أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مازن لطيف علي - رأس اللّغة جسمُ الصّحراء














المزيد.....

رأس اللّغة جسمُ الصّحراء


مازن لطيف علي

الحوار المتمدن-العدد: 2881 - 2010 / 1 / 7 - 13:42
المحور: الادب والفن
    


ما يكون ماضيك ، منظرا إليه بعين السّفر ، في الجهة الثانية من المَنْفى المتحرك_منفاك ؟
أهُوَ بَعْضُ ذكرياتِ تُمسِكُ بك إلى الجهة الأولى من طرف الهاوية ؟
أهو ، أبعدُ من ذلك؟
أنت نفسك _ في نموّك ، وفي تقدّمك نحو ما نُسميه المستقبل ؟ والماضي ، إذاً ، ليس مجرد لباسٍ عتيقٍ تحتفظ به للذكرى ، أو ترميه وتتخلص منه .
هذه الاسئلة يطرحها أدونيس في مستهل كتابه "راس اللغة جسم الصحراء" الصادر عن دار الساقي..
تحدث عن المنفى المتحرك والمنفى العربي المتمثل في حالتين واضحتين بارزتين من النفي يمكن ان يقال عنه إنه سياسي بالمعنى العام ، الاولى هو الشاعر "طرفة" والثاني هي نفي " ابي ذر الغفاري" الى الربذة في الصحراء ، ويذكر ادونيس ان ان المكان وحده لا يمكن ان يكون المنفى ، لان المنفى داخل الذات ، في اللغة ذاتها ، وقد يكون أشد هولا في مسقط الرأس منه في أي مكان آخر .
ويلاحظ ادونيس ان العرب مأخوذون بفكرة " الأول " بمعنى " السَّبْق " ، و " الرتبة " ، و " المفام " . وهي عند العرب تتضمن فكرة " الإلغاء " و" الابتداء " و " الأوحدية " ، ويظن ادونيس ان لهذه الفكرة وخاصة في ممارستها ، تأثيراً مدمراً في الحياة ، وفي السياسة والثقافة ، وفي العلاقات بين البشر ، وهو تأثير من السهولة ملاحظته ، كيفما اتجهنا ، وكيفما قرأنا .
وتخلو الثقافات الغربية والشرق الأقصى من هذه الفكرة ، لهذا وجد في تلك الثقافات التراكم المعرفي المتواصل ، منذ القديم ، وخاصة اليوناني .
ويرى ادونيس ان الكاتب العربي يواجه مشكلات ترتبط بنشاطه الإبداعيّ ـ أو بآرائه الفكرية والسياسية ، وليست الدولة هي مصدر المشكلات بصورة دائمة ، بل الاوساط الدينية _ الثقافية ، غالباً ، مع انها تُفضح عن وضعٍ خطير وخَطر في كل ما يتصل بحرية التعبير ، والعلاقات الفكرية _ الحوارية بين أبناء المجتمع الواحد ، الرقابة في أشكالها المتنوعة ، فإن الوسط الثقافي العربي لايعطيها الاهمية الواجبة ، وهذا مِما يسمح بالقول ، في التحليل الاخير ، فأن هذا الوسط لايَرقى ، في سلوكه الاخلاقي العملي ، إلى المستوى الذي تفرضه مستوى الكتابة ..
وعن العنف واشكاله يرى ادونيس انه معجب بجيفارا كثيرا وحبه للجمال والرأة غير ان انه لايعجب بطريقة وخط جيفارا الثورية ، ويرفض ادونيس أي انوع العنف مهما كانت اهدافه ونواياه ، في حين يرى ان غاندي هو الشعب كله ، في تنوع فئاته ووحدتها ، مسلخا بالسلام .. فأدونيس ييرى اننا لسنا في حاجة الى جيفارا بل نحن بحاجة إلى غاندي .
وعن سياسة التشيع يرى ادونيس ان سياسة التشيع كانت انتصارا ثقافيا متواصلا ، فأذا كان " السنة " نجحوا في بناء الدول ومؤسساتها ، فأن " الشيعة " نجحوا في بناء الثقافة وبخاصة الشعر والادب والتصوير والموسيقى والفكر الصوفي والفلسفي . يقصد ادونيس بذلك انه لايعني ان " السنة " لم يكون لهم حضورا ثقافيا ، لكن الاغلبية كان في بناء الثقافة للشعية .
يذكر ادونيس ان الذين كتبوا عن ادوارد سعيد يصدرون كتاباتهم عن نظرةٍ تُعٍسْكٍرُ الفكر : لاتراه إلا بوصفه وظيفة نضالية ، بوصفه انتماءً وانحيازاً . إنها تنويعٌ آخر على عسكرة الشعر والأدب والدين ، فخصوصية ادوارد سعيد ليست مجرد كونه انحيازا لانتمائه الفلسطيني _ العربي ، ولقضايا هذا الانتماء ، انما هي عالميتهِ ، بدئياً، وهو لايضيء الحياة العربية إلا بدءاً من إضائته الحياة الانسانية الكونية ، فهو ليس مجرد مزمارٍ أول طَبلٍ ، إنه أوركسترا كاملة ، على مستوى العالم .
"رأس اللّغة جسمُ الصّحراء" يضاف إلى كتبه العديدة ويمكن اعتبار كتابه هذا هو شبه يوميات كتبها ادونيس بفترات متقاربة عام 2008 نشر اغلبها في الصحف العربية والعالمية .



#مازن_لطيف_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيد محمود القمني : بلادنا لم تعرف نظام الدولة العلمانية منذ ...
- مروة كريدية: المعارضة لا تعني الطمع بالسلطة لان مفهوم الدولة ...
- غادا فؤاد السمان : خالفت العُرف والمألوف والمُعتاد الذي تدخل ...
- يهود اليمن
- الفنان التشكيلي سيروان شاكر عقرواي : الفن التشكيلي العراقي ك ...
- جمهورية مهاباد الكردية .. نجاحها وفشلها
- النشاط الاقتصادي ليهود العراق 1917_1952
- د. عبد الخالق حسين : الجهات المعادية للعلمانية هي المهيمنة ع ...
- الصحف اليهودية العراقية في ثلاثينيات القرن العشرين
- الشاعرة المغربية فاطمة الزهراء بنيس :لا شعر بدون حدس و خيال ...
- الشاعر صلاح حسن: الشعر يخاطب الأحاسيس والرواية تخاطب العقل
- القاص والروائي سعد محمد رحيم: المثقف الآن هو فاعل اجتماعي يد ...
- رشيد الخيون : هناك أكثر من سبعين آية قرآنية أشارت إلى العلما ...
- الروائي المبدع برهان الخطيب:المثقف يغني في غابة سبطانات
- سلامة كيلة : في الوطن العربي لازال -العقل الماركسي- يلوك مخز ...
- العراق بين الحربين .. رسائل ضابط انكليزي
- الجنابي وكتابه (هادي العلوي – المثقف المتمرد!)
- أحمد عبد الحسين .. شكراً لك ياصديقي لأنك جمعتنا في موقف واحد
- الحقيقة والسراب .. قراءة في البعد الصوفي عند أدونيس
- يهود كُردستان


المزيد.....




- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مازن لطيف علي - رأس اللّغة جسمُ الصّحراء