت خلخلة وتفكيكا لأكثر المسلمات رسوخا في الوعي التقليدي ، وثورة في الابداع العربي أصبحت الكتابة معها رقصة نارية على أرض بكر امتلأت بقبور الآله الآفلة ، لقد واجه ادونيس ، منذ بدايات نشاطه الإبداعي لاستثنائي ، ثقافة عربية أضاعت بوصلة الاتجاه في عتمة الحاضر ، وظلت تترنح على عتبات الازمنة الحديثة ، عالقة بأهداب الماضي الذي رأت فيه ما يعصمها من الضياع في عالم جديد ، يقوم على الابداع والتغيير والثورة . في محاولة لدراسة ادونيس والادونسية يحاول الكتاب والشاعر الجزائري (احمد دلباني) في كتابه "مقام التحول _ هَوَامِشُ حَفريّةُ عَلَى المتنِ الأدُونِيسيّ" ( الصادر عن دار التكوين _ سوريا ) لكشف عن مسبقات الوعي الادونيسي، العقلية والثقافية ، مع الاشارة إلى فتوحاته المعرفية والجمالية التي كانت انقلابا اتى كطوفان بهي ، أغرق اوثانا عديدة كانت تعتبر مقدسات وثوبات ، قسم الكتاب الى قسمين ، الاول كان بعنوان " المعنى هو أمام الإنسان " تناول فيه الرؤية الفكرية والنقدية لأدونيس ، وكشف مضمرات الثقافة التي قامت على التعالي والمسبقات ، وقامت على جاهزية المعنى بوصفها سمة لاعتقال العقل داخل المعطى النصي ، دينيا كان ام علماينا / ايديولوجيا . من هنا دعوات ادونيس الى حداثة جذرية الطابع ، تقطع مع الماضوية ومنحى الثبات ، وتدعوا الى عتق المعنى من كل المرجعيات السائدة .. وفي القسم الثاني الذي حمل عنوان " المعنى هو نتاج الكتابة " حيث يلخص المؤلف فلسفة ادونيس الجمالية ورؤيته العامة لمشكلات الكتابة الابداعية كما يراها . إنه ما انفك يدعو ، في كل تأملاته النقدية ، إلى كتابة جديدية تحدث قطيعتها الفكرية والجمالية مع ما هو سائد .

يذكر دلباني ان ادونيس ثار ضد تراث كامل من الفكر الانساني ، كرس تعالي المعنى بوصفه جوهرا يقبع خارج العالم أو بوصفه وحيا يتنزل ليضيء للانسان عتمة العالم والوجود . العقل الاول ، أو اللوغوس ، أو الكلمة الاولى كلها مبادىء مفارقة كرست اغتراب الانسان في الثقافة ذات الطابع اللاهوتي _ الميتافيزيقي ، وفي مكان اخر يذكر دلباني ان الرؤية الشعرية عند ادونيس تقوم على وعي ثقافي وحضاري شامل يتجاوز اطار النقد الشكلاني المبتذل الذي حكم الخطاب النقدي العربي منذ بدايات الحداثة الشعرية ، وحصر قضية الشعر في مسائل الوزن والتفعيلة ، لأن الادونيسية ، وضمن نظرتها الشاملة ، لم تحاول التأسيس لشعر " يزين" العالم بقدر ما ارادت ان يكون الشعر إبداعا لعالم خاص في أفق التخييل..

في خاتمة كتابه يرى المؤلف ان ادونيس كشف عن بنية " الثبات" في الثقافة والفكر العربيين ، وتناول ذلك نقديا ، من زاوية ثقافية وحضارية ، موضحا كساح هذه البنية الثقافية والعقلية السائدة ، وعجزها عن رفع التحديات في عالم اليوم القائم على الكشف والابداع والانسنة وإرادة القوة ، لانها ثقافة تقوم على المغامرة ، ولا تواجه العالم بوصفه مجهولا نسافر اليه ونحاول الكشف عنه بالعقل الحر والابداع الحضاري ، بل تقوم على الاعتقاد بمعيارية الماضي وعصمته وهذا تحديدا ما اسماه أدونيس " الماضوية " التي راى فيها بنية ذهنية سائدة طبعت الثقافة العربية بطابع الجمود ومثلت بذلك إيديولوجية السلطة المحافظة .. ويذكر دلباني ان الادونيسية ، في جوهرها العميق ، نقد . إنها نقد إنسانوي يتبنى ، في عمقه ، الايديولوجية الانسانوية التي تجعل الذات مركزا للعالم وتربط الحداثة بانبثاق الذات ، ويرى المؤلف ان ادونيس اكتسب قيمة استثنائية لكونه مثقفا ومبدعا ادرك جديا ، وبصورة مبكرة ، انه يشكل بداية جديدة ، لعل هذا ما يفسر كونه صاحب " بيانات" أراد من خلالها أن يكون لحظة تأسيس في الثقافة العربية ، تؤرخ للزمن الجديد وتبتكر صيغا جديدة للوجود العربي المعاصر ، فكرا وعملا وحساسية ورؤيا .



#مازن_لطيف_علي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تاريخ التعليم في العراق واثره في الجانب السياسي
- الإعلامي محمد السيد محسن : الإعلام التلفزيوني اخذ مني الكثير ...
- طبعة بغدادية جديدة لكتاب البروفسور ميثم الجنابي- الإمام علي ...
- محمد شرارة .. من الإيمان إلى حرية الفكر
- عمارة .. ومعماريون
- العراق ..الشعب والتاريخ والسياسة
- حمودي الحارثي... يستذكر سليم البصري و حسين مردان
- سليم البصون.. سجل حافل في الصحافة العراقية
- جدل العقلانية في الفلسفة النقدية لمدرسة فرانكفورت
- صدور العدد الأول من مجلة اطياف
- مذكرات دولة..السياسة والتاريخ والهوية الجماعية في العراق الح ...
- يهود الديوانية .. اسماء وذكريات
- الحداثة في العمارة الاسلامية
- رأس اللّغة جسمُ الصّحراء
- سيد محمود القمني : بلادنا لم تعرف نظام الدولة العلمانية منذ ...
- مروة كريدية: المعارضة لا تعني الطمع بالسلطة لان مفهوم الدولة ...
- غادا فؤاد السمان : خالفت العُرف والمألوف والمُعتاد الذي تدخل ...
- يهود اليمن
- الفنان التشكيلي سيروان شاكر عقرواي : الفن التشكيلي العراقي ك ...
- جمهورية مهاباد الكردية .. نجاحها وفشلها


المزيد.....




- رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: وحدات كوماندوز برية عملت سرًا ف ...
- موافقة على سداد قرض محطة الضبعة النووية في مصر بالروبل.. ماذ ...
- رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق لـCNN: هدف إسرا ...
- إنفاق دفاعي غير مسبوق: الناتو يقر رسميًا رفع السقف إلى 5% رغ ...
- غزة.. شهادات ناجين من طوابير الموت أمام مراكز المساعدات في غ ...
- مقتل فتى فلسطيني في الضفة الغربية خلال عملية للجيش الإسرائيل ...
- إيران تؤكد مقتل قائد عسكري بارز وتنظم جنازة لقادة وعلماء
- الناتو - ترامب: الخوف مما لا يمكن توقعه.
- مجموعات -كوماندوس برية- إسرائيلية -تحركت سرا في قلب- الأراضي ...
- مليون ونصف مهددون بالموت عطشا بغزة والاحتلال يمعن بتدمير الم ...


المزيد.....

- قراءة تفكيكية في رواية - ورقات من دفاتر ناظم العربي - لبشير ... / رياض الشرايطي
- نظرية التطور الاجتماعي نحو الفعل والحرية بين الوعي الحضاري و ... / زهير الخويلدي
- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - مازن لطيف علي - مقام التحول.. هَوَامِشُ حَفريّةُ عَلَى المتنِ الأدُونِيسيّ